X
X


موقع اقرا » تعليم » قواعد اللغة العربية » ما هو الفعل المضارع

ما هو الفعل المضارع

ما هو الفعل المضارع


الكلمة في اللغة العربية

تتألّف اللّغة العربيّة من كَمّ هائل من الكلمات، وقد جُمِعت هذه الكلمات في معاجم اللّغة العربيّة، وواحدتها الكلمة، وهذه الكلمة هي اللّفظة المفردة التي ننطق بها، وهي واحدة من ثلاثة أنواع لاغير: الاسم: وهو الذي يدّل على معنى في ذاته، والزّمن ليس جزءًا منه، كاسم الإنسان “عمر”، أو اسم الحيوان “حصان”، أو اسم النّبات “ياسمين”، أو اسم الجماد “حجر” أو اسم أيّ شيء آخر “سماء”، والفعل: وهو الذي يدلّ على حدث مقترنٍ بزمن معيّن، نحو: كتب، يكتب، اكتب، والحرف: وهو الذي لا يظهر معناه كاملًا إلا إذا اقترن بغيره، كحروف الجرّ وحروف العطف وحروف النّصب وغيرها من الحروف. وفي هذا المقال إجابة محيطة عن سؤال: ما هو الفعل المضارع، وأقسامه وإعرابه.[١]

الفعل وأقسامه

قبل بيان ما هو الفعل المضارع، لا بُدّ من الحديث عن الفعل وأقسامه، حيث يعدّ الفعل من أقسام الكلمة كما مرّ في المقدّمة، ويقسم الفعل بحسب زمنه إلى ثلاثة أقسام، الفعل الماضي: وهو ما دلّ على وقوع الحدث في الزّمن الماضي، ومن علاماته قبوله تاء التّأنيث السّاكنة، وتاء الضّمير المتحرّك، نحو: “درسَتْ ولعبْتُ وأكلُوا”، والفعل المضارع: وهو ما دلّ على وقوع الحدث في الزّمن الحاضر، ويستمرّ إلى المستقبل، ومن علاماته أن يبدأ بأحد حروف المضارعة الأربعة “نأيت”، وإمكانيّة نصبه بلن، وجزمه بلم، وسبقه بالسّين وسوف، نحو: “لن يدرسَ، لم تلعبْ، سأرسمُ، سوف نركضُ”، وفعل الأمر: وهو ما يطلب فيه وقوع الحدث في الزّمن المستقبل، ومن علاماته الطّلب وقَبوله ياء المؤنّثة المخاطبة، نحو: “اركضْ، العبي، اكتبَنَّ، اسعَ”.[٢]

ما هو الفعل المضارع

بعد التّعرّف على الفعل وأقسامه، سيتمّ التّركيز حول الإجابة عن سؤال: ما هو الفعل المضارع؟ وقد سبق في الفقرة السّابقة تعريف الفعل المضارع، بأنّه ما دلّ على حدث مقترن بالزّمن الحاضر أو المستقبل، مثال: يكتب المجاهدون تاريخ أمّتهم، سيكتب المجاهدون تاريخ أمّتهم، فالمثال الأوّل دلّ على الزّمن الحاضر، والثّاني دلّ على الزّمن المستقبل، ومن علامات الفعل المضارع أن يبدأ بأحد حروف المضارعة الأربعة المجموعة في كلمة “نأيت”، فالنّون تدلّ على جماعة المتكلّمين “ندرس نحن”، والهمزة تدل على المتكلّم المفرد “أدرس أنا”، والياء تدلّ على الغائب “يدرس هو”، والتّاء تدلّ على المفرد المخاطب “تدرس أنت”، والمفردة الغائبة “تدرس هي”، ومن علاماته أن ينصب بـ “لن”، لن يتقاعسَ، ويجزم بـ “لم” لم يتقاعسْ، ويدخل عليه حرفا الاستقبال “السّين وسوف”، سيدرسُ بجدّ ونشاطٍ، سوف يدرس بجدّ ونشاط، ومن حيث الإعراب والبناء، فالأصل فيه الإعراب، ويبنى إذا تّصلت به نون النّسوة أو إحدى نونَيْ التّوكيد الثّقيلة أو الخفيفة.[٣]

إعراب الفعل المضارع وبناؤه

بعد بيان الإجابة عن سؤال: ما هو الفعل المضارع، سيتابع البحث في هذا المقال حول إعراب الفعل المضارع وبنائه، فالأصل في الفعل المضارع الإعراب إن لم تتّصل به نون النّسوة أوإحدى نونيّ التّوكيد الثّقيلة أو الخفيفة، فيرفع إن لم يسبق بناصب أو جازم، مثل: “يلعبُ الطّفل”، وينصب إن سبق بناصب، مثل: “درسَ الطّالبُ كي ينجحَ”، حرف النّصب “كي”، وفعل المضارع المنصوب بكي “ينجح”، ويجزم إن سبق بجازم، مثل: “لِتقمْ بواجباتك”، حرف الجزم “لـِ” والمضارع المجزم باللّام “تقم”، ويبنى الفعل المضارع في حالتين، يبنى على السّكون إذا اتّصلت به نون النّسوة، نحو: “الفتياتُ يرقُصْنَ”، “يرقصْنَ”: فعل مضارع مبنيّ على السّكون، ونون النّسوة: ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل، ويبنى على الفتح إذا اتّصلت به إحدى نوني التّوكيد الثّقيلة أو الخفيفة، مثال: قوله تعالى: {لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ}،[٤] الفعل المضارع “يسجنَنَّ” و”يكونًا أويكونَنْ” كلٌّ منهما فعل مضارع مبنيّ على الفتح لاتّصاله بنون التّوكيد، ونون التّوكيد: لامحلّ لها من الإعراب.[٥]

شواهد إعرابية

أصبح مفهوم: ما هو الفعل المضارع واضحًا بشرحِه، ولا بُدّ من رفد المقال بشواهد إعرابيّة على حالات إعراب الفعل المضارع، وحالات بنائه، ليكونَ أكثر وضوحًا ورسوخًا، وهذه الشّواهد ستكون من القرآن الكريم، ومن الشّعر العربيّ الفصيح، ومن شواهد حالات إعراب وبناء الفعل المضارع:

  • قال الله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ}،[٦] الشّاهد في الآية الكريمة ورود عدة أفعال مضارعة معربة ومرفوعة، “تؤتي، تشاءُ، تنزعُ، تعزّ، تذلُّ”.
    • تؤتي: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضّمّة المقدّرة على الياء للثّقل، والفاعل: ضمير مستتر وجوبًا، تقديره “أنت”.
    • تشاءُ، تنزعُ، تعزّ، تذلُّ: كلّ من هذه الأفعال: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضّمّة الظّاهرة على آخره، والفاعل: ضمير مستتر وجوبًا، تقديره “أنت”.
  • قال الله تعالى: {لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ}،[٤] الشّاهد في الآية الكريمة ورود الفعلين المضارعين “يسجنَنّ، يكونًا = يكونَنْ”، وقد لحقت بكلّ منهما نون التّوكيد.
    • لَيُسْجَنَنَّ: اللّام: واقعة في جواب قسم مقدّر، يُسجنَنَّ: فعل مضارع مبنيّ للمجهول مبنيّ على الفتح لاتّصاله بنون التّوكيد الثّقيلة، ونون التّوكيد: لا محلّ لها من الإعراب، ونائب الفاعل: ضمير مستتر جوازًا، تقديره “هو”.
    • لَيَكُونَنْ: اللّام: واقعة في جواب قسم مقدّر، يكونَنْ: فعل مضارع ناقص مبنيّ على الفتح لاتّصاله بنون التّوكيد الخفيفة، ونون التّوكيد لا محلّ لها من الإعراب، واسمه: ضمير مستتر جوازًا تقديره “هو”.
  • قال الشّاعر المتنبّي:[٧]

يَهُونُ عَلَيْنَا أَنْ تُصَابَ جُسُومُنَا

وَتَسْلَمَ أَعْراضٌ لَنَا وَعُقُولُ

الشّاهد في البيت السّابق ورود فعل مضارع معرب مرفوع “يهونُ”، وآخر منصوب “تصابَ”، وثالث معطوف على المنصوب “تسلمَ”.

    • يهونُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضّمّة الظّاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر جوازًا، تقديره “هو”.
    • أنْ تصابَ: أنْ: حرف مصدريّ ونصب، تصابَ: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
    • تسلمَ: فعل مضارع معطوف على تصاب منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة…
    • جسومُنا، أعراضٌ: فاعل مرفوع وعلامة رفع الضّمّة الظّاهرة على آخره، و”نا” في جسوم: ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ مضافًا إليه.
  • قال الشّاعر أبو العلاء المعريّ:[٨]

فَليَذْرِفِ الجَفْنُ على جَعْفَرٍ

إذ كانَ لم يُفْتَحْ على نِدّهِ

الشّاهد في البيت السّابق ورود فعلين مضارعين مجزومين، الأوّل بلام الأمر “ليذرف”، والثّاني بلم “يفتح”.

    • فليذرفِ: الفاء استئنافيّة، اللّام: لام الأمر، يذرف: فعل مضارع مجزوم بلام الأمر وعلامة جزمه السّكون وحرّك بالكسر لالتقاء السّاكنين.
    • لم يفتحْ: لم حرف جزم، يفتح: فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السّكون الظاهر…

المراجع[+]

  1. “تعريف الكلمة وأقسامها”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-09-2019. بتصرّف.
  2. “أقسام الفعل وعلاماته”، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 27-09-2019. بتصرف.
  3. د. عزيزة فوّال بابتي (1413هـ – 1992م)، المعجم المفصّل في النحو العربي (الطبعة الأولى)، بيروت – لبنان: دار الكتب العلميّة، صفحة 777، جزء 2. بتصرّف.
  4. ^ أ ب سورة يوسف، آية: 32.
  5. “إعراب الفعل المضارع”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-09-2019. بتصرّف.
  6. سورة آل عمران، آية: 26.
  7. “ليالي بعد الظاعنين شكول”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-09-2019.
  8. “أحسن بالواجد من وجده”، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-09-2019.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب