ما هي الساقية

ما هي الساقية


الساقية

منذ قديم الزمان والإنسان في بحث دائم عن طرق فعالة لسحب الماء من الأنهار لسد حاجات الحياة الأساسية؛ والتي من أهمها سقاية الأراضي الزراعية، فلجأ الإنسان إلى استخدام الأساليب البدائية لنقل المياه؛ كالجرار والدلاء، وما أن لبث حتى استخدم طاقة الحيوان لتشغيل آلات رفع المياه، ثم كان لا بدّ من إيجاد طاقة مجانية لاستجرار المياه ورفعها، فكانت طاقة المياه المجانية المتمثلة بنظام الدولاب المُجهز بعدد من الدلاء أو الصناديق، المسمى بالساقية أو الناعورة، ومن خلال هذا المقال سيتم الحديث عن الساقية.[١]

ما هي الساقية

ولكل سائل، ما هي الساقية؟ فإنّ الإجابة تكمن بأنّها أداة لنقل المياه من النهر إلى اليابسة على ضفاف النهر، وتُسمى في مصر بالساقية، بينما تُسمى في سوريا والعراق بالناعورة، ولها شكل دائري، وتُركّب عموديًا وفق مسار الماء في النهر، ويثبت على محيطها أوعية تسمى “القلل” التي تحمل الماء إلى الأعلى؛ لتفرغه في مجرى عند نزولها من الأعلى إلى الأسفل، لينقل الماء بهذا المجرى إلى ضفة النهر، وتحوي كل ناعورة 24 قلة، وتُعدّ مدينة حماة في سورية هي الموطن الأصلي لصناعة النواعير، وتُصنع من الأخشاب الصلبة، وتُصنع في حلب من حديد الصب، ولها صوت حزين خاص يصدر عن دورانها.[٢]

إنّ الساقية تُسمى “Water wheel”، وكانت تُستخدم لطحن الحبوب بشكل أساسي، وبعدها كانت مصدرًا رئيسيًا للطاقة؛ إلى حين ظهور المحرك البخاري، كما استُخدمت في أنواع كثيرة من العمليات الميكانيكية، وهناك نوعان من السواقي هما:[٣]

السواقي العمودية

وهي التي تُدار إمّا بالدفع العلوي للمياه، أو بالدفع السفلي للمياه، ويمكن للساقية العمودية تحويل طاقة المياه الداخلة فيها بمقدار 80% إلى طاقة ميكانيكية، ومن النادر استخدام الساقية التي تُدار بالدفع السفلي؛ وذلك لانخفاض مردودها.

السواقي الأفقية

يتم تسيير السواقي الأفقية بقوة المياه التي ترتطم بالنصول الموجودة على جانب واحد للساقية، وهي عالية المردود، إذا تم تصميمها بالشكل الصحيح الذي يلائم ظروف استخدامها، ومعظم السواقي الحديثة أفقية.

تاريخ السواقي

بعد الكلام عن مفهوم الساقية، فإنّ تاريخها يعود إلى عهد الآراميين، وتُعدّ من الأوابد الأثرية كالنواعير القائمة على نهر العاصي في مدينة حماة في سوريا، مما جعل بعض المؤرخين يطلقون على مدينة حماة اسم “مدينة النواعير”، وقد كان المؤرخ أبو الفداء ملكًا على حماة، فقال عن مدينة حماة واصفًا نواعيرها: “حماة من الشام، مدينة أزلية، وهي من أنزه البلاد الشامية، وبها نواعير على العاصي تسقي أكثر بساتينها، ويدخل منها الماء إلى كثير من دورها”.[٤]

وأظهرت الآثار السورية عددًا من المنحوتات واللوحات الأثرية عن النواعير، مثل لوحة الفسيفساء الرائعة المكتشفة بمدينة أفاميا الأثرية التي تقع على بعد 55 كم شمال مدينة حماة، وذلك في شارع الأعمدة، ويرجع تاريخ اللوحة إلى 420 م، وهي عبارة عن صورة طبق الأصل للوحة الناعورة الموجودة في متحف دمشق الوطني.[٤]

المراجع[+]

  1. “نواعير العاصي في سوريا”، syrian-heritage.org، اطّلع عليه بتاريخ 23-01-2020. بتصرّف.
  2. “ناعور”، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 23-01-2020. بتصرّف.
  3. “ساقية”، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 23-01-2020. بتصرّف.
  4. ^ أ ب “نواعير حماة”، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 23-01-2020. بتصرّف.






اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب