X
X


موقع اقرا » تعليم » قواعد اللغة العربية » ما هو المفعول المطلق

ما هو المفعول المطلق

ما هو المفعول المطلق


المنصوبات من الأسماء

تأتي الأسماء في اللّغة العربية مرفوعةً ومنصوبةً ومجرورةً، بحسب موقعها في الجملة، والأسماء المنصوبة هي: المفاعيل الخمسة، وهي: المفعول به وهو: إمّا اسم ظاهر، مثل الإنسان في قوله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ}[١] أو مضمر منفصل، مثل الضّمير المنفصل “إيّاك” في قوله تعالى: {إيّاك نعبدُ}،[٢] أو مضمر متّصل مثل “الهاء” في قوله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ}،[٣] والمفعول فيه وهو: “ظرفا الزّمان والمكان” والمفعول لأجله والمفعول المطلق والمفعول معه، والحال والتّمييز والاستثناء واسم إنّ وخبر كان، والتّوابع للمنصوب، وهي أربعة: العطف والنّعت والتّوكيد والبدل، سيكون محور هذا المقال حول سؤال يطرح نفسه، ما هو المفعول المطلق.[٤]

المفاعيل الخمسة

قبلَ الخَوْض في الإجابة عن سؤال ما هو المفعول المطلق، سيكون الحديث عن المفاعيل في اللّغة العربيّة، وهي خمسة مفاعيل، وهي من الأسماء المنصوبة، التي تنصب بالفتحة في الاسم المفرد وجمع التّكسير، وبالكسرة عوضًا عن الفتحة في جمع المؤنّث السّالم، وتنصب بالألف في الأسماء الخمسة، وبالياء في جمع المذكّر السّالم والمثنّى، وهي:

  • المفعول به: هو اسم منصوب يدلّ على من وقع عليه فعل الفاعل نحو قوله تعالى: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ}،[٥] ففي المثال السّابق مفعولان الضّمير المتّصل “نا” والاسم الظّاهر “الصّراط”.
  • المفعول فيه: “ظرف الزّمان والمكان”، وهو اسم منصوب يدلّ على زمان أومكان وقوع الحدث، ويتضمّن معنى “في”، مثال عن ظرف الزّمان، قوله تعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ}،[٦] ومثال ظرف المكان: “جلس تحتَ الشّجرةِ”.
  • المفعول المطلق: اسم منصوب نكرة مصدر أو نائب عنه موافق للفعل في لفظه ويقع بعد الفعل لتأكيده، أولبيان نوعه أوعدده، نحو قوله تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا}،[٧]، وسيتمّ لاحقًا التّوسع في الإجابة عن سؤال: ما هو المفعول المطلق.
  • المفعول لأجله: هو مصدر منصوب، يذكر بعد الفعل ليبيّن سبب وقوعه، ويسمّى المفعول له، والمفعول لأجله، نحو قوله تعالى: {وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ}.[٨]
  • المفعول معه: وهو اسم فضلة منصوب، يأتي بعد واو بمعنى “مع” للمصاحبة لا للعطف والمشاركة، وقبلها جملة فعليّة أو اسميّة مشتملة على فعل أو ما يشبهه، نحو: “سِرتُ والنّيل”.[٩]

ما هو المفعول المطلق

للإجابة على سؤال ما هو المفعول المطلق، فكما تقدّم المفعول المطلق هو واحد من المفاعيل الخمسة السّالفة الذّكر، وبأنّه مصدر منصوب، وهو من لفظ عامله الذي سبقه، يؤكده أويبيّن نوعه أوعدده، وسمّي هذا المفعول مطلقًا لأنّه ليس مقيّدًا بذكر شيء بعده، بخلاف غيره من المفاعيل، وربّما سمّي مطلقًا لأنّه المفعول الحقيقي لفاعل الفعل، وينقسم إلى قسمين: لفظيّ ومعنويّ، فأمّا اللّفظي: ما وافق العامل النّاصب له لفظًا ومعنًى، نحو: “درستُ دراسةً”، والمعنويّ ما خالف عامله لفظًا، ووافقه معنًى، نحو: “فرح جذلًا”، فـ “جذل” بمعنى الفرح، ومن خلال الإجابة على سؤال ما هو المفعول المطلق، تبيّن أنّ للمفعول المطلق ثلاثة أنواع:[١٠]

  • المؤكّد لعامله: والغرض منه توكيد عامله، ومن ذلك قوله تعالى: {وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً }،[١١] فالمفعول المطلق “تكليمًا” توكيد للفعل العامل فيه “كلّم”.
  • المبيّن لنوع عامله: والغرض منه بيان نوع عامله بالوصف أو بالإضافة، ومن أمثلة الوصف قوله تعالى: {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}،[١٢] فالمفعول المطلق “الصّفح” مبيّن لنوع فعله العامل فيه “اصفح” بالوصف، ومثال بالإضافة قوله تعالى: {وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ}.[١٣] المفعول المطلق “مرّ” مبيّن لنوع عامله “تمرّ” بالإضافة.
  • المبيّن للعدد: والغرض منه بيان عدد مرّات حدوث عامله، نحو قوله تعالى: {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ }،[١٤] المفعول المطلق “نظرة” يبيّن عدد مرّات حدوث عامله “نظر”، ومن الملاحظ ممّا سبق أنّ المفعول المطلق المؤكّد للفعل يأتي منفردًا لا شيء بعده، بينما المبيّن للنوع تأتي بعده كلمة لتوضّح نوعه، وأمّا المبيّن لعدد المرّات، فهو واضح من خلال كونه معدودًا.

العامل في المفعول المطلق

بعد الإجابة عن السؤال المطروح في المقال: ما هو المفعول المطلق، ومعرفة بأنّ العامل الأصلي في المفعول المطلق هو الفعل، نحو قوله تعالى: {وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}،[١١]ولكن قد يغيب الفعل ويحلّ محلّه عاملٌ آخر، ومن هذه العوامل التي يمكن أن تحلّ محل الفعل وتكون عاملة في المفعول المطلق:[١٥]

  • مصدر مماثل: يمكن أن يحلّ محلّ الفعل ويعمل عمله مصدر مماثل للمفعول المطلق، مثل قوله تعالى: {َإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُوراً}.[١٦] “جزاءً” مفعول مطلق منصوب مبيّن لنوع العامل فيه المصدر المماثل”جزاؤكم”.
  • اسم الفاعل: وكذلك يمكن أن يحلّ اسم الفاعل محلّ الفعل ويعمل عمله، مثل قوله تعالى: {وَالصَّافَّاتِ صَفّاً}،[١٧] “صفًّا” مفعول مطلق مؤكّد لعامله اسم الفاعل “الصّافّات”.
  • الصّفة المشبّهة: أيضًا يمكن للصّفة المشبّهة أن تحلّ محلّ الفعل، وتعمل عمله في المفعول المطلق، مثل: “ذاك قبيحٌ قبحًا شديدًا”، “قبحًا” مفعول مطلق منصوب مبيّن لنوع عامله الصّفة المشبّهة “قبيح”.
  • اسم التّفضيل: مثاله: “عليٌّ أشجعُهم شجاعةً”، فالمصدر “شجاعة” مفعول مطلق منصوب مؤكّد لعامله اسم التّفضيل “أشجع”.

النائب عن المفعول المطلق

بعد معرفة ما هو المفعول المطلق، ذكر النّحاة بأنّه هناك بعض الألفاظ ترد لتوكيد العامل فيها أو بيان نوعه وصفته أو عدده، مع كونها غير مشتقّة من لفظه، وهذه الكلمات تنوب عن المفعول المطلق، ولها أحكامه، ولذلك فهي منصوبة مثله، ومن الألفاظ التي تنوب عن المفعول المطلق:[١٨]

  • مرادف المفعول المطلق: وهو كلمة ترادف المفعول المطلق في المعنى، مثل: “قعدت جلوسًا”، “جلوسًا” مرادف القعود.
  • اسم المصدر: وهو يدلّ على المصدر الأصليّ ولكنّه أقلّ منه حروفًا، مثل: “أعنته عونًا”، فـ “عونًا” اسم مصدر.
  • صفته: وهي كلمة تصف المصدر وعندما يحذف تحلّ مكانه وتأخذ حكمه، مثل قوله تعالى: {وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً}،[١٩] فـ “كثيرًا” صفة المصدر “ذكرًا” فحذف المصدر وحلّ محلّه صفته.
  • نوعه: وهي كلمة تعبّر عن نوعٍ المصدر، مثال: “رجع العدوّ القهقرى”، فـ “القهقرى” هو نوع الرّجوع.
  • بيان عدده: كلمة تنوب عن المصدر وتبيّن عدده، مثل قوله تعالى: {رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ}،[٢٠] فـ “اثنتين” ناب عن المصدر “إماتتين”.
  • آلته: يحذف المصدر وينوب عنه آلته، مثل: “نشرتُه منشارًا”، فـ “منشارًا” هي آلة النّشر نابت عن المصدر “نشرًا”.
  • الإشارة إليه: بتقدّمه على المصدر فينوب عنه، مثل: “أكرمته ذلك الإكرام”، فـ اسم الإشارة “ذا” نائب مفعول مطلق.
  • كلّ وبعض: بإضافتهما إلى المصدر، تنوبان عنه، مثل قوله تعالى: {فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ}،[٢١] فـ “كلّ” نائب مفعول مطلق.
  • ضميره: يتّصل بالفعل وينوب عن المصدر، مثل قوله تعالى: {فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِّنَ الْعَالَمِينَ}،[٢٢] فـ “الهاء”، في “أعذّبه” ناب عن المصدر “العذاب”.

المراجع[+]

  1. سورة البلد، آية: 4.
  2. سورة الفاتحة، آية: 5.
  3. سورة القدر، آية: 1.
  4. “منصوبات الأسماء في اللغة العربية”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 08-10-2019. بتصرّف.
  5. سورة الفاتحة، آية: 6.
  6. سورة المرسلات، آية: 19.
  7. سورة المزمل، آية: 4.
  8. سورة الإسراء، آية: 31.
  9. د. سميرة حيدا (1436 هـ – 2015 م.)، محاضرات في النّحو العربي، وجدة – المغرب: مسلك الدراسات العربية، جامعة محمد الأول، صفحة 19-58. بتصرّف.
  10. “المفعول المطلق”، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 08-10-2019. بتصرّف.
  11. ^ أ ب سورة النّساء، آية: 164.
  12. سورة الحجر، آية: 85.
  13. سورة النّمل، آية: 88.
  14. سورة الصّافّات، آية: 88.
  15. “المفعول المطلق”، www.almerja.com، اطّلع عليه بتاريخ 08-10-2019. بتصرّف.
  16. سورة الإسراء، آية: 63.
  17. سورة الصّافات، آية: 1.
  18. “النيابة عن المفعول المطلق”، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 08-10-2019. بتصرّف.
  19. سورة الأنفال، آية: 45.
  20. سورة غافر، آية: 11.
  21. سورة النّساء، آية: 129.
  22. سورة المائدة، آية: 115.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب