علاج الصديد في الحلق

علاج الصديد في الحلق

يحدث الصديد في الحلق أو ما يسمى بالخراج حول اللوزتين (Peritonsillar Abscess) كمضاعفات ناجمة عن التهاب اللوزتين، والتي غالبًا ما تكون ناجمة عن البكتيريا المسببة لالتهاب الحلق وهي نوع من بكتيريا المكورات العقدية (group A beta-hemolytic streptococci)، ومن المهم جدًا علاج هذه الحالة قبل تفاقمها وذلك لأن التأخر في علاج الصديد في الحلق قد يؤدي إلى انتشار العدوى إلى الرقبة، سقف الفم، والرئتين، وفي الحالات الشديدة قد يؤدي التورّم إلى صعوبة التنفس أو إغلاق لمجرى الهواء، لذا فإن العلاج الفوري هو الأفضل لتجنّب هذه المضاعفات،[١] ويكون العلاج كالآتي:

استخدام المضادات الحيوية

يجب أن يبدأ العلاج بالمضادات الحيوية بشكل مباشر بعد تشخيص حدوث الصديد في الحلق، وتعدّ الجرعات العالية من البنسلين الوريدي خيارًا مناسبًا للعلاج التجريبي لهذا الخراج، ولكن نظرًا لطبيعة الصديد الذي يكون سببه مجموعة من الجراثيم يمكن أن تظهر الحاجة لاستخدام المضادات الحيوية واسعة الطيف والتي تغطي أكثر من ميكروب، ويجب الإشارة إلى ضرورة استمرار العلاج بالمضادات الحيوية لمدة 7-10 أيام، وتشمل أهمّ هذه البدائل:[٢]

• السيفوروكسيم أو السيفودوكسيم مع أو بدون الميترونيدازول.
• الكليندامايسين.
• الأموكسيسيلين كلافيولانات.

تصريف الصديد من الحلق

من الممكن أن يقرر الطبيب تصريف الصديد الموجود في الحلق لتسريع عملية الشفاء وذلك باختيار إحدى الإجراءات الآتية:[٣]

• عمل شق في الخراج لتحرير السوائل منه، وقد يقوم بذلك جراح الأنف والأذن والحنجرة.
• استخدام الإبرة لشفط السوائل حول اللوزة وقد يقوم بذلك طبيب الأسرة.
• قد يقرر الطبيب إجراء استئصال اللوزتين.

تنفذ هذه الإجراءات في غرف مجهزة بالمعدات الطبية للتصريف السوائل والتحكم بالمضاعفات التي قد تطرأ إضافة إلى أنّ المريض يخضع للمراقبة بعد العملية لعدة ساعات لضمان تناول كمية كافية من السوائل عبر الفم، وفي حال قرر الطبيب تحويل الحالة للمشورة الطبية فإنه سيقرر إعطاء المريض المضادات الحيوية المناسبة بالإضافة إلى السوائل الوريدية.

متى يتم إعطاء السوائل الوريدية؟ في حال عدم القدرة على الأكل والشرب فقد يضطر الطبيب لإعطاء المريض السوائل عن طريق الوريد لحماية المريض من الجفاف،[٤] فيُعد الترطيب الوريدي للجسم أمرًا هامًا للمرضى لأنّ معظمهم يعانون من نقص كبير في السوائل بسبب الألم، ونتيجة التخفيف السريع للألم الذي يحققه العلاج الجراحي يمكن لمعظم المرضى العودة لشرب السوائل الفموية ولكن قد يحتاج بعض المرضى للمكوث في المستشفى لفترة تتراوح ما بين 24 إلى 48 ساعة مع ضرورة تسكين الألم وترطيب الجسم بالسوائل الفموية أو الوريدية.[٥]

العلاج بالكورتيكوستيرويد

في مراجعة منهجية قسم كاروسو لطب الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والرقبة في كلية كيك للطب في جامعة جنوب كاليفورنيا، والتي نُشرت عام 2018 في مجلة The Laryngoscope، والتي عنيت بالبحث في دور الكورتيكوستيرويدات في تحسين الحالة المرضية بعد تصريف الصديد في الحلق، إذ تم تضمين ثلاث تجارب سريرية ضمت 153 مريضاً، اختلفت التجارب بطريقة قياس التجارب وبنوع الستيرويد المعطى للمريض (ديكساميثازون أو ميثيل بريدنيزولون)، وطريقة تصريف الصديد، إلا أنّ جميع التجارب أظهرت تحسّن واضح في درجة حرارة الجسم، وتخفيف الألم، وقدرة المريض على فتح فمه بعد التصريف.</strong>[٦]

خلصت نتائجها إلى أنَّ “استخدام الكورتيكوستيرويدات كعلاج مساعد للخراج حول اللوزة سيسهم بالتعافي بشكل أسرع، لكنّ الأمر يحتاج إلى المزيد من الدراسات لتأكيد هذه الفعالية”.[٦]

مسكنات الألم

إن من الأعراض المصاحبة للصديد بالحلق الألم والحمى وهذه الأعراض قد تعيق قدرة المصاب على ممارسة نشاطاته اليومية لذا فهناك العديد من المسكنات والتي تعمل على خفض الحرارة أيضًا يمكن صرفها للمريض بهذه الحالة ومنها:خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛أسماء غير صحيحة، على سبيل المثال كثيرة جدا

• الأسبرين: بالإضافة لتسكين الألم، يخفض الأسبرين درجة حرارة الجسم المرتفعة عن طريق توسيع الأوعية المحيطية ممّا يعزز فقدان الحرارة الزائدة، كما أنّه يؤثر على مركز تنظيم الحرارة في منطقة تحت المهاد في الدماغ ممّا يؤدي لتقليل الحمى.
• الآيبوبروفين: يندرج الآيبوبروفين تحت مجموعة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية التي تسكن الألم وتخفض حرارة الجسم.
• الأسيتامينوفين: بالإضافة لتسكين الألم، يقلل هذا الدواء الحمى عن طريق التأثير بشكل مباشر على مركز تنظيم الحرارة في الدماغ، ممّا يؤدي لتوسع الأوعية الدموية وزيادة التعرق.

استئصال اللوزتين

يؤدي معظم الأطباء إلى أنه من غير المطلوب استئصال اللوزتين فورًا لعلاج الصديد في الحلق، إذ يجب إجراء استئصال اللوزتين بعد 3-6 أشهر من ظهور الصديد عند من يعاني من التهاب اللوزتين المتكرر أو من صديد الحلق، وإن لم يتمكن طبيب الأسرة من تحديد العلاج المناسب فعليه حينها تحويل الحالة لتلقي المشورة من أخصائي الأنف والأذن والحنجرة لتحديد الإجراء الجراحي المناسب، وقد يُفضّل الطبيب إجراء استئصال اللوزتين للأطفال وذلك لاحتمالية تكرار التهاب اللوزتين إضافة إلى أنهم قد لا يتحملون إجراءات التصريف تحت التخدير الموضعي.[٣]

خلاصة المقال

هناك العديد من الخيارات العلاجية المتاحة لحالة الصديد في الحلق والتي تتنوع بين استخدام الأدوية أو اللجوء إلى الإجراء الجراحي، حيثُ يقرر الطبيب الخيار الأنسب من العلاج تبعًا لحالة المريض الصحية.

المراجع[+]

1. ↑ “Peritonsillar Abscess”, health.harvard, Retrieved 5/5/2021. Edited.
2. ↑ “Peritonsillar Abscess Treatment & Management”, emedicine.medscape, Retrieved 5/5/2021. Edited.
3. ^ أ ب “Peritonsillar Abscess”, aafp, Retrieved 5/5/2021. Edited.
4. ↑ “Peritonsillar Abscess”, healthline, Retrieved 5/5/2021. Edited.
5. ↑ “Peritonsillar Abscess Treatment & Management”, emedicine.medscape, Retrieved 5/5/2021. Edited.
6. ^ أ ب “Adjunct steroids in the treatment of peritonsillar abscess: A systematic review”, pubmed.ncbi.nlm.nih, Retrieved 5/5/2021. Edited.