مخترع السيارة ذات العجلات الأربعة

السيارة ذات العجلات الأربعة

وسيلة التنقل الأساسية التي جعلت التنقل والسفر أكثر سهولةً وأقل عناءً، وأحد أكثر الاختراعات روعةً في العالم هي السيارة؛ وهي عبارة عن مركبة مزودة بعجلاتٍ أربعة تعمل بمحرك داخلي، وتستخدم لنقل الأشخاص والعناصر من موقع إلى آخر، وتعمل بشكل عام بالبنزين، ولكنّ التقدم التكنولوجي أدى إلى تصميم سيارات تعمل بالديزل وبالكهرباء وحتى الماء، إن فكرة اختراع السيارة لاتعود لشخصٍ واحدٍ فقط، حيث إن جميع أجزاء السيارة تم تجميعها بشكل تدريجي على مدى خمسة آلاف عام، وفي هذا المقال سوف يتم التعرف على تاريخ تطورها وعلى مخترع السيارة ذات العجلات الأربعة ونتائج انتشارها على المجتمع.[١]

مراحل صناعة السيارة ذات العجلات الأربعة عبر الزمن

قبل معرفة من هو مخترع السيارة ذات العجلات الأربعة، سوف يتم الحديث عن نشأة السيارات؛ فلقد لجأ الإنسان منذ عصور لاستخدام الحيوانات لتحريك الأجسام الثقيلة، وقام الأمريكيون الأصليون قبل حوالي 5000 عامًا قبل الميلاد باختراع أداة خشبية تستخدم لربط الحيوانات بالعربات لسحب الأحمال، وبعدها بحوالي 1500 عامًا، ظهرت العجلة لأول مرة، وكانت الخطوة الكبيرة التالية هي تحويل الزلاجات إلى عربات بإضافة العجلات لها، ولقد شكل ابتكار العربات والزلاجات نقلةً نوعيةً في نقل الأجسام الثقيلة، إلا أنّها لم تكن مجديةً للسفر، والتنقل لمسافاتٍ طويلة، وفي نهاية العصورالوسطى في عام 133، رسم الهولندي “جويدو فون فيجيفانو ” نموذجًا لسيارة بدائية، تتكون من ثلاثة أجزاءٍ رئيسةٍ: محرك بدائي، مجموعة من العجلات والتروس لنقل الطاقة بين المحرك والعجلات[٢].

جاء التطور الرئيس التالي عندما استخدم الفرنسي “نيكولاس جوزيف كوغنوت” المحركات البخارية لصنع جرارٍ من الخشب لسحب خراطيم الجيش الثقيلة، وكثيرٌ من الناس اعتبروا هذه السيارة هي الأولى في العالم ولكنه لم يُسجّل على أنّه مخترع السيارة ذات العجلات الأربعة، لأنها كانت بدائيةً بشكل لا يصدق، حيث بلغت سرعتها القصوى 5 كيلومتراتٍ في الساعة فقط[٢].

بعد حوالي 200 عامًا، قام المهندس الفرنسي “جوزيف إتيان لينوار” بصنع محركات الغاز، وفي عام 1863 قام لينوار باستخدام محركه لبناء سيارةٍ بدائيةٍ تمكنت من قطع مسافة 18 كيلومترٍ في 11 ساعة، لكن الألماني “نيكولاس أوتو” توصل إلى خيارٍ أفضل فيما يخص محركات الغاز، وقام باستبدال الغاز بالبنزين وتوصل إلى محرك بنزين فعالٍ حقًا في عام 1876، وحتي بعد اكتشاف محرك البنزين لم يسجل أوتو على أنهّ مخترع السيارة ذات العجلات الأربعة.[٢]

من هو مكتشف السيارة ذات العجلات الأربعة

بعد الاطلاع على تاريخ تطور السيارات، ذكر المقال أسماء العديد ممن ساهموا بالطبع في الوصول إلى هذا الاختراع، لكنه لم يذكر اسم مخترع السيارة ذات العجلات الأربعة الفعلي؛ فجميع من ذكروا سابقًا لهم فضلٌ كبير في تطور السيارات ولكنّ الفضل الأكبر يعود إلى الألماني “كارل بنز”[٣].

حصل “كارل بنز” على الفضل في اختراع السيارة وتم اعتباره مخترع السيارة ذات العجلات الأربعة لأنّ سيارته كانت عملية وبسيطة، وتعمل باستخدام محرك الاحتراق الداخلي الذي يعمل بالبنزين، وُولد بنز في عام 1844م في ألمانيا، حيث كان والده عاملًا في سكة الحديد لكنه توفي عندما كان بنز في عمر العامين، وعلى الرغم من أنّ والدته كانت فقيرة، إلا أنّه التحق بجامعة كارلسروه الألمانية في سن الخامسة عشر، وتخرج منها في عام 1864 بدرجة في الهندسة الميكانيكية[٣].

كان لزوجته “بيرثا رينجر” أثرًا كبيرًا في نجاحه، اوستخدمت مهرها لتمويل مصنعٍ لمحركات الغاز، ومن خلال الأرباح قام بنز بصنع أول عربة تعمل بالغاز، ثم بنى ثلاثة نماذجٍ أوليةٍ لسيارته الخاصة في عام 1888م، قامت زوجته بتجريب الإصدار الأخير للمرة الأولى عندما خرجت برفقة ولديها إلى منزل والدتها على بعد 100 كيلومتر، ولكنها اضطرت أن تقوم بالإصلاحات على طول الطريق عند صعود التلال باستخدام جلد الأحذية وبعض الأربطة ودبابيس الشعر، وأظهرت الرحلة التي قامت بها بيرثا لبنز كيفية تحسين السيارة، وفي عام 1889م قام بنز بعرض الإصدار الثالث في معرض باريس العالمي، توفي كارل بنز في عام 1929، بعد عامين فقط من اندماجه مع شركة غوتليب دايملر لتصنيع السيارات لتشكيل مجموعة دايملر الشركة المصنعة لمرسيدس بنز.[٣]

انتشار السيارة ذات العجلات الأربعة

تذكر العديد من المراجع اسم “هنري فورد” وهو اسمٌ لامع في تاريخ تطور السيارات، ولا يعد هو مخترع السيارة ذات العجلات الأربعة ولكن بفضله وفي عام 1913، خفضت تكاليف إنتاج السيارات بشكل كبير مما جعلها متاحةً لجميع العائلات، ووضع خطوطًا للإنتاج، حيث أتاحت خطوط الإنتاج القدرة على تصنيع السيارات في وقت وجهدٍ أقل، وبذلك بدأ الإنتاج الضخم للسيارات والذي كان له تأثيراتٌ كبيرة في جميع مجالات التصنيع في جميع أنحاء العالم، كما أحدث محرك الاحتراق الداخلي التي عمل عليها فورد ثورةً في مجال النقل والصناعة والزراعة، وكان له تأثيرٌ كبيرٌ على العديد من القضايا البيئية، كما غير اختراع وتعميم السيارات في المجتمع في العديد من البلدان، تمكنت العائلات من الطبقة العاملة من قضاء إجازاتٍ عائليةٍ ممتدة، وفتحت المجال للعديد من الأشخاص في العمل وزيارة الأصدقاء والعائلة بشكل روتيني على بعد أكثر من بضعة كيلومترات، وعلى الصعيد الإنشائي والعمراني، انتشرت مواقف السيارات ومراكز التسوق والطرق السريعة، وفتحت العديد من متاجر قطع غيار السيارات وتجار السيارات وغسيل السيارات ومحلات تصليح السيارات.[٤]

نتائج ظهور السيارات ذات العجلات الأربعة

ظهور اختراع بحجم السيارة أدى إلى العديد من التغيرات كما تم ذكرها مسبقًا، وكانت معظمها إيجابية على مختلف المجالات، ولكن بالطبع لا يعني عدم وجود أي نتائج سلبية، لذلك يمكن التطرق إلى الآثار السلبية التي نتجت من انتشار السيارات بشكل كبير في جميع أنحاء العالم، حيث تكمن التغيرات بالنتائج الآتية[٥]:

• انخفاض استخدام النقل الجماعي بشكلٍ حاد، أصبحت أنظمة القطارات العامة شبه معدومة، ولم يتواجد مترو الأنفاق إلا في عددٍ قليلٍ من المدن.
• كان للسيارة تأثيرٌ كبيرٌ على المجتمع في المجال البيئي، إذ إن تصنيع مئات الملايين من السيارات يتطلب كمياتٍ هائلةٍ من الحديد والألومنيوم والبلاستيك والمطاط، بالإضافة إلى الرصاص الذي يستخدم في بطارية السيارة والنحاس في أنظمة الأسلاك وما إلى ذلك، تعدين جميع هذه المواد أدى إلى استنزاف الموارد البيئية بشكل ملحوظ.
• التأثير البيئي الضار مثل الانسكابات والحرائق للمواد البترولية عند استخراجها من الأرض، ونقلها إلى المصافي والمصانع بهدف تحويلها إلى وقود.
• انخفاض جودة الهواء في العديد من المدن الكبيرة بسبب إطلاق ثاني أكسيد الكربون والدخان وأول أكسيد الكربون والمنتجات الثانوية الأخرى، مما يؤدي إلى مشاكل في التنفس للإنسان.
• التغيرات المناخية بسبب ارتفاع نسب غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي تؤدي إلى ارتفاع درة حرارة البحار والمحيطات، وذوبان القمم الجليدية القطبية، والتي من المحتمل أن تغرق العديد من المدن الكبيرة.

يجب موازنة كل هذه التغييرات البيئية بالمزايا التي جاءت من مخترع السيارة ذات العجلات الأربعة، ليس هناك شك في أن العالم قد شهد تحسناً بطرقٍ عديدة مقارنة بالعصرالذي مضى، وأن الكثير من هذا التحسن يرجع إلى السهولة النسبية لنقل البضائع والناس، والتقنيات الزراعية المحسنة والعديد من الفوائد الأخرى التي كان سببها “كارل بنز” مخترع السيارة ذات العجلات الأربعة.[٥]

المراجع[+]

1. ↑ “Who built the first automobile?”, www.history.com, Retrieved 22-11-2019. Edited.
2. ^ أ ب ت “History of cars”, www.explainthatstuff.com, Retrieved 22-11-2019. Edited.
3. ^ أ ب ت “Who Invented the Car?”, www.livescience.com, Retrieved 22-11-2019. Edited.
4. ↑ “The Invention of Automobiles”, www.encyclopedia.com, Retrieved 22-11-2019. Edited.
5. ^ أ ب “The Invention of Automobiles”, www.encyclopedia.com, Retrieved 22-11-2019. Edited.