ما هو التحنيط

ما هو التحنيط


الجثث البشرية

بعد موت الانسان يبقى جسده جثة هامدة تحتاج للعناية بطرق محددة تختلف باختلاف الديانات وعادات الشعوب، وغالبًا ما يتم التخلص من هذه الجثث عن طريق الدفن، حيث إنّ طرق الدفن أيضًا مختلفة، وللحديث عن ذلك تقوم أغلب الشعوب بدفن الجثث تحت الأرض، حيث يتم حفر القبر ودفن الجثة به، وإغلاقه بكومة من التراب، كما أنّ شعوب الأسكيمو تقوم بدفن موتاهم تحت الجليد؛ بسبب عدم توفر الأراضي الرملية، كما استخدمت بعض الشعوب القديمة كهوف واسعة خصصتها لدفن الموتى بها، في المقابل تقوم بعض الشعوب بدفن موتاهم في الماء، أو عن طريق حرق الجثث، وسيوضح هذا المقال أحد التقاليد الغريبة للتعامل مع الجثت البشرية وهي التحنيط.[١]

ما هو التحنيط

إنّ مصطلح التحنيط هو عملية تعقيم وحفظ للجثث الميتة، حيث إنّ الهدف من ذلك هو لبعض الأسباب العلمية الدراسية، أو بعض المعتقدات الدينية لدى بعض الجماعات القديمة، بالإضافة إلى أنّ بعض الشعوب تهتم بتحنيط أجساد الأبطال الذين وافتهم المنية؛ لاعتقادهم بأنّ ذلك يهون عليهم حدادهم وحزنهم، وتتم معالجة الجثث بمختلف أنواع المكونات التي يمكن أن تمنع تعفن الجثث أو إبطاء ذلك، فعلى سبيل المثال تم إعادة جسد الإسكندر الأكبر من بابل إلى مقدونيا في حافظة تمت تعبئتها بالعسل، كما قام بضعة من العطارين بوضع عدد من التوابل والأعشاب التي تقوم بوظيفة التحنيط، وتقلل من الرائحة العفنة للجثث، وارتبط مفهوم التحنيط سابقًا بالمومياء المصرية، كما قامت بذلك بعض الشعوب الأخرى التي تسكن في أجزاء من آسيا وأمريكا الجنوبية، ووجد العلماء الكثير من الآثار للجثث المحنطة بدقة ومهارة عالية، فمثلًا قامت بعض القبائل بتحنيط رؤسائهم عن طريق دفن الجثث في تابوت مليء بالملح لمدة ثلاثة أشهر تقريبًا، ومن القصص الطريفة التي تخص مجال التحنيط الحديث قصة السيدة مارتن فان بوتشيل التي طلبت أن يتم تحنيط جثتها وعدم دفنها؛ لأنّ زوجها لن يسيطر على ثروتها طالما أنّها ما زالت فوق الأرض.[٢]

طريقة التحنيط

في العصر الحديث اختلفت طرق تحنيط الجثث بشكل كبير، حيث يبدأ المختصون بوضع الجسم في وضعية النوم مع مقابلة الوجه للأعلى، ثم يتم تغسيل الميت وتعقيم فجوات الجسم؛ كالأنف والفم باستخدام مطهر قوي ومخَفف بالماء، يتبع ذلك ترطيبٌ للشفتين والجفون؛ للحفاظ على المظهر الطبيعي بقدر الإمكان، ثم يتم القيام بالحقن الشرياني الذي يجفف جميع السوائل المتواجدة في تجاويف الجسم جميعها؛ كالأوعية الدموية، كما يحتوي سائل الحقن الشرياني على الفورمالديهايد، والماء والمواد الكميائية الأخرى، ويرافق هذه العملية استخدام جهاز خاص للتخلص من الدم ومنع انتفاخ الأوعية الدموية، كما يقوم هذا الجهاز بضخ محتويات الحقنة إلى جميع أنحاء الجسم، ثم عند الانتهاء من هذه العملية يتم تصفيف الشعر وقص الأظافر وترتيب المظهر العام للميت ثم وضعه في نعشه.[٣]

المواد الكميائية المستخدمة في التحنيط

كما ذُكر مسبقًا في خطوات التحنيط القيام بالحقن الشرياني الذي يحتوي على العديد من المواد الكميائية التي تساهم كل منها في وظيفة محددة، وفيما يأتي بيان بعض هذه المواد:[٤]

  • المواد الحافظة: تقوم هذه المواد الكميائية بعدم السماح للجسم بأن يكون وسيطًا لنمو أنواع البكتيريا المختلفة، كما يتم إيقاف إفراز الهرمونات والأنزيمات بشكل كامل، وتتكون هذه المواد الحافظة من مزيج من الفورمالديهايد، والجلوتارالدهيد والفينول.
  • المطهرات: وتقوم هذه المواد الكميائية بقتل جميع البكتيريا والكائنات الحية الدقيقة المتواجدة داخل الجسم، ومن هذه المواد ما يعرف بمركبات الأمونيوم الرباعية.
  • العوامل المعدلة: وهي المرطبات مثل الجليسرين والأملاح غير العضوية، بالإضافة إلى المحاليل التي تعادل توازن درجة الحموضة وثباته القاعدي، مثل البوراكس، الصوديوم، الفوسفات والسترات، كما تتم إضافة موانع تخثر الدم.

المراجع[+]

  1. “Burial”, Www.britannica.com, Retrieved 18-1-2020. Edited.
  2. “Embalming”, Www.britannica.com, Retrieved 18-1-2020. Edited.
  3. “How to Embalm”, Www.wikihow.com, Retrieved 18-1-2020. Edited.
  4. “Embalming and other methods of dead body preservation”, Www.researchgate.net, Retrieved 18-1-2020. Edited.






اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب