موقع اقرا » إسلام » مواضيع دينية متفرقة » ما هو الفرق بين النبي والرسول

ما هو الفرق بين النبي والرسول

ما هو الفرق بين النبي والرسول


الفرق بين النَّبي والرَّسول

هناك ثمّة فوارق بين النّبي والرّسول من عدّة وجوه، وهي كما يأتي:

الفرق في المفهوم

  • كلمة النبيِّ في اللّغة مشتقةٌ من الإنباء؛ أي الإخبار أو الارتفاع، وتعني الخبر الذي يحمل فائدةً عظيمةً، وكلمة النبيّ تدلّ على الارتفاع، أي رفعة منزلة النَّبيِّ، أما اصطلاحاً فالنَّبيُّ: هو المُخبِر عن الله -عز وجل-، ومنزلته بين النَّاس مرتفعةٌ وله شأنٌ عظيم، فالنَّبيُّ أخبره الله -تعالى- وأوحى إليه بما وجب عليه إخباره والدعوة إليه، وهو يأمر من تَبِعَهُ من المؤمنين بأوامر الله -تعالى-، ولا يُبعث النبيُّ للكفار ولا يخاطبهم.[١][٢]
  • كلمة الرَّسول لغةً: من الإرسال؛ أي التَّوجيه، ومفرده مُرسَل، فهو من يحمل الرسالة، وهو الشخص الذي يُتابع أخبار الذي بَعَثَه، ويُقال جاءت الإبل رُسُلاً؛ أي متتابعةً، قال الله -تعالى- في كتابه الكريم: (ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى)،[٣] أي يتبع بعضهم بعضاً، والرُّسل هم الموجَّهون من عند الله -تعالى-، فهم يحملون رسالته -تعالى- إلى النَّاس ومأمورون بتبليغها وحملها ومتابعتها.[٤][٢]

الفرق من ناحية الوحي

يختلف النّبي عن الرّسول من حيث التأييد بالوحي، إذ إنّ الرّسول بعثه الله -تعالى- لقوم، وأيّده بوحي وكتاب سماويّ، أو قد يكون مرسلاً لقوم دون كتاب معه لكنّه جاء بتشريعات لم تنزل على قومه من قبل، في حين أنّ النّبي هو من بعثه الله -تعالى- مكملاً لرسالة رسول قبله، ولم يُؤيّد بكتاب سماوي، وبناء عليه فإنّ كلّ رسول نبيّ، وليس كلّ نبي رسول.[٥]

الفرق من ناحية إرسال الكتب السماوية

يكون الفرق بين الرّسول والنّبي من جهة التأييد بالكتب السّماوية في أن الرسول أُنزل إليه كتاب من الله -تعالى-، أمّا النّبي فلم ينزل إليه كتاب سماوي، وقد جاء عن الفهريهاري أنّه ذكر أنّ عدد الكتب السّماوية مئة وأربعة، في حين تجاوز عدد الرّسل الثّلاثمئة، ما يعني أنّه لم يرسل كلّ رسول ومعه كتاب سماوي.[٦]

الفرق من ناحية التشريع

يعدّ الرّسول مفوّضا بتشريع أحكام لقومه، وتشريعاته يجب العمل بها وطاعته، إذ إنّ هناك تشريعات كثيرة لم ترد في الكتب السّماوية، ولكنّه الرسول قد أمر بها فهي واجبة ويجب العمل بها، قال الله -تعالى-: (وَمَآ آتَاكُمُ الرسول فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فانتهوا).[٧][٨]

الفرق من حيث العدد

يتّضح من خلال التّفريق السّابق أنّ عدد الأنبياء أكثر من عدد الرّسل، لأنّ لفظ الأنبياء أعمّ وأشمل من لفظ الرّسول، وقد ورد في بعض أحاديث النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ عدد الأنبياء يبلغ مئة وأربعة وعشرين ألف نبيّ، بينما عدد الرّسل بلغ ثلاثمئة وبضع عشرة رسولاً.[٩]

الحِكمة من بعث الأنبياء والرُّسل

بعث الله -تعالى- الرُّسل والأنبياء للنَّاس لِحِكَمٍ عديدةٍ، نذكرها فيما يأتي:[١٠][١١]

  • تعريف النَّاس بالله -سبحانه وتعالى- وتعليمهم أسمائه وصفاته، قال الله -عز وجل- في القرآن الكريم: (قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ* اللَّـهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ).[١٢]
  • دعوة النَّاس لعبادة ربهم -سبحانه وتعالى-، ونهيهم عن عبادة كلّ ما سواه، قال الله -سبحانه وتعالى-: (وَلَقَد بَعَثنا في كُلِّ أُمَّةٍ رَسولًا أَنِ اعبُدُوا اللَّـهَ وَاجتَنِبُوا الطّاغوتَ).[١٣]
  • إيضاح الطّريق الموصل لله -سبحانه وتعالى-، فقد قال الله -عز وجل-: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ).[١٤]
  • بيان وتوضيح ما يحدث للنَّاس بعد موتهم، وما يؤولون إليه يوم القيامة.
  • إقامة الحُجَّة على النَّاس، قال الله -تعالى-: (رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ).[١٥]
  • الرَّحمة بالنَّاس كافَّةً، قال الله -عزّ وجلّ-: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ).[١٦]

المراجع

  1. نخبة من العلماء (1421ه)، كتاب أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة الأولى)، السعودية: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 157. بتصرّف.
  2. ^ أ ب أحمد النجار (1432ه)، المباحث العقدية المتعلقة بالإيمان بالرسل (الطبعة الأولى)، السعودية: دار النصيحة، صفحة 11-12.
  3. سورة المؤمنون، آية: 44.
  4. عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرَّابعة)، الكويت: دار النفائس، صفحة 13-14. بتصرّف.
  5. أحمد الزاملي (1431)، منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين، المملكة العربية السعودية:جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، صفحة 364، جزء 1. بتصرّف.
  6. محمد الخميس، أصول الدين عند الإمام أبي حنيفة، المملكة العربية السعودية:دار الصميعي، صفحة 469-470، جزء 1. بتصرّف.
  7. سورة الحشر، آية:7
  8. محمد الشعراوي (1997)، تفسير الشعراوي، صفحة 3701، جزء 6. بتصرّف.
  9. عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة 4)، الكويت:مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، صفحة 14. بتصرّف.
  10. محمد التويجري (1431 هـ – 2010 م)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة،)، المملكة العربية السعودية: دار أصداء المجتمع، صفحة 78. بتصرّف.
  11. محمد التويجري (1430 هـ – 2009 م)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، السعودية: بيت الأفكار الدولية، صفحة 517، جزء 1. بتصرّف.
  12. سورة الإخلاص، آية: 1-4.
  13. سورة النحل، آية: 36.
  14. سورة الجمعة، آية: 2.
  15. سورة النساء، آية: 165.
  16. سورة الأنبياء، آية: 107.






اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب