X
X


موقع اقرا » إسلام » النوافل » كيف أستيقظ لصلاة الصبح

كيف أستيقظ لصلاة الصبح

كيف أستيقظ لصلاة الصبح


كيف أستيقظ لصلاة الصبح

النوم مبكرا

كان من سنَّة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلّم- أن ينام مبكِّراً، فقد كره النَّوم قبل العشاء والحديث مع النَّاس بعده إلَّا في حالاتٍ معيَّنةٍ، جاء ذكرها في شرح مسلم للإمام النووي، منها ما يتضمَّن منفعةً وخيراً لصاحبه؛ كالجلوس مع الصَّالحين، وطلب العلم، ومجالسة الضَّيف، والاستئناس مع الزَّوجة والأولاد، والإصلاح بين النَّاس، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد جاءت كراهة السَّهر من أجل ما يؤدِّي إليه من التَّثاقل عن الاستيقاظ لأداء صلاة الفجر، ويدخل في الكراهة إن كان الأمر الذي سهر لأجله لا فائدة فيه.[١][٢]

ويعدُّ الإكثار من الطَّعام أيضاً من أهمِّ الأسباب المؤديَّة إلى الكسل والخمول، والتي تؤدي بصاحبها إلى النَّوم عن الصَّلاة.[٣] ثمَّ إنَّ النَّوم مبكِراً يساعد المسلم على الاستيقاظ للصَّلاة دون الحاجة إلى منبهٍ؛ اعتماداً على السَّاعة البيولوجيَّة في جسم الإنسان التي أنعم الله -تعالى- بها عليه، وهي معجزةٌ من معجزات الله -تعالى- في الإنسان ومظاهر قدرته في خلقه وعظمته، ومن كان من عادته حضور صلاة الفجر ثمَّ فاتته في يومٍ من الأيام مع أخذه بأسباب القيام؛ فقد نال أجرها وحضورها كأنَّه صلّاها ولا يؤثم لذلك.[٤]

استعمال المنبِّه والوسائل الحديثة

كان الصَّالحون يبذلون جهدهم ويجاهدون أنفسهم للمحافظة على صلاة الفجر، مستعينين بشتَّى الطُّرق، وفي وقتنا الحاضر يمكن الاستعانة بمنبِّه الهاتف، وأن يوصي المسلم معارفه ليوقظوه من باب التَّعاون على البرِّ والتَّقوى، وهناك أيضاً ساعات الأذان التي توقظ بمواعيد الصَّلوات، وليس شرطاً أن تكون هذه الوسائل مكلفة من النَّاحية الماديَّة.[٥]

أسباب معينة على الاستيقاظ لصلاة الصبح

الإخلاص لله تعالى والعزم على أدائها

قال الله -تعالى-: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)،[٦] فإذا أخلص العبد لخالقه وفَّقه ويسر له الاستيقاظ للصَّلاة حتى لو نام قبلها بدقائق معدودة، فعلى قدر إخلاص العبد يكون توفيق الله -تعالى- له، وقد قال مطرف: صلاح العمل بصلاح القلب، وصلاح القلب بصلاح النيَّة، وكان أيوب السخيتاني يقوم اللَّيل كله، وعند صلاة الفجر يقوم وكأنه قام حينها لشدّة إخلاصه في طلبها.[٧] ويأتي التَّوفيق من الله -سبحانه وتعالى- للقيام لصلاة الفجر وأدائها مع الجماعة إذا عزم العبد عليها، وصدق النيَّة في الإقبال على الله -تعالى-، فإذا أقبل العبد على مولاه أقبل الله -تعالى- عليه.[٨]

محاسبة النَّفس على تقصيرها وحثِّها على طاعة الله

إنَّ محاسبة الإنسان لنفسه في الدُّنيا يخفِّف ويسهِّل الحساب عليه في الآخرة، فالمؤمن بالله واليوم الآخر يراقب نفسه ويستشعر مراقبة الله -تعالى- له في حركاته وسكناته وكلِّ أحواله، ويعلم أنَّ كلَّ ثانيةٍ يعيش بها إنَّما هي كنزٌ يمكن أن يستغلَّه ليرتقي بأعلى الدَّرجات، قال -تعالى-: (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا).[٩][١٠]

وممَّا يساعد على ذلك؛ أن يخصِّص المسلم لنفسه وقتاً ثابتاً يحاسب نفسه فيه، وأفضل هذه الأوقات وقت ما قبل النَّوم ليحاسب نفسه على ما قام به في يومه، وتنقسم محاسبة النَّفس إلى ما يكون قبل العمل؛ ممَّا يمنع الإنسان من الإقبال عليه والبدء في فعله، ومنها ما يكون بعد العمل، فيحاسب الإنسان نفسه على تقصيره في فعل الطاعات، وما ارتكبه من المعاصي والذُّنوب صغيرها وكبيرها، حيث إنَّ فعل مثل هذه الأمور قد يؤثّر على الطَّاعات، فالأفضل اجتنابه والحرص على عدم القيام به.[١٠]

البعد عن المعاصي

ثؤثر الذُّنوب على الجسد والقلب، ويختلف ضررها ما بين الضَّرر الكبير والصَّغير، وهل هو في الدُّنيا أم الآخرة، وقد قال ابن عباس -رضي الله عنه-: إنَّ للسيئة سواداً في الوجه، وظلمةً في القلب، ووهناً ونقصاً في الرِّزق، وبغضةً في قلوب الخلق. كما أنَّ المعاصي تحرِم صاحبها من العلم الذي ينير القلب بنوره، وتحرمه الرِّزق، ويشعر صاحبها بوحدة قلبه ووحشته وظلمته، وتتعسَّر أموره، ويُحرم من لذّة الطَّاعات، وتكون سبباً لهوانه على الله -تعالى-، وإفساد عقله، ومحو البركة من حياته.[١١]

ويعدُّ القلب المصدر الأساسيَّ في صلاح الأعضاء وفسادها، فإن صلح القلب صلح الجسد كلُّه، وإن فسد فسد الجسد كلُّه، ويجب على الإنسان أن يعرف موضع الخلل ويقوم بإصلاحه بما يناسبه، والقرآن الكريم هو ما يحيي القلب ويُلينه ويزيل عتمته، فالقرآن للقلب كالماء للجسد الذي يعافيه من الأمراض ويرويه، أمَّا القرآن فيروي القلب بذكر الله -تبارك وتعالى-، والمبادرة إلى التَّوبة، والوقوف على حدود الله -تعالى-، ليكون الثَّواب الحَسَن من الله على ذلك.[١٢]

الدُّعاء

يدعو العبد ربَّه ليعينه على طاعته ويجنِّبه الشَّيطان ووساوسه، فيستعين بالله -تعالى- ويتوكَّل عليه، قال -تعالى-: (إِنَّهُ لَيسَ لَهُ سُلطانٌ عَلَى الَّذينَ آمَنوا وَعَلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلونَ)،[١٣] ويكثر العبد من الاستعانة بالله قدر ما يستطيع في يومه وليلته، ويتجلَّى ذلك في سورة الفاتحة حينما يقرؤها في صلاته،[١٤] فالدُّعاء كما وصفه ابن القيِّم -رحمه الله-: أقوى الأسباب في دفع الضَّرر، وجلب النَّفع، وهو ما يدفع البلاء، ويخفِّف من وطأته إذا حلَّ ونزل.[١٥]

تذُّكر الآيات والأحاديث المرغبة في صلاة الفجر

حثَّ الله -عزَّ وجل- على الحرص على صلاة الفجر من خلال الآيات القرآنيَّة والأحاديث النبويَّة، فالعديد الآيات حثَّت على الصَّلاة بشكلٍ عامٍّ والفجر بشكلٍ خاص ٍّ، وقد جمع المؤلّفون هذه الآيات والأحاديث في الكتب؛ مثل كتاب رياض الصَّالحين، فعلى المسلم أن يحرص على قراءة مثل هذه المؤلفات، لتكون غذاءً لقلبه تجدَّد الهمَّة فيه، وتذكِّره بقصر عمره، فتدفعه إلى المبادرة والعمل، والرُّجوع إلى الله -تعالى- بالتَّوبة والاستغفار، ويستحبُّ أن يطيل المسلم في القراءة في صلاة الفجر، عملاً بقول الله -تعالى-: (إِنَّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهودًا)،[١٦][١٧] وفي المقابل من ذلك يجب أن يعرف المسلم الضَّرر المترتّب على التَّخاذل عن الصَّلاة، ومنه ما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمَّا أخبر عن رجلٍ نام حتى الصَّباح، فقال: (ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ في أُذُنَيْهِ).[١٨][١٩]

قراءة أذكار النَّوم والوضوء

قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فتوضأْ وضوءَك للصلاةِ، ثم اضطجِعْ على شِقِّكِ الأيمنِ، وقل: اللهم أسلمتُ وجهي إليك، وفوضتُ أمري إليك، وألجأتُ ظهري إليك، رهبةً ورغبةً إليك، لا ملجأَ ولا منجى منك إلا إليك، آمنتُ بكتابِك الذي أَنْزَلْتَ، وبنبيِّك الذي أَرْسَلْتَ، قال: فإن مُتَّ مُتَّ على الفطرةِ، واجعلْهن آخرَ ما تقولُ)،[٢٠] وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حريصاً على ذلك ويوصي أصحابه به، وروى عنه أصحابه وزوجاته الكثير من الأدعية والأذكار التي كان يقولها قبل نومه وبعد استيقاظه،[٢١] خاص َّةً آية الكرسي والمعوِّذات،[٢٢] ومنها ما يحرص المسلم على فعله بأن يتوضأ ويصلِّي ركعتين، وينام على طهارةٍ، ويقرأ المعوّذتين قبل نومه.[٢٣]

المراجع

  1. عبد الله الجبرين، جبر الكسر في الأسباب المعينة لأداء صلاة الفجر، الجزائر: دار الوطن، صفحة 8. بتصرّف.
  2. أحمد متولي، 50 وسيلة وفكرة معينة على صلاة الفجر، صفحة 45-46. بتصرّف.
  3. أحمد متولي، 50 وسيلة وفكرة معينة على صلاة الفجر، صفحة 64. بتصرّف.
  4. محمد المقدم، لماذا نصلي، صفحة 11، جزء 11. بتصرّف.
  5. محمد المقدم، لماذا نصلي، صفحة 15، جزء 11. بتصرّف.
  6. سورة البينة، آية: 5.
  7. أحمد متولي، 50 وسيلة وفكرة معينة على صلاة الفجر، صفحة 4-5. بتصرّف.
  8. محمد بن العثيمين، اللقاء الشهري، صفحة 18، جزء 54. بتصرّف.
  9. سورة آل عمران، آية: 30.
  10. ^ أ ب أحمد متولي، 50 وسيلة وفكرة معينة على صلاة الفجر، صفحة 24-31. بتصرّف.
  11. أحمد متولي، 50 وسيلة وفكرة معينة على صلاة الفجر، صفحة 61-64. بتصرّف.
  12. محمد المقدم، لماذا نصلي، صفحة 8، جزء 11. بتصرّف.
  13. سورة النحل، آية: 99.
  14. أحمد متولي، 50 وسيلة وفكرة معينة على صلاة الفجر، صفحة 36. بتصرّف.
  15. أحمد متولي، 50 وسيلة وفكرة معينة على صلاة الفجر، صفحة 54-55. بتصرّف.
  16. سورة الإسراء، آية: 78.
  17. محمد المقدم، لماذا نصلي، صفحة 9، جزء 11. بتصرّف.
  18. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 3270، صحيح.
  19. عبد الله الجبرين، جبر الكسر في الأسباب المعينة لأداء صلاة الفجر، الجزائر: دار الوطن، صفحة 9-10. بتصرّف.
  20. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم: 5046، صحيح.
  21. أحمد متولي، 50 وسيلة وفكرة معينة على صلاة الفجر، صفحة 47-48. بتصرّف.
  22. محمد المقدم، لماذا نصلي، صفحة 17، جزء 11. بتصرّف.
  23. عبد الله الجبرين، جبر الكسر في الأسباب المعينة لأداء صلاة الفجر، الجزائر: دار الوطن، صفحة 8. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب