X
X


موقع اقرا » إسلام » أحكام شرعية » ما هي كفارة الزنا

ما هي كفارة الزنا

ما هي كفارة الزنا


ما هو الزنا؟

الزنا شرعًا: وطء الرجل المرأة في القبل في غير الملك وشبهته، ويجب أن يكون الواطئ مختارًا غير مجبرًا، فلا يقع الحد على المرأة المكرهة على الزنا، أما الرجل المكره على الزنا فعند الشافعية والمختار عند المالكية فلا يقع عليه الحد؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: “رفع عن أمتي الخطأ والنسيان ومااستكرهوا عليه”،[١][٢] وقال الحنفية أنه لا حدّ عليه إذا أكرهه السلطان، وإذا أُكره من غير السلطان يحد استحسانًا، والحنابلة ذهبوا إلى أنه يحد.[٣]

ويمكنك التعرف على مفهوم الزنا بشكل مفصل بالاطلاع على هذا المقال: ما هو الزنا

ما هي كفارة الزنا؟

ما حد الزاني المحصن وغير المحصن؟

لا يُقام حد الزنا إلا بعد ثبوت الزنا بإقرار منه أو ببينة الشهود، فالزاني إما محصن وإما غير محصن، فالمحصن عقوبته الرجم، وغير المحصن عقوبته الجلد لقوله تعالى: {الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة}،[٤]وقال الحنفية بأن الجلد فقط يقع حدًا على الزاني غيرالمحصن.[٥]

والحنابلة والشافعية جمعوا ما بين الجلد والتغريب لمدة عام لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:”خُذوا عنِّي، خُذوا عنِّي، قد جعَلَ اللهُ لهنَّ سبيلًا: الثيِّبُ بالثيِّبِ، جلدُ مئةٍ، ورَميٌ بالحِجارةِ، والبِكرُ بالبِكرْ، جلدُ مئةٍ، ونَفيُ سنةٍ“،[٦]وقال المالكية بتغريب الرجل، أما المرأة فلا تغرب.[٥]

وحد الزاني المحصن؛ فاتفق العلماء على أن حده الرجم،[٧] لدلالة السنة النبوية؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة”،[٨] وكذلك قصة العسيف الذي زنا بامرأة؛قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “واغد يا أنيس إلى امرأة هذا، فإن اعترفت فارجمها”،[٩]وكذلك قصة الغامدية التي زنت ورجمها رسول الله صلى الله عليه وسلم.[١٠]

وللتعرف على الحكم الشرعي للزنا وحالاته يمكنك الاطلاع على هذا المقال: حكم الزنا في الإسلام

هل التوبة من الزنا تسقط الحد؟

هل يسقط حد الزنا بتوبة الزاني؟

اختلف الفقهاء في سقوط حد الزنا عن التائب على قولين:[١١]
  • القول الأول: ذهب الحنفية والمالكية والشافعية، أن التوبة لا تسقط حد الزنا إذا كان الأمر قد رُفع إلى الحاكم، وذلك استنادًا على عدة الأمور، منها:
  • أن عموم الآيات القرآنية، تقرر عقوبة الزاني، قال تعالى: {الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة}.[١٢]
  • أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أقام الحد على من جاءه تائبًا، فقال في حق الغامدية التي زنت ورجمها، “لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم”،[١٣]فأثبت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنها تابت.
  • أن الحد هو الكفارة فلا تسقطه التوبة، فلو سقط الحد بالتوبة، لتمكن كل زاني من اسقاط العقوبة عنه بادّعاء التوبة.
  • القول الثاني: وهو قول الحنابلة في الراجح عندهم، وبعض الحنفية والشافعية؛ بسقوط حد الزنا بالتوبة، من غير اشتراط مرور وقت على فعل الزنا قبل وصول الأمر للحاكم، واستدلوا على عدة أمور، منها:
  • قال النبي صلّى الله عليه وسلم: “التائب من الذنب كمن لا ذنب له”،[١٤] وما يتعلق بالغامدية وماعز اللذين رجمهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فهما اختارا التطهير بالرجم.
  • صرح القرآن الكريم بإسقاط حد الزنا بالتوبة، قال تعالى:{واللذان يأتيانها منكم فآذوهما، فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما}.[١٥]

يمكنك التعرف على شروط التوبة من الزنا بالإطلاع على هذا المقال: شروط التوبة من الزنا

ولمعرفة عقاب الزاني والزانية وأبرز الأمور المتعلقة به يمكنك الاطلاع على هذا المقال: عقاب الزنا في الدنيا والآخرة

المراجع[+]

  1. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم:4445، صحيح.
  2. وهبة الزحيلي، كتاب الفقه الإسلامي، صفحة 5349-5350. بتصرّف.
  3. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 5351. بتصرّف.
  4. سورة النساء، آية:2
  5. ^ أ ب وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 5363-5364. بتصرّف.
  6. رواه شعيب الارناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم:4417، سنده ضعيف.
  7. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي، صفحة 5364. بتصرّف.
  8. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج صحيح ابن حبان، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:4408، إسناده صحيح على شرطهما.
  9. رواه مسلم بن الحجاج، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1697 ، صحيح.
  10. [وهبة الزحيلي]، كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي، صفحة 364-365. بتصرّف.
  11. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 5568-5571. بتصرّف.
  12. سورة النساء، آية:2
  13. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمران بن الحصين، الصفحة أو الرقم:1696، صحيح.
  14. رواه السخاوي، في المقاصد الحسنة، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:182، إسناده ضعيف فيه من لا يعرف وروي موقوفا.
  15. سورة النساء ، آية:16






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب