X
X


موقع اقرا » إسلام » معاملات إسلامية » كيف عالج الإسلام الآفات الصحية

كيف عالج الإسلام الآفات الصحية

كيف عالج الإسلام الآفات الصحية


كيفية تعامل الإسلام مع الآفات الصحيّة

جاءت الشّريعةُ الإسلاميّةُ لحفظ النّفس الإنسانيّة من جوانب شتّى، ومن بين تلك الجوانب المهمّة صحّةُ الإنسانِ البدنيّة والنّفسيّة، فمن غايات الشّريعة ومقاصدها حفظ العقل والنّسل ومنع الإضرار بهما بأيّ شكلٍ من الأشكال، كما أنّ من غايات الشّريعة أن يكون الإنسان في أكمل صحّة وعافية، بعيدًا عن العلل والأمراض والأسقام التي تنهك الفرد والمجتمع والدّولة على حد سواء؛ ماليًا واقتصاديًّا، حيث تنفق الدّول الكثير من الأموال لمعالجة المرضى.[١][٢]

لذلك لم تغفل الشّريعة الإسلاميّة الجانب الصّحي في حياة المسلم بل عالجته من خلال منهجيّة واضحة، وإرشادات نبويّة تضمن سلامة الفرد والمجتمع من الآفات والمشاكل الصّحيّة، كما سيتم توضيح منهجيّة الإسلام في معالجة الآفات الصّحيّة التي تفتك بالفرد والمجتمع، على النحو الآتي:

النهي عن الإسراف في المأكل والمشرب

نهى الشارع الحكيم عن الإفراط في تناول المأكولات والمشروبات بأنواعها، لما فيها من ضرر بالغ على جسد الإنسان ونشاطه؛ فعلى الفرد التحكم بشهوته اتجاه الطعام والأخذ بعين الاعتبار إعطاء جسمه الحاجة فقط دون التعدي على راحة نَفَسِه كما وضح النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله:(ما ملأ آدميٌّ وعاءً شرًّا من بطنِه ، بحسْبِ ابنِ آدمَ أُكُلاتٌ يُقِمْنَ صُلبَه، فإن كان لا محالةَ، فثُلُثٌ لطعامِه، و ثُلُثٌ لشرابِه، و ثُلُثٌ لنفَسِه).[٣][٤]

فإن اتبع الفرد ما نص عليه الحديث النبوي سينعم جسده بالراحة، ويقتنع أن بعض الأمراض يمكننا التحكم بها كمشكلة البدانة، فهي ليست كما يعتقد البعض تعتمد عالعامل الوراثي وإنما تكتسب بالإسراف في المأكل والمشرب؛ فعلى الفرد التخلص عاجلًا من الأغذية الزائدة عن حاجته لأن في ذلك معالجة للسمنة وغيرها كأمراض المعدة والجهاز الهضمي.[٤]

ممارسة الرياضة

تعتبر الرياضة جزءًا أصيلًا في معالجة بعض الأمراض كزيادة الوزن، والجلطات الدموية والإصابات والأمراض التنفسية وغيرها من الأمراض المزمنة التي يعاني منها بعض الأفراد في المجتمعات، فجاء الإسلام وحث على ممارستها ففي حديث نبينا-صلى الله عليه وسلم-:(وَأَعِدُّوا لهمْ ما اسْتَطَعْتُمْ مِن قُوَّةٍ، أَلَا إنَّ القُوَّةَ الرَّمْيُ، أَلَا إنَّ القُوَّةَ الرَّمْيُ، أَلَا إنَّ القُوَّةَ الرَّمْي)[٥][٦].

فإن في ممارسة رياضة الرمي قوة بدنية فهي تعين الفرد على تقوية عضلاته واستعادت نشاطه البدني، وفقًا للضوابط التي حددها الإسلام عند ممارستها، وكذلك عند ممارسة أنواع الرياضات المختلفة.[٦]

الالتزام بالتداوي والعلاج

بينت الشريعة الإسلامية الأحكام المتعلقة بالتداوي والعلاج، فإنه يختلف باختلاف أحوال الناس وضرورتهم له، فيكون التداوي واجبًا على الشخص إذا كان تركه يؤدي لتلف في أحد أعضاء الجسم أو عجزه، أو إن كان في تركه هلاك للنفس الإنسانية، كالأمراض المعدية وغيرها، ويكون مندوبًا إذا كان في تركه ضعف للبدن أو قلة في النشاط وعدم التقوي على ممارسة الحياة العملية؛ كما ويكون مكروهًا إذا بفعله ينتج زيادةً في المضاعفات حيث تكون هذه المضاعفات أشد على جسد المريض من العلة أو المرض ذاته.[٧]

أي إن وضع الأحكام من قبل علماء الإسلام وتفصيلها دليل على مكانة الإنسان وتكريمة بالمحافظة عليه من المهالك والآفات، ومما تقتضيه العقيدة أيضًا أن المرض والشفاء بيد الله عز وجل وأن التداوي والعلاج هو أخذٌ بالأسباب المؤدية للشفاء، فينبغي على المسلم عدم اليأس أو القنوط من رحمة الله تعالى والبقاء على أمل الشفاء من الأمراض.[٧]

المراجع

  1. عبد الأول الأنصاري، المجموع في ترجمة العلامة المحدث الشيخ حماد بن محمد الأنصاري، صفحة 35. بتصرّف.
  2. محمد الحمد، الطريق إلى الإسلام، صفحة 35. بتصرّف.
  3. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن المقدام بن معدي كرب، الصفحة أو الرقم: 5674، صحيح.
  4. ^ أ ب عز الدين فراج، الإسلام والوقاية من الأمراض، صفحة 35-36. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عقبة بن عامر ، الصفحة أو الرقم:1917 ، صحيح.
  6. ^ أ ب سعود الروقي ، الرياضة من منظور إسلامي، صفحة 6-26. بتصرّف.
  7. ^ أ ب وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي، صفحة 5205-5206. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب