X
X


موقع اقرا » إسلام » معالم إسلامية » لماذا سمي بيت الله الحرام بالحرام

لماذا سمي بيت الله الحرام بالحرام

لماذا سمي بيت الله الحرام بالحرام


سبب تسمية بيت الله الحرام

سمّى الله -تعالى- الكعبة في القُرآن بالبيت الحرام، لقوله: (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاسِ)،[١] ويرجع السبب في ذلك إلى عدة أقوال نوردها على النحو الآتي: [٢]

  • لعظمته وحُرمته، وحُرمة القتال والصيد عنده.[٣]
  • لأن إبراهيم -عليه السلام- لما وضع الحجر الأسود في الكعبة عند بنائها، أضاء من جميع الجهات، فحرمه الله -تعالى- إلى حيث انتهى نوره.
  • لما أهبط الله -تعالى- آدم -عليه السلام- إلى الأرض خاف على نفسه من الشيطان، فاستعاذ منه بالله -تعالى-، فأرسل الله -تعالى- إليه ملائكة وقاموا بحف مكة من جميع جوانبها، ووقفوا عند الحرم يحرسونه، فأصبح بينه وبين موقف الملائكة حرم.
  • لأن الله -تعالى- لما خاطب السماوات والأرض بقوله: (ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ)،[٤] أجابته أرض الحرم فقط، فحرمها الله.[٥]
  • لأن الله -تعالى- حرمها إلى يوم القيامة، إذ يحرُم القتال فيه، أو تنفير صيده، أو تقطيع شجره، لما ورد عن النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (إنَّ هذا البَلَدَ حَرَّمَهُ اللَّهُ يَومَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ والأرْضَ، فَهو حَرَامٌ بحُرْمَةِ اللَّهِ إلى يَومِ القِيَامَةِ، وإنَّه لَمْ يَحِلَّ القِتَالُ فيه لأحَدٍ قَبْلِي، ولَمْ يَحِلَّ لي إلَّا سَاعَةً مِن نَهَارٍ، فَهو حَرَامٌ بحُرْمَةِ اللَّهِ إلى يَومِ القِيَامَةِ، لا يُعْضَدُ شَوْكُهُ، ولَا يُنَفَّرُ صَيْدُهُ، ولَا يَلْتَقِطُ لُقَطَتَهُ إلَّا مَن عَرَّفَهَا، ولَا يُخْتَلَى خَلَاهُ فَقالَ العَبَّاسُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إلَّا الإذْخِرَ فإنَّه لِقَيْنِهِمْ ولِبُيُوتِهِمْ، قالَ: إلَّا الإذْخِرَ).[٦]

آداب زيارة بيت الله الحرام

توجد العديد من الآداب التي يُستحبُ للمُسلم فعلها عند زيارته لبيت الله الحرام، ومنها ما يأتي:[٧]

  • الدُخول إليه من باب بني شيبة.
  • القول عند دُخول البيت الحرام: “بسم الله، وبالله، ومن الله، وفي سبيل الله، وعلى ملة رسول الله”، وعند اقترابه من البيت يقول: “الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وعلى إبراهيم خليلك وعلى جميع أنبيائك ورسلك”، ثُمّ يرفع يديه، ويدعو الله -تعالى-.
  • التوجه نحو الحجر الأسود.
  • لمس الحجر الأسود باليد اليمين وتقبيله، فإن لم يستطع لمسه وتقبيله فإنه يُشير إليه في مُقابلته.
  • الدُخول إليه بالرجل اليُمنى.
  • قراءة دُعاء دخول المسجد عند الدُخول إلى البيت الحرام.
  • الإبتعاد عن الأكل مما له رائحةٌ كريهة، كالبصل والثوم.
  • الإكثار من أعمال الخير؛ لما فيه من مُضاعفة الحسنات.
  • الابتعاد عن مُزاحمة الناس.
  • عند الخروج من البيت يُسن له قول: “اللهم إني أسألُك من فضلك”، أو “اللهم اغفرلي، وافتح لي أبواب فضلك”.[٨]

فضل بيت الله الحرام

توجد العديد من الفضائل الواردة في بيت الله الحرام، ومنها ما يأتي:[٩]

  • أحد المساجد الثلاثة الذي تُشدُ إليه الرحال؛ لقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إلَّا إلى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: المَسْجِدِ الحَرَامِ، ومَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومَسْجِدِ الأقْصَى).[١٠][١١]
  • تسمية الله -تعالى- له بالمسجد الحرام؛ فهو أعظم البيوت.
  • مكانٌ للسجود، ومكان طاعة لله -تعالى-.
  • فيها أول بيت وضع لعبادة الله تعالى.
  • حرم الله تعالى ورسوله.
  • دار الأمن والأمان.
  • أحب البلاد إلى الله ورسوله.
  • جعل الله -تعالى- البيت الحرام قياماً للناس وهُدىً للناس، وورد ذلك في آياتٍ كثيرة، كقوله -تعالى-: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ* فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)،[١٢] وقوله -تعالى-: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ).[١٣][١٤]
  • مجيء الناس إليه بخُضوع، وخُشوع، وتذلُل في الظاهر والباطن، ومُعظمين له ولحُرمته.[١٥]
  • الصلاة فيه أفضل من مئة أفضل صلاة في غيره من المساجد؛ لقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (وصلاةٌ في المسجدِ الحرامِ أفضلُ من مئةِ ألفِ صلاةٍ فيما سواهُ).[١٦][١٧]

معنى حج بيت الله الحرام

يُعرف الحج في اللُغة: القصد، وأمّا في الاصطلاح الشرعيّ: فهو قصد الكعبة لأداء أفعالٍ مخصوصة، ويُعدّ الحج الرُكن الخامس من أركان الإسلام، وهو فرضٌ مرةً في العُمر، وما زاد على ذلك فهو تطوع.[١٨]

وأمّا شُروط الحج فهي: الإسلام، والعقل، والبُلوغ، والحُرية، والاستطاعة البدنية، والمالية، والأمن، ويُضافُ شرطين آخرين للنساء؛ وهما: أن يكون معها محرم أو زوج، وأن لا تكون مُعتدةٌ من وفاةٍ أو طلاق،[١٨] وقد فرضه الله -تعالى- في السنة السادسة للهجرة.[١٩]

خلاصة المقال: تناول المقال سبب تسمية البيت الحرام بهذا الاسم والآراء المتعددة فيه، كما تناول آداب زيارته بشكلٍ خاص ، وبعض آداب المساجد ومنه المسجد الحرام، كما تناول فضل زيارته ومنها أن الصلاة فيه تعدل مئة ألف صلاةٍ فيما سواه، كما تم التطرق إلى معنى الحج وشُروطه.

المراجع

  1. سورة المائدة، آية:97
  2. “سبب تسمية المسجد الحرام”، إسلام ويب، 27-5-2012، اطّلع عليه بتاريخ 31/8/2021. بتصرّف.
  3. لجنة الفتوى بالشبكة الإسلامية (2009)، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 68، جزء 4. بتصرّف.
  4. سورة فصلت، آية:11
  5. تقي الدين محمد الفاسي (2000)، شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام (الطبعة 1)، صفحة 73، جزء 1. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:3189، صحيح.
  7. أبو حامد الغزالي، إحياء علوم الدين، بيروت:دار المعرفة، صفحة 249-250، جزء 1. بتصرّف.
  8. إسلام ويب (23-8-2013)، “آداب زيارة المسجد الحرام”، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 31/8/2021. بتصرّف.
  9. موقع إسلام ويب، “فضائل المسجد الحرام”، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2021-9-4. بتصرّف.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1189، صحيح.
  11. ضياء الدين المقدسي، فضائل الأعمال، المدينة المنورة:الجامعة الإسلامية، صفحة 81. بتصرّف.
  12. سورة آل عمران، آية:96-97
  13. سورة البقرة، آية:125
  14. محمد التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة 1)، صفحة 213-214، جزء 3. بتصرّف.
  15. عبد الرحمن السعدي (2000)، إرشاد أولى البصائر والألباب لنيل الفقة بأقرب الطرق وأيسر الأسباب (الطبعة 1)، الرياض:أضواء السلف، صفحة 151، جزء 1. بتصرّف.
  16. رواه ابن مفلح، في الآداب الشرعية، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:3/413، صحيح.
  17. جمال الدين الجوزي (1995)، مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن (الطبعة 1)، صفحة 359، جزء 1. بتصرّف.
  18. ^ أ ب سعيد حوَّى (1994)، الأساس في السنة وفقهها العبادات في الإسلام (الطبعة 1)، صفحة 2747، جزء 6. بتصرّف.
  19. “متى فرض الحج إلى بيت الله الحرام ؟”، إسلام اون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 1/9/2021. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب