ما هو العمل

ما هو العمل


الرزق

إنّ الدول التي تعاني من الفقر لم تكن تعانيهِ بسبب شحّ الموارد، بل بسبب عامل قلّة فرص العمل، فعند النظر إلى الدول المتقدمة كاليابان والصين يُلاحَظ أن هذه الدول لا تتمتّع بأيّة موارد، ولكن بسبب إدارتها الحكيمة التي استطاعت أن تسعى جاهدة للزياة من مواردها، وذلك من خلال العمل المستمر بمساهمة فئة من العمال النشيطين، الذي يقومون بكافة أعمالهم بأمانة وإخلاص، وعلى أكمل وجه، لكن هناك دول أخرى تتمتّع بالعديد من الموارد، إلّا أن شعوبها يعاني من الفقر والبطالة، والسبب في ذلك عدم القدرة على استخدام هذه الموارد بما يعود بالنفع على الأفراد، لفساد إدارتها وبحثها عن مصالح شخصية لا مصالح جماعية، فأثرت بالسلب على في كلّ الدول، فضلًا عن أن بعض المسؤولين غمرتهم الشهوات فسرقوا بعض الموارد وأهدرو بعضها الآخر، وبالتالي لا بد من معرفة ما هو العمل، وأهمية العمل في الإسلام، وأهمية العمل من الناحية الاقتصادية، والاجتماعية.[١]

ما هو العمل

قبل الإجابة عن سؤال: ما هو العمل يجب توضيح ماهية العمل، حيث يعد العمل نعمة من الله تعالى، وليس عبارة عن جهد ومشاق كما يعتقد البعض، فجميع الأعمال مهما كانت على درجة من المشقة تخلص الإنسان من الفراغ، حيث إن الفراغ يخلق العديد من المشكلات والهموم للأشخاص ، كما أنه من الممكن أن يحرف سلوكهم القويم، ويضل قلوبهم المنيرة، كما يساعد العمل على الإنتقال من مرحلة التخطيط والتمني إلى مرحلة التنفيذ، فمن غير الممكن أن يبقى الشخص يحلم بتحقيق طموحاته طوال حياته، فمن الواجب أن يبدأ بتحقيقها؛ لأن ذلك يساعده على اكتشاف نفسه وقدرته ومواهبه، كما يزيد من ثقته بنفسه ويجعله يطمح لتحقيق المزيد من النجاحات، وبالعمل تتحسن أحوال البيئة المحيطة بالإنسان، فتكون الحياة بعد ذلك أسهل.[٢]

أما تعريف ما هو العمل في اللغة: “كل فعل يفعل، أو المهنة والفعل، والأصل منه عمل يعمل عملًا، فهو عامل على وزن فاعل” ، أما في الاصطلاح فقد تمّ تعريف ما هو العمل على أنه: “مجموعة من الواجبات تقع على عاتق الفرد ويجب عليه القيام بها لقاء أجر مالي”، وقد تطرق الكثير من العلماء والفقهاء إلى تعريف ما هو العمل، حيث عُرف: “كل ما يقوم به الإنسان من أجل توفير الرزق الحلال له ولأسرته، ولتأمين كافة الاحتياجات الأساسية من المأكل والمشرب والملبس والمسكن، ولحفظ كرامة الإنسان عن طلب المساعدة”، وبعد معرفة ما هو العمل يجب ترتيب جميع أمور الحياة على أساس أن الحياة هي العمل، وأن العمل الجيد هو حياة جيدة، وإذا لم يحصل أي شخص على عمل ملائم له عليه ألا يجلس فارغًا، بل يجب أن يعمل عملًا آخرًا حتى يجد ما يحب.[٢]

مجالات العمل

بعد الإجابة عن سؤال: ما هو العمل يجب التعرف إلى أبرز مجالات العمل، ومن هذه المجالات مجال القانون والذي من الممكن من خلال أن يصبح الفرد محاميًا، أو يصبح من أفراد الهيئة القضائية، أما مجال الفن فمن الممكن اختيار العديد من المجالات ذات الصلة بها، كالممثل أو الموسيقي، أما عن مجال الأعمال فهي تتضمن المحاسب والمستشار المالي والإعلان، وبالنسبة للمجال الطبي فإنه يهيّئ العمل كطبيب جراحي أو نفسي أو ممرض أو مسعف، وأخيرًا مجال التدرس الذي يضم اساتذة الجامعات أو المدارس، وهناك العديد من المجالات الأخرى والتي لا يمكن حصرها.[٣]

حقوق العمال

اهتم مشرّعو الدول بمَنْح العامل العديد من الحقوق باعتباره الطرف الضعيف في عقد العمل، كما منع أي تنازل عن أي من تلك الحقوق أو تعديلها بما ينقص عنها، وهذه الحقوق هي:[٤]

  • الأجر: إن الأجر في العمل هو الالتزام الرئيس الذي يقع على عاتق رب العمل، ويعرف الأجر على أنه: “كل ما يستحقه العامل لقاء عمله نقدًا أو عينًا مضافًا له سائر الإستحقاقات الأخرى أيًا كان نوعها”.
  • رفع دعوى مباشرة: حيث اهتم جميع المشرعين في دول العالم على إعطاء العامل حقًا برفع دعوى عمالية إلى المحكمة المختصة للمطالبة بجميع حقوقه، وهناك بعض الدول خففت من رسوم الدعاوى العمالية ودول أخرى أعفتها من الرسوم بالكامل.
  • تعيين عدد أقصى من ساعات العمل: ويتصمن هذا الحق أن يعين للعامل عدد ساعات معية للعمل تحت إشراف رب العمل، وغالبية القوانين نصت على أن تكون عدد هذه الساعات لا تتجاوز الثمانية حدًّا أقصى.
  • فترات الراحة: بحيث يُعطى العامل فترة راحة خلال عمله باليوم الواحد، وذلك إما لتناول الطعام أو الصلاة أو غير ذلك من الأمور المتعلقة به.
  • الإجازات: يستحقّ العامل العديد من الإجازات التي منحت له بموجب القانون، كالإجازة السنوية وإجازة الأمومة وإجازة المرض وغير ذلك.

أهمية العمل

بعد الإجابة عن سؤال: ما هو العمل، يجب معرفة أهمية العمل في الإسلام، حيث يحتل العمل مكانة عالية ومنزلة رفيعة في الإسلام، كما هو عبادة يجب القيام بها امثالًا لأوامر الله -عزّ وجلّ-، وبالعمل تقوم الحياة وتعمر الديار، وتزدهر الأوطان وتستقر، قال تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[٥]، وعَدّ الإسلام العمل نوعًا من أنواع الجهاد في سبيل الله، حيث إن الهدف من العمل في الإسلام ليس لكسب المال فقط، إنما عبادة تحقق العديد من الفوائد التي تعود على الفرد والمجتمع، فمن غايات العمل تحقيق الأمن الاجتماعي بين الناس، وهذا يؤدي بالتأكيد إلى التوازن النفسي على مستوى الفرد والجماعة.[٦]

وهناك العديد من المجتمعات بلغت الغاية في تحقيق المكاسب المادية، لكن ظلت حياة شعوبها مليئة بالقلق والخوف والوحدة والشعور الحاد بالغربة القاتلة، لذلك يُلاحَظ أن العلاقة طردية بين العمل الصالح والتوازن الإجتماعي، حيث كلما صلح العمل انتشر التوازن الإجتماعي بين الأفراد بصورة كبيرة، وبالتالي إن الحياة تتطلب السعي والعمل، فعلى جميع الأشخاص القادرين على العمل أن يُقدموا على العمل، ويقوموا به بكل أمانة وإخلاص، فمن الواجب أن ينهض الإنسان للعمل مستشعرًا بشعار الجد والنشاط، تاركًا شتى أنواع الكسل، فالإنسان العاقل لا يرضى لنفسه أن يكون عبئًا على غيره، وهو يعلم أن الرزق منوط بالسعي، وأن مصالح الحياة لا تتم إلا باشتراك الأفراد حتى يقوم كل واحد بعمل خاص له.[٦]

المراجع[+]

  1. “أهمية العمل”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-11-2019.
  2. ^ أ ب “العمل مفتاح الحياة”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-11-2019. بتصرّف.
  3. “Types of Careers Listed by Industry, Job, and Salary”, www.thebalancecareers.com, Retrieved 07-12-2019. Edited.
  4. جعفر المغربي (2018)، شرح أحكام قانون العمل (الطبعة الثانية)، عمان-الأردن: دار الثقافة ، صفحة 144-156. بتصرّف.
  5. سورة الجمعة، آية: 10.
  6. ^ أ ب “مكانة العمل وآدابه في الإسلام”، www.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-11-2019. بتصرّف.






اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب