ما هو الفعل اللازم

الجملة الفعلية

الكلام في الّلغة العربية له أنواعٌ وأقسام، وعندما يجتمع هذا الكلام -سواء كان اسمًا أم فعلًا أم حرفًا- بطريقة منظّمة ومنسقة يكوّن جملة، وممّا هو جدير بالذكر أنه قد يكوّن جملة فعلية أو اسمية، وإن الحديث عن فكرة: ما هو الفعل اللازم لا بد أن يبدأ بتمهيد عن أصل الفعل اللازم وأماكن تواجده، فمن المعروف أن الجملة الفعلية هي التي تبدأ بفعل، ثم يلي الفعل ما يتمم معنى الجملة ويوضح الغاية منها، وأحيانًا يكون المتمم هو الفاعل وحده، وأحيانًا يحتاج الكلام ليكون مفهومًا إلى مفعول به، ومن خلال هذه التتمة التي تأتي بعد الفعل يميّز الباحث بين الفعل اللازم والفعل المتعدي.[١]

ما هو الفعل اللازم

إنّ البحثَ عن الإجابة على سؤال: ما هو الفعل اللازم يتطلب الكثير من التدقيق والانتباه من الباحث إلى تعريف الفعل اللازم، وخصائصه، وتسمياته التي أطلقها علماء النحو واتّفقوا عليها، واستعملوها في كتبهم التي تعد مصادر أساسية لعلم النحو والإعراب، فالفعل اللازم هو من ناحية لفظه مثل أي فعل يسمعه الناس، ولا يوجد ما يميزه من ناحية اللفظ عن غيره من الأفعال، ولكن له ميزات تجعله مختلفًا من ناحية ما يحتاجه لإتمام معنى الكلام في السياق، وهذه الميزات تتضح أولًا في تعريفه؛ أي في الرد على استفسار: ما هو الفعل اللازم، وفي هذا الأمر ورد أن الفعل اللازم هو الفعل الذي يكتفي بفاعله، ولا يحتاج مفعولًا به كي يتم المعنى.[٢]

أي أنّ الجملة الفعلية التي تبدأ بفعل لازم تكون عناصرها هي الفعل والفاعل فقط ويكون معناها واضحًا وتامًا لا خلل فيه ولا غموض ولا نقص، ومن الأمثلة التي يمكن طرحها على الفعل اللازم قولهم: “جاءَ زيدٌ” فالفعل جاء فعل لازم؛ أي إنه اكتفى بفاعله ولم يتطلب مفعولًا به ليتمم معنى الجملة، وواضح أن المعنى المقصود هو مجيء زيد، أما إذا قال أحدهم: “أعطى المديرُ” ولم يكمل فإن المعنى في الجملة لم يتم، بل بقي ناقصًا، وهذا يعني أن الفعل أعطى ليس لازمًا، لأنه لم يكتفِ بفاعله لإتمام معنى الجملة بل احتاج مفعولًا به؛ إذ لا بد أن يُقال: “أعطى المديرُ الهديةَ للطالبِ”.[٢]

الفعل المتعدي

بعد أن صار تعريف الفعل اللازم واضحًا، ومن خلال ما سبق، يمكن القول إنه لما كان الفعل اللازم -وبناء على ما ورد عن ما هو الفعل اللازم- هو الذي يكتفي بفاعله فلا بد أن يكون الفعل الذي لا يكتفي بفاعله له اسم متعارف عليه عند علماء النحو وهو الفعل المتعدي، وفي تعريفه ورد أنه الفعل الذي يتعدى أثره فاعله، ويتجاوزه إلى المفعول به، ومن الأمثلة عليه: كسر الولدُ الزجاجَ، والفعل المتعدي هو الفعل الذي يحتاج إلى فاعل ومفعول به يقع عليه الفعل، وبه يتم المعنى ويكتمل، ومن دون المفعول به سيبقى المعنى ناقصًا، ولا يمكن إطلاق تسمية جملة على الكلام؛ إذ إنّها ناقصة المعنى.[٣]

ومن التّسميات التي تطلق على الفعل المتعدي أنه الفعل الواقع؛ وذلك لأن يقع على المفعول به، وقد يطلق عليه البعض اسم الفعل المجاوز؛ لمجاوزته الفاعل إلى المفعول به، ومن العلامات التي تدل على أنه فعل متعدٍ هو أنه يقبل هاء الضمير التي تعود إلى المفعول به؛ أي للتأكد من أن الفعل الذي أمام الدارس لازمًا أو متعديًا يضع الدارس في آخره هاء فإذا قبل الهاء كان متعديًا وإن لم يقلبها فهو فعل لازم، مثل الفعل حَسُنَ إذا وُضعت الهاء في آخره لا يقلبها فهو لازم، أما الفعل أعطى يقبل الهاء في آخره فهو متعدٍ، ومما هو جدير بالذكر أن الفعل المتعدي له أنواع منه ما هو متعدٍ بنفسه أي بالمفعول به، ومنه ما هو متعدٍ بغيره أي بحرف جرّ، ومنه ما هو متعدٍ لمفعول واحد، ومنه ما هو متعدٍ لمفعولين.[٣]

تحويل الفعل اللازم إلى متعدٍ

إنّ الحديث عن الفعل اللازم وما وصل للسائل عن ما هو الفعل اللازم، قد يثير في الذهن أسئلة أخرى تُبنى على السؤال الأول: ما هو الفعل اللازم، ومن هذه الأسئلة مثلًا أن يسأل إذا ما كان الفعل اللازم سيبقى لازمًأ دائمًا، وفي أي سياق يرد فيه، أم من الممكن تعديته بطريقة من الطرق، وفي هذا الأمر ورد أنه من الممكن جعل الفعل اللازم متعديًا إلى المفعول به، وجعل الفعل المتعدي إلى مفعول واحد متعدّيًا إلى مفعولين، وذلك بطرق عديدة منها:[٤]

• زيادة الهمزة: مثل الفعل خرج، يقال “خرج الولدُ” وبعد إضافة الهمزة تصبح “أخرج الولدُ الطعامَ” فهذه الهمزة هي همزة التعدية.
• زيادة التضعيف: مثل الفعل سلم، يقال “سلم الأمرُ”، وبعد إضافة التضعيف تصبح “سلّمَ العامل البضاعةَ” وبالتضعيف صار الفعل متعديًا.
• تحويله إلى استفعل: مثل الفعل خرج، يقال “خرج الماء من البئر”، وبعد لاتحخويل إلى وزن استفعل تصبح “استخرجَ الرجلُ الماءَ من البئر”.

أمثلة على الفعل اللازم

إنّ الحديث عن علم النحو وتفاصيله وأحكامه يميل إلى الكلام النظري الجامد إلى حد ما، ولا يمكن تثبيت الفكرة وتوضيح الإجابة عن فكرة: ما هو الفعل اللازم، دون عرض الأمثلة والشواهد من القرآن الكريم أو الأحاديث النبوية، وما قاله العرب من شعر ونثر تشتمل على الأفعال اللازمة بأشكالها المختلفة والمتعددة، وهي أمثلة كثيرة متنوعة، ولعلّ أبرزها:

• قوله تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا}[٥]
• قوله تعالى: {مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ ۚ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ۚ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا}[٦]
• قوله امرئ القيس:[٧]

وَقَد أَغتَدي وَالطَيرُ في وُكُناتِها

بِمُنجَرِدٍ قَيدِ الأَوابِدِ هَيكَلِ

• قوله نزار قباني:[٨]

أنا الدمشقيُّ لو شرّحتمُ جسدي

لسـالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ

المراجع[+]

1. ↑ “فعل لازم”، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 19-10-2019. بتصرّف.
2. ^ أ ب “الفعل اللازم”، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 21-10-2019. بتصرّف.
3. ^ أ ب “فعل متعد”، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 19-10-2019. بتصرّف.
4. ↑ “الفعل الازم والفعل المتعدي”، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 21-10-2019. بتصرّف.
5. ↑ سورة النساء، آية: 69.
6. ↑ سورة الكهف، آية: 5.
7. ↑ “قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل ( معلقة )”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 19-10-2019.
8. ↑ “القصيدة الدمشقية”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-10-2019.