X
X


موقع اقرا » علوم الأرض » ثروات طبيعية » ما هو الوسط البيئي

ما هو الوسط البيئي

ما هو الوسط البيئي


الوسط البيئي

يشمل النظام البيئي مجموعة الكائنات الحية التي تعيش في حيّز معيّن ضمن بيئة ما، والعلاقات المتبادلة فيما بينها، ويمكن تطبيق مفهوم النظام البيئي على جميع البيئات باختلاف أحجامها، ابتداءً من الكائنات الحية متعدّدة الخلايا مثل الحشرات، وانتقالاً إلى مقياس أوسع، مثل: البحيرات، والسلاسل الجبلية، والغابات، وانتهاءً بكوكب الأرض ككلّ.[١][٢]

ويجدر بالذكر أنّ النظام البيئي يتكوّن من مكوّنين أساسيين، هما:[١][٢]

  • المكوّنات الحية

(بالإنجليزية: Biotic)، هي مجموعة الكائنات الحية التي تتفاعل فيما بينها بشكل مستمرّ، وتعتمد على بعضها اعتماداً متبادلاً، وتشمل: الحيوانات، والنباتات، والكائنات الحية الدقيقة.

  • المكوّنات غير الحية

(بالإنجليزية: Abiotic)، هي وسط طبيعي ذو خصائص فيزيائية محدّدة، مثل: المناخ، ودرجة الحرارة، والرطوبة، ودرجة الحموضة، وتركيز المغذّيات.

تؤثّر مكوّنات النظام البيئي بنوعيها على بعضها بطرق مباشرة وغير مباشرة، فمثلاً يؤثّر تغيّر درجة الحرارة في نظام بيئي معيّن على نوعية النباتات التي ستنمو في هذا النظام، ممّا يفرض على الحيوانات التي تعتمد على هذه النباتات في الغذاء والمأوى أن تتكيّف مع التغيّرات، أو تنتقل إلى نظام بيئي آخر، أو تموت.[٣]

أنواع الأوساط البيئية

يوجد نوعان رئيسيان من النظم أو الأوساط البيئية، هما: الأوساط البيئية الأرضية (بالإنجليزية: Terrestrial Ecosystems)، والأوساط البيئية المائية (بالإنجليزية: Aquatic Ecosystems)، ويمكن تصنيف النظم البيئية بشكل أدّق وفقاً لأنواع الحيوانات والنباتات التي تتفاعل داخلها، بالإضافة إلى العوامل البيئية الأخرى كالمناخ وغيره.[٤]

الأوساط البيئية الأرضية

يشمل مفهوم النظم أو الأوساط البيئية الأرضية المجتمعات البرية للكائنات الحية في منطقة معيّنة، والتفاعلات بينها وبين المكوّنات غير الحية الموجودة في نفس المنطقة، ويعتمد نوع النظام البيئي الأرضي في منطقة ما على متوسّط درجة الحرارة، ومعدّل هطول الأمطار، ونوع التربة، وكمية أشعة الشمس فيها.[٥]

ومن الأمثلة على النظم البيئية الأرضية: التندرا (tundra)، والتايغا (taigas)، والغابات النفضية المعتدلة (temperate deciduous forests)، والغابات الاستوائية المطيرة (tropical rainforests)، والأراضي العشبية، والصحاري.[٥]

تتميّز الأوساط البيئية الأرضية عن الأوساط البيئية المائية بعاملين أساسيين، هما: انخفاض نسبة المياه في النظم الأرضية مقارنة بالنظم المائية، ممّا أكسب المياه فيها أهمية خاص ّة نظراً لمحدودية توافرها، أمّا العامل الآخر فيتمثّل بتوفّر الضوء في النظم الأرضية بشكل أكبر من النظم المائية، ويعود السبب في ذلك إلى أنّ الأوساط الأرضية تتمتّع بتلوّث أقلّ مقارنة بالمائية.[٦]

الأوساط البيئية المائية

يُطلق على أي نظام بيئي موجود في مسطّح مائي ما اسم النظام البيئي المائي، إذ تعتمد فيه الكائنات الحية على بعضها البعض، وعلى البيئة المائية المحيطة فيها من أجل البقاء على قيد الحياة، وتتأثّر النظم البيئية المائية بطبيعة المياه، ونوع العلاقة بين كلّ من البشر والكائنات الأخرى مع المياه.[٦]

ويجدر بالذكر أنّ النظم البيئية المائية تتمثّل بنوعين رئيسيين، هما:[٦]

  • النظم البيئية البحرية

(بالإنجليزية: Marine ecosystems)، هي أكبر النظم البيئية الموجودة على سطح الأرض، إذ تشكّل نسبة تقدّر بحوالي 71% منه، وتحتوي على نحو 97% من كمية المياه الإجمالية الموجودة على الكوكب، وتجدر الإشارة إلى أنّ مياه الأوساط المائية البحرية غزيرة بالمعادن والأملاح، وتعيش فيها أنواع مختلفة من الكائنات الحية، مثل: الطحالب، والأسماك، والشعاب المرجانية، وغيرها.

  • النظم البيئية للمياه العذبة

(بالإنجليزية: Freshwater ecosystems)، هي نظم بيئية صغيرة جداً من حيث الحجم مقارنة بالنظم البحرية، إذ تمثّل المياه العذبة 0.009% فقط من إجمالي المياه الموجودة على الكوكب، وتشكّل ما نسبته 0.8% من سطح الأرض، وتعيش في هذه النظم أنواع عديدة من الكائنات الحية، منها: الزواحف، والبرمائيات، بالإضافة إلى 41% نوعاً من الأسماك الموجودة حول العالم، وبجدر بالذكر أنّ بعض هذه النظم تكون فيها المياه راكدة أو بطيئة الحركة؛ كما في البرك، والبحيرات، في حين أنّ بعضها تكون فيه المياه جارية وسريعة الحركة مثل الأنهار، أمّا الجزء الآخر منها فيتّخذ شكل الأراضي الرطبة التي تغمرها المياه لفترة طويلة، وتحتوي المياه الجارية على تنوّع بيولوجي أكبر من غيرها، وذلك لاحتوائها على أكسجين ذائب بنسبة أكبر.

وظيفة الوسط البيئي

تتمثل وظيفة الوسط البيئي في عدة جوانب، وفيما يأتي أبرزها:[٧]

  • يوفّر الوسط البيئي الموارد التي تتطلبها عمليّة الإنتاج، والتي تتضمن الموارد المتجددة وغير المتجددة، فعلى سبيل المثال توفّر البيئة الأخشاب للأثاث، والتربة، والأرض للبناء، وغيرها العديد.
  • يحافظ الوسط البيئي على استدامة حياة الإنسان ويحافظ عليها، وذلك من خلال ما تشتمل عليه البيئة من أشعة الشمس، والتربة، والماء، والهواء، بالإضافة إلى توفير التنوّع الجيني والبيولوجّي.
  • يُساهم الوسط البيئي في استيعاب النفايات الناتجة من الأنشطة الإنتاجية والاستهلاكية، ويساعد في عملية التخلص منها.
  • يعزز الوسط البيئي نوعية الحياة على كوكب الأرض، وذلك من خلال توفير المناظر الطبيعية الخلّابة كالأنهار، والجبال، والصحاري، بحيث يتمتّع البشر بجمالها.

الاضطرابات البيئية

يمكن تعريف الاضطرابات البيئية (بالإنجليزية: Ecological Disturbance) على أنّها أحداث ناجمة عن ضغوط بيئية شديدة، والتي تحدث في وقت قصير، وتسبّب تغيرات كبيرة تؤثر على بُنية النظام البيئي، وتحدث هذه الاضطرابات نتيجة أسباب طبيعية المنشأ، أو أنشطة بشرية.[٨]

تعد الاضطرابات البيئية من العوامل الأساسيّة التي تحدث في المناطق الأحيائية والنظم البيئية، إذ تساهم في التأثير على عملية التعاقب والتغيرات الوقتية المتعلقة بمناطق الغطاء النباتي في مكان معين.[٩]

تصنّف الاضطرابات البيئية إلى عدة أنواع، وفيما يأتي أبرز الأمثلة عليها:

الحرائق

تعد حرائق الغابات (بالإنجليزية: Wildfire) أحد أبرز عوامل الاضطرابات البيئية، والتي غالبًا ما تحدث في المناطق الأحيائية؛ كالغابات، والسافانا، والأراضي الشجرية، والعشبية، وتحدث الحرائق بسبب صواعق البرق (بالإنجليزية: Lightning) الذي يعد من أكثر الأسباب شيوعًا في حدوث الحرائق.[٩]

تحدث الحرائق أيضًا نتيجة الأنشطة البشرية، فعلى سبيل المثال تعّمد البشر على مدى السنين إشعال النيران في المناطق الريفية، ولعدة غايات منها؛ تحسين مواطن الصيد، وإنشاء المراعي، وتطهير الأراضي.[٩]

يُشار إلى أنّ النظم البيئية التي تتعرض للاحتراق باستمرار مثل غابات بونديروسا باين في أستراليا، أنَّها غالبًا ما تتعرّض لحرائق أرضيّة ذات شدة منخفضة؛ نتيجة عدم تمكّن الغابات من تعويض الغطاء النباتي بسرعة تتناسب مع الحرائق المتكررة، بينما تواجه النظم البيئية الأخرى حرائق ذات شدة عالية، ولكن بتردد أقل.[٩]

يجدر بالذكر أنَّ الغابات ذات الرطوبة العالية نادرًا ما تتعرض للاحتراق، مثل؛ الغابات الاستوائية المطيرة، ولكن يمكن خلال مواسم الجفاف الممتدة أن تشتعل حرائق التاج الواسعة (بالإنجليزية: crown fire) خلال الغطاء النباتي الكثيف.[٩]

العواصف

تحدث العواصف الرعدية (بالإنجليزية: Thunderstorms) نتيجة عملية الرفع السريع للهواء الرطب والدافئ معًا في طبقات الغلاف الجوي، الأمر الذي يَنتُج عنه تشكيل سحابة كثيفة على شكل برج عمودي تنشأ منها العواصف، وترتبط العواصف الرعدية بعدة عوامل طبيعية تتضمن؛ الرياح القوية، والبرد، والبرق، والأعاصير، والأمطار الغزيرة.[١٠]

تعد العواصف الشديدة في بعض النظم البيئية ذات تأثير يماثل أو يفوق حرائق الغابات من ناحية التأثير البيئي، وبالأخص مع وجود الرياح القوية، والتي تعد من أبرز خصائصها، وتعد الأعاصير المدارية من العواصف ذات القوى العنيفة، والتي غالبًا ما تحدث في المناطق الاستوائية، وشبه الاستوائية، وخطوط العرض الوسطى.[٩]

يمكن أن تتسبب العواصف الغزيرة في نشوء الفيضانات، والتي بدورها تقضي على النباتات والحيوانات، وتؤدي إلى ترسيب المواد الرسوبية الخصبة، بالإضافة إِلى قدرة العواصف والفيضانات الساحلية الناتجة عن العواصف الساحلية على إغراق أو جرف النظم الإيكولوجية التابعة للجزر، وتسريب المياه المالحة للجزر الساحلية.[٩]

البراكين

يحدث الثوران البركاني (بالإنجليزية: Volcanic Eruption) نتيجة الاضطرابات التكتونية، التي تنشأ عبر طيف النظم البيئية من القمم القطبية إلى الغابات الاستوائية.[٩]

تشتمل الاضطرابات البركانية على عدة مظاهر منها؛ تشكيل البراكين الطبقية (بالإنجليزية: Stratovolcano)، أو تدفقات الطين المتصاعدة، أو تدفق طبقة بطيئة من الحمم البازلتية، والتي من شأنها التأثير الكبير على النظم البيئية التي تتواجد ضمن مسار تلك الاضطرابات، وبالرغم من ذلك إلا أن عملية استعمار الأرض القاحلة تبقى مستمرة من قبل النباتات والأشنات (بالإنجليزية:lichens).[٩]

تأثير الإنسان على الوسط البيئي

يتمثل تأثير الإنسان على الوسط البيئي من خلال عدة جوانب، وفيما يأتي أبرزها:

أعداد السكان المتزايدة

ينتج النمو السكاني (بالإنجليزية: Overpopulation) من انخفاض أعداد الوفيات، وتحسن الطب، وتطور طرق الزراعة الصناعية، مما يؤدي إلى الحفاظ على حياة البشر لمدة أطول وزيادة أعداد السكان.[١١]

يؤثر الاكتظاظ السكاني بنحوٍ شديد على كوكب الأرض، وبالأخص على النظم البيئية، إذ تتطلب حياة البشر وجود مساحات من الأراضي للزراعة أو للصناعة، وبالتالي قطع الأشجار من الأراضي، وإحداث الضرر البالغ في البيئة، وبدون وجود أشجار كافية لتصفية الهواء، فإنَّ معدلات غاز ثاني أكسيد الكربون ستزداد، وبالتالي تتعرض حياة الكائنات الحية للخطر.[١١]

الزراعة والتعديل الوراثي

يعد نمو السكان المتزايد من العوامل التي ساهمت في تطور الزراعة بنحوٍ ملحوظ، إذ ساعدت الزراعة المبكرة بعض الثقافات التي تعتمد على الصيد، وقطف المحاصيل الزراعية على الاستقرار في بعض المناطق وزراعتها، الأمر الذي يؤثر على البيئة وذلك من خلال زراعة أنواع غير أصلية في مناطق جديدة بالإضافة إلى منح الأولوية لزراعة أنواع محددة دون غيرها.[١٢]

يجدر الإشارة إلى أنّ عملية التعديل الوراثي لها تأثير بيئي واضح على المحاصيل الزراعية المعدّلة وراثيًا، بحيث ساهمت عملية تدجين المواشي وغيرها من الأنواع من قبل البشر في التأثير على البيئة من خلال تغيير طبيعة الأرض، واستنزاف الأراضي العشبية، وتآكل التربة، ويُشار إلى أنّ أعداد الماشية المتزايدة ساهمت في تشكيل الغازات في الغلاف الجوي.[١٢]

إزالة الغابات

تحدُث عملية إزالة الغابات (بالإنجليزية: Deforestation) بهدف توفير مساحات كافية لبناء المنازل والمدن، وإتاحة المجال للتنمية الحضرية والضواحي، بالإضافة إلى توفير مواد البناء، إذ ينجم عن إزالة الغابات عدة آثار تتضمن انخفاض مستويات غاز الأكسجين، وزيادة مخاطر تآكل التربة، وتدمير مواطن الحيوانات.[١٢]

الاحتباس الحراري وتغير المناخ

يُساهم البشر في التأثير على البيئة بشكل خطير، من خلال استخراج واستهلاك الوقود الأحفوري، الذي ينجم عن احتراقه عدة انبعاثات لغازات الاحتباس الحراري وأبرزها غاز ثاني أكسيد الكربون، إذ تشير الدراسات إلى أن انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون تُساهم في تدمير طبقة الأوزون، والذي بدوره يساهم في تغيير المناخ عالميًا.[١٢]

كيفية حماية الأوساط البيئية

يمكن حماية الأوساط البيئية من خلال اتباع الطرق الآتية:[١٣]

  • اتباع طرق التوفير، وإعادة الاستخدام، وإعادة التدوير بهدف المحافظة على الموارد الطبيعية، وتقليل مساحات مكبات النفايات.
  • التطوع بهدف تنظيف الأوساط البيئية والمجتمعية.
  • المحافظة على موارد المياه، والترشيد في الاستهلاك، والذي بدوره يقلل كمية مياه الصرف الصحي التي ينتهي بها المطاف في المحيطات.
  • اختيار الموارد المُستدامة، والتقليل من شراء المواد البلاستيكية.
  • استخدام المصابيح الموفّرة للطاقة، والتي بدورها تقلل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
  • زراعة الأشجار، فهي توفّر الغذاء والأكسجين، وتساهم في توفير الطاقة، وتنقية الهواء.

المراجع

  1. ^ أ ب “Ecosystem”، www.britannica.com, 3-2-2020, Retrieved 11-6-2020. Edited.
  2. ^ أ ب “Ecosystem”, www.youmatter.world,17-2-2020، Retrieved 11-6-2020. Edited.
  3. Kim Rutledge, Tara Ramroop, Diane Boudreau, and others (15-8-2011), “Ecosystem”، www.nationalgeographic.org, Retrieved 17-6-2020. Edited.
  4. Mary Beth Burns, “Types of Ecosystems”، www.study.com, Retrieved 11-6-2020. Edited.
  5. ^ أ ب “TERRESTRIAL ECOSYSTEM”, www.nationalgeographic.org, Retrieved 11-6-2020. Edited.
  6. ^ أ ب ت Priyavrat Sharma (1-2-2020), “Types of Ecosystems”، www.blog.udemy.com, Retrieved 11-6-2020. Edited.
  7. “Meaning and Functions of Environment”, byjus, Retrieved 12/11/2021. Edited.
  8. “Ecological Disturbance”, science.jrank, Retrieved 16/11/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ Ethan Shaw (24/4/2017), “Three Examples of Environmental Disturbances in Biomes”, sciencing, Retrieved 12/11/2021. Edited.
  10. “Cyclone And Thunderstorm – Causes & Effects”, byjus, Retrieved 12/11/2021. Edited.
  11. ^ أ ب Donovan Alexander (22/6/2020), “11 Ways Humans Impact the Environment”, interestingengineering, Retrieved 13/11/2021. Edited.
  12. ^ أ ب ت ث “How Do Humans Affect the Environment?”, onlinedegrees, 6/4/2018, Retrieved 13/11/2021. Edited.
  13. “Ten Simple Things You Can Do to Help Protect the Earth”, oceanservice, Retrieved 13/11/2021. Edited.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب