X
X


موقع اقرا » العناية بالأم والطفل والحمل » مظاهر الغيرة عند الأطفال

مظاهر الغيرة عند الأطفال

مظاهر الغيرة عند الأطفال


مفهوم الغيرة

تشير الغيرة عمومًا إلى أفكار أو مشاعر عدم الأمان والخوف والقلق بشأن النقص النسبي في الممتلكات أو الأمان، ويمكن أن تتألف من واحدة أو أكثر من المشاعر مثل الغضب أو الاستياء أو عدم الملاءمة أو العجز أو الاشمئزاز، وبمعناها الأصلي تختلف عن الحسد، على الرغم من أن المصطلحين أصبحا مرادفين في أغلب لغات العالم، إذ إنها تأخذ أيضًا التعريف المستخدم أصلاً للحسد وحده، وهي تجربة نموذجية في العلاقات الإنسانية، أما عن مظاهر الغيرة عند الأطفال فقد لوحظت بعض أشكال الغيرة لدى الأطفال الرضع حتى عمر الخمسة أشهر، ويَزعم بعض الباحثين أن الغيرة تظهر في جميع الثقافات وهي سمة عالمية، بينما يزعم آخرون أن الغيرة هي عاطفة خاص ة بالثقافة.[١]

مظاهر الغيرة عند الأطفال

الغيرة هي شعور معقد وغير سار يعتمد بشكلٍ كبير على نوع الاتصال في السياق الاجتماعي والقدرة على إجراء مقارنات تلقائية، ويشعر الطفل -والأفراد بشكلٍ عام- بالغيرة عندما يوجد تهديد محتمل بفقدان علاقة قيمة لمصلحة منافسه، وخلال فترة الطفولة المبكرة، يواجه الأطفال عددًا من المهام التنموية، تتضمن تنظيم المشاعر والسلوك، والعلاقة بين الأخوة هي أحد السياقات التي يحاول فيها الأطفال السيطرة على هذه الأهداف، وعلى الرغم من أن الأخوة والأخوات يتصرفون بإيجابية تجاه بعضهم البعض، إلا أن الصراع بين الأشقاء أمرًا شائع الحدوث، وبالنسبة لكثير من الآباء والأمهات الذين يمتلكون طفلين أو أكثر، فإن الصراع بين الأخوة هو مصدر قلق كبير، إذ يهتم الآباء بشكل خاص بإدارة نزاع الأخوة، والذي قد يكون أحد الأسباب التي تجعل هذا الموضوع يلفت الانتباه في الصحافة النفسية، ولهذا السبب يتم توجيه عدد من التوصيات الخاصة بالأبوة والأمومة إلى التعامل مع التنافس والغيرة بين الإخوة والأخوات،[٢]

تظهر الغيرة في المقام الأول في السياقات مكونة من ثلاثية، تشمل الفرد الغيور، والمنافس، والعلاقة القيمة مع شخص آخر مهم، ورغم أن الباحثين غالبًا ما شرحوا الغيرة لدى البالغين، لكن قد ركزت أعمالًا أخرى أقل بكثير على الغيرة في مرحلة الطفولة، وكان أحد أسباب هذا الأمر هو تعقد دراسة الغيرة لدى الأطفال، إذ تتضمن مشاعر معقدة مثل الإحراج أو الفخر، وتتعلق أيضًا بغموض تعبيرات الوجه المتعلقة بالغيرة، والتي تحول دون تحديد الغيرة القائم فقط على تعبيرات الوجه، ويميل الباحثون إلى الاتفاق على أن سلوكيات الغيرة عند الأطفال والتعبير العاطفي عن الغيرة عندهم يشتمل على مجموعة من المشاعر المتعددة المماثلة للبالغين، مثل الخوف والإحباط والحزن والغضب؛ ومع ذلك، لا يوجد اتفاق حول المكونات العاطفية المحددة التي تشكل الغيرة، ونتيجة لعدم موثوقية مؤشرات الوجه المرتبطة بالغيرة، يعتقد الباحثون أن مظهرها منظم بنمط قائم على الاعتراف المباشر بدلًا من كونه مزيجًا بسيطًا من المشاعر على المستوى الأساسي.[٣]

الغيرة عند الطفل المصاب بالتوحد

كشفت الدراسات النفسية المتعلقة مظاهر الغيرة عند الأطفال وفهمها لدى الأطفال المصابين بالتوحد، أن الأطفال الذين يعانون من مرض التوحد عبروا عن الغيرة في مواقف مشابهة لتلك التي أثارت الغيرة في زملائهم المتقدمين في السن من المصابين بالتوحد، وكذلك مشابهة للأطفال الطبيعيين، ومع ذلك، فإن مظاهر الغيرة تختلف في نموها لدى مرضى التوحد مقارنة بالنمو الاعتيادي، فقد أظهر الأطفال ذوي النمو السليم عادة سلوكًا أكثر وضوحًا للعيان نحو الوالد ونحو الطفل المنافس في كل من المواقف المثيرة للغيرة، بينما أظهر الأطفال المصابين بالتوحد الكثير من الأفعال المختلفة للتعبير عن مشاعر الغيرة.[٣]

علاوة على ذلك، فقد أظهر الأطفال المصابين بالتوحد فهمًا أقل تماسكًا للشعور والمواقف التي تثير الغيرة، مقارنةً بمجموعة الأطفال ذوي النمو الطبيعي، ومن أهم هذه المظاهر في طفل المصاب بالتوحد عمومًا التحديق في الوالد أو الطفل المنافس، بالإضافة إلى ذلك، فأن العمر العقلي للأطفال المصابين بالتوحد يرتبط عكسيًا بمقياس الغيرة في العمل أثناء مواقف اللعب، مما يشير إلى أن الأطفال ذوي السن العقلية الأعلى يظهرون عددًا أقل من السلوكيات خلال هذا الفعل؛ ويمكن تفسير هذه النتيجة المتعلقة بمظاهر الغيرة في مرض التوحد بأنها ربما ترتبط بالعجز في الفهم العاطفي، وليس بسبب تفسير الانحراف النوعي الخاص بالتوحد.[٣]

طرق علاج الغيرة المرضية

إن مظاهر الغيرة عند الأطفال وغيرها من أنواع الغيرة لدى الكبار غالبًا ما تكون مشكلة مدمرة للعلاقات، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى نتائج مخيفة، والتي تحاول الأبحاث النفسية منعها، هناك طرق ونماذج علاجية إدراكية سلوكية متكاملة لتصور الغيرة المرضية ومعالجتها، مع أهمية الحكمة في التحقق من شرعية هذه المشاعر أيضًا، فمن خلال تصور الغيرة كشكل من أشكال القلق الغاضب، يمكن تزويد المعالجين بالعديد من التدخلات المفيدة المستمدة من مجموعة متنوعة من البحوث النفسية النظرية والتطبيقية، أن الأفكار والعواطف والسلوكيات والعلاقات كلها جزء من نظام واحد وأن التدخلات العلاجية في جميع المراحل يمكن أن تزيد من الفعالية في العلاج النفسي، ويمكن أن تشمل هذه الأساليب التشديد على معالجة انعدام الأمن الشخصي أو التفكير المشوه، أو استعمال بعض التقنيات الوصفية ما وراء المعرفية والعاطفية والذهنية، وتتيح هذه التقنيات للمريض قبول عدم الراحة والعاطفة واليقين التي قد تكون جزءًا لا مفر منه من أي علاقة.[٤]

المراجع[+]

  1. “Jealousy”, en.wikipedia.org, Retrieved 19-01-2020. Edited.
  2. Amy Kolaka, Brenda Volling (2011), “Sibling Jealousy in Early Childhood: Longitudinal Links to Sibling Relationship Quality”, Infant and Child Development, Issue 20, Folder 1, Page 213–226. Edited.
  3. ^ أ ب ت Nirit Bauminger (2004), “The expression and understanding of jealousy in children with autism”, Development and Psychopathology, Issue 16, Folder 1, Page 157–177. Edited.
  4. Robert Leahy, Dennis Tirch (2008), “Cognitive behavioral therapy for jealousy”, International journal of cognitive therapy, Issue 1, Folder 1, Page 18-32. Edited.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب