X
X


موقع اقرا » تعليم » جغرافيا وتاريخ » ما هو التعداد السكاني

ما هو التعداد السكاني

ما هو التعداد السكاني


ما هو التعداد السكاني، فعبر تاريخ الشعوب، كان ومازال، وجود السكان ورقعة الأرض والتاريخ واللغة، هم العناصر الأساسية لقيام أي دولة أو أمة أو حضارة، والسكان هو أهم هذه العناصر، فدون السكان، لا أهمية للأرض ولا للتاريخ ولا حتى اللغة، وقد قامت شعوب كثيرة عبر التاريخ، بإقامة تعداد وإحصاء للسكان الأصليين، وقد تطور هذا التعداد حتى وقتنا الحالي، وفي مقالنا هذا عبر موقع اقرا، سوف نتعرف على ما هو مفهوم السكان والتعداد السكاني وأهدافه واستخداماته وأهميته وكل ما يخصه. 

مفهوم السكان

السكان هو مصطلح يطلق على أي مجموعة متميزة من الأفراد، سواء كانت تلك المجموعة تتألف من أمة، أو مجموعة من الناس ذات خاصية مشتركة، وهذا المصطلح شمولي، لا يقف عند حدود البشر، وإنما يضم كل الكائنات الحية، ولكن في الاستخدام العادي المتداول بين البشر، فإن السكان عبارة عن مجموعة مميزة من الأفراد، من حيث أن لهم جنسية أو هوية أو خصائص مشتركة، وهناك فرق بين السكان الأصليين والغير أصليين في كل مجتمع، فالسكان الأصليين في الوقت الحالي، هم الذين يحملون جنسية بلدهم، ولهم أصولهم التاريخية بالنسبة لهذا البلد، أما الغير الأصليين، فقد يكونوا مواطنين يحملون جنسية هذا البلد، ولكن ليسوا شعب أصلي ذو تاريخ فيها، وقد يكونوا مقيمين مؤقتين لفترات زمنية بهدف الدراسة أو العمل أو التجارة وما إلى ذلك.[1]

ما هو التعداد السكاني

التعداد السكاني بشكل عام، يقصد به الإحصاء، أي إحصاء عدد السكان المتواجدين على بقعة ما، وذلك لمعرفة التعداد السكاني لهذه المنطقة، وبصيغة أخرى، يعرف التعداد السكاني أو الإحصاء، على أنها عملية ممنهجة، تقوم بها عادة الجهات الرسمية في الحكومة، تستطيع من خلالها تجميع معلومات عن النمو السكاني، أو معلومات اجتماعية وديموغرافية واقتصادية حولهم، وذلك بهدف تنموي للسكان والمجتمع من جميع النواحي، وبشكل عام، يتم إجراء تعدادات السكان من قبل الحكومات، مرة واحدة كل 10 سنوات، ويكون هدفها الأساسي هو التعداد الكلي لسكان بلد ما، كما يمكن أن يتم الإحصاء بشكل متخصص أكثر، من قبل مجموعات فرعية لها هدف معين، مثل المنظمات الإنسانية التي تقوم بإحصاء عدد السكان في منطقة ما لتقديم المساعدات، أو المنظمات الدولية وغيرها.[1]

تاريخ التعداد السكاني

تاريخياً، هناك العديد من الإحصاءات التي قامها بها أسلافنا سابقاً، في العصور ما قبل التاريخية، بدءاً من مملكة بابل القديمة وحضارات ما بين النهرين، إلى حضارات بلاد فارس والصين القديمة ومصر الفرعونية القديمة، إضافة إلى الرومان واليونانيين القدامى، وغالبية هذه الإحصاءات، لم تكن بهدف التنمية الاقتصادية أو تحسين نوعية السكان أو حتى النظر إلى متطلباتهم، وإنما هذه الإحصاءات كانت أهدافها إما لأمور عسكرية، لمعرفة عدد الأفراد القادرين على دخول الجيش، أو مالية، حيث كانوا يحصون السكان لفرض الضرائب عليهم، كما كان الإحصاء حاضراً في عهد الخلافة العباسية من الحضارة الإسلامية، وبقيت هذه الإحصاءات تزول وتظهر بشكل غير منظم في تاريخ الأمم، حتى أواخر القرن الثامن العشر.[2]

التعداد السكاني حديثاً

بدء التعداد السكاني بشكل فعلي لأول مرة، في عام 1790م في الولايات المتحدة الأمريكية، بالرغم من محاولات سابقة لبعض الدول مثل فرنسا وبريطانيا وإيطاليا التي كانت بسيطة وغير ممنهجة وبعد التجربة الأمريكية في هذا المجال، بدأت تتوالى البلاد في عمليات الإحصاء في مطلع القرن التاسع عشر، وفي مقدمتها دول الغرب الأوروبية التي كانت محور الأحداث في ذلك الوقت، من حيث أنها كانت الدول الاستعمارية الحديثة، وخاصة إنجلترا وفرنسا، وتبعتها إيطاليا وإسبانيا وباقي الدول، ومن ثم انتقلت الفكرة إلى دول آسيا وإفريقيا، وطرأ التطوير على الإحصاء السكاني عدة مرات، وخاصة أن أساليبه القديمة كانت مكلفة للغاية، كما أن بعض المناطق كان يصعب الوصول إليها لإحصائها، أما حاليا، فتطور التعداد السكاني في غالبية الدول بشكل تقني وتكنولوجي حديث، وفر الوقت والمال بشكل أكبر.[2]

النمو السكاني

النمو السكاني هو التزايد المتنامي في عدد السكان، والذي يتم حسابه عادة من خلال طرح عدد الوفيات من عدد الولادات لمعرفة معدل النمو الجديد، وهناك نوعين من النمو، فإما أن يكون نمو إيجابي يفيد المجتمع، أو نمو سلبي يضر به، وبشكل عام، هناك ثلاثة عوامل أساسية تؤثر على النمو، وهي الخصوبة العالية أو الضعيفة عند السكان، وارتفاع أو انخفاض عدد الوفيات، والعامل الثالث هو الهجرة الوافدة إلى بلد ما أو الصادرة عنه للخارج، وفيما يتعلق بالنمو السكاني للبلدان والسكان الوطنيين الآخرين، لا يكون تأثير الهجرة عادة بنفس تأثير تأثيرات الخصوبة والوفيات، وعادة ما يُنظر إليها على أنها العوامل الرئيسية التي تسبب مباشرة النمو السكاني الوطني، ويعد النمو السكاني المتزايد من أشد المخاطر التي تواجهها بعض أهم البلدان الكبرى، وفي مقدمتها الهند والصين.[2]

مراحل التعداد السكاني

تعد عملية تعداد السكان، من العملية الصعبة للغاية والمكلفة في نفس الوقت، وبالرغم من أن الكثير من الدول، استخدمت التكنولوجيا الحديثة لعملية التعداد، إلا أن هناك دول كثيرة تفتقر إلى هذه الأدوات، وما زالت تقوم بذلك يدوياً، وفي كلتا الحالتين، يوجد مراحل معينة يجب اتباعها في عملية التعداد وهي:[3]

  • التخطيط: والذي يتضمن إنتاج فكر يسهل عملية الإحصاء، بحيث يمكن الوصول إلى كافة السكان أينما وجدوا بأقل التكاليف وبسرعة كبيرة.
  • الإحصاء: ويتم بعدة طرق، بحسب إمكانيات الدولة وتوزع سكانها وقدرة الوصول إليهم، ومن طرق الإحصاء المعروفة، نماذج الاستمارات التي يجب توزيعها وملأها من قبل السكان، أو إرسال موظفين لإجراء المقابلات معهم، أو التعداد الإلكتروني عبر الشبكة.
  • جمع المعلومات: وهي النتيجة التي يهدف إليها الإحصاء، وتتضمن جميع المعلومات التي تهم الحكومة، بما في ذلك عدد السكان، ونسبة الذكور إلى الإناث، ومعرفة كبار السن والصغار وحديثي الولادة وكل ما يتعلق بالسكان.
  • معالجة النتائج: وهي المرحلة التي يتم فيها ترتيب المعلومات التي تم الحصول عليها، وتنظيمها بشكل يمكن الوصول إليها بشكل سريع، إضافة إلى أرشفتها بطريقة ممنهجة، سواء في السجلات المكتوبة، أو عبر التطبيقات الرقمية الحديثة التابعة للحكومة.
  • نشر النتائج: سابقاً، لم تكن هذه الميزة متاحة إلا عن طريق الإعلام القديم، لكن حالياً، أصبح الجميع يمكنه مشاهدة هذه النتائج عبر المواقع الحكومية الرسمية على شبكات الإنترنت، ومع ذلك، ليس كل المعلومات السكانية يمكن وضعها في متناول الجميع، فهناك معلومات سرية لا يمكن الإفصاح عنها، مثل الكشف عن هوية الأفراد.

أنواع بيانات التعداد السكاني

بيانات التعداد السكاني، هي البيانات الأولية المستخدمة من قبل المخططين، لفهم الظروف الاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية محليا ووطنيا، وتشمل هذه البيانات ما يلي:[3]

  • بيانات التوزيع الجغرافي للسكان على رقعة الأرض التي تخص الدولة.
  • بيانات الخصائص السكنية حيث يتواجد السكان، من حيث التوافر والتطور في الخدمات والمرافق والأبنية السكنية.
  • البيانات الأسرية بما يخص حجم الأسر وتركيبتها وعدد الأفراد فيها.
  • بيانات المواليد الجدد ومعدلات الخصوبة وعدد الوفيات، والتي من خلالها يتم معرفة حجم النمو السكاني.
  • بيانات التركيب العمري للسكان من حيث الأفراد في سن التعليم أو في سن العمل أو في سن الشيخوخة.
  • بيانات الجنسية من حيث الأشخاص الأصليين في الدولة، أو المقيمين فيها.
  • الحالات الطبية، بما في ذلك وجود ذوي الاحتياجات الخاصة والتعرف على نوعيات هذه الحاجات التي يعاني منها المجتمع.
  • بيانات الحالة الاجتماعية للسكان في كل منطقة على حدة، لفهم الوضع الاجتماعي الترابطي بين السكان.
  • بيانات الحالة التعليمية من حيث وجود فئات مثقفة في هذه المناطق، أو وجود مشاكل تحول دون تحصيلهم العلمي، فهذا من شأنه تأخر تقدم الدولة.
  • بيانات الحالة الاقتصادية من حيث الحالة المعيشة للسكان، وتوافر فرص العمل وأنواع الأعمال المتوفرة في هذه المنطقة.
  • بيانات الولادات والوفيات في كل سنة، لمعرفة مدى النمو السكاني، ومدى تأثيره على الحالة الاجتماعية على أي منطقة.
  • البيانات التي تصف معدل وأنماط التحضر، وتحدد نسبة الأسر في الإنتاج الزراعي وتربية المواشي.

أهمية التعداد السكاني

من حيث الأهمية، يمكن أن تساعد بيانات التعداد السكاني على فهم الظروف الاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية في المجتمعات التي يعيش فيها هؤلاء السكان، وهذا له أثر إيجابي ليس فقط على السكان، وإنما على الدولة بأكملها ومن فيها في كافة المجالات، كما يؤثر على اقتصاد الدولة الداخلي والخارجي، من حيث أن فهم تركيبة السكان وتوزعهم وأعمارهم وأعمالهم وتعليمهم وما إلى ذلك، يساعد في تنظيم المجتمع وفهم مشاكله وتأمين فرص العمل وتحسين الاقتصاد والنهوض بالدولة ككل، إضافة إلى تحسين الظروف الداخلية والبنى التحتية والمرافق والخدمات لأبناء الدولة، بما في ذلك الخدمات والمرافق الأساسية، مثل المدارس والجامعات والطرقات والمؤسسات الحكومية والمشافي الوطنية والكثير من الأمور الأخرى، كما يساعد التعداد السكاني في صياغة برامج التنمية الوطنية ومراقبتها، وتخصيص الموارد الوطنية ومراجعة الحدود الإدارية والانتخابية، وتحديد مواقع البنية التحتية الاجتماعية.[4]

أهداف التعداد السكاني

التعداد السكاني ليس فقط محصور بمعرفة عدد وحجم السكان في دولة ما، وإنما يأخذ مناحي أخرى أهم بكثير، والتي ترتبط بتحقيق مصلحة المجتمع ككل، وهذا يعتمد على الأهداف التي يبحث عنها، والتي يمكن تلخيصها بما يلي:[4]

  • الهدف الأساسي من تعداد السكان، هو تزويد الحكومة وأصحاب المصلحة الآخرين بمعلومات مرجعية أساسية، حول الخصائص الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية للسكان.
  • توفير معلومات مهمة، وذلك لرصد الامتثال لقانون حقوق التصويت، وقانون الحقوق المدنية وغير ذلك من إجراءات مناهضة التمييز ومنح أفراد المجتمع حقوقهم المشروعة.
  • تعد بيانات التعداد الدقيقة، ضرورية لتطوير تقييمات دقيقة، وذلك لمنح الرفاهية الاقتصادية للأمة ككل، فَالتمتع بالاقتصاد من حق الجميع.
  • مساعدة الأسر وذوي الدخل المحدود، وذلك من حيث تحديد المناطق المؤهلة للحصول على مساعدة الإسكان وقروض إعادة التأهيل، وإعانات الإسكان والتدريب على العمل وخدمات التوظيف وغيرها.
  • تعد بيانات التعداد الدقيقة ضرورية أيضًا، لتخصيص الأموال لبرامج الأغذية التكميلية والخدمات الاجتماعية الأخرى للنساء والأطفال.
  • مساعدة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال برامج الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية، والتنبؤ بعدد الأشخاص المؤهلين للحصول على مزايا إعاقة الضمان الاجتماعي. 
  • تعتمد العديد من مسؤوليات التخطيط في الحكومة المحلية، على بيانات التعداد السكاني، مثل البنية التحتية والصحة العامة وحماية البيئة وتخطيط البرامج. 
  • يساعد معرفة التوزيع السكاني، في معرفة تركيبة الأرض التي يعيش عليها السكان، من حيث أنها مدن صالحة للزراعة، أو أنها قابلة لتصبح مدن.
  • تهدف بيانات التعداد على تخصيص التمويل للعديد من برامج التعليم، مثل التعليم المهني وتعليم الكبار في السن ومحو الأمية وبناء المدارس وغيرها.
  • تعريف الدولة والحكومة بالمناطق الغير معروفة بشكل جيد، وخاصة المناطق النائية التي قد لا يوجد فيها خدمات البتة.
  • تهدف معلومات التعداد إلى معرفة كيفية الإغاثة، في حال حدوث الكوارث الطبيعية في مكان ما على أرض الدولة.
  • يساعد التعداد السكاني في معرفة الاستخدامات التجارية، بما في ذلك تطوير الأسواق المحلية، ودعم البضائع الوطنية، كما تهدف إلى توصيل السلع الأساسية للسكان، مثل حليب الأطفال وغيرها.
  • تأمين الخدمات الطبية الأساسية للسكان، بما في ذلك اللقاحات ضد الأوبئة، وتأمين الأدوية الأساسية.

عيوب التعداد السكاني

يعد التعداد السكاني، من الأولويات التي تهتم بها أي دولة تسعى إلى تحقيق العدالة والرفاهية والمساواة بين أفراد مجتمعها، ومع ذلك، تعتبر هذه الأمور محددة في بعض الأحيان، للدولة والمجتمع والأفراد على حد سواء، بسبب بعض العيوب القليلة التي تحملها، ومنها:[4]

  • التكاليف: بالرغم من طرق الإحصاء الحديثة، إلا أن الطرق القديمة لا تزال متبعة بسبب دقتها، ونظرًا لأن الإحصائي يراقب عن كثب كل عنصر من السكان قبل جمع البيانات، فإنه يجعل تحقيق التعداد وسيلة مكلفة للغاية للتحقيق.
  • هدر الوقت: فقد يستغرق التحقيق في التعداد، وقتًا طويلاً للغاية بحسب اتساع رقعة الدولة وعدد السكان، كما أن هذا يتطلب أيضًا قوة بشرية لجمع البيانات الأصلية.
  • احتمالات وقوع الأخطاء: وهذا أمر وارد للغاية، ويرجع وقوع أخطاء في التعداد لعدة أسباب، مثل عدم الاستجابة من قبل السكان، أو الأخطاء في القياس، أو عدم دقة تعريف الوحدات الإحصائية، أو حتى التحيز الشخصي للقائمين على عملية الإحصاء.

التعداد السكاني PDF 

بالرغم من بعض العيوب القليلة التي يمتلكها، إلا أن التعداد السكاني يعد من أهم مقومات الدولة السليمة والقوية في كافة المجالات، سواء السياسية أو العسكرية أو الاقتصادية والتنموية وغيرها، فكل هذه القطاعات وغيرها، تعتمد بشكل مباشر على السكان الذين يعدون عماد الدولة، ونظراً لأهمية هذا الموضوع، نقدم لكم هذا المقال كملف pdf يمكن تحميله “من هنا“، ليبقى مرجع يمكن العودة إليه وقت الحاجة.

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان ما هو التعداد السكاني، والذي تعرفنا من خلاله مفهوم السكان والتعداد السكاني، وتاريخه القديم والحديث أهميته في معرفة النمو السكاني، وتعرفنا أيضاً على مراحل هذا التعداد وأنواع البيانات التي يقدمها، وما مدى أهميته وأهدافه واستخداماته، وما هي عيوبه.

المراجع

  1. investopedia.com , Population , 15/01/2022
  2. people.howstuffworks.com , How the Census Works , 15/01/2022
  3. canr.msu.edu , What is a census and what kind of data is collected? , 15/01/2022
  4. toppr.com , Census , 15/01/2022






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب