X
X


موقع اقرا » الآداب » قصص الأطفال » قصة النبي صالح للأطفال

قصة النبي صالح للأطفال

قصة النبي صالح للأطفال


من هو النبي صالح عليه السلام؟

واحد من أنبياء الله -تعالى- العرب، وهو من ذرية نوح عليه السلام، كان يعيش مع قومه في منطقة اسمها “الحِجر” وتقع في المملكة العربية السعوديّة اليوم، وكان اسم قومه “ثمود”، وهؤلاء القوم قد أسكنهم الله -تعالى- في تلك المنطقة بعد أن عاقبَ قبلهم قوم عاد،[١] وقد أكرم الله -تعالى- ومنّ على قوم ثمود ورزقهم من الخيرات الوفيرة وجعل لهم بيوتًا عظيمة كانوا يصنعونها عن طريق نحت الجبال، فكانت منازلهم أشدّ وأقوى وأعظم من منازل قوم عاد الذين سبقوهم.[٢]

دعوة نبينا صالح عليه السلام لقومه

كيف بدأ النبي صالح -عليه السلام- بدعوة قومه؟

بعد أن مات قوم عاد وعاقبهم الله -تعالى- على كفرهم جاء بعدهم قوم ثمود، وهؤلاء القوم قد كانوا في بداية الأمر مؤمنين بالله، وقد أخذوا درسًا قاسيًا من قوم عاد الذين كانوا قبلهم وعاقبهم الله -تعالى- على كفرهم وإشراكهم به، فأخذهم عقاب الله الشديد وهم يعتقدون أنّه لن يقدر عليهم أحد، فلمّا مرّ زمنٌ طويل بعد مجيء قوم ثمود نسي أبناء تلك القبيلة ما كان عليه أجدادهم من عبادة لله -تعالى- الواحد الأحد، فجاءهم الشيطان وكذب عليهم وزيّن لهم عبادة التماثيل الحجريّة، فنحتوا تماثيل من الحجر من صنع أيديهم وصاروا يعبدونها جيلًا بعد جيل.[٣]

فلمّا صار الفساد والكفر منتشرًا في قوم ثمود أرسل الله -تعالى- نبيًّا منهم اسمه صالح ليدعوهم إلى عبادة الله -تعالى- وحده ولا يشركون به شيئًا من تلك التماثيل الصخريّة التي لا تمتلك من أمرها شيئًا، وبيّن لهم أنّ تلك التماثيل ما هي إلّا أصنامًا -يعني حجر منحوت لا يتحرّك- وأنّ تلك الأصنام هي من صنع أيديهم، وبالتالي فهي شيء مخلوق، والإله لا يُخلَق بل هو الذي يَخلُق الناس والحيوانات والنباتات والجمادات وكلّ شيء في هذا العالَم، وبذلك لا يكون هنالك إله إلّا الله -تعالى- وحده، وأنّ كلّ ما في هذا الكون هو عبد لله تعالى.[٤]

كيف كانت استجابة قوم صالح لنبيهم؟

لمّا سمع قوم ثمود دعوة نبي الله صالح -عليه السلام- إلى عبادة الله -تعالى- وحده وترك عبادة الأصنام الحجريّة فإنّهم لم يستجيبوا له، بل قالوا له: لقد كنتَ يا صالح تساعد الضعيف وتعطي الفقير من أموالك، يعني أنّهم يقولون له لقد كنت رجلًا من الصالحين فلماذا تأمرنا الآن بهذا الأمر.[٥]

فكانوا يرَون أنّ دعوة نبي الله صالح -عليه السلام- هي دعوة شرّيرة يريد النبي صالح منها أن ينهاهم عن عبادة أصنام قد عبدها آباؤهم قبلهم، ولكنّهم عندما سمعوا كلام نبي الله صالح -عليه السلام- عن الإله الواحد وأنّه يقدر على كلّ شيء وأنّ الأصنام لا تستطيع أن تفعل شيء فقد صار في صدورهم شكّ بسبب كلام صالح عليه السلام، والشك هو بداية التصديق.[٥]

طلب قوم صالح الناقة من نبيهم

ما المعجزة التي طلبها قوم صالح ليتأكّدوا من صدقه؟

عندما دخل الشك إلى قلوب قوم صالح -عليه السلام- فإنّهم قد طلبوا دليلًا منه على صدق نبوّته وأنّه فعلًا قد أرسله الله تعالى، فقال لهم ماذا تريدون منّي لكي تتأكّدوا أنّي رسول من عند الله تعالى، فقالوا له نريد أن تُخرِجَ لنا ناقة من ذلك الجبل الذي أمامنا، وهم لم يطلبوا ذلك الطلب عبثًا، ولكنّهم طلبوه لغاية في نفوسهم؛ فهم ينحتون الجبال ويجعلون منها بيوتهم، فكأنّهم أرادوا اختبار قدرة ربّ صالح عليه السلام، فما هي إلّا لحظات قليلة حتى خرجت لهم ناقة من الجبل، وكانت هذه الناقة تحمل في بطنها جملًا آخر كما طلب القوم، فلمّا شاهدوا بأعينهم هذه المعجزة لم يعد بإمكانهم أن يكذّبوا نبيّ الله عليه السلام.[٥]

معجزة الناقة وموقف قوم صالح منها

كيف كانت تحيا الناقة في قوم ثمود؟

لمّا ظهرت الناقة آمنَ كثيرٌ من قوم ثمود، وأراد زعماء القوم أن يؤمنوا بالنبي صالح -عليه السلام- ويعبدوا الله وحده، ولكنّ زعيمهم الكبير لم يرضَ أن يؤمنوا وأن يتركوا الأصنام؛ لأنّ أصحابه كانوا يصنعون التماثيل ويبيعونها ويجعلونها تجارةً لهم يكسبون منها المال، ولذلك لم يقبلوا بأن يسلموا فهم بذلك سيخسرون تجارتهم الكبيرة، ولكنّ قِسمًا لا بأس به منهم آمنوا بالله -تعالى- وبدعوة نبيّه بعدما رأوا الناقة وقد خرجت من الصخرة، فقال لهم صالح -عليه السلام- اتركوا هذه الناقة تعيش في مراعيكم، وإنّها ستشرب يومًا ونوقكم وجِمالكم تشرب في اليوم التالي، وكانت الناقة إذا شربت في ذلك اليوم فإنّها تشرب كلّ الماء ولا تترك منه شيئًا.[١]

ولكنّها كانت كذلك تعطيهم لبنًا كثيرًا بقدر الماء الذي قد شربته أو ربّما أكثر، فكانت بذلك اختبارًا لهؤلاء القوم الذين طلبوا معجزة، وبعد مدّة ولدت الناقة جملًا صغيرًا صار يشرب معها كذلك من الماء في نفس اليوم.[١]

ماذا فعل قوم صالح بالناقة؟

بعد أن طال وجود الناقة بين قوم صالح -عليه السلام- جاءت امرأتان إلى أكثر قوم ثمود كفرًا وعداءً للنبي صالح -عليه السلام- فطلبتا منه أن يقتل الناقة لأنّها تشرب الماء كلّه، وأعطته كلّ واحدة منهما مالًا إن قبِلَ أن يقتل الناقة، واستشار قومه جميعهم فقالوا له نعم اقتلها، فانطلقَ إليها ومعه ثمانية آخرون، فنصبوا لها فخنًا وهي عائدة من مكان شربها فقتلوها وهربَ ابنها وصعدَ إلى جبل منيع.[١]

كيف عاقب الله قوم صالح؟

بعد أن قتل قوم ثمود الناقة خرج النبي صالح -عليه السلام- من بيته ليسأل قومه لماذا قتلوها، فتجبّروا وتكبّروا وتحدّوا نبي الله أن يأتيهم بالعذاب الذي قد هددهم به إن قتلوا الناقة، فأوحى الله -تعالى- إلى نبيه أنّ عقابهم سيكون بعد ثلاثة أيّام، فأخبرهم أنّ العقاب سيكون لهم بعد ثلاثة أيّام، ولكنّهم لم يقتنعوا بذلك، وتكبّروا، فخرجَ نبي الله صالح -عليه السلام- ومن معه من المؤمنين إلى مدينة أخرى، وبعد ثلاثة أيّام سمع أهالي المدن المجاورة صرخةً عظيمة كانت سبب موت كل الكافرين في مدينة الحجر من قوم ثمود.[١]

ما هي الدروس التي تعلمناها من قصة النبي صالح؟

إنّ في قصّة نبي الله صالح -عليه السلام- مع قومه دروسًا كثيرة يتعلّمها الإنسان، ومنها:[٥]

  • إنّ الله -تعالى- لا يرضى عن الإشراك به شيئًا، فيرسل للناس الأنبياء لكي يحذّروهم ويدعوهم لطريق الصواب.
  • إنّ عقوبة الشرك بالله -تعالى- تكون عظيمة ولا يمكن لأحدٍ أن يدفعها، فعلى الإنسان أن يتقي الله ولا يعصيه.
  • إنّ الله -تعالى- قد تكفّل بحفظ عباده المؤمنين به والدفاع عنهم، فيحفظهم من الأشرار وينجّيهم من العذاب والعقاب.

في الليلة القادمة!! ما رأيك أن نقرأ سويًا قصة النبي محمد؟ قومي بالاطلاع على هذا المقال: قصة النبي محمد للأطفال

المراجع[+]

  1. ^ أ ب ت ث ج ابن كثير، قصص الأنبياء، مكة المكرمة:مكتبة الطالب الجامعي، صفحة 138. بتصرّف.
  2. مؤسسة أنت مثقف، قصة صالح عليه السلام، القاهرة:مؤسسة نيو هورايزن، صفحة 4. بتصرّف.
  3. مؤسسةُ أنتَ مُثقّف، قصةُ صالحَ عليه السلام، القاهرة:مؤسسة نيو هورايزن، صفحة 4. بتصرّف.
  4. ابنُ كثير، قصصُ الأنبياءِ، مكة المكرمة:مكتبة الطالب الجامعي، صفحة 138. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ث محمد متولي الشعراوي، قصص الأنبياء، القاهرة:دار القدس، صفحة 71. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب