قصة اليسع عليه السلام

من هو اليسع عليه السلام؟

لقد ذُكر النبي اليسع -عليه السلام- في القرآن الكريم في سورتين هما الأنعام وص، وقد اختلف المؤرخون في اسمه، فقال بعض منهم هو اليسع بن أخطوب، بينما يروي ابن عساكر نسبًا له في تاريخ دمشق فيقول: اليسع هو الأسباط بن عدي بن شوتلم بن أفراثيم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، وقيل هو ابن عم النبي إلياس عليهما السلام.[١]

انتقال النبي إلياس إلى الرفيق الأعلى

كيف كانت صورة إلياس عليه السلام؟

كان النبي إلياس -عليه السلام- أحد أنبياء بني إسرائيل، وكان على صورة موسى عليه السلام، وقد دعا قومه للإيمان بالله ونبذ ما يعبدون من الأصنام ولكن لم يؤمن به سوى قليل منهم، فنزل عذاب الله -تعالى- بقومه ولم ينجُ منهم سواه هو والذين آمنوا معه وهم قلّة، ومات بعدها إلياس -عليه السلام- بعد أن أدّى رسالته، ويقال إنّ قبره في الكرمل في فلسطين،[٢] ويقول الطبري إنّه قد تمنى الموت وواعده الله في مكان وأرسل له فرسًا من نار فركبه وطار به في السماء وصار عليه الريش فبذلك يكون هو “إنسيًّا ملكيًّا أرضيًّا سمائيًّا”.[٣]

تسلّم اليسع عليه السلام دعوة النبي إلياس من بعده

ما شريعة اليسع التي حكم بها بين الناس؟

بعد وفاة النبي إلياس -عليه السلام- صار اليسع هو النبي بعده في قومه، فمكثَ فيهم زمنًا يدعوهم إلى الله تعالى، وكان متمسكًا بشريعة إلياس الذي كان قبله ومنهاجه وهو التذكير بما جاء به موسى والنبيون من قبله عليهم السلام.[١]

كيف كان زمن وقوم اليسع عليه السلام؟

لقد خلف اليسع سلفه النبي إلياس -عليهما السلام- في الدعوة، وكان إلياس -كما تروي المصادر- قد أُرسل إلى نحو سبعين مدينة تتوسطها مدينة بَعلَبَكّ في بلاد الشام التي كان فيها ملكٌ جبارٌ عنيدٌ،[٢] فخلفه فيها اليسع، وكانت بعثته بعد موسى -عليه السلام- بزمن،[١] وقيل إنّ إلياس الذي سبق اليسع -عليهما السلام- كان من ذرية هارون بن عمران عليه السلام.[٣]

هل استجاب قوم اليسع لدعوة نبيهم؟

لقد ذكر أهل العلم أنّ بني إسرائيل كان من عادتهم أنّهم إن آمنوا بنبيّ لهم فإنّهم ينتكسون بعده ويعودون سيرتهم الأولى بعد وفاته وكأنّهم لم يُرسل إليهم نبي، وكذلك كانوا في حياة اليسع، فقد آمن به كُثُر،[٤] ولكن بعد وفاة اليسع عادوا سيرتهم الأولى، فسلّط الله -تعالى- عليهم الجبابرة والملوك فقهروهم حتى بعث فيهم نبيًّا اسمه شموئيل.[٣]

اليسع وذو الكفل

هل كان ذا الكفل نبيًّا؟

لقد زعم بعض المؤرخين أنّ ذا الكفل لم يكن نبيًّا، ولكنّه كان تابعًا للنبي اليسع عليه السلام، وقالوا إنّ اليسع تعهّد ذا الكفل منذ صغره وعلّمه واشترط عليه صيام النهار وقيام الليل وعدم الغضب، ولكن هذا الكلام -على الأرجح- من الإسرائيليات،[٥] والثابت أنّه نبيٌّ ذكر في القرآن الكريم في جملة الأنبياء، فقال -تعالى- في سورة ص: {وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ وَكُلٌّ مِّنَ الْأَخْيَارِ}،[٦] وقالوا إنّه ابن النبي أيّوب الصابر عليه السلام، وسبب تسميته بذي الكفل -كما يروى- أنّه قد تكفّل لقومه أن يكفيهم أمرهم ويقضي بينهم بالعدل، والله أعلم.[٧]

العبر المستفادة من قصة اليسع عليه السلام

ماذا يمكن أن يتعلّم المسلم من قصة النبي اليسع؟

ورد بين السطور في قصة النبي اليسع -عليه السلام- كثير من العبر يمكن الأخذ بها، ومنها:[٥]

• عدم السير وراء الإسرائيليات لما فيها من كذب كثير وطعن بالأنبياء، فلا يُصدَّقوا ولا يُكذَّبوا.
• وجوب الإيمان بالأنبياء الوارد ذكرهم في القرآن الكريم إيمانًا قطعيًّا لا يقبل الشك.
• وجوب الثبات على الإيمان وعدم السير وراء الشبهات ودعاء الله بالثبات على الطريق القويم؛ لما في الحياد عن الإيمان من أسباب توجب الهلاك وبئس المصير.

كما يمكنك قراءة قصة اليسع عليه السلام لطفلك بالاطلاع على هذا المقال: قصة اليسع عليه السلام للأطفال

المراجع[+]

1. ^ أ ب ت ابن كثير، قصص الأنبياء، مكة المكرمة:مكتبة الطالب الجامعي، صفحة 550. بتصرّف.
2. ^ أ ب أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 391 – 394. بتصرّف.
3. ^ أ ب ت ابن جرير الطبري، تاريخ الرسل والملوك، القاهرة:دار المعارف، صفحة 463 – 464، جزء 1. بتصرّف.
4. ↑ أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 395 – 396. بتصرّف.
5. ^ أ ب عبد القادر شيبة الحمد، قصص الأنبياء _ القصص الحق، الرياض:مكتبة فهد الوطنية، صفحة 187. بتصرّف.
6. ↑ سورة ص، آية:48
7. ↑ ابن كثير الدمشقي، قصص الأنبياء، مكة المكرمة:مكتبة الطالب الجامعي، صفحة 320. بتصرّف.