فضل صلاة الفجر في المسجد

مكانة الصلاة في الإسلام

فضل صلاة الفجر في المسجد كبيرٌ جداً، ولصلاة الفجر مكانة كبيرة عند الله تعالى، وكذلك الصلوات الأخرى لها مكانتها الكبيرة، فالصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، ودليل ذلك الحديث المروي عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ”،[١] والصلاة شريعة الأنبياء والمرسلين، فقد قال سبحانه: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ ۖ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ}،[٢] فعلى المسلم أنّ يحرص على المحافظة على الصلاة؛ لأنها من أعظم الأعمال عند الله تعالى.[٣]

أسماء صلاة الفجر

قبل الحديث عن فضل صلاة الفجر في المسجد، سيتحدث المقال عن أسماء صلاة الفجر كما وردت في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، فمن أشهر أسمائها وأكثرها تداولًا الفجر، فقد قال سبحانه: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}،[٤] كما أن من أسمائها الصبح، ودليل ذلك الحديث المروي عن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: قال صلّى الله عليه وسلّم: “لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ ما في النِّدَاءِ والصَّفِّ الأوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إلَّا أنْ يَسْتَهِمُوا عليه لَاسْتَهَمُوا، ولو يَعْلَمُونَ ما في التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا إلَيْهِ، ولو يَعْلَمُونَ ما في العَتَمَةِ والصُّبْحِ، لَأَتَوْهُما ولو حَبْوًا”،[٥] وأيضا يطلق على صلاة الفجر صلاة الغداة، ودليل ذلك الحديث المروي عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، حيث قال: قال صلّى الله عليه وسلّم: “من صلَّى صلاةَ الغداةِ في جماعةٍ، ثم جلس يذكرُ اللهَ حتى تطلعَ الشمسُ، ثم قام فصلَّى ركعتَين، انقلب بأجرِ حجَّةٍ وعمرةٍ”،[٦] كما وصفها الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- مع صلاة العصر بالبردين، ودليل ذلك الحديث المروي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ”.[٧][٨][٩]

فضل صلاة الفجر في المسجد

فضل صلاة الفجر في المسجد عظيمٌ عند الله تعالى، فقد وردت العديد من الآيات والأحاديث التي تبين فضل صلاة الفجر في المسجد، فالمسلم إذا حافظ على صلاة الفجر في المسجد كان ذلك سبباً في الحصول على العديد من البشارات والفضائل من الله تعالى، وفيما يلي بيان بعضها:[١٠]

• حصد الحسنات: ودليل ذلك الحديث المروي عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن خرَجَ مِن بيتِه إلى المسجِدِ كتَبَ له كاتبُه بكلِّ خُطْوةٍ يَخْطوها عشْرَ حَسَناتٍ، والقاعدُ في المسجِدِ ينتظِرُ الصلاةَ كالقانِتِ، ويُكتَبُ مِن المصلِّينَ حتى يرجِعَ إلى بيتِه”.[١١]
• أجر قيام الليل كله: ودليل ذلك الحديث المروي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول صلّى الله عليه وسلّم: “مَن صَلَّى العِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَن صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ”.[١٢]
• أجر حجة وعمرة: ودليل ذلك الحديث المروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “من صلَّى الغداةَ في جماعة، ثم قعد يذكر اللهَ حتى تطلُعَ الشمسُ، ثم صلَّى ركعتَين؛ كانت له كأجرِ حجَّةٍ وعمرةٍ، تامَّةٍ تامَّةٍ تامَّةٍ”.[١٣]
• أفضل صلاة في الأسبوع صلاة الفجر يوم الجمعة في جماعة: ودليل ذلك الحديث المروي عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “أفضلُ الصلواتِ عندَ اللهِ صلاةُ الصبحِ يومَ الجمعةِ في جماعةٍ”.[١٤]

وقت صلاة الفجر

بعد الحديث عن فضل صلاة الفجر في المسجد، لابدّ من بيان وقت صلاة الفجر، فكلُ صلاةٍ لها وقت ابتداء ووقت انتهاء، ولا تُقبل أي صلاة إذا صلاها العبد قبل وقتها، كما أنّ تأخير الصلوات من الذنوب التي توعد الله -تعالى- أصحابها بالعذاب، فقد قال سبحانه: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ}،[١٥] كما أنّ أداء الصلوات على وقتها من أحب الأعمال إلى الله تعالى، ودليل ذلك الحديث المروي عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، حيث قال: “سَأَلْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أيُّ العَمَلِ أفْضَلُ؟ قالَ: الصَّلاةُ لِوَقْتِها قالَ: قُلتُ ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: برُّ الوالِدَيْنِ قالَ: قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ”،[١٦] ووقت صلاة الفجر كما جاء في الحديث المروي عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “ووَقْتُ صَلاةِ الصُّبْحِ مِن طُلُوعِ الفَجْرِ ما لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ”،[١٧] فوقت ابتداء صلاة الفجر عند طلوع الفجر الثاني، والفجر الثاني هو: البياض المعترض في الأفق من جهة الشرق ويمتد من الشمال إلى الجنوب، وأما وقت الانتهاء فعند طلوع الشمس.[١٨]

أداء الصلاة في المسجد

إنّ المسلم إذا علم فضل صلاة الفجر في المسجد سيكون حريصا على أدائها في المساجد، بل إنّ علم مكانة المسجد عند الله -تعالى- سيحرص على أداء كل الصلوات في بيت من بيوت الله تعالى، وإذا كان الرجل الأعمى لم يرخّص له الرسول -صلى الله عليه وسلم- الصلاة في البيت ، فكيف بمن هو مُبصر ولا يعاني من أي مرض، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “أَتَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ رَجُلٌ أَعْمَى، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّه ليسَ لي قَائِدٌ يَقُودُنِي إلى المَسْجِدِ، فَسَأَلَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَنْ يُرَخِّصَ له، فيُصَلِّيَ في بَيْتِهِ، فَرَخَّصَ له، فَلَمَّا وَلَّى، دَعَاهُ، فَقالَ: هلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ بالصَّلَاةِ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فأجِبْ”،[١٩] فحريٌ بمن هو سليم الجسد أنّ يلبي النداء؛ لكي ينال فضل صلاة الفجر في المسجد وفضائل الصلوات الأخرى.[٢٠]

المراجع[+]

1. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 8، حديث صحيح.
2. ↑ سورة الأنبياء، آية: 73.
3. ↑ “أَهميَّةُ الصَّلاةِ وفَضلُها”، dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-12-2019. بتصرّف.
4. ↑ سورة الإسراء ، آية: 78.
5. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 615، حديث صحيح.
6. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم: 467، حديث حسن صحيح.
7. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم: 574، حديث صحيح.
8. ↑ “صلاة الصبح هي صلاة الفجر”، islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-12-2019. بتصرّف.
9. ↑ “سبب تسمية صلاة الفجر والعصر بالبردين”، binothaimeen.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-12-2019. بتصرّف.
10. ↑ ” البشائر العشر لمن حافظ على صلاة الفجر”، saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-12-2019. بتصرّف.
11. ↑ رواه شعيب الأرناووط، في تخريج شرح السنة، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم: 474، حديث حسن.
12. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم: 656، حديث صحيح.
13. ↑ رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 3403، حديث حسن.
14. ↑ رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1566، حديث صحيح.
15. ↑ سورة الماعون، آية: 4-5.
16. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 85، حديث صحيح.
17. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 612، حديث صحيح.
18. ↑ “مواقيت الصلوات الخمس”، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 8-12-2019. بتصرّف.
19. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 653، حديث صحيح.
20. ↑ “باب فضل صلاة الجماعة”، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 9-12-2019. بتصرّف.