X
X


موقع اقرا » حيوانات ونباتات » طيور » كيف تعتني الطيور بصغارها

كيف تعتني الطيور بصغارها

كيف تعتني الطيور بصغارها


مظاهر اعتناء الطيور بصغارها

من أهم مهام الطيور الأم بعد ولادة صغارها قضاء معظم الوقت في رعايتهما والاهتمام بها والمحافظة على سلامتهما، حتى تنشأ بطريقة سلمية ويشتد عودها، ولا تُميّز الأم في المعاملة أو التغذية بين الصغار؛ فجميعهم يُعاملون بالطريقة ذاتها.[١]

ولعل من أهم مظاهر اعتناء الأم الطائر بصغارها ما يأتي:

الاعتناء بالبيوض قبل أن تفقس

من أهم مظاهر اعتناء الأم بصغارها هو الاعتناء بها قبل أن تفقس البيضة، وذلك عن طريق إبقاء البيض في درجة الحرارة المطلوبة، لضمان تطور الجنين داخلها بشكل طبيعي، وذلك فيما يُعرف بعملية الحضانة.[٢]

هذه الحضانة تبدأ مباشرة بعد الانتهاء من عملية وضع البيض بالكامل؛ لذلك تفقس جميعها في الوقت ذاته، ولكن في بعض الأنواع من الطيور تبدأ الأم بعملية الحضانة بمجرّد وضع البيضة الأولى؛ الأمر الذي يؤدّي إلى فقس البيض في أوقات مختلفة.[٢]

توفير المسكن

تسعى الطيور لإعداد مكانٍ آمنٍ لصغارها وذلك عن طريق بناء العش، وإنّ أعشاش الطيور كثيرةٌ ومتنوعة؛ إذ لكل نوع من الطيور طريقة ونمط خاص في بنائها، كما أنّ بعض الطيور لا تبني أعشاشًا، وعوضًا عن ذلك تضع بيضها في شقوق بسيطة في الأرض.[٣]

تبني الطيور أعشاشها من موادٍ طبيعية، مثل: الأعشاب، والأوراق والطين أو من مواد غير طبيعية، مثل: قطع الأوراق أو قطع البلاستيك أو حتى من الصوف، وغالبًا ما تكون هذه الأعشاش على الشجر أو في الجحور أو على جوانب المنحدرات، وتتولّى بناء العش في الغالب الأم ويُساعدها في بعض الأحيان الأب.[٣]

توفير الغذاء  

يبحث كلا الوالدين عن مختلف أنواع الطعام لتغذية صغارهما، وإنّ وقت البحث عن الطعام وتأمينه من أصعب الأوقات التي تمرّ عليهما، إذ غالبًا ما يُصدر الطيور الصغار أصواتًا عالية أشبه بالصراخ؛ وهو ما قد يدلّ الحيوانات المفترسة على مكان وجودها.[٣]

وبالتالي؛ فإنّ الأب والأم سوف يحملان جُهدًا مضاعفًا يتلخّص في تأمين الطعام وحماية الصغار في الوقت ذاته، وبعد مرور أسبوعين أو ثلاثة، سوف يكون معظم الصغار على استعداد لمغادرة العش، لكن يمكن أن تبقى صغار الطيور الجارحة مدةً أطول تمتد من 8- 10 أسابيع.[٣]

الحماية من الحيوانات المفترسة

غالبًا ما يتسابق كلا الوالدين للمحافظة على صغارهما من الحيوانات المفترسة، إذ إنّها عرضة بشكل كبير ومستمر للافتراس لضعفها وصغرها، وفي هذه الحالة تعمد الأم إلى تنبيه وتحذير الصغار حول وجود خطر.[٤]

كما يُمكن للأم أو أي طير بالغ الوقوف بالقرب من الصغار أثناء تناولها الطعام، وقد تأخذها الأم بعيدًا عن المكان حتى تُأمّنها من الخطر، أو تُدافع عنها من خلال تشتيت انتباه الحيوان المفترس لحمله على الرحيل بعيدًا عن صغارها.[٤]

الحماية من الظروف الطبيعية 

يتعين على الأم توفير كل مستلزمات حماية الصغار من الظروف الطبيعية، خصوصًا أنّ الصغار بعد عملية الفقس تكون عمياء لا تبصر، وليس لديها ريشًا يقيها من البرد؛ لذا فإنّها لا تكون مهيأة بطبيعة الحال لمواجهة الظروف الطبيعية.[٣]

لذلك؛ على الأم أن تحتضن صغارها بعد الفقس لفترات زمنية ليست بالقصيرة؛ بهدف الحفاظ على حرارة أجسادها، ومع نهاية الأسبوع الأول تبدأ عيون الصغار بالإبصار وينمو ريشها، كما يبدأ وزنها بالازدياد بشكلٍ ملحوظ؛ فتُصبح أكثر قوة وقدرة على تحمّل مختلف الظروف الطبيعية.[٣]

تعليم الصغار المهارات الحياتية اللازمة 

من المهام التي تقع على عاتق الآباء والأمهات الطيور تعليم صغارها مجموعة من المهارات والسلوكيات الأساسية التي تساعدها على مجابهة الحياة خاص ة بعد مغادرتها للعش، إذ تُدرك الأم أنّ على صغارها تعلُّم الكثير من المهارات وبصورة سريعة إذا أرادوا البقاء على قيد الحياة.[٤]

وعليه؛ يلعب الوالدان دورًا مهمًا في تمتُّع الصغير بمهارات الحياة الأساسية، مثل: طريقة الحصول على الغذاء والدفاع عن أنفسها ضد الحيوانات المفترسة، وتستمر مرحلة التعليم إلى ما بعد البلوغ.[٤]

التخلص من فضلات الصغار

من المهام التي يؤدّيها الوالدان تنظيف العش من فضلات الصغار، وهي مهمة غالبًا ما يفعلها الأب؛ فيعمد إلى إزالة قشور البيض والبراز من العش الخاص به وبأولاده، فيحملها بعيدًا عنها، وإنّ إزالة البراز من العش يُقلل من خطر إصابة الصغار بالأمراض أو الطفيليات.[٤]

كما أنّ هذه العملية من شأنها إبعاد الحيوانات المفترسة عن العش؛ إذ إنّ بقايا البيض والقشور لها رائحةً قوية ومميزة تسطيع الحيوانات التعرف عليها؛ الأمر الذي قد يُعرّض الطيور لخطر كبير.[٤]

أمثلة على مظاهر اعتناء الطيور بصغارها

تختلف طرق الاعتناء والرعاية بالصغار باختلاف أنواع الطيور، وهي على النحو الآتي:

اعتناء الدجاج بصغاره

تعتني الدجاجة بصغارها بدءًا من احتضان البيض حتى يفقس ثم من خلال عملية التغذية؛ فهي تحمل لها الطعام بواسطة منقارها لتأخذها الصغار بدورها بواسطة مناقيرها الصغيرة، كما يُمكن للأم أن تُسقط الطعام مباشرة في أفواه صغارها.[٥]

ثمّ لاحقًا، تبدأ الدجاجة الأم بتعليم صِغارها بعض المهارات الأساسية الخاصة بالتغذية؛ كطريقة تناولها الطعام بنفسها عبر التقاطه عن الأرض مباشرة خاص ة بعد أن تتمكّن من السير جيدًا، كما تمتلك الأم صوتًا يسمى القرقرة وهو صوت تستخدمه لجذب الصغار إليها من أجل المضي قدمًا.[٥]

عادة ما تظل الدجاجة مع صغارها الذين ولدوا حديثًا مدة يوم أو يومين في العش بعد أن انتهاء عملية الفقس، ثم تترك العش هي وصغارها من أجل القيام ببعض الجولات القريبة، وخلالها تقضي الصغار أغلب الوقت تحت جناحي أمّها.[٥]

اعتناء الوقواق بصغاره

تتبع أنثى طائر الوقواق استراتيجية غريبة في العناية بصغارها؛ فهي غالبًا ما تتسلل إلى عش طائر آخر من نوع مختلف وتضع بيضتها وتطير عاليًا وتختفي؛ فيتولى الأب والأم البديلين من الطيور الأخرى الاهتمام والعناية بهذه البيضة مع باقي بيوضها.[٦]

وبعد أن تفقس البيضة يتولى الوالدان إطعام الصغير حتى ينمو ويشتد عوده على الرغم من أنّه يبدو مختلفًا عنهما تمامًا، ويبدأ صغير الوقواق بمحاولة الحصول على الطعام بشكلٍ أكبر وفي ذات الوقت يدفع البيض الموجود داخل العش فيُسقطها الواحدة تلو الأخرى.[٦]

يستمر الوالدان بالتبنّي إطعام صغير طائر الوقواق على الرغم من أنّهما فقدا جميع بيوضهما، كما أنّهما يُوفّران الحماية له من خطر التعرّض للافتراس من باقي الحيوانات وكأنّه صغيرهما، وهذا الأمر قد يُعرّض حياتهما للخطر وهم يدافعان عنه.[٦]

اعتناء البطريق بصغاره

يعتني طائر البطريق بصغاره بطريقة التناوب بين الأب والأم بدءًا من مرحلة وجود الصغار داخل بيوضها؛ إذ في الغالب تضع أنثى البطريق بيضتين في نفس الوقت، وفي حال اضطُرت للخروج للبحث عن الطعام يتولى الأب رعاية البيض عن طريق احتضانه بطريقة جيدة لإبقائه في درجة حرارة معتدلة، وعندما تعود الأم يتبادلان الأدوار.[٧]

يستمر الأب والأم البطريق على هذا الحال حتى يفقس البيض ويخرج منه الفرخ، وهو اسم صغير البطريق، وعلى الرغم من أنّ الأخير يمتلك طبقةً من الريش الخفيف إلا أنّه لا يزال يعتمد على والديه للحصول على الدفء اللازم حتى يستكمل بناء ريشه الخاص .[٧]

وفي هذه المرحلة يتناوب الأب والأم على توفير الطعام له من خلال ما يُعرف بالطعام المتقيء وهو( الطعام الذي جرى مضغه مسبقًا)، ويعتمد صغير البطريق بالكامل على والديه لمدة تستمر من 7 أسابيع إلى 13 شهراً، وبعد أن يكبر يبدأ مع والديه تعلم الحصول على الطعام من خلال مرافقتهما في رحلة الصيد والبحث عن الطعام.[٧]

المراجع

  1. “How Do Mother Birds Feed Their Babies? Birds Advice”, birdsadvice, Retrieved 14/10/2021. Edited.
  2. ^ أ ب “GENERAL BIRD & NEST INFO”, nestwatch, Retrieved 14/10/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح “GENERAL BIRD & NEST INFO”, nestwatch, Retrieved 14/10/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح “Lecture Notes: Parental Care”, UNIVERSITY OF CONNECTICUT, Retrieved 14/10/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت “Do chickens nurse their young?”, silkie, Retrieved 14/10/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت “When parenting goes cuckoo”, sciencenewsforstudents, Retrieved 14/10/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت “Penguin Baby name: Chick”, critterbabies, Retrieved 14/10/2021. Edited.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب