X
X


موقع اقرا » إسلام » شهر رمضان » فضل صيام شهر رمضان

فضل صيام شهر رمضان

فضل صيام شهر رمضان


فضل صيام شهر رمضان 

إنّ لشهر رمضان المبارك عدد من الفضائل التي خصّها الله -تعالى لعباده المسلمين ثوابًا لهم على صيامهم، وفيما يأتي ذكر بعض الفضائل الواردة عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-:

مغفرة الذنوب

ثبت عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ رمضان سبب لمغفرة ذنوب العبد، فعن أبي هريرة -رضيَ الله عنه- عن النبيّ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)،[١] فيكون الشرط الأساس في مغفرة الذنوب أن يبتغي العبد بصيامه وجه الله -تعالى-.[٢]

الجزاء العظيم من الله 

رتّب الله -تعالى- للصائم الأجر العظيم والثواب الجزيل؛ فعن أبي هريرة -رضيَ الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (يقول الله عزَّ وجل كلُّ عمل ابن آدم له إلَّا الصِّيام فهو لى وأنا أجزى به، إنَّما يترك طعامه وشرابه من أجلى فصيامه لى وأنا أجزى به، كلُّ حسنةٍ بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعفٍ إلَّا الصِّيام فهو لى وأنا أجزى به)[٣]

وفي ذلك بيان لعظم الجزاء من الله -تعالى- للصائم الذي ترك شهوته وامتنع عن الطعام مريدًا بذلك رضا الله -تعالى- وفي الصيام يتجلّى الإخلاص بامتناع المسلم عن كل ما يعرض له من الشّهوات خلال فترة صيامه.[٣]

استجابة الدعاء

إنّ من فضائل شهر رمضان المبارك إجابة دعوة الصائم، لذا يحرص في المسلم على سؤال الله -تعالى- من خيريّ الدنيا والآخرة، وقد ثبت عن عبد الله بن عمر -رضيَ الله عنهما- قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم -: (إنَّ للصَّائمِ عندَ فِطرِهِ لدعوةً ما تردُّ).[٤][٥]

ولحظة غروب الشمس لها زيادة فضل باستجابة دعاء الصائم، وهذا لا يعني عدم استجابة الدعاء خلال فترة النهار؛ فالدعاء مستجاب للصائم طيلة يومه، ويُتأكّد عند فطر الصّائم، وهذا من فضل الله -تعالى- على عباده.[٥]

الوقاية من المعاصي والشهوات

ثبت عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ الصوم يقي المسلم من الوقوع في المعاصي الحسيّة والمعنويّة؛ فعن أبي هريرة -رضيَ الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (الصِّيامُ جُنَّةٌ، وإذا كان أَحَدُكم يَوْمًا صائمًا فلا يَرْفُثْ، ولا يَـجْهَلْ، وإنِ امْرُؤٌ قاتَلَه أو شاتَـمَه فلْيَقُلْ: إنِّي صائِمٌ، إنِّي صائِمٌ).[٦]

والصّائم الحقّ هو مَن يبتعد بصيامه عن كل الذنوب والمعاصي ليحقّق مفهوم الصيام عن الطعام، والشراب، والسيّئات، وبهذا يكون صيامه في الحياة الدنيا سترًا له في الآخرة من النّار.[٧]

وقد حثّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الشباب الذين لا يستطيعون الزواج على الصوم؛ إذ إنّ في الصيام عفاف النفس عن كل حرام، فعن عبد الله بن مسعود -رضيَ الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ، فإنَّه له وِجَاءٌ).[٨][٧]

للصائم فرحتان: فرحة عند فطره وفرحة يوم القيامة

إنّ للصائم جزاءان؛ واحدٌ في الحياة الدنيا وآخرٌ في الحياة الآخرة، وأول الجزائين يكون بلحظة إفطار الصائم؛ إذ يفرح بإتمام صيامه وإكمال طاعته لله -تعالى- في ذلك اليوم، إضافة إلى فرحه بما أنعم الله -تعالى- عليه من طعام الدنيا.

أمّا الجزاء الثاني فيكون من الله -تعالى- للمسلم الصائم يوم القيامة، وذلك بفرح المسلم بما أعدّ الله -تعالى- له من ثواب الصيام؛ قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (إنَّ اللهَ تعالى يقولُ: إنَّ الصَّومَ لي، وأنا أجزي بهِ، إنَّ للصَّائمِ فرحتَيْنِ: إذا أفطرَ فرِحَ، وإذا لقيَ اللهَ تعالى فجزاهُ فرِحَ، والَّذي نفسُ محمَّدٍ بيدِهِ، لخلوفُ فمِ الصَّائمِ أطيَبُ عندَ اللهِ من ريحِ المِسكِ).[٩][١٠]

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1901، صحيح.
  2. مجموعة من المؤلفين (1424)، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، السعودية: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 151. بتصرّف.
  3. ^ أ ب أحمد بن عبد الرحمن بن محمد البنا الساعاتي، كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (الطبعة الثانية)، لبنان: دار إحياء التراث العربي، صفحة 211، جزء 9. بتصرّف.
  4. رواه ابن حجر العسقلاني، في الفتوحات الربانية، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:4/342، حسن.
  5. ^ أ ب عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي القحطاني الحنبلي النجدي (1406)، كتاب الإحكام شرح أصول الأحكام لابن قاسم (الطبعة الثانية)، صفحة 261، جزء 2. بتصرّف.
  6. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:7492، صحيح.
  7. ^ أ ب أبو التراب سيد بن حسين بن عبد الله العفاني، كتاب نداء الريان في فقه الصوم وفضل رمضان، السعودية: دار ماجد عسيري، صفحة 58، جزء 1. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:1400، صحيح.
  9. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:1907، صحيح.
  10. محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الحسني الكحلاني الصنعاني (2011)، كتاب التنوير شرح الجامع الصغير (الطبعة الأولى)، السعودية: دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة، صفحة 408، جزء 3. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب