فوائد دراسة السيرة النبوية

فوائد دراسة السيرة النبوية

السيرة النبوية من أعظم وأفضل الدراسات التي يقوم بها الفرد المسلم في حياته، فالسيرة النبوية تحتوي على الكثير من الحكم والعبر والمواعظ، والمواقف التي تعين الفرد المسلم والمجتمع على بناء حياة وفق المنهج النبوي الشريف، وسنذكر بعض فوائد دراسة السيرة النبوية فيما يأتي:

فهم القرآن الكريم

إن دراسة السيرة النبوية تعين الفرد المسلم على فهم القرآن الكريم بطريقة صحيحة وسليمة، فكثير من الآيات تبينها وتوضحها مواقف السيرة النبوية، وبعض الآيات نزلت بعد حادثة مهمة حدثت في عهد النبي الكريم مع الصحابة -رضوان الله عليهم-، أو سؤال موجه للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وسنذكر بعض الأمثلة على الفهم الدقيق للآية القرآن بالاستعانة بالسيرة النبوية فيما يأتي:[١]

• أُشكل على الصحابي عمرو بن الزبير معرفة كيفية الصفا والمروة المقصود بالآية الكريمة، في قوله -تعالى-: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ)،[٢]وبينت السيدة عائشة للصحابي عمرو بن الزبير أن النبي سن السعي بين الصفا والمروة ولا يحق لأحد أن يترك الطواف بينهما.
• أشكل على الصحابي قدامة بن مظعون قوله -تعالى-: (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوا وَّآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوا وَّآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوا وَّأَحْسَنُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)،[٣] فظن أن الخمر ليس بمحرم، فأوضح له عمر بن الخطاب وابن عباس أن هذه الآية نزلت في الماضين، وأنزل الله -تعالى- تحريم الخمر بآية أخرى.

فهم السنة النبوية

إن دراسة السيرة النبوية يعين على فهم الأحاديث النبوية الشريفة، وبيان المقصود من الأحاديث بشكلٍ دقيق وصحيح، والفهم الصحيح لحقيقة الأوامر والنواهي الموجودة في الأحاديث النبوية الشريفة، فقد يرد الأمر في الحديث الشريف ولا يُعلم هل هو على وجه الوجوب، أم على وجه الإرشاد إلا بعد دراسة السيرة النبوية، وسنذكر بعض الأمثلة فيما يأتي:[٤]

• ورد عن النبي الكريم أنه قال: (توضَّأوا مِمَّا مسَّتِ النَّارُ)،[٥] ففهم الصحابة الكرام أن الوضوء هنا على سبيل الوجوب؛ “ولكن ما ورد فى السيرة العطرة من فعله صلى الله عليه وسلم يبين حقيقة هذا الأمر، وأنه منسوخ على وجه، ومحمول على الاستحباب لا على الوجوب على وجه آخر”.
• وردت بعض الأحاديث التي تبين النهي عن شرب الرجل قائماً، ويفهم منها أن النهي جاء على سبيل التحريم، ولكن عند النظر في السيرة النبوية نجد أن هذه الأحاديث تحمل على الاستحباب والقيام بما هو أولى وأفضل، فقد ورد في السيرة النبوية أن النبي -صلى الله عليه وسلم- شرب قائماً.

فهم تاريخ وحضارة المسلمين

إن السيرة النبوية الشريفة تبين بشكل واضح مكانة الإسلام والمسلمين في بناء دولة إسلامية قوية، قائمة على المبادئ والأخلاق الإسلامية، وبقيادة الرسول الكريم، وهو القدوة الأولى لجميع المسلمين، فعند قراءة السيرة النبوية يتحلى المسلمون بالأخلاق الفاضلة للنبي الكريم وأصحابه ويقتفون أثرهم؛ فتنهض الأمة الإسلامية ويعمر الكون بالخير والبركة والعدل.[٦]

المراجع

1. ↑ عماد الشربينى، رد شبهات حول عصمة النبى صلى الله عليه وسلم، صفحة 48- 51. بتصرّف.
2. ↑ سورة البقرة، آية:158
3. ↑ سورة المائدة ، آية:93
4. ↑ عماد الشربينى، رد شبهات حول عصمة النبى صلى الله عليه وسلم، صفحة 65- 72. بتصرّف.
5. ↑ رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:194، حسن.
6. ↑ محمد البكري، مصادر تلقي السيرة النبوية، صفحة 9. بتصرّف.