موقع اقرا » إسلام » مواضيع دينية متفرقة » مصادر حقوق الإنسان الشرعية

مصادر حقوق الإنسان الشرعية

مصادر حقوق الإنسان الشرعية


ما هي حقوق الإنسان؟

إنَّ لفظة الحقوق تدلُّ على القواعد والأمور الثَّابتة التي تتعلق بشيءٍ ما، وحقوق الإنسان هي تلك الأمور الثَّابتة التي يتمتع بها الإنسان بغض النَّظر عن انتمائه الدِّيني أو العرقي، فسواء كان الشّخص أبيض أو أسود عربي أو غير عربي يجب أن يكون له حقوق يتمتع بها، ومن تلك الحقوق أن يعيش الإنسان بجوٍّ من الكرامة وحفظ الذات منذ ولادته إلى يوم وفاته، ولا تتعلق حقوق الإنسان بكونه فردًا مستقلًا بذاته، وإنَّما تنظم علاقاته الاجتماعيَّة والإنسانيَّة ضمن إطار مجتمعٍ كاملٍ.[١]

مصادر حقوق الإنسان الشرعية

هل يعدُّ الإجماع من المصادر الشَّرعيَّة؟

بما أنَّ الإسلام قد أقرَّ الحقوق التي يتمتع بها الإنسان، كان لا بدَّ من مصادر شرعية تُستقى منها تلك الحقوق وهي:

نصوص القرآن الكريم

لقد جاءت الآيات والنُّصوص القرآنية لتؤكد على حقوق الإنسان التي من الواجب أن يتمتَّع بها، وقد ورد التأكيد على الحقِّ في مئتين وثلاثة وثمانين موضعًا من القرآن الكريم، ومن حقوق الإنسان التي وردت في القرآن الكريم حق الحفاظ علىالضَّروريات الخمس، وهي الحفاظ على الرُّوح أو النَّفس، والحفاظ على العقل والحفاظ على الدِّين بالإضافة للحفاظ على المال والنَّسل.[٢]

نصوص السنة النبوية الشريفة

تعدُّ السُّنة النَّبوية الشَّريفة الباب الثَّاني التي يستمد منها حقوق الإنسان فهي تلي القرآن الكريم في المرتبة؛ لأنَّ القرآن الكريم هو المجمل فتكون مهمة الأحاديث النَّبوية الشَّريفة والصَّحيحة تفصيل ذلك المجمل الذي جاء به القرآن الكريم، وقد ورد ذكر الحقوق والتأكيد عليها في أكثر من مئة وثمان وخمسين موضعًا من الأحاديث.[٢]

الإجماع

ومن المصادر الشَّرعية التي يؤخذ فيها لبيان حقوق الإنسان الإجماع، وقد أقر القرآن والسنة النبوية الشريفة الإجماع كمصدرٍ ثالثٍ من مصادر التشريع على الترتيب.[٢]

الاجتهاد

ويأتي في المرتبة الآخيرة من مراتب مصادر التَّشريع في إثبات أي حقٍّ من الحقوق للإنسان، وهو بابٌ قد أقرَّه القرآن الكريم والسنَّة النَّبويَّة الشَّريفة في كثيرٍ من مواضعها، ويكون الاجتهاد بأن يعطي عالم إسلاميٌّ موثوق الرأي رأيه في أيِّ مسألةٍ شرعيَّةٍ، ويمكن أن يكون هذا الاجتهاد في أيِّ زمانٍ ومكان فهو لا يقتصر على فترةٍ زمنيَّةٍ محدَّدةٍ.[٢]

أمثلة على حقوق استُنبطت من القرآن والسنة

هل الحريَّة التي يتمتع بها الإنسان فقط حريَّة جسديَّة؟

لقد أقرَّ الإسلامي الكثير من الحقوق التي يتمتَّع بها الإنسان ومن تلك الحقوق ما يأتي:[٣]

  • حق الحرية: لقد كانت حريَّة الإنسان من أهم الأمور التي طالب بها الإسلام للإنسان، وطالب بإنهاء عبودية الإنسان قال تعالى في سورةالنُّور: {فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا}،[٤] ولم يتوقف هذا الأمر عند حريَّة الجسد بل سعى الإسلام ليجعل الإنسان حرًا من شهواته وغرئزه.
  • حق المساواة: لقد جاء الإسلام ليعلن أن البشر متساوون في حقوقهم فلا فرق بين أبيض وأسود وذكر وأنثى، فجميعهم خلقهم الله -تعالى- من نفس واحدة، قال تعالى في سورة النِّساء: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ}،[٥] وما يتفاضل به البشر فقط هو الأعمال الصالحة وذلك ما قرره قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}.[٦]
  • حق المساندة والتكافل الاجتماعي: وذلك بأن يتفقَّد الإنسان أحوال أخيه من فقر أو مرض أو حتَّى حاجةٍ نفسيَّة، ووقد ورد ذلك في سورة التَّوبة قال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}.[٧]

المراجع[+]

  1. عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 109. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث مجموعة من المؤلفين، موسوعة المفاهيم الإسلامية العامة، صفحة 232. بتصرّف.
  3. عبد الله بن عبد المحسن التركي، حقوق الإنسان في الإسلام للتركي، صفحة 60-86. بتصرّف.
  4. سورة النور، آية:33
  5. سورة النساء، آية:1
  6. سورة الحجرات، آية:13
  7. سورة التوبة، آية:71






اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب