فضل دعاء يوم عرفة

فضل دعاء يوم عرفة

يوم عرفة هو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، ويعتبر وقوف الحجاج في عرفة في هذا اليوم ركن الحج الأعظم،[١] وفيما يلي بيان لفضل الدعاء في يوم عرفة للحاج ولغير الحاج.

خير الدعاء دعاء يوم عرفة

لقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّ خير الدعاء دعاء يوم عرفة، فقال: (خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ، وخيرُ ما قلتُ أَنا والنَّبيُّونَ من قبلي: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، لَهُ الملكُ ولَهُ الحمدُ وَهوَ على كلِّ شَيءٍ قديرٌ).[٢]

وفي هذا الحديث دليل على فضل الدعاء في يوم عرفة، وفضل يوم عرفة على غيره من الأيام الأخرى، كما قال ابن عبد البر: “وفيه من الفقه أن دعاء يوم عرفة أفضل من غيره، وفي ذلك دليلٌ على فضل يوم عرفة على غيره”.[٣]

حرص النبي على الدعاء في يوم عرفة

في الحديث الذي يرويه جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- عن حج النبي -صلى الله عليه وسلم-: (… ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى العَصْرَ، وَلَمْ يُصَلِّ بيْنَهُما شيئًا، ثُمَّ رَكِبَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- حتَّى أَتَى المَوْقِفَ، فَجَعَلَ بَطْنَ نَاقَتِهِ القَصْوَاءِ إلى الصَّخَرَاتِ، وَجَعَلَ حَبْلَ المُشَاةِ بيْنَ يَدَيْهِ، وَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، فَلَمْ يَزَلْ وَاقِفًا حتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وَذَهَبَتِ الصُّفْرَةُ قَلِيلًا، حتَّى غَابَ القُرْصُ…).[٤]

فمن حرصه -صلى الله عليه وسلم- على الدعاء في يوم عرفة أنّه قصر في خطبة عرفات، وجمعه بين صلاة الظهر والعصر،[٥] ووقوفه للدعاء حتى غروب الشمس؛ حتى أنّه كان يمسك خطام ناقته بإحدى يديه، ويرفع الأخرى للدعاء بها.[٦]

الدعاء في يوم عرفة مظنة الاستجابة

لقد روت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمُ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟).[٧]

ففي الحديث فضل الدعاء في يوم عرفة أنّ الله سيستجيب لعباده بما دعوا في هذا اليوم؛ من المغفرة والتوبة وخيري الدنيا والآخرة، ذلك لأنّ الله -تعالى- ترك إجابة سؤال ما أراد هؤلاء؟ للدلالة على العموم ونيلهم ما أرادوا.[٨]

الدعاء في يوم عرفة من أفضل الأعمال

إن فضل الأعمال الصالحة في الأيام العشر من ذي الحجة يفوق فضل الجهاد في سبيل الله؛ كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ).[٩]

ويعتبر الدعاء من الأعمال الصالحة في هذه الأيام العشر، وبالأخص في يوم عرفة؛ وذلك لعموم فضل يوم عرفة، ولاجتماع فضل الزمان وهو يوم عرفة وفضل المكان وهو يوم عرفة.

المراجع

1. ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 315. بتصرّف.
2. ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن جد عمرو بن شعيب، الصفحة أو الرقم:3585، حسن.
3. ↑ سليمان بن حمد العودة، شعاع من المحراب، صفحة 99. بتصرّف.
4. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:1218، صحيح.
5. ↑ خالد الجريسي، جوامع الدعاء، صفحة 40. بتصرّف.
6. ↑ أمين الشقاوي، الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة، صفحة 60. بتصرّف.
7. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم المؤمنين عائشة ، الصفحة أو الرقم:1348، صحيح.
8. ↑ الملا على القاري، مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، صفحة 1800. بتصرّف.
9. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري ، عن عبدالله بن عباس ، الصفحة أو الرقم: 969، صحيح.