X
X


موقع اقرا » إسلام » تجويد » قراءات القرآن العشر

قراءات القرآن العشر

قراءات القرآن العشر


قراءة القرآن الكريم

أنزل الله -تعالى- القرآن الكريم على نبيّه محمد -صلى الله عليه وسلم- وأمره أن يقرأه بصفةٍ ثابتة ألا وهي الترتيل، فقد قال -تعالى-: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا}[١]، والترتيل هو القراءة بتدبرٍ وطمأنينة وهدوء، مع المحافظة على أحكام التجويد من مدّ وإدغامٍ وإظهارٍ وإخفاء، ومراعاة الترقيق والتفخيم في بعض الحروف، ومع اختلاف اللهجات في البلدان العربية تنوعت قراءات القرآن الكريم، وفي هذا المقال سيتم المرور على قراءات القرآن العشر وأركان القراءة ومراتبها.[٢]

أركان قراءة القرآن

نظرًا لأن القرآن الكريم تم نقله بالتواتر، أي أنّ قُراء القرآن الكريم تناقلوه عن شيوخهم، وشيوخهم عن شيوخهم، إلى أن يرجع النسب إلى الرسول الكريم وصحابته، لذا وضع أهل العلم أركانًا لقراءات القرآن الكريم، ويُشترط توافرها جميعًا حتى تُعتبر القراءة صحيحة، وهي ثلاثة أركان:[٣]

  • الركن الأول: أن توافق القراءة وجهًا من وجوه اللغة العربية، حتى إن كان هذا الوجه ضعيفًا فهي تُعتبر قراءةً صحيحة.
  • الركن الثاني: أن توافق القراءة رسم الخط العثماني وهو الخط الذي رُسم به المصحف العثماني.
  • الركن الثالث: وهو صحّة السند، أي أن يرجع تواتر القراءة في سنده من شيخٍ إلى شيخ إلى أن يصل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبهذا تكون القراءة صحيحة.

مراتب قراءة القرآن

هناك أربع مراتب تندرج تحتها قراءات القرآن الكريم، يستطيع القارئ اختيار المرتبة التي تناسبه والقراءة بها، ولكن بشرط أن تتحقق الأركان السابق ذكرها، وهذه المراتب هي:[٣]

  • التحقيق: وهو أن تتم قراءة القرآن الكريم بتأني واطمئنان دون زيادةٍ أو نقصان مع مراعاة إعطاء كلّ حرفٍ حقه من ترقيق وتفخيم، ومراعاة أحكام التجويد، وتتم القراءة بالتحقيق عند تعلّم القرآن وتعليمه.
  • الحَدْر: وهو الإسراع في القراءة ولكن دون إهمال الأحكام ومراعاتها مراعاةٍ دقيقة، وعلى القارئ أن يحذر من إسقاط حروف المد أو تضييع حروف الغنّة أو إسقاط الحركات.
  • التدوير: وهي مرحلةٌ وسط بين التحقيق أي القراءة باطمئنان، وبين الحَدْر أي القراءة السريعة.
  • الترتيل: وهو أن تكون القراءة قراءة فهمٍ وتدبر، مع إعطاء كلّ حرفٍ حقه من الأحكام والمخارج، وهذه القراءة تُعتبر أفضل قراءة بين مراتب قراءات القرآن الكريم.

قراءات القرآن العشر

وهي قرءات القرآن الكريم المتواترة والمُعترف بها من قِبل أهل العلم، مع أنّها قد تختلف فيما بينها بحسب لهجة كلّ بلد، وهي عشر قراءات نُسبت كلّ واحدةٍ منها للشيخ الذي قرأ بها أول مرة، وهي:[٤]

  • قراءة نافع: وهو نافع أبو رؤيم وهو من تابعي التابعين وقد كان قارئ المدينة المنورة، وكان راوياه ورش وقالون.
  • قراءة ابن كثير: وهو عبد الله بن كثير وهو من التابعين وكان قارئ مكة، راوياه البَزيّ وقنبل.
  • قراءة أبي عمرو: وهو زيّان بن العلاء البصري وكان قارئ الكوفة، راوياه الدوريّ والسوسيّ.
  • قراءة ابن عامر: وهو عبد الله بن عامر وهو من التابعين وكان قارئ دمشق، راوياه هشام بن عامر الدمشقي وابن ذكوان.
  • قراءة عاصم: وهو عاصم بن أبي النجود وهو من التابعين وكان قارئ الكوفة، راوياه شعبة وحفص الدوري.
  • قراءة حمزة: وهو حمزة بن حبيب الزيّات وكان من قراء الكوفة، راوياه خلف بن هشام البزار. وخلاد بن خالد الصيرفي.
  • قراءة الكسائي: وهوعلي بن حمزة النحوي وكان من قراء الكوفة، راوياه أبو الحارث الليث وحفص الدوري -الراوي عن أبي عمرو-.
  • قراءة أبي جعفر: وهو يزيد بن القعقاع من التابعيم وكان من قراء المدينة، راوياه ابن وردان المدني وابن جماز.
  • قراءة يعقوب: وهو يعقوب بن إسحاق الحضرمي من قراء البصرة، راوياه رويس اللؤلؤيي وروح بن عبد المؤمن البصري.
  • قراءة البزار: وهو خلف بن هشام البزار وكان من قراء بغداد، راوياه إسحاق الوراق وإدريس بن عبد الكريم الحداد.

الفرق بين بين قراءات القرآن والأحرف السبعة

تختلف قراءات القرآن عن الأحرف السبعة، فالأحرف السبعة هي لغات القبائل ولهجات العرب، وقد نزل القرآن الكريم على النبيّ الكريم في بادئ الأمر على هذه الأحرف السبعة، وقد ورد ذكر ذلك في نص الحديث الشريف: “عن أُبيّ بن كعب قال: رُحتُ إلى المسجدِ فسمعتُ رجلًا يقرأُ ، فقلتُ: من أقرأَك ؟ فقال: رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فانطلقتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقلتُ: استقرِئْ هذا ! قال: فقرأ، فقال: أحسنتَ، قال: فقلتُ: إنك أقرأتني كذا وكذا! فقال: وأنت قد أحسنتَ! قال: فقلتُ: قد أحسنتَ، قد أحسنتَ! قال: فضرب بيدِه على صدري، ثم قال: اللهم أذهب عن أُبَيٍّ الشكَّ! قال: ففضتُ عرقًا، وامتلأ جوفي فرَقًا، ثم قال: إنَّ الملَكين أتياني، فقال أحدُهما: اقرأ القرآنَ على حرفٍ، وقال الآخرُ: زِدهُ، قال: فقلتُ: زِدْني، قال: اقرأْه على حرفَينِ، حتى بلغ سبعةَ أحرفٍ، فقال: اقرأْ على سبعةِ أحرفٍ”[٥]، إلّا أنّه في عهد عثمان بن عفان حدث خلافٌ بين المسلمين الجدد ولخوف الصحابة من حدوث تحريفٍ بالقرآن الكريم، طبع كلّ القرآن على لهجةٍ واحدة وهي لهجة قريش، وتم اتلاف كل المصاحف باللهجات الأخرى، وتم توحيد المصحف وسمي المصحف العثماني، أمّا قراءات القرآن العشر فهي اختلافٌ بلهجات العرب لكنّ القراءة تكون من المصحف العثمانيّ المرسوم بالخط العثماني.[٦]

فضل قراءة القرآن

تعتبر قراءة القرآن الكريم من العبادات العظيمة ذات الأجر العظيم، فقد جاء في نص ّ الحديث الشريف عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: “من قرأ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ { ألم } حرفٌ ولكن ألفٌ حرفٌ ولامٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ”[٧]، فكلّ حرفٍ يقرأه العبد له عند الله -سبحانه وتعالى- عشرة أضعاف الأجر، ولهذا سمح الله ورسوله بتعداد قراءات القرآن الكريم ليعمّ الأجر ويستطيع كلُّ مسلمٍ فهم آياته، وقراءة القرآن تشفع لصاحبها يوم القيامة، قال -صلى الله عليه وسلم- “اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ”[٨]، كما أنّ الله -عزّ وجلّ- يحب العبد القارئ للقرآن فيأتي يوم القيامة للقارئ ويقول له أن إقرأ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، وهذا ماذكره اللرسول الكريم -عليه الصلاة والسلام بقوله: “يقالُ لصاحِبِ القرآنِ اقرَأ وارقَ ورتِّل كما كُنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا فإنَّ منزلتَكَ عندَ آخرِ آيةٍ تقرؤُها”[٩]، ثمّ أنّ قراءة القرآن بتأملٌ وتدبر تهدي الإنسان إلى العمل الصالح وتلين قلبه وتهذّب نفسه وتزيد إيمانه.[١٠]

المراجع[+]

  1. سورة المزمّل، آية: 4.
  2. “كيفية قراءة القرآن الكريم”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-05-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب “أركان القراءة ومراتبها”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-05-2019. بتصرّف.
  4. “القراء العشرة ورواتهم”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-05-2019. بتصرّف.
  5. رواه ابن جرير الطبري، في تفسير الطبري، عن أبي بن كعب، الصفحة أو الرقم: 1/19، ثابت.
  6. “هل الأحرف السبعة هي القراءات ومسائل أخرى”، www.ahlalhdeeth.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-05-2018. بتصرّف.
  7. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2/296، إسناده صحيح.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم: 804، صحيح.
  9. رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن عبدالله بن عمرو ، الصفحة أو الرقم: 11/55، إسناده صحيح.
  10. “فضل قراءة القرآن”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-05-2019. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب