ما الفرق بين السور المكية والمدنية

ما الفرق بين السور المكية والمدنية

هناك عدة فروقات يمكن لدارس القرآن الكريم أن يلحظها بين السور المكية والمدنية، وسيتم عرض تلك الفروقات في هذا المقال ضمن عدة محاور نذكرها فيما يأتي:

الفرق بين السور المكية والمدينة من حيث مكان النزول 

الفرق بين السور المكية والسور المدنية من حيث مكان النزول: هو أن السور المكية قد نزلت بمكة المكرمة، ويضاف لها كل السور التي نزلت قبل الهجرة النبوية وإن نزلت في مكانٍ غير مكة المكرمة.[١]

بينما السور المدنية فهي تلك السور التي نزلت بالمدينة المنورة، ويضاف لها كل السور التي نزلت بعد الهجرة وإن نزلت في غير المدينة المنورة.[١]

الفرق بين السور المكية والمدينة من حيث طول الآيات 

يلاحظ أن هناك فرق بين طول الآيات المكية والآيات المدنية، حيث اتسمت الآيات المكية بالإيجاز والقِصَر، في حين تتسم آيات السور المدنية بالإسهاب والطول.[٢]

ويرجع ذلك إلى أن السور المكية تخاطب أفصح العرب وأبلغهم؛ وهم أهل مكة القرشيين، والإيجاز هو سر البلاغة الأبرز، في حين كانت معظم الآيات المدنية تخاطب اليهود وتحاججهم وتدفع افتراءاتهم، وهم ليسوا ببلاغة العرب الأصلاء -أهل مكة-.[٢]

الفرق بين السور المكية والمدينة من حيث موضوعات السور

موضوعات السور المكية

اشتملت السور المكية على العديد من الموضوعات، منها:[٣]

• موضوعات العقيدة؛ من أصول الإيمان، وإثبات التّوحيد والنّبوة والبعث، واليوم الآخر.
• قصص الرّسل الكرام -عليهم الصلاة والسلام- مع أقوامهم.
• تقرير أصول الآداب العامة والأخلاق.
• مقارعة حجج المشركين.
• إذا ورد في سورة قصة آدم -عليه الصلاة والسلام- وإبليس فهي مكية، ما عدا البقرة.[٤]

موضوعات السّور المدنيّة

اشتملت السور المدنيّة على العديد من الموضوعات، منها:[٣]

• بيان أحكام التّشريع المفصّلة.
• مقارعة حجج أهل الكتاب من اليهود والنصارى.
• مجادلة المنافقين، وبيان أحوالهم، وفضح مؤامراتهم.
• ذكر الجهاد، من الإذن به وبيان أحكامه، وما نتج عنه من معاهدات.[٤]

الفرق بين السور المكية والمدينة من حيث عدد السور

• السور المدنية المتفق عليها بين العلماء عشرون سورة، وهي ما يأتي:[٥]

سورة البقرة وسورة آل عمران وسورة النساء وسورة المائدة وسورة الأنفال وسورة التوبة وسورة النور وسورة الأحزاب وسورة محمد وسورة الفتح وسورة الحجرات وسورة الحديد وسورة المجادلة وسورة الحشر وسورة الممتحنة وسورة الجمعة وسورة المنافقون وسورة الطلاق وسورة التحريم وسورة النصر.

• السور المختلف فيها بين العلماء اثنا عشرة سورة، وهي:[٥]

سورة الفاتحة وورة الرعد و سورة الرحمن وسورة الصف وسورة التغابن وسورة المطففين وسورة القدر وسورة البينة وسورة الزلزلة وسورة الإخلاص وسورة الفلق وسورة الناس.

• عدد السور المكية المتفق عليها من العلماء اثنان وثمانون سورة، وهي بقية سور القرآن الكريم.[٥]

فروقات أخرى

هناك بعض الفروقات الأخرى غير الموجودة في العناوين السابقة، نجملها في العناوين الآتية:

صيغة الخطاب

تستخدم السور المكية صيغة النداء: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ)، على أنّه لا يرد في ذات السورة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا)؛ وذلك لأنها تخاطب عموم الناس، وكذلك ألحق العلماء صيغة: (يَا بَنِي آدَمَ) في الصيغ المستخدمة للسور المكية.[٦]

في حين استخدمت السور المدنية صيغة النداء: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) عندما تخاطب المؤمنين، وتستخدم صيغة النداء: (يَا بَنِي إسْرَائِيلَ) عندما تخاطب اليهود، وصيغة النداء: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ) عندما تخاطب اليهود والنصارى، وقد تستخدم السور المدنية صيغة: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ)، وذلك لدخول المؤمنين في عموم الناس.[٧]

ورود كلمة “كلا” في السور المكية

اللفظة القرآنية الكريمة: (كَلَّا) لم ترد إلا في السور المكية، وقد وردت ثلاثًا وثلاثين مرة في خمس عشرة سورة، وهذه اللفظة الكريمة حرف زجر وردع، وقد ناسب ورودها في السور المكية؛ لأنها كانت تخاطب أئمة الكفر الجبابرة المعاندين لدين الحق.[٦]

ابتداء السور المكية بحروف المعجم

من مميزات السور المكية أنها افتتحت بالحروف المقطعة، مثل: (المص) و (ق) و(ن)، ولم تفتتح سور القرآن المدني بالحروف المقطعة باستثناء سورتي البقرة وآل عمران والرعد المختلف فيها.[٦]

ورود السجدة في السور المكية

إنّ جميع سجدات القرآن الكريم وردت في السور المكية فقط.[٦]

المراجع

1. ^ أ ب مساعد الطيار (1431)، شرح مقدمة التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي (الطبعة 1)، صفحة 65. بتصرّف.
2. ^ أ ب محمد رشيد رضا (1990)، تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار)، صفحة 27-28، جزء 1. بتصرّف.
3. ^ أ ب الزحيلي (1418)، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج (الطبعة 2)، دمشق:دار الفكر، صفحة 239، جزء 9. بتصرّف.
4. ^ أ ب محمد بكر إسماعيل (1999)، دراسات في علوم القرآن (الطبعة 2)، صفحة 47. بتصرّف.
5. ^ أ ب ت مصطفى ديب البغا و محيى الدين ديب مستو (1998)، الواضح في علوم القرآن (الطبعة 2)، صفحة 68. بتصرّف.
6. ^ أ ب ت ث أحمد الحازمي، شرح منظومة التفسير، صفحة 12، جزء 5. بتصرّف.
7. ↑ ابن تيميه (1995)، مجموع الفتاوى، المدينة النبوية:جمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 161، جزء 15. بتصرّف.