موقع اقرا » الزواج والحب » منوعات للأحبة » علاج الشك والغيرة عند الرجال

علاج الشك والغيرة عند الرجال

علاج الشك والغيرة عند الرجال


الغيرة والشك

تُعرّف الغيرة والشك عادةً بأنّها رد فعل انفعاليّ سلبي يتم اختباره عندما تتعرّض علاقة مهمة للفرد للتهديد بواسطة منافس، وربما ليس من المفاجئ أن يُنظر إلى الشك والغيرة على أنها عاطفة سلبية ستؤذي العلاقات، إذ يُنظر إليها على أنها ضارة بالعلاقات؛ نظرًا لقدرتها على إثارة المشاعر السلبية مثل الغضب والخوف والحزن.[١]

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تحدث بداية الغيرة لأسباب عديدة مختلفة ترتبط بفقدان المودة والرفض والشك وانعدام الأمن والقلق، وتاليًا، سيتم التطرق إلى علاج الشك والغيرة عند الرجال والنساء انطلاقًا من فَهم أسباب الشك ودوافع الغيرة، والسلوكيات والتكتيكات التي تؤدي إليها، ومحاولة تجنبها من قبل المرأة أو الرجل على حدٍّ سواء.[١]

أسباب الشك والغيرة عند الرجل والمرأة

تجب الإشارة إلى أنّ الشك والغيرة التي تتم مناقشتهما في هذا المقال، هما الشك والغيرة الطبيعيّتان، وأن المقال لن يتطرق إلى أنواع الشك المرضية.

هل يختلف مسبب الغيرةعند الرجل عن مسببها عند المرأة؟

في محاولة لاستخلاص أسباب الشك والغيرة، قام كل من دالي وويلسون و ويغهورست 1982 بمحاولة لتحديد أسباب وإمكانية علاج الشك والغيرة عند الرجال والنساء، وناقش دالي وزملاءه أسباب الشك بأن الذكور البشريين قد طوروا دفاعات مثل الشك والغيرة لحمايتهم من إهدار جهودهم على الأطفال الذين لم ينجبوهم، أمّا بالنسبة للمرأة فالغيرة هي وسيلة للتأكد من أن شريكها الذكر يستثمر موارده في تربية أبنائها بدلًا من تبديد موارده على النساء الأخريات.[٢]

وقد تطورت الغيرة أيضًا لحماية الحب من تهديد الزوال أو تهديد الخسارة مع منافس، لذلك وبالرّغم من أن الغيرة يمكن أن تؤدي إلى انفعالات سلبية، لكن وعند استخدامها بشكل صحيح، يمكنها أيضًا تعزيز العلاقات وتوفير فوائد التزاوج وتعزيز القدرة على البقاء في البشرية، أيْ أنّها انفعالات تكيفية. [٢]

مشكلة اليقين الأبوي

لماذا ظهرت مشكلة اليقين الأبوي عند الرجل كأحد أشكال الغيرة؟في محاولة لعلاج الشك والغيرة عند الرجال والنساء، قد يكون من الضروريّ فَهم واحدة من المشاكل التي يواجهها الرجال عبر التاريخ، والتي قد تفسر سبب حدوث الشك لا شعوريًّا، وهي مشكلة اليقين الأبوي، إنّ احدى التفسيرات التطورية للشك ان هذه المشكلة تحدث لأنّ الإخصاب يحدث داخليا داخل النساء، ولأن الإخصاب داخلي، لا يمكن للرجل التأكد من أن النسل الذي ينتج عن شريكته هو من ذريته، وبالتالي فإن الإخصاب الداخلي يجعل الرجال يواجهون خطر التعرض للخيانة، أي الاضطرار إلى الاستثمار في نسل رجل آخر.[٣]

وقد تواجه النساء مشكلة الحفاظ على استثمار أبوي آمن من شريكها الذكر، وعلى وجه التحديد قد تواجه النساء مشكلة فقدان التزام شريكهن؛ بسبب امرأة منافسة وأي ذرية تنتجها المرأة المنافسة.[٣]

إحدى الطرق التي يمكن من خلالها علاج الشك والغيرة عند الرجال والنساء هي إيقاف الدوافع اللاشعورية لدى الرجال والمتولدة من مشكلة الشك في الأبوة، وإيقاف دوافع الغيرة عند المرأة المتولدة من مشكلة أمن استثمار الوالدين، وبشكل عام فإنّ الغيرة والشك توفّران القدرة على التكيف، وبالتالي فإنه ليس من المستغرب معرفة أن الغيرة يمكن أن تحدث من أجل تحقيق أهداف العلاقة الطويلة الأمد.[٣]

التحريض على الشك والغيرة

إنّ فَهم أسباب الغيرة ستكون لها آثار إيجابيّة تؤدي إلى علاج الشك والغيرة عند الرجال أو النساء، إذ أبلغ العلماء فليشمان، وسبيتزبيرج، أندرسون، وروش سنة 2005 أن الغيرة يمكن أن تحدث من أجل إثارة استجابة مطلوبة لدى الشريك، وقد تؤدي إلى نتائج إيجابية أو سلبية تؤثر على علاقة الأفراد مع بعضهم.[٤]

ما هي النتائج الإيجابية للغيرة؟

فيما يتعلق بالنتائج الإيجابية، يشار إلى أنه يمكن للغيرة أن تحثّ على التزام أكبر من شريك ما، وقد تؤدي الى زيادة التقارب النفسي، واختبار قوة علاقة الأفراد، وقد ذكر الباحثون شيتز وفريدنهيل وكالبوي سنة 1997 أيضًا أن الأفراد يحاولون جعل شركائهم يشعرون بالغيرة من أجل جذب الانتباه، أو زيادة التزام شركائهم، أو كاستراتيجية للحفاظ على شركائهم. [٤]

ولعلاج الشك والغيرة عند الرجال، قد يكون من المفيد تعرف استراتيجيات توليد وحث الشك والغيرة وأسباب استعمالها من قبل النساء، والعكس صحيح بالنسبة لعلاج الغيرة لدى النساء أيضا، فقد ذكر وبوس وشاكلفورد 1997 أنه قد تستخدم أساليب الحث على الغيرة كاستراتيجية للاحتفاظ بالشريك، أو إلهام التزام أكبر أو تقارب نفسي أكثر من قبل الشريك، والتأكد من أن التزام الشريك قوي، واكتشاف أن علاقة الفرد قوية، وأن اثارة الشك والغيرة هذه قد يساعد في ضمان اليقين الأبوي للرجال والاستثمار الوالدي الذكري الآمن للمرأة، وإذا تم وضع هذا في الاعتبار، فليس من المستغرب أن يُلاحَظ أن الجنسين لا يختلفان في استخدامهم أساليب الحثّ على الغيرة .[٥]

علاج الشك والغيرة عند الرجال

ذكَرَ الباحث النفسي فليشمان ومجموعة من زملائه 2005 أن هناك 3 فئات من السلوكيات التي تحرض على الشعور بالغيرة، وهي:ref name=”DpGILwLupo”/>

  • التباعد في العلاقة.
  • وتغيير اتجاه المغازلة.
  • بدائل الأرتباط.

إن السلوكيات التي تؤدي إلى زيادة التباعد أو الإهمال في العلاقة تعزز من الشك بشأن الالتزام، ويؤدي إلى توليد الشك في عدم الالتزام، أما سلوكيات توجيه المغازلة والتي يقصد منها التودّد الى طرف ثالث بشكل متعمد لتوليد غيرة الشريك، فيمكن أن تؤدي إلى توليد شكوك عن الخيانة الجسدية، إذ يشعر الرجل والمرأة أن الخيانة قد حدثت أو ربما ستحدث، وتشير سلوكيات بدائل العلاقة أو بدائل الارتباط العلائقي، إلى أنّه قد يتم إثارة ذكريات عن علاقة سابقة.[٤]

لذلك، ولعلاج الشك والغيرة عند الرجل وعلاجه عند المرأة، يجب التقليل من هذه السلوكيات للقدر الذي يحقق المستوى المطلوب من العلاقة الإيجابية؛ إذ أشارت دراسات سلوكية أن سلوكيات وتكتيكات الحثّ على الغيرة تستخدم في أغلب الأحيان بين الشريكين، إذ أشارت نتائج ونستين ووايد 2011 أن الأفراد المشاركين في الدراسة يستخدمون الأساليب العاطفية في أغلب الأحيان للحث على الغيرة لدى الشريك، وقد فسر الباحثان تلك النتيجة ان الغيرة تشير إلى الالتزام العاطفي، والذي يُعدّ أكثر الوسائل فاعلية لإظهار الحب لدى الشريك.[٦]

قائمة سلوكيات تحفيز الغيرة والشك

فيما يأتي قائمة بالسلوكيات التي تحفز الشك والغيرة، والتي قد تستعمل بشكل متعمد، أو بشكل لاشعوريّ من قبل الأفراد، كوسيلة لحث الغيرة لدى الشريك، والتي يجب أن تتم ملاحظتها من قبل مستعمليها، ويجب تقليلها لتحقيق علاج للشك والغيرة عن الرجال أو النساء، وبصورة فعالة:[٤]

التباعد العلائقي

هي سلوكيات يقوم الفرد بتمثيلها، أو أنها قد تحدث بصورة عفوية، والتي يجب مراعاة تجنبها عند علاج للشك والغيرة عند الرجال أو النساء، والتي تقوم على مبدأ أن الفرد بعيد عن شريكه في العلاقة، ومنها:ref name=”DpGILwLupo”/>

  • إبقاء الاصدقاء -للمرأة-، أو الصديقات -للرجل- منفصلين عن الشريك.
  • التخطيط لعمل أشياء مع أشخاص مقربين للفرد وليسوا مقربين للشريك.
  • القيام بوضع خطط دون أن تتضمن وجود الشريك.
  • الغموض بشأن الخطط والمكالمات الهاتفية والأشخاص الذين يتم التعامل معهم.
  • الاعتذار عن رؤية الشريك بحجة الانشغال.
  • التخطيط لعمل أشياء مع أشخاص يعتقد الشريك أنهم منافسون له في العلاقة.
  • إهمال الشريك والتركيز على الآخرين.

تغيير اتجاه مغازلة

إذ يسعى الفرد إلى إثارة الشك والغيرة لدى الطرف الثاني عبر تصنّع علاقة وهمية مع أشخاص آخرين، وهذه السلوكيات يجدر تجنبها عند علاج للشك والغيرة عند الرجال والنساء بشكل أكبر، خاص ة في المجتمعات الشرقية والتي تضع قيمة كبيرة جدا لمفهوم الشرف والفضيلة، ومن هذه السلوكيات: ref name=”DpGILwLupo”/>

  • تبادل الغزل والتودّد مع الآخرين.
  • قيام الطرف بإرسال الأزهار أو الهدايا الى نفسه في محاولة إثارة الشكوك لدى الطرف الاخر.
  • ترك أرقام هواتف وهمية حول الشريك حتى يتمكن من العثور عليها.
  • اصطحاب شخص آخر إلى الأماكن التي من المفترض أن تكون أماكن خاص ة لدى الشريكين.
  • ترك صور مع أشخاص آخرين ليجدها الشريك.
  • إيهام الشريك بأن الفرد لديه اتصال جنسيّ مع شخص آخر.
  • التعبير عن جاذبية للآخرين.
  • عدم تعريف الشريك للآخرين، وتقديمه إليهم.

بدائل الارتباط العلائقي

قد يتصنّع الفرد وجود شريك بديل في علاقته، لاجل اثارة الغيرة لدى شريكه، تجدر مراعاة تقليلها خاص ة في فترات التوتر؛ لأجل تحقيق فاعلية في علاج للشك والغيرة عن الرجال او النساء على حد سواء، وهي:ref name=”DpGILwLupo”/>

  • التحدث عن العلاقات الرومانسية الماضية.
  • التحدث عن رجال آخرين -بالنسبة للمرأة-، أو نساء أخريات -بالنسبة للرجل-.
  • التحدث عن العلاقات الحالية.
  • المقارنة بالعلاقات السابقة.
  • إخبار الشريك أنّ شخصًا ما حاول الحصول على رقم الهاتف الخاص بالفرد.
  • التحدّث عن الجنس الآخر.

المراجع[+]

  1. ^ أ ب Christine Harris (2003), “A Review of Sex Differences in Sexual Jealousy, Including Self-Report Data, Psychophysiological Responses, Interpersonal Violence, and Morbid Jealousy”, Personality and Social Psychology Review , Issue 7, Folder 2, Page 28-102. Edited.
  2. ^ أ ب Martin Daly, Margo Wilson, Suzanne Weghorst (1982), “Male sexual jealousy”, Ethology & Sociobiology, Issue 3, Folder 1, Page 11-27. Edited.
  3. ^ أ ب ت David M Buss (2006), “Strategies of Human Mating “, Psychological Topics , Issue 15, Folder 2, Page 239-260 . Edited.
  4. ^ أ ب ت ث Amy Fleischmann, Brian Spitzberg, Peter Andersen ,et al (2005), “Tickling the monster: Jealousy induction in relationships”, Journal of Social and Personal Relationships, Issue 22, Folder 1, Page 49-73. Edited.
  5. David Buss, Todd Shackelford (1997), “From Vigilance to Violence: Mate Retention Tactics in Married Couples “, Journal of Personality and Social Psychology, Issue 72, Folder 2, Page 346-361 . Edited.
  6. Jennifer Weinstein, Joel Wade (2011), “Jealousy Induction Methods, Sex, and the Big-5 Personality Dimensions “, Psychology, Issue 2, Folder 5, Page 517-521. Edited.






اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب