X
X


موقع اقرا » إسلام » أخلاق إسلامية » قيمة الاجتهاد في العمل في الإسلام

قيمة الاجتهاد في العمل في الإسلام

قيمة الاجتهاد في العمل في الإسلام


قيمة الاجتهاد في العمل في الإسلام

الحث على العمل والجد فيه قيمة إسلامية سامية كثر الحثّ عليها والتوصية بها في القرآن والسنة، فمن القرآن يكفي قوله تعالى: (وَقُلِ اعمَلوا فَسَيَرَى اللَّـهُ عَمَلَكُم وَرَسولُهُ وَالمُؤمِنونَ وَسَتُرَدّونَ إِلى عالِمِ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلونَ).[١]

وإذا كان العمل محل نظر الله عز وجل فلا بد أن يحرص العبد على الاجتهاد في إتقانه، وفي السنة الكثير من الأحاديث التي تشتمل على معنى الإتقان والاجتهاد في العمل مجملاً ومفصلاً، وسأكتفي بذكر حديثين عامين يظهران عناية النبي صلى الله عليه وسلم بقيمة العمل بإتقان.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ).[٢] ولقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ).[٣]

صلاح العمل رهن بإتقانه

قال تعالى: (مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّـهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ)،[٤] وقد تكرر وصف العمل المقبول عند الله عز وجل بالصالح في القرآن كثيراً، ولا يكون العمل صالحاً إن لم يكن صاحبه مجتهداً باذلاً وسعاً في تحقيقه على الوجه الذي يجعله مقبولاً عند الله عز وجل، ومتقَناً نافعاً لصاحبه وللناس.

ومن لم يجتهد في إصلاح نيته فلن يسلم ويخلص عمله لله، ومن لم يجتهد في تحصيل العلم الذي به يدرك صفة العمل الذي يقوم به فلن يكون عمله موافقاً لما أراده الله منه، ومن أخلص وعلم فإن عليه أن يبذل الوسع ويجتهد حتى يكون عمله صالحاً متقناً نافعاً.

الغش مقابل الاجتهاد والإتقان

تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم ممن غش الناس ولم ينصحهم بقوله: (مَن غَشَّ فليسَ مِنِّي)،[٥] وليس الغش مقتصراً على التجارة والبيوع، وإنما يشمل كل أعمال الإنسان؛ فيكون الغش في النصح وفي الصناعات بكل مجالاتها.

ويكون في الرعاية وفي الطب والمناصب وفي الزراعة وفي البناء وحتى في العبادات، فكلُّ عمل لم يجتهد صاحبه في إتقانه فإنه قد غش فيه ولم ينصح، وهذا ظاهر معلوم لكل صاحب بصيرة.[٦]

فإذا فرغت فانصب

يقول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم في قوله: (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ)،[٧] أي لازم الاجتهاد في كل حياتك، فإذا فرغت من عملٍ وأتممته فابدأ بعمل آخر غيره تعمر به حياتك، لتكون كل حياتك في الأعمال الصالحة الجادة النافعة.[٨]

الجد والاجتهاد في العمل حتى الرمق الأخير

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن قامتِ الساعةُ وفي يدِ أحدِكم فسيلةٌ، فإن استطاعَ أن لا تقومَ حتى يغرِسَها فليغرِسْها)،[٩] وهذه وصية لمن شهد القيامة بأن يكمل عمله مع علمه بنهاية الحياة الدنيا، وهذه الوصية تكفي في إظهار قيمة العمل والجد والاجتهاد في الإسلام، فإذا كان الأمر به في هذا المقام فإنه أظهر وأولى في غيره في هذه الحياة مع غلبة الظن بأن العمل سينتفع به وبآثاره الناس.[١٠]

المراجع

  1. سورة التوبة، آية:105
  2. رواه الطبراني، في المعجم الأوسط، عن عائشة، الصفحة أو الرقم:897، صحيح. انظره في صحيح الجامع.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2823، صحيح.
  4. سورة فاطر، آية:10
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:102، صحيح.
  6. موسى شاهين لاشين (2002)، فتح المنعم شرح صحيح مسلم (الطبعة 1)، صفحة 332، جزء 1. بتصرّف.
  7. سورة الشرح، آية:7
  8. ابن عاشور (1984)، التحرير والتنوير، تونس:الاار التونسية، صفحة 416، جزء 30. بتصرّف.
  9. رواه البخاري، في الأدب المفرد، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:371، صحيح. انضر السلسلة الصحيحة للألباني 9.
  10. مصطفى ياحي، قيمة العمل في الإسلام، صفحة 68. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب