X
X


موقع اقرا » إسلام » مواضيع دينية متفرقة » فقه الصلاة في الإسلام

فقه الصلاة في الإسلام

فقه الصلاة في الإسلام


تعريف الفقه

الفقه لغةً: هو الفهم والإدراك والعلم، والفقه أخصّ من الفهم، فيطلق الفقه أحيانًا على مطلق الفهم وأحيانًا على فهم الأمور الدّقيقة، وأحيانًا على فهم مراد المتكلّم من كلامه وحديثه، ففقه الصّلاة في الإسلام، فهم الصّلاة وجميع تعاليمها، وقد وردت كلمة فقه في القرآن الكريم عشرين مرّة، وهو ما يحصل عليه الإنسان من غير دراسة وتخصّص، بينما التفقّه يكون نتيجة دراسة وتخصّص في علم ما، أما الفقه اصطلاحًا: هو معرفة ما للنّفس وما عليها من الأحكام العمليّة، وسيتم خلال المقال توضيح مفهوم فقه الصلاة في الإسلام.[١]

فقه الصّلاة في الإسلام

الصّلاة لغة: الدّعاء، لقول الله تعالى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ}.[٢] أي: ادع لهم. وشرعًا: التّعبّد لله تعالى بأقوال وأفعال معلومة، مفتتحة بالتّكبير ومختتمة بالتّسليم، حيث يقف العبد بين يديّ ربّه يناجيه ويتضرّع إليه ويدعوه، وهي الرّكن الثّاني بعد الشّهادتين، وفرضت على كلّ مسلم ذكر أوأنثى عاقل بالغ، ولا تسقط لأيّ سبب من الأسباب، لأنّها عماد الإسلام، وأفضل العبادات وأهمّها بعد الشَّهادتين، فيتوجّب على كل مُكلَّفٍ رجلًا أو امرأة المحافظة عليها والعناية بها، ويجب على كلّ مسلم أنْ يفقه فقه الصّلاة في الإسلام، ليكون على علم ودراية بها، لعظم فضلها، فمَن حافظ على الصّلاة وأدَّاها كفَّر الله خطاياه، لقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في الحديث الصّحيح: “الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ”.[٣] وفقه الصلاة في الإسلام، يشمل كلّ تعاليمها، من تعريف لها وأهميّتها ومشروعيتها وأوقاتها وشروطها وأركانها وسننها وحكم تاركها.[٤]

مشروعيّة الصّلاة

الصّلاة مشروعة منذ أن خلق الله آدم -عليه السّلام-، لأنّها هي الصّلة بين العبد وربّه، قال تعالى: {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ}،[٥] وقد فرض الله على هذه الأمّة الصّلوات الخمس قبل الهجرة بسنة ونصف، عندما عُرج بالنّبيّ محمّد –صلّى الله عليه وسلّم- إلى ربّه -سبّحانه وتعالى- حيث تلقّى الأمر الإلهيّ بدون واسطة، قال تعالى: {حافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}.[٦] ولعظم الصّلاة عند الله تعالى، فقد فرضها خمسين صلاة علينا، ثمّ خفّفت فجعلها خمسًا بالفعل وخمسين بالميزان رحمة بعباده.[٧]

وجوب الصّلاة في الكتاب والسنّة والإجماع

الصّلاة واجبة على كل مسلم بالغٍ عاقلٍ، يشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمدًا رسول الله، رجلًا كان أو امرأة، والدّليل على وجوبها كتاب الله تعالى وسنّة رسوله -صلّى الله عليه وسلّم- وإجماع المسلمين إجماعًا قطعيًّا، أمّا الدّليل من الكتاب، قوله تعالى: {إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً}.[٨] وكلمة كتابًا تعني مكتوبًا، والمكتوب بمعنى المفروض، ومن السّنّة، قول النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عندما أرسل معاذًا إلى اليمن: “فأعْلِمْهُمْ أنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عليهم خَمْسَ صَلَواتٍ في كُلِّ يَومٍ ولَيْلَةٍ”،[٩] وأمّا دليل الإجماع، عدم إنكارها من أيّ أحدٍ من أهل القبلة، وممّن ينتسبون إلى الإسلام، وحتّى أهل البدع يقرّون بفرضيّتها.[١٠]إذًا فالكافرلا تلزمه الصّلاة وكذلك المجنون لأنّه غير مميّز، وإذا أسلم الكافر ليس عليه قضاء.

شروط الصّلاة

فشروط صحّة الصلاة، وهي ما يتوقّف عليها صحّة الصّلاة من بطلانها، بحيث إذا اختلّ شرط من هذه الشّروط فالصّلاة باطلة وغير صحيحة، وفي فقه الصلاة في الإسلام، شروط صحّة الصّلاة ثمانية شروط، وهي: الإسلام، والعقل، والطّهارة من الحدثين، وطهارة البدن والثوب والمكان من النّجاسة، وستر العورة، ودخول الوقت، واستقبال القبلة، والنّيّة.

  • الإسلام: فالكافر عمله مردود عليه وغير مقبول، والدّليل قوله تعالى: { وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً }.[١١]
  • العقل: فالمجنون مرفوع عنه القلم حتّى يعود إلى رشده، والدّليل حديث: “رُفِعَ القلمُ عن ثلاثةٍ: عَن المَجنونِ المَغلوبِ على عَقْلِهِ حتى يَبْرَأَ، وعن النائِمِ حتى يَستيقِظَ، وعنِ الصبِيِّ حتى يَحْتَلِمَ”.[١٢]
  • الطّهارة من الحدثين: وهو الغسل أو الوضوء، والدّليل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ}.[١٣]
  • الطّهارة من النجس: طهارة البدن والثّوب والمكان، والدّليل قوله تعالى: {وثِيابَكَ فطهّرْ}.[١٤]
  • ستر العورة: أجمع أهل العلم على فساد صلاة من صلى عريانًا وهو يقدر، وحد عورة الرجل من السرة إلى الرّكبة، والأمّة كذلك، والحرّة كلّها عورة إلّا وجهها، والدّليل قوله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ}.[١٥]، أي عند كلّ صلاة.
  • دخول الوقت: والدّليل، قوله تعالى: {إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا}.[١٦]أي مفروضًا في الأوقات.
  • استقبال القبلة: والدّليل قول تعالى: { َقدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ}.[١٧].
  • النّية: ومحلّها القلب، والتّلفظ بها بدعة، والدّليل حديث: “إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى”.[١٨][١٩]

حكم تارك الصّلاة

من جحد وجوب الصلوات الخمس والجمعة، فهو كافر، لأنّه كذّب الله، وكذّب رسوله، وكذّب إجماع المسلمين، وكذلك لو جحد بركن من أركان الصلاة، وكان مجمعًا عليه، كفر. ويستثنى من ذلك حديث عهدٍ بالإسلام، أو من جهل فيها، فيبيّن له الحقّ، ولا يكفّر إلّا إذا أصرّ على الجحود بعد إرشاده، وأمّا من تركها تهاونًا وكسلًا، فاختلف أهل العلم في تكفيره، هناك من كفّره، وآخرون لم يكفّروه، لأنّه يشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدًا رسول الله، ولكنّه يكفّر كفرًا أصغر أويفسّق. ووالذين رجّحوا تكفير تارك الصلاة، استدلّوا على رأيهم بقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “إنَّ العهدَ الَّذي بيْنَنا وبيْنَهم الصَّلاةُ فمَن ترَكها فقد كفَر”.[٢٠][٢١]

المراجع[+]

  1. “حقيقة مفهوم الفقه وأثرها في تدريس علم الفقه”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-05-2019. بتصرّف.
  2. سورة التوبة، آية: 103.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 233، صحيح.
  4. “كتاب الصلاة”، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 22-05-2019. بتصرّف.
  5. سورة آل عمران، آية: 43.
  6. سورة البقرة، آية: 238.
  7. “متى فرضت الصلاة ؟ وكيف كان المسلمون يصلون قبل فرض الخمس ؟”، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 22-05-2019. بتصرّف.
  8. سورة النساء، آية: 103.
  9. رواه الألباني ، في صحيح ابن ماجه، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 1454 ، صحيح.
  10. “الأدلة الشرعية من (الكتاب، والسنة، والإجماع) على وجوب الصلاة…”، www.ahlalhdeeth.com، اطّلع عليه بتاريخ 22-05-2019. بتصرّف.
  11. سورة الفرقان، آية: 23.
  12. رواه الألباني ، في إرواء الغليل، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 2/5، صحيح على شرط الشيخين.
  13. سورة المائدة، آية: 6.
  14. سورة المدثّر، آية: 4.
  15. سورة الأعراف، آية: 31.
  16. سورة النساء، آية: 103.
  17. سورة البقرة، آية: 144.
  18. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 1، صحيح.
  19. “ما هي شروط صحة الصلاة”، www.islamqa.info/ar، اطّلع عليه بتاريخ 22-05-2019. بتصرّف.
  20. رواه ابن حبّان، في صحيح ابن حبّان، عن بريدة، الصفحة أو الرقم: 1454، أخرجه في صحيحه.
  21. “حكم تارك الصلاة”، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 22-05-2019. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب