X
X


موقع اقرا » إسلام » شخصيات إسلامية » ما هي صفات عائشة أم المؤمنين

ما هي صفات عائشة أم المؤمنين

ما هي صفات عائشة أم المؤمنين


أمهات المؤمنين

أمهات المؤمنين لقبٌ يُطلق على زوجات الرسول -صلى الله عليه وسلم- تكريمًا لهنّ وزيادةً في شرفهنّ ومكانتهن، وقد انتشر هذا اللقب في الإسلام بعد أن ذكره الله -تعالى- في سورة الأحزاب بقوله: {النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}،[١]وهنّ خير نساء العالمين وقد خصّهن الله تعالى بتفضيلهنّ على النساء أجمعين فقد قال: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ}،[٢]وقد كان لهنّ الفضل الأكبر في حفظ الدين الإسلاميّ والسنة النبويّة ونقل أحكام الشريعة الإسلامية للمسلمين جميعًا، ومن بين أمّهات المؤمنين كانت عائشة -رضي الله عنها- وقد يتساءل البعض سؤال ما هي صفات عائشة أم المؤمنين والذي سيجيب عنه هذا المقال.[٣]

عائشة أم المؤمنين

في مستهلّ الإجابة عن سؤال ما هي صفات عائشة أم المؤمنين لا بدّ من التعرّف عليها -رضي الله عنها-، هي عائشة بنت أبي بكرٍ الصديق -رضي الله عنه- وأمّها أمّ رومان بنت عامر الكنانيّة، وُلِدَتْ عائشة -رضي الله عنها- بعد البعثة بأربع أو خمس سنوات، ونشأت في بيتٍ مؤمنٍ موحّدٍ لله، وقد تزوجها رسول الله -عليه الصلاة والسلام- بوحيّ من الله تعالى، فقد جاء عن الرسول الكريم أنّه قال مخاطبًا عائشة -رضي الله عنها-: “رَأَيْتُكِ في المَنامِ يَجِيءُ بكِ المَلَكُ في سَرَقَةٍ مِن حَرِيرٍ، فقالَ لِي: هذِه امْرَأَتُكَ، فَكَشَفْتُ عن وجْهِكِ الثَّوْبَ فإذا أنْتِ هي، فَقُلتُ: إنْ يَكُ هذا مِن عِندِ اللَّهِ يُمْضِهِ”،[٤]وكان عمرها تسع سنوات، ومكثت في بيت رسول الله -عليه الصلاة والسلام- حتى وفاته وكانت قد بلغت الثامنة عشر.[٥]

مكانة عائشة عند رسول الله

لعلّ أكثر سبب يدعو لطرح سؤال ما هي صفات عائشة أم المؤمنين هو مكانتها الخاصة في قلب رسول الله، فقد كانت السيدة عائشة -رضي الله عنها- أحبّ الناس إلى رسول الله، فقد جاء عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أنّه سأل النبي الكريم فقال: “يا رسولَ اللَّهِ! مَن أحبُّ النَّاسِ إليكَ؟ قالَ: عائشَةُ، قالَ: مِنَ الرِّجالِ؟ قالَ: أبوها”،[٦]فهي الزوجة الوحيدة التي تزوجها بِكرًا وقد مات في حجرها ودُفن في حجرتها، وقد كان الرسول الكريم يكثر من مديحها وبيان فضلها على الناس أجمعين فقد قال: “وإنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ علَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ علَى سَائِرِ الطَّعَامِ”،[٧]وقد كان لها الفضل الأعظم في الحفاظ على الدين الإسلامي وبيان تعاليمه للمسلمين بعد وفاة رسول الله حيث نقلت عنه الكثير من الأحاديث الصحيحة -رضي الله عنها وأرضاها-.[٨]

ما هي صفات عائشة أم المؤمنين

تميّزت عائشة أم المؤمنين بصفاتٍ جعلتها تبلغ عند الله ورسوله أعلى المراتب، فقد جاء في نصّ حديث عائشة -رضي الله عنها- أنّ الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال: “يا عائِشَ هذا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلامَ، قُلتُ: وعليه السَّلامُ ورَحْمَةُ اللَّهِ”،[٩]فما هي صفات عائشة أم المؤمنين:[١٠]

العلم الغزير

حيث تُعَدّ السيّدة عائشة من أَفْقه الصحابيّات، وأكثرهنّ علمًا، إذ إنّها رَوَت عن النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- ما يُقارب الألفين ومئتي حديث شريف، وقد كانت من أفصح أهل زمانها، ومن ناحية أخرى، فقد روى عنها الحديث العديدُ من الصحابة لفَضلها وعِلمها، حيث قال فيها عطاء: “كانت عائشة أفقه الناس، وأعلم الناس، وأحسن الناس رأياً في العامّة”، كما قال عنها أبو موسى الأشعري: “ما أشكَل علينا -أصحابَ رسولِ اللهِ- حديثٌ قطُّ فسأَلْنا عائشةَ إلَّا وجَدْنا عندَها منه عِلْمًا”؛ وذلك لغزارة عِلمها، كما لم تَكْتَفِ السيّدة عائشة بعِلم الحديث، والفقه فحسب، بل تَمَيَّزت في علوم الحلال والحرام والشِّعر والطبّ والمواريث والأنساب.

الزُّهد والكرم

كانت -رضي الله عنها- زاهدةً بالدنيا كريمةً وكثيرة التّصدق، ومن أحد المواقف التي ذُكرت في سيرتها -رضوان الله عليها- أنّ جاريتها أم ذرة قالت: “بعث ابن الزبير إلى عائشة بمال في غرارتين يكون مائة ألف، فدعت بطبق، وهي يومئذ صائمة، فجعلت تقسم في الناس، فلما أمست قالت: يا جارية هاتي فطري، فقالت أم ذرة: يا أم المؤمنين أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحما تفطرين عليه؟ فقالت: لا تعنفيني، لو كنت أذكرتني لفعلت”.

العبادة

تَمَيَّزت السيّدة عائشة بعبادتها الدائمة، فإذا أدَّت شيئًا من العبادة التزمَتْ به، وثبتت عليه، حتى وإن كان يسيرًا، ولقد رُوِي عن عبد الله بن قيس أنَّها أوصته بقيام الليل مُقتديًا في ذلك بنبيّه -صلَّى الله عليه وسلَّم-، كما أخبرت عنها رميثة بنت حكيم أنَّها كانت تُصلي صلاة الضحى ثماني ركعات، وتُطِيل فيهنّ، إضافةً إلى أنّها كانت تُكثِر من النوافل الأخرى كالصيام، حتى إنَّها كانت تصوم في السفر، ولا تأخذ بالرُّخصة وذلك لعُلوّ همَّتها -رضي الله عنها- فقد كانت صوامةً قوامةً كثيرة التسبيح.

الورع واجتناب الشبهات

كانت -رضي الله عنها- شديدة الوَرع وحريصةً على اجتناب الشُّبهات، فقد رُوي أنّ عمًّا لها بالرضاعة أراد أن يدخل بيتها، فمنعته إلى أن استأذنت في ذلك رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فأخبرها بجواز ذلك فأدخلته، ومِن ورعها كذلك، أنَّها كانت تحتجب حتى عن العميان، وتتعذَّر بأنَّه إن لم يكن يراها فإنَّها تراه، فتَحتجب عنه.

الحياء

حيث كانت السيّدة عائشة -رضي الله عنها- ذات حياءٍ حتى في بيتها، فقد جاء في نصّ الحديث الشريف أنّ عائشة أم المؤمنين قالت: “كنتُ أدخلُ بيتيَ الَّذي فيهِ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ وإنِّي واضعٌ ثوبي وأقولُ: إنَّما هوَ زَوجي وأبي فلمَّا دُفنَ عمرُ رضيَ اللَّهُ عنْهُ معَهم فواللَّهِ ما دخلتُهُ إلَّا وأنا مشدودةٌ عليَّ ثيابي حياءً من عُمرَ”.[١١]

الصبر

قد تعرّضت السّيدة عائشة -رضي الله عنها- إلى محنةٍ وابتلاءٍ عظيم حينما نالت منها ألسنة المنافقين في المدينة في حادثة الإفك، وقد صبرت متحمّلةً ذلك ما يقارب الشّهر حتّى شاء الله تعالى أن تتنزّل عليها آياته في سورة النور تبرئها من كلام المنافقين وإفكهم، ولم يكن لسان مقالها في فترة الإفك سوى أن تردّد قول يعقوب -عليه السّلام- “فصبرٌ جميل والله المستعان على ما تصفون”.

وفاة عائشة أم المؤمنين

بعد معرفة نبذة عن سيرة عائشة والإجابة عن سؤال ما هي صفات عائشة أم المؤمنين وجب ذكر حادثة وفاتها، فقد توفيت -رضي الله عنها- في السنة الثامنة والخمسين بعد الهجرة في خلافة معاوية بن أبي سفيان في ليلة الثلاثاء في السابع عشر من رمضان، وعند اقتراب أجلها علمت بذلك فأوصت وقالت: “أن لا تتبعوا سريري بنار، ولا تجعلوا تحتي قطيفة حمراء، وأن لا يصلي علي إلا أبو هريرة”، فصلى عليها أبو هريرة -رضي الله عنه- بعد صلاة الوتر، وكان من وصاياها أيضًا أن قالت لعبد الله بن الزبير -رضي الله عنه-: “ادْفِنِّي مع صَوَاحِبِي بالبَقِيعِ لا أُزَكَّى به أبَدًا”،[١٢]فنفّذ -رضي الله عنه- وصيّتها ودفنها بالبقيع مع زوجات رسول الله -رضوان الله عليهن-.[١٠]

المراجع[+]

  1. سورة الأحزاب، آية: 06.
  2. سورة الأحزاب، آية: 32.
  3. “أمهات المؤمنين”، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 08-08-2019. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري ، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم: 5125 ، صحيح.
  5. “الحكمة من تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 08-08-2019. بتصرّف.
  6. رواه الألباني ، في صحيح الترمذي، عن عبد الله بن عمر ، الصفحة أو الرقم: 3886، صحيح.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري ، عن أبو موسى الأشعري عبد الله بن قيس، الصفحة أو الرقم: 3411، صحيح.
  8. ” عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 08-08-2019. بتصرّف.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري ، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم: 6201، صحيح.
  10. ^ أ ب “حياة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها العامة والخاصة”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 08-08-2019. بتصرّف.
  11. رواه الألباني ، في تخريج مشكاة المصابيح ، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم: 1712، صحيح.
  12. رواه البخاري، في صحيح البخاري ، عن عروة بن الزبير، الصفحة أو الرقم: 1391، صحيح.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب