موقع اقرا » إسلام » أحاديث » ما هي سمات الحديث القدسي

ما هي سمات الحديث القدسي

ما هي سمات الحديث القدسي


أنواع الحديث

يتكوّن الحديث النبويّ من سندٍ ومتنٍ، والسّند هو: سلسلة الرّجال الذين رووا الحديث ونقلوه إلينا، أمّا المَتْن فهو: ألفاظ الحديث التي يتمّ معناه بها، وقد قسّم علماء الحديث الأحاديث إلى عدّة تقسيمات؛ وهي كالآتي:[١]

  • أنواع الحديث من حيث إضافتها إلى الله سبحانه وتعالى:
    • الحديث النبويّ: وهو ما كان لفظه من الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، ومعناه من الله عزّ وجلّ، ولم يُضيفه الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- إلى الله عزّ وجلّ.
    • الحديث القدسيّ: وهو الحديث الذي أضافه الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- إلى الله -تبارك وتعالى- وكان لفظه ومعناه من الله سبحانه وتعالى.
  • أنواع الحديث من حيث ثبوتها:
    • الحديث المتواتر: وهو الحديث الذي نقله جَمْع غفير يستحيل عادةً أن يتّفقوا على الكَذْب، من أوّل السّند إلى آخره، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
    • الحديث المشّهور: وهو الحديث الذي رواه ثلاثة فأكثر، دون بلوغهم حد التواتر، وذلك في كلّ طبقة من طبقات السّند.
    • حديث الآحاد: وهو الحديث الذي رواه الواحد أو الاثنان فأكثر، دون أن يبلغ حدّ المشّهور أو المتواتر.
  • أنواع الحديث من حيث القَبول والردّ:
    • الحديث الصحيح: وهو ما اتّصل سنده بنقل الرّاوي العَدْل الضابط لحفظه في كلّ طبقة من طبقات السّند، دون وجود علّة أو شذوذ في الحديث.
    • الحديث الحَسَن: وهو ما اتّصل سنده بنقل الرّاوي العَدْل الذي خفَّ ضبط حفظه في كلّ طبقة من طبقات السّند، دون وجود علّة أو شذوذ في الحديث.
    • الحديث الضعيف: وهو الحديث الذي لم تجتمع فيه شروط الحديث الحَسَن، إمّا لعدم اتّصال سنده، أو لوجود علّة فيه ،أو لاضطراب في المَتْن.

سمات الحديث القدسيّ

ورد عن النبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- العديد من الأحاديث النبويّة الشريفة، ومنها ما هو حديث نبويّ، ومنها ما هو حديث قدسيّ، فأمّا الحديث النبويّ فهو كلّ ما أُضيف إلى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من قولٍ أو فعلٍ أو تقريرٍ أو صفةٍ خَلقيّة أو خُلقيّة، وأمّا الحديث القُدسيّ فهو ما نُقل عن النبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- بإسناد الحديث إلى الله عزّ وجلّ،[٢][٣] وسمّي الحديث القدسيّ بهذا الاسم نسبةً إلى القُدس؛ وذلك دلالةً على تعظيمه وتقّديسه، ومن العلماء من أطلق عليه اسم: الحديث الإلهيّ، أو الحديث الربانيّ، وللحديث القدسيّ حُكماً من حيث الرّواية؛ فقد يكون صحيحاً أو حَسَناً أو ضعيفاً.[٤][٥]

إنّ عدد الأحاديث القدسيّة ليس كبيراً بالنسبة للأحاديث النبويّة، إلّا إنّه يفوق المئتي حديث، وتكون رواية الأحاديث القدسيّة بإحدى الصغيتين الآتيتين:[٣]

  • قال الله -سبحانه وتعالى- فيما يرويه عنه الرّسول صلّى الله عليه وسلّم.
  • قال الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- فيما يرويه عن ربّه تبارك وتعالى.

وإنّ للحديث القدسيّ سمات تميّزه عن غيره، منها ما يأتي:[٤]

  • نسبة الحديث القدسيّ إلى الله سبحانه وتعالى، وذلك في الصيغة التي يرويها النبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم.
  • الحديث القدسيّ غير متعبّد بتلاوته، فلا تصحّ العبادة بقراءته.
  • الحديث القدسيّ لم يجعله الله -سبحانه وتعالى- مجالاً للتحدّي والإعجاز.
  • الحديث القدسيّ يثبت بطريق التواتر وبطرق أخرى.
  • طهارة المرء ليست شرطاً لِلَمْس أو قراءة الحديث القدسيّ.

الفرق بين الحديث القدسيّ والقرآن الكريم

لا بدّ من بيان الفرق بين الحديث القدسيّ وبين القرآن الكريم حسب ما يأتي:[٤][٦]

  • القرآن الكريم معجِز أمّا الحديث القدسيّ فليس معجزاً، والله -سبحانه وتعالى- قد تحدّى جميع المخلوقات بالقرآن الكريم.
  • القرآن الكريم لا تجوز روايته بالمعنى، بل لا بدّ من الدقّة في نقل ألفاظه وحروفه، أمّا الحديث القدسيّ فلا بأس من روايته بمعناه.
  • القرآن الكريم لا يمسّه إلّا المرء الطاهر، أمّا الحديث القدسيّ فلا تشترط طهارة المرء حتى يُسمح له بمسّه.
  • القرآن الكريم لا يكون إلّا متواتراً، أمّا الحديث القدسيّ فإنّه قد يُروى بالآحاد أيضاً وليس بالتّواتر فقط.
  • القرآن الكريم لا تصحّ الصّلاة إلّا بتلاوة شيءٍ منه، أمّا الحديث القدسيّ فلا يُقرأ في الصّلاة.

أمثلة على أحاديث قدسيّة

ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في كتب ومصنفات الحديث الشريف عدّة أحاديث قدسيّة، منها ما يأتي:

  • روى أبو هريرة رضي الله عنه: (إنَّ اللهَ -تعالى- قال: من عادى لي وليًّا، فقدْ آذنتُه بالحربِ، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممّا افترضتُه عليه، وما يزالُ عبدي يتقرّبُ إليَّ بالنوافلِ حتى أُحبُّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمْعَه الذي يسمعُ به، وبصرَه الذي يُبصرُ به، ويدَه التي يبطشُ بها، ورجلَه التي يمشي بها، وإن سألني لأُعطينَّه، وإن استعاذَني لأعيذنَّه، وما تردَّدتُ عن شيءٍ أنا فاعلُه تردُّدي عن قبضِ نفس المؤمن، يكره الموتَ وأنا أكْرهُ مساءتَه).[٧]
  • روى أبو هريرة رضي الله عنه: (قال اللهُ عزَّ وجلَّ: أنا أغْنَى الشّركاءِ عن الشّركِ، فمن عَمِل لي عملاً أشركَ فيه غيري فأنا منه بريءٌ وهو للذي أشركَ).[٨]
  • روى أنس بن مالك رضي الله عنه: (قال اللهُ تعالى: يا ابنَ آدمَ؛ إنَّك ما دعوتَني ورجوتَني غفرتُ لكَ على ما كانَ منكَ ولا أُبالِي، يا ابنَ آدمَ؛ لوْ بلغتْ ذنوبُك عنانَ السماءِ ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لكَ ولا أُبالِي، يا ابنَ آدمَ؛ لوْ أنَّك أتيتَني بقُرَابِ الأرضِ خطايا ثمَّ لقيتَني لا تشركْ بي شيئاً لأتيتُك بقرابِها مغفرةً).[٩]

المراجع

  1. أ.د. مصطفى مسلم (2014-7-14)، “أنواع الحديث الشريف من حيث الثبوت والقبول والرد”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-2-27. بتصرّف.
  2. “تعريف الحديث القدسيّ والنبويّ”، fatwa.islamweb.net، 2002-7-1، اطّلع عليه بتاريخ 2018-2-25. بتصرّف.
  3. ^ أ ب محمود داود دسوقي خطابي (2017-10-6)، “الفرق بين القرآن والحديث القدسي”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-2-25. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت “الحديث القدسي، معناه، والفرق بينه وبين القرآن”، fatwa.islamweb.net، 2002-10-29، اطّلع عليه بتاريخ 2018-2-25. بتصرّف.
  5. “تعريف الحديث القدسيّ”، www.alssunnah.org، اطّلع عليه بتاريخ 2018-2-25. بتصرّف.
  6. “ما الفرق بين القرآن الكريم والحديث القدسي، وبين الحديث القدسي والحديث النبوي ؟”،www.alfawzan.af، اطّلع عليه بتاريخ 2018-2-25. بتصرّف.
  7. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1782، صحيح.
  8. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3406، صحيح.
  9. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6047، صحيح.






اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب