X
X



ما هو الصبر

ما هو الصبر


تعريف الصبر 

الصبر ضدّ الجزع، ومعناه في اللّغة؛ الحبس والمنع، ومنه سُمّيَ الصوم صبراً؛ لما فيه من منع النّفس عن الطعام والشراب والنّكاح، فالصّبر حبس النّفس ومنعها عن الجزع، واللّسان عن الشكوى، والجوارح عن فعل ما لا يُرضي الله؛ كاللّطم، وشقّ الملابس.[١]

أما الصّبر في الاصطلاح الشرعي؛ فهو خُلُقٌ إسلاميٌّ من أخلاق النّفس، يضبط صاحبه عن القيام بما لا يُستحسن من الأفعال، وبه صلاح النفس وإعانتها على تحمل المشاق التي تصيبها.[١]

أنواع الصبر

يشتمل الإيمان بجميع درجاته ومقاماته على الصّبر، ويُعدّ الصّبر شطر الإيمان؛ ذلك لأنّ الصّبر يشمل الصّبر على الطّاعة، والصّبر عن المعصية، وصبر على المصيبة، وهذا يشمل جُلَّ ما يقع مع العبد في حياته.[٢]

الصبرعلى طاعة الله

يُراد به الصبر على القيام بالعبادات التي فرضها الله على عباده؛ ذلك أنّ النّفس البشريّة بطبيعتها تستثقل القيام بالواجبات، بالإضافة إلى وساوس الشيطان وأهوائه التي تزيد من هذا الثقل، كما أنّ النّفس تميل بطبعها إلى الراحة والخمول.[٣]

ومن الطاعة التي يمتنع العبد عنها بسبب شعوره بالكسل؛ الصلاة، ومنها ما يمتنع العبد عنها بسبب البخل؛ كالزّكاة، فالعائق عن القيام بالعبادات يكون من داخل النفس أيضاً، ليس خارجها وحسب، وقد ورد هذا النوع من الصّبر في قول الله -تعالى-: (رَبُّ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَما بَينَهُما فَاعبُدهُ وَاصطَبِر لِعِبادَتِهِ هَل تَعلَمُ لَهُ سَمِيًّا).[٤][٣]

الصبرعن معصية الله

أي الصّبر عن القيام بما نهى الله عنه من المعاصي والذنوب، ومنع النّفس من الانسياق وراء شهواتها وأهوائها؛ وهو ما ذكره رسول الله بجهاد النّفس، فقال: (المجاهِدُ من جاهَدَ نَفسَه في اللَّهِ)،[٥] فمن حرص عليه نال أجر الله في قوله -تعالى-: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى* فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى).[٦][٧]

الصبرعلى أقدار الله

الصّبر على ما قدّره الله على العبد من البلايا، والمصائب، والاختبارات، سواء أكانت بماله، أو جسده، أو غيرها ممّا يُعكّر على صفو حياته ويُحزنه، وقد أكّدها الله في كتابه فقال: (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ).[٨][٩]

فإن عَلِم العبد أنّ الابتلاءات تكثر بقوة الإيمان، وأنّ الأنبياء هم أشدّ النّاس بلاءً؛ صبر على ابتلاءات الله له، فيكفّر الله خطاياه، ويمحو ذنوبه، فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ ولَا أذًى ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ).[١٠][٩]

ثمارالصبر وفوائده

تحتاج الطاعات إلى الصّبر؛ من أجل المداومة عليها، وعدم تركها والانقطاع عن فعلها، وكذلك المصائب تحتاج إلى الصّبر؛ حتى ينال العبد الأجر عليها، فضلاً عمّا ينال العبد من ثمرات الصّبر التي تتمثّل بما يأتي:[١١]

  • ينال الصّابرون المنازل العالية في الآخرة، ويوفيهم الله أجرهم بغير حساب.
  • إعانة الله للصّابرين، وتوفيقه لهم، وتأييده وسداده لهم.

أمور تعين على الصبر 

تتعرّض النّفس في كثيرٍ من الأحيان لما يُصيبها بالفتور عن الطاعات؛ فتحتاج إلى ما يُعينها على الصبر ممّا تواجهه؛ لتقوم بالطاعات وتجتنب المعاصي، وتصبر على ما يبتليها الله به، وممّا يُعين على ذلك:[١٢]

  • الإيمان بالله

ذلك أنّ الإيمان إذا قوي في قلب العبد كان دافعاً له على القيام بما أمر الله به دون تثاقلٍ أو كراهة.

فالمحبة دافعٌ حقيقيٌّ على طاعة الله والقيام بما أوجبه.

  • الحياء من الله

فمن استحيا من الله امتنع عن معصيته.

كونه رادعٌ عن القيام بما لا يُرضيه.

المراجع

  1. ^ أ ب سعيد القحطاني ، الخُلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة، الرياض:مطبعة سفير ، صفحة 144. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين ، مجلة جامعة أم القرى، صفحة 276، جزء 10. بتصرّف.
  3. ^ أ ب الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد ، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 136-137، جزء 75. بتصرّف.
  4. سورة مريم ، آية:65
  5. رواه الألباني ، في صحيح الجامع ، عن فضالة بن عبيد، الصفحة أو الرقم:6679، صحيح .
  6. سورة النارعات ، آية:40-41
  7. الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد ، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 142، جزء 75. بتصرّف.
  8. سورة البقرة ، آية:155
  9. ^ أ ب الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 146-147، جزء 75. بتصرّف.
  10. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:5641، صحيح .
  11. أمة الله بنت عبد المطلب، رفقاً بالقوارير، صفحة 349-351. بتصرّف.
  12. الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 202-204، جزء 75. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب