X
X



ما هي صلاة الخوف

ما هي صلاة الخوف


الصلاة

إنّ الصلاة هي الدعاء، لأنّها تشمل الذكر والركوع والسجود والتحميد والتكبير والتسبيح، وهي الصلة ما بين العبد وربه، حيث إنّ شأن الصلاة كبير وعظيم، وهي ركن من أركان الإسلام، وقد جاءت في مواطن كثيرة من آيات الله تعالى، وأكثر الآيات جاءت في حثِّ العبد المسلم على إقامتها وعدم تركها، حيث قال الله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ}،[١] وجاء في الحديث الشريف أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّ أوَّلَ ما يحاسبُ بِهِ العبدُ المسلمُ يومَ القيامةِ الصَّلاةُ المَكتوبةُ، فإن أتمَّها وإلَّا قيلَ انظروا هل لَهُ من تطوُّعٍ، فإن كانَ لَهُ تطوُّعٌ أُكمِلتِ الفريضةُ من تطوُّعِهِ، ثمَّ يفعلُ بسائرِ الأعمالِ المفروضةِ مثلُ ذلِكَ”،[٢] وللصلاة أنواع؛ كالفريضة والنوافل، وتصلّى أحيانًا على غير شكلها، فمثلًا صلاة الخوف تنوب محل الصلاة المكتوبة إن اقتضت الضرورة لها.[٣]

ما هي صلاة الخوف

إنّ صلاة الخوف هي الصلاة التي يكون سببها الخوف الشديد، من قتال أو عدو أو غير ذلك، فإمّا أن يكون الخوف خوفًا شديدًا لا يستطيع الإنسان المسلم أن يصلي إلا في حالة معيّنة، كالوقوف أو الجلوس، أو حتى إن كان راكضًا، وإن لم يكن متّجهًا للقبلة، أو يكون خوف لا يمنعه من أداء الصلاة لكن يجعله حذرًا، فيصلي صلاة الخوف، وهذا من عظيم شأن الصلاة عند الله تعالى، فلم تسقط حتى في حالة الحرب والخوف الشديد، ولذلك أمر الله رسوله أن يصلّيها، وقد سُمّيت صلاةَ الخوف لأنها تقامُ بحذر وحيطة، حيث قال الله -تعالى- في قرآنه الكريم: {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذىً مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ}،[٤] فهذا إن كان العدو وجهًا لوجه، ويُتَوقّع منه الهجوم، والروايات في الأحاديث الشريفة في كيفيّة هيئة صلاة الخوف مختلفة، وقد قال ابن القصار: أنّ الرسول صلّاها في عشرة مواضع، وقيل بل صلّاها في أربع وعشرين موضعًا، وقال الإمام ابن حنبل عن اختلاف الروايات: “لا أعلم أنّه روي في صلاة الخوف إلّا حديث ثابت، وكلها صحاح ثابتة، فعلى أيّ حديث صلى منها المصلي صلاة الخوف أجزأه ذلك إن شاء الله”.[٥]

صفات صلاة الخوف

تُصلّى صلاة الخوف في الحضر والسفر، وتصلّى أربع ركعات وركعتين وأيضًا ثلاث ركعات إن كانت صلاة المغرب، وتختلف صفة صلاة الخوف بما يقتضيه الحال، وما هو الأنفع للشخص الخائف حتى يكون في مأمن، وعلى الخائف أن يختار ما هو أنسب له وأحوط، وأن يختار الصفة المناسبة لأداء صلاة الخوف، ويندب أن يحمل الخائف سلاحه للحيطة، مع الحذر الشديد، وقد قال الإمام الخطّابي: “صلاة الخوف أنواع، صلاها النبي -صلى الله عليه وسلم- في أيام مختلفة، وأشكال متباينة، يتوخى فيها كلها ما هو أحوط للصلاة وأبلغ للحراسة”.[٦]

المراجع[+]

  1. سورة البقرة، آية: 43.
  2. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أنس بن حكيم الضبي، الصفحة أو الرقم: 1180، صحيح.
  3. “الصلاة في الإسلام”، binbaz.org.s، اطّلع عليه بتاريخ 10-1-2020. بتصرّف.
  4. سورة النساء، آية: 102.
  5. “الصلاة في شدة الخوف وخوض المعركة”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-1-2020. بتصرّف.
  6. “صفة صلاة الخوف”، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 10-1-2020. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب