موقع اقرا » إسلام » شهر رمضان » كل ما يخص شهر رمضان المبارك

كل ما يخص شهر رمضان المبارك

كل ما يخص شهر رمضان المبارك


ما هو شهر رمضان

يُطلق اسم الشهر؛ على الوقت الذي يطلع فيه الهلال إلى وقتٍ يعود إلى مثل الوقت الذي طلع فيه، وتُعرّف كلمة رمضان لغةً أنّها من الرمضاء؛ وهو الرمل الحارّ المُحترق، وشهر رمضان اصطلاحاً؛ هو الشهر الواقع بين شعبان وشوال، وفيه أنزل الله القرآن الكريم على رسول الله.

وقد كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حينها يتعبّد في غار حراء، وأنزل الله عليه القرآن الكريم، وقد ذكر ابن عباس أنّ الله -تعالى- أنزل القرآن كاملاً من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في ليلة القدر من شهر رمضان، ثمّ أنزله مفرّقاً على رسول الله في مدة بلغت ثلاثةٌ وعشرون عاماً بواسطة جبريل -عليه السّلام-.[١]

فضل شهر رمضان

فضّل الله شهر رمضان على غيره من الشهور، فقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- فقال: (إذا جاءَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ النَّارِ، وصُفِّدَتِ الشَّياطِينُ)،[٢] فمن رحمة الله بعباده وفضله عليهم أنّ أبواب الجنّة تُفتح فيه وتُغلّق أبواب النيران؛ وذلك لاستقبال عباد الله الذين أطاعوه واستجابوا لأمره بالصيام والقيام وذكر الله وقراءة القرآن، كما تُغلّق أبواب النيران فلا يبقى منها شيئاً مفتوحاً.[٣]

حكم صيام شهر رمضان 

فرض الله على عباده صيام شهر رمضان، فهو الركن الثاني من أركان الإسلام، وقد ثبتت فرضيّته في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وإجماع المسلمون على وجوب صيامه.[٤]

قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ*أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ*شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ).[٤]

عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- عن رسول الله أنّه قال: (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ).[٥]

والصوم في اللغة؛ هو الإمساك والمنع عن الشيء، وفي الاصطلاح الشرعي؛ هو الامتناع عن المُفطِّرات من طلوع الشمس إلى غروبها مع انعقاد القلب على ذلك، من قبل المسلم العاقل غير الحائض أو النّفساء.[٦]

فوائد صيام شهر رمضان

يعود الصيام على صاحبه بالفائدة سواء من الناحية الروحيّة أم الماديّة، ومن هذه الفوائد:[٧]

  • عبادة لله -تعالى- ثوابها ممتدٌ واسع لا حدّ له، فبه يرضى الله -تعالى- عن عباده، ويتفضّل عليهم من كرمه، ويرضى عنهم، كما أعدّ للصائمين باباً للجنة اسمه الريان يدخلهم منه، وجعله الله كفارة لصاحبه من رمضان إلى رمضان، وبه يتحقق التقوى الذي يدفع صاحبه إلى فعل ما أمره الله به واجتناب ما نهى عنه.
  • الصيام يُربّي المسلم على أخلاق النفس، فإنّ المسلم يتدرّب بالصيام على كبح جماح النفس، ومنعها من شهواتها، والاستجابة لوساوس الشيطان، وأهم ما يتربّى عليه المسلم بالصيام الصبر من خلال الامتناع عن الطعام والشراب وشهوات النفس.
  • تعليم النفس وتدريبها على خٌلق الأمانة، واستشعار مراقبة الله للعبد في السر والعلن، فالرقيب وحده على صيام العبد هو الله -جل جلاله-.
  • تعليم النظام والانضباط من خلال قيام المسلم بالأكل في أوقات مُحددة، والامتناع عنه في أوقات أُخرى، كما يشعر المسلم بالاتحاد مع جميع المسلمين في أرجاء الأرض قاطبة.
  • إحساس المسلمون بالتعاون فيما بين بعضهم البعض، حينما يعلمون أنّ كلّ المسلمون قد امتنعوا عن الطعام والشراب معاً، وتنمية عاطفة الرحمة والرأفة تجاه الفقراء، ممّا يعمل على تقوية المودة بين أفراد المجتمع.
  • تجديد خلايا الجسد، والتخلُّص من الخلايا الميتة، والعمل على تنظيم أجهزة الجسم المختلفة، كالجهاز الهضمي، والعمل على التخلص من فضلات الجسم التي لا يحتاجها الجسد من الأطعمة والأشربة.
  • وقاية النفس من الآثام التي قد ترتكبها، فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ، فإنَّه له وِجَاءٌ).[٨]

وفيه تهدأ النفس الأمارة بالسوء التي تجرّ صاحبها إلى معصية العين واللسان واليد والفرج، وغيرها من الجوارح، فالعلاقة بين جوع النفس وجوع الأعضاء عكسية، كلّما جاعت النفس شبعت جميع أعضاء البدن.

المراجع

  1. عبد القاهر الجرجاني (2009)، ردج الدرر في تفسير الآي والسور (الطبعة 1)، الأردن :دار الفكر، صفحة 286، جزء 1. بتصرّف.
  2. رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:1079 ، صحيح .
  3. حسن أبو الأشبال الزهيري ، شرح صحيح مسلم، صفحة 4، جزء 12. بتصرّف.
  4. ^ أ ب عواض العمري (1425)، أحكام القضاء في الصيام، المدينة المنورة :الجامعة الإسلامية، صفحة 222. بتصرّف.
  5. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم:8، صحيح .
  6. وهبة الزحيلي ، الفقه الإسلامي وأدلّته (الطبعة 4)، سورية :دار الفكر ، صفحة 1616، جزء 3. بتصرّف.
  7. وهبة الزحيلي ، الفقه الإسلامي وأدلته (الطبعة 4)، سورية :دار الفكر، صفحة 1617-1619، جزء 3. بتصرّف.
  8. رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن عبد الله بن مسعود ، الصفحة أو الرقم:1400 ، صحيح .






اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب