كيف يدفن الميت
الدفن في الإسلام
يمكن تعريف الدفن على أنَّه عمل معروف لدى البشر منذ بَدْء الخليقة، وهو فطريّ وليس مكتسَبًا، والدفن هو أن يقومَ الإنسان بوضع إنسان أو حيوان متوفٍ في حفرة أو خندق ومواراته بالتراب، ويعدُّ الدفن أيضًا إكرامًا للميت؛ فجسد الإنسان معرَّض للتحلل والتشقق بعد موته، لذلك كان من فطرة الكائنات أن يتم دفن موتاهم، وقد حثَّ الإسلام على الدفن أيضًا وجعل له طرائق خاص ة بالمسلمين، وفي هذا المقال سيتم الإجابة على السؤال القائل: كيف يدفن الميت إضافة إلى الحديث عن حكم دفن الميت على الميت.
كيف يدفن الميت
إنَّ الحديث عن إجابة السؤال القائل: كيف يدفن الميت في الإسلام هو حديث عن الطريقة التي جاءت في السنة النبوية وفي أقوال الصحابة في الدفن، وقد وردت عدَّة أمور في طريقة الدفن الإسلامية، ومما جاء من أشياء يجب مراعاتها عند دفن أحد الناس ما يأتي: [١][٢]
- إدخال الميت من مؤخِّر القبر: أي إنزال رأس الميت من الجهة التي ستسقر عندها قدماه، فقد جاء في الحديث عن عمرو بن عبد الله السبيعي أبي إسحاق أنَّه قال: “أوصى الحارثُ أَنْ يُصَلِّيَ عليه عبدُ اللهِ بْنُ يزيدَ، فصلَّى عليه، ثم أدخلَه القبرَ من قِبَلِ رِجْلَيِ القبرِ، وقال: هذا من السُّنَّةِ” [٣].
- التسمية: أن يقول الذي يدفن الميت ما يلي: “بسم الله، وعلى مِلَّة رسول الله”، فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنَّه قال: “كانَ النَّبيُّ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ- إذا أدخلَ الميِّتُ القبرَ، قال: بسمِ اللَّهِ، وعلى ملَّةِ رسولِ اللَّهِ”. [٤].
- توجيه الميت جهة القبلة: حيث يُستحب في الإسلام أن يوضع الميت في القرويبقى على جنبه الأيمن، ويكون وجهه مقابلًا للقبلة، ويكون رأسه يمين القبلة وتكون رجلاه يسار القبلة.
والخلاصة يجب أن يكفن الميت ثم يوضع القبر من مؤخر القبر، ثم يسمِّي الذي يدفن الميت ويقول الدعاء السابق، ثم يتم توجيه الميت جهة القبلة ويوضع على جنبه الأيمن ويكون رأسه يمين القبلة وقدماه يسارها، ثم يتم حلُّ عقد الكفن، ويبقى الوجه مستورًا، ويتم رمي التراب على الميت ثم يستغفر الناس للميت قبل مغادرة المقبرة، فقد جاء عن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- قال: “كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- إذا فرَغ مِنْ دَفْنِ الميتِ وقفَ عليه، وقال: استغفِروا لأخيكُم واسألوا له التثبيتَ فإنه الآنَ يُسألُ” [٥]، والله أعلم.
حكم دفن الميت على الميت
بعد الإجابة عن السؤال: كيف يدفن الميت في الإسلام؟ سيتم المرور على حكم دفن الميت على الميت، ودفن الميت على الميت يتطلب نبش القبر الذي دُفنَ فيه أحد الناس من قبل، ويقول ابن قدامة في هذا الحكم: “وإنْ تيقّن أنَّ الميِّتَ قد بلِيَ وَصار رميمًا، جازَ نَبْشُ قَبْرِه، ودفنُ غيرهِ فيهِ، وَإِنْ شكَّ في ذلكَ رجعَ إلى أهلِ الخبرةِ، فإنْ حفرَ، فوجدَ فيهَا عظامًا دفنهَا، وحفرَ فِي مَكَان آخرَ” ويجوز دفن الميت على الميت للضرورة، فالضرورات تبيح المحظورات، ولا يجوز في هذه الحالة أن يتم إخراج عظام الميت الأول، بل يتم دفنها في مكانها.
والخلاصة أنّه لا يجوز دفن الميت على الميت إلَّا إذا تأكد الدافن من فناء جسد الميت الأول لمرور وقت طويل على دفنه أو للضرورة، ولا يجوز جمع جسدين في قبر إلَّا للضرورة أي دفن اثنين في قبر واحد ولم يفنَ جسد أحدهما، والله أعلم. [٦]
المراجع[+]
- ↑ دفن الميت, ، “www.alukah.net”، اطُّلِع عليه بتاريخ 27-01-2019، بتصرّف
- ↑ الطريقة المطلوبة شرعا في دفن الميت, ، “www.islamweb.net”، اطُّلِع عليه بتاريخ 27-01-2019، بتصرّف
- ↑ الراوي: عمرو بن عبدالله السبيعي أبو إسحاق، المحدث: الشوكاني، المصدر: نيل الأوطار، الجزء أو الصفحة: 4/126، حكم المحدث: رجال إسناده رجال الصحيح
- ↑ الراوي: عبدالله بن عمر، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح ابن ماجه، الجزء أو الصفحة: 1270، حكم المحدث: صحيح
- ↑ الراوي: عثمان بن عفان، المحدث: ابن الملقن، المصدر: تحفة المحتاج، الجزء أو الصفحة: 2/35، حكم المحدث: صحيح
- ↑ هل يجوز إخراج عظام الميت من القبر ليدفن فيه آخر؟, ، “www.islamqa.info”، اطُّلِع عليه بتاريخ 27-01-2019، بتصرّف
