X
X


موقع اقرا » حول العالم » مدن وبلدان » عاصمة السويد: التاريخ والسياسة والاقتصاد والثقافة والسكان

عاصمة السويد: التاريخ والسياسة والاقتصاد والثقافة والسكان

عاصمة السويد: التاريخ والسياسة والاقتصاد والثقافة والسكان


دولة السويد

تعدُّ دولة السويد ثالث أكبر دولة في الاتحاد الأوربي من حيث المساحة إذ تبلغ مساحتها أكثر من 450295 كيلو مترًا مربعًا وتقع في شمال القارة الأوروبية، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 9.4 مليون نسمة، ودولة السويد أكثر بلد مسالم في العالم، حيثُ تتبنى دائمًا سياسة عدم الانحياز في حالات السلام والحياد التام في حالات الحروب، حتى أنَّها لم تشارك في أية حرب منذ عام 1814م، وكذلك فقد حافظت على موقفها الحيادي في الحربين العالميتين، وقد كانت مملكة السويد من القوى العظمى في القرنين السابع عشر والثامن عشر في أوروبا وكانت تضمُّ تحت سيطرتها الدنمارك والنرويج، وفي هذا المقال سيدور الحديث حول عاصمة السويد وما يتعلق بها من تفاصيل.[١]

ستوكهولم عاصمة السويد

مدينة ستوكهولم هي عاصمة مملكة السويد، وهي أيضًا أكبر وأهم المدن في السويد، وقد بلغ عدد سكان المدينة حسب تعدات السكان الذي أجريَ في عام 2013م أكثر من 885653 نسمة، لذلك فهي أكبر مدينة في فينوسكنديا أي في دول شمال أوروبا والتي يُطلق عليها اسم الدول الإسكندنافية، تقع عاصمة السويد في مجمع بحر البلطيق وبحيرة مالارين ضمن خليج مائي يغصُّ بالجزر، وهذا ما يجعلها مدينة من أجمل المدن حول العالم، وتشكِّل المدينة مقرًا للحكومة والبرلمان في مملكة السويد، بالإضافة إلى وجود مقر إقامة ملك السويد كارل غوستاف، وهذا ما يضفي عليها أهميةً بالغة، بالإضافة إلى أنَّ سدس السكان يعيشون فيها، وبسبب امتيازاتها الجغرافية التي تمتلكها كانت ومنذ أن تأسست في بداية القرن السادس عشر للميلاد مركزًا اقتصاديًا هامًا لمنطقة شمال أوروبا، وقد كانت عاصمةً لدولة اتحاد السويد والنرويج من عام 1814م وحتى عام 1905م.[٢]

أصل تسمية ستوكهولم

وردَ لأول مرة اسم ستوكهولم في رسالتين يعود تاريخهما إلى عام 1252م، وهما مكتوبتان باللغة اللاتينية، كتبت أول رسالة في شهر تموز وفيها يعرض الملك فالديمار وبيرير يارل أنَّهما سيقومان برعاية دير، وأمَّا الثانية فقد كتبت من قبل بيرير يارل في شهر آب وفيها يحثُّ الفلاحين في منطقة أتونلاند لكي يدفعوا ضريبة العشر لكاتدرائية أوبسالا، والرسالتان كتبتا في ستوكهولم لكن لم يكن فيهما أية معلومات أخرى عن المدينة أو عن أصل تسميتها، على الرغم من أنَّ الاسم من الأسماء البسيطة وسهلة التجزئة إلى قسمين منفصلين عن بعضهما: ستوك والتي تعني في اللغة السويدية سجل، وهولم تعني جزيرة، لكن تفسير الاسم في الواقع معقد أكثر بكثير ويحتاج إلى بحث أعمق، وقد حاولت كثير من الأساطير أن تعطي الاسم خلفية ما لكنها لم تلقَ رواجًا، وأمَّا أول محاولة جدِّية لتفسير الاسم كانت من قبل الخبير الألماني في العلوم الإنسانية جاكوب زيغلر في بحثه الذي وضعه تحت عنوان شونديا في عام 1532م، فوصف المدينة بأنها مركز التجارة في السويد، وتقع بين البحيرات والمستنقعات مثل فينيسيا في إيطاليا وهي مدينة البندقية نفسها، ولذلك أُطلق عليها أيضًا فينيسيا الشمال.[٣]

تاريخ ستوكهولم

يعود تاريخ تأسيس العاصمة السويدية ستوكهولم إلى النصف الثاني من القرن الثالث عشر للميلاد، أسسها الزعيم السويدي بيرجير جارل، حيثُ بنى أولًا قلعةً في منطقة جاملا ستان حاليًا، فازدهرت المدينة كونها مركزًا تجاريًا وتمَّ بناء المزيد من الأبينة والبيوت، ومن خلال الملاحة البحرية والتجارة جذبت المدينة العمال في مختلف الحرف اليدوية، ثمَّ بنيَت جدران تحيط بها لحمايتها وتمَّ بناء قلعة التيجان الثلاث حول برجها، وبُنيت العديد من الكنائس إذ كانت المدينة في ذلك الوقت كاثوليكية، وتعرضت لكثير من الحروب وخصوصًا مع الدنماركيين، حيثُ سيطر الدنماركيون على السويد لاحقًا وحدثت فيها مذبحة كبيرة، وفي ثلاثينيات القرن السادس عشر تحولت إلى اللوثرية، وفي عام 1523م أصبحت ستوكهولم عاصمةً للسويد، وفي عام 1590م أصبح عدد سكانها 9000 نسمة، ومع مرور الزمن توسعت وازدادت ازدهارًا، ونتيجة الحروب الكثيرة والمتكررة تحولت السويد إلى قوة كبيرة، وأعيدَ بناء ستوكهولم بشكل أكبر حجمًا لكثرة الأموال التي امتلكتها البلاد، وبنيت القصور والشوارع المستقيمة الواسعة، حكمت الملكة كريستينا من عام 1650م إلى عام 1654م، وبمساعدة من هولندا بنيت أول بوابة مائية، وصار الناس ينتقلون من الريف والدول المجاروة إلى العاصمة، فأخذت المدينة تنمو بشكل أسرع وأكبر، وفي عام 1670م ازداد عدد السكان بشكل كبير ليصل إلى 45 ألف نسمة.[٤]

في القرن الثامن عشر بدأت في ستوكهولم أعمال لبناء قلعة جديدة صممها المهندس تيسين وتمَّ الانتهاء من بنائها في عام 1754م، واستُدعيَ من أجل زخرفتها فنانون من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، وبينت بوابة مائية جديدة، وقد كتب الشاعر كارل ميكائيل بيلمان أغاني وصفت حياة السكان في تلك الفترة بطريقة ممتلئة بالحياة وما زالت أغانيه تغنَّى حتى هذه الأيام، في القرن التاسع عشر تعرضت المدينة لهجمة مرض الكوليرا التي أودت بحياة الكثيرين، وفي ستينيات القرن التاسع عشر أصبح في المدينة مجاري للمياه، ليصبح الماء نظيفًا وعندها بدأت تنخفض نسبة وفيات الأطفال، وفي هذا الوقت بنيت بوابة مائية جديدة، ومع نهاية هذا القرن بنيت مصانع وورشات ميكانيكية وغيرها، وازدادت هجرة الناس من الريف إلى العاصمة، وكانت المراكب البخارية والقطارات من أهم وسائل النقل التي تسهل رحلات الناس، وهدمت البيوت القديمة وحلَّ محلها الأبنية الحجرية العالية، وبنيت مدارس الأطفال كمدرسة ماتيوس وغوستاف وغيرها، وفد عانت في الحرب العالمية الأولى من نقص الطعام وحدثت اضطرابات كثيرة فيها، وفي عام 1923م افتتحت دار البلدية، ومُنح للنساء الحق في التصويت في عام 1925م، وفي ثلاثينيات القرن العشرين أنشئت الحدائق العامة وألعاب الأطفال في الحدائق، ومثل غيرها من المدن الكبيرة واجهت كثيرًا من المشاكل مثل الازدحام والمشكلات الحضرية، ولكنَّ تخطيط المدينة المُحكم ساعد على تجاوز تلك المشاكل.[٥]

جغرافية ستوكهولم وطبيعة المناخ

تتربع أجزاء ستوكهولم الرئيسية على أربعة عشرة جزيرة هي التي تشكِّل جزء من أرخبيل ستوكهولم، حيثُ يقع مركز المدينة على المياه في خليج ريدارف، وتشكل 30% من مساحتها الكلية ممرات مائية، وأكثر من 30% من المساحة عبارة عن مساحات خضراء ومنتزهات، ويعدُّ المناخ في المدينة مناخًا قاريًّا رطبًا محيطيًّا، حيثُ يمتاز فيها الصيف بأجوائه اللطيفة المعتدلة وقد تصل أعلى حرارة فيه خلال شهر يوليو إلى 22 درجة مئوية، ولكن بخلاف الصيف يكونُ الشتاء في ستوكهولم باردًا جدًّا وغالبًا ما تكون الحرارة فيه تحت الصفر لأسابيع طويلة، ويكون شهر يناير وشهر فبراير أبرد الأشهر على مدار السنة بحرارة تكون تحت الصفر غالبًا، أمَّا الحرارة الصغرى فيها تكون 5 درجات مئوية تحت الصفر، ونصيب المدينة من الأمطار سنويًا أكثر من 540 مم، يتساقط معظمها في شهر يوليو، ويكون شهر فبراير أكثر الأشهر جفافًا، كما قد تشهد المدينة تساقط الثلوج ابتداءً من شهر ديسمبر إلى شهر مارس.[٦]

سكان ستوكهولم واللغات المستخدمة بينهم

يعيش في ستوكهولم نحو 22% من سكان السويد، حيثُ يبلغ عدد سكان المدينة أكثر من 885 ألف نسمة، ويقدَّر أنَّ أكثر من ربع سكان المدينة هم من أصول المهاجرين غير السويديين، لذلك فإنَّ تركيبة السكان متنوعة بشكل كبير جدًّا، وقد يكون في بعض الأحياء أعداد كبيرة من المهاجرين السكان، ويتحدث السكان في ستوكهولم العديد من اللغات الأخرى غير اللغة السويدية، وهي اللغة الإنجليزية والفنلندية بالإضافة إلى البوسنية والسريانية والعربية والتركية والكردية والفارسية والهولندية والإسبانية والصربية والكرواتية، ومنذ القرن الماضي بدأت الفوارق تذوب بين سكان ستوكهولم وسكان المناطق المجاورة وذات الصلة ولم يعد بالإمكان التمييز بينهم، ويبلغ عدد سكان المدينة مع المناطق الحضرية والبلديات التابعة لها أكثر من 2 مليون شخص حيثُ يتبع لها 26 بلدية.[٧]

سياسة الحكم في ستوكهولم

تعدُّ دولة السويد من الدول ذات النظام الملكي الدستوري، وحاليًا الملك غوستاف السادس عشر هو رئيس البلاد، لكنَّ صلاحيات الملك كانت قد اقتصرت منذ سنوات على بعض المراسم في الاحتفالات والمناسبات الرسمية، وتقسم الدولة إلى مقاطعات، ومن أهم المقاطعات العاصمة ستوكهولم، إذ يحكمها مجلس إداري تقوم الحكومة بتعيينه، ويرأس ذلك المجلس حاكم يتمُّ تعيينه لدورة مدتها ست سنوات، ويعود هذا النظام غالبًا إلى عام 1634م، منذ تأسيس المقاطعات من قبل اللورد السويدي والمستشار الأعلى أكسل أكسنستيرنا، وتشمل مهام المجلس الإداري الرئيسة تنسيق وتطوير المقاطعة بشكل يتناسب مع سياسات البلاد الوطنية، وفيها أيضًا مجلس المقاطعة المنفصل أو ما يسمَّى البرلمان المحلي الذي يتمُّ انتخابه من قبل السكان بشكل مباشر، وتقسم ستوكهولم إلى 26 بلدية، وكل بلدية لها حكومة تشبه اللجنة الحكومية للمدينة، وتضمُّ جمعية البلدية التشريعية من 31 إلى 101 عضوًا، يتمُّ انتخابهم عن طريق قوائم تمثيل نسبي في الانتخابات البلدية التي تقام كل أربع سنوات.[٨]

الاقتصاد في ستوكهولم

تمثل ستوكهولم عاصمة اقتصادية للسويد أيضًا، إذ يتركز فيها 22% من السكان وغالبية سلطات الدولة الإدارية، يغلب القطاع الثلاثي على اقتصادها بنسبة 80% من مجموع القوى العاملة، وتأخذ أشغال الإدارة والحكومة والسياحة مكانًا خاص ًا في اقتصاد المدينة، وفيها كثير من الصناعات المتنوعة، كما تتميز بجودة رفيعة المستوى بمجالات عدة أهمها: تكرير البترول، الطباعة، التجهيزات الإلكترونية والكهربائية، الميكانيك، الحديدية، الصناعات الغذائية، الكيمياوية والبحرية، الخشبية والورقية، النسيجية وغيرها من الصناعات، وبسبب عدم وجود محطات وقود أحفوري كانت المدينة واحدة من أنظف مدن العالم، ومن أهم الشركات الموجودة فيها والتي فتحت المجال لعدد كبير من فرص العمل قبل سنوات: آي بي إم، إريكسون، إلكترولوكس، وفي المدينة مقرات البنوك الكبرى السويدية وشركات التأمين وأهم بورصة في البلاد والمقرات الرئيسة لنحو 45% من شركات السويد، كما كان للسياحة دور كبير في اقتصاد المدينة إلى جانب حركة التجارة البحرية.[٩]

التعليم في ستوكهولم

منذ القرن الثامن عشر بدأت رحلة التعليم العالي والبحث في العاصمة ستوكهولم، مع تعليم الطب والعديد من مؤسسات البحث مثل مرصد ستوكهولم، وفي عام 1811م اكتسى تعليم الطب بطابع رسمي في معهد كارولينسكا، ومن أهم المعاهد والجامعات فيها المعهد الملكي للتقنية أو للتكنولوجيا الذي تأسس في عام 1827م وهو أكبر معهد للتعليم العالي في التكنولوجيا في دول شمال أوروبا بعد طلاب يقدر بنحو 13 ألف طالب، أمَّا جامعة ستوكهولم فقد تأسست نواتها الأولى عام 1877م، وأصبحت في عام 1960م جامعة بصفة رسمية وكان فيها أكثر من 52 ألف طالب في عام 2008م، بالإضافة إلى ذلك يوجد مدرسة ستوكهولم للاقتصاد والمؤسسات التعليمية في الكلية الملكية للموسيقى وكلية الجامعة الملكية للفنون الجميلة والأكاديمية الوطنية للتمثيل والإيماء وغير ذلك.[١٠]

ثقافة ستوكهولم وأبرز الفنون فيها

تحتضن ستوكهولم العديد من المنشآت الثقافية والتعليمية الهامة في السويد من أهمها: جامعة ستوكهولم التي تأسست عام 1877م، المعهد الملكي للتكنولوجيا الذي تأسس عام 1827م، المكتبة الملكية تأسست عام 1900م، مدرسة الفنون الجميلة تأسست عام 1735م، جمعية نوبل تأسست عام 1900م وهي الجهة المسؤولة عن تقديم جوائر نوبل في عدة مجالات، ومن أهم المتاحف فيها: المتحف السويدي للتاريخ الطبيعي، متحف الفن المعاصر، المتحف الوطني للعلوم والتكنولوجيا، ومن أهم المنشآت الاحتفالية فيها أوركسترا ستوكهولم الانسجامية والباليه الملكي والمسرح الملكي.[١١]

أبرز المعالم السياحية في ستوكهولم

تحتوي العاصمة السويدية ستوكهولم على العديد من المعالم السياحية والتي تجذب عدد كبير من السياح إليها سنويًا، حيثُ تحتلُّ المدينة المرتبة العاشرة في أوروبا كأكثر المدن استقبالًا للزوار، ومن أهم المعالم السياحية فيها: قصر ستوكهولم أو القصر الملكي وهو المقر الرئيس لملك السويد يقع على جزيرة ستادشولمان،[١٢] المتحف الوطني الذي يحتوي على عدد كبير من الرسومات والمنحوتات، سفينة فاسا وهي سفينة شراعية حربية صمِّمت بين عامي 1626م و1628م، غرقت بعد إبحارها بحوالي 2 كيلو مترًا وفي عام 1961م انتُشلت سليمة وتمَّ وضعها في متحف فاسا وتعدُّ رمزًا ونقطة جذب سياحي في السويد،[١٣] بالإضافة إلى عدد كبير من المتاحف والحدائق والمنتزهات والممرات المائية الجاذبة للسياح.

المراجع[+]

  1. “10 حقائق مثيرة عن السويد”، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-24. بتصرّف.
  2. “ستوكهولم”، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-24. بتصرّف.
  3. “ستوكهولم”، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-24. بتصرّف.
  4. “ستوكهولم”، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-24. بتصرّف.
  5. “ستوكهولم”، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-24. بتصرّف.
  6. “ستوكهولم”، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-24. بتصرّف.
  7. “ستوكهولم”، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-24. بتصرّف.
  8. “السويد”، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-24. بتصرّف.
  9. “ستوكهولم”، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-24. بتصرّف.
  10. “ستوكهولم”، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-24. بتصرّف.
  11. “ستوكهولم”، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-24. بتصرّف.
  12. “قصر ستوكهولم”، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-24. بتصرّف.
  13. “سفينة فاسا”، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-24. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب