عادات مؤذية تسبب السرطان

السرطان

لا يصنف السرطان كمرض مفردٍ، بل يعدّ مجموعةً من الأمراض التي تشترك بقدرتها على جعل الخلايا غير طبيعيةٍ وذات نمو خارجٍ عن سيطرة الجسد، ومعظم أنواع السرطان تشكل ورمًا مكونًا من تكتلٍ للخلايا السرطانية، والتي لها قدرة الانفصال عن الكتلة السرطانية ومن ثمّ الانتشار في أنحاء الجسد، بحيث يتاح لها الاستقرار والتكاثر، ويطلق على هذا النمو الثانوي للورم الخبيث النقيلة، ولكن ليست كلّ الأورام كتلًا سرطانيةً، إذ إن هناك أورامًا حميدةً، أي لا تنتشر أو تهدد حياة المصاب بها، وكما من الممكن ألا يكون السرطان على هيئة تكتلات، ويطرح سرطان الدم كمثال على هذا النوع، وتنبثق أهمية التعرف على عادات مؤذية تسبب السرطان بهدف تلافيها، وجعل الجسد أكثر صحّة ومقاومة للحدوث.[١]

عادات مؤذية تسبب السرطان

يرتبط نمط الحياة غير الصحّي بزيادة فرص حدوث السرطان، تبعًا لتأثير عادةٍ ما على أحد أعضاء الجسد، ويجهل البعض مقدار ارتباط عادةٍ ما بالأمر، وفي الآتي تعداد لمثل هذه العادات:[٢]

استخدام الأجهزة الإلكترونية

تشكل أجهزة الهاتف الخلويّ الاهتمام الرئيس ضمن هذه النقطة، إذ إن الفرد يقوم باستخدامها على مدار يومهِ، واضعًا إياها ناحية الرأس، بالإضافة للإقبال مستمر والكبير عليها كلّما تقدم العصر، وبحيث إن هذه الأجهزة تنبعث منها موجات راديوية تحمل طاقةً، وتصنف ضمن الموجات الكهرومعناطيسيّة، والتي تنقسم بدورها لنوعين، يدعي الأول بالإشعاعات المؤينة للوسط الذي تمر بهِ كمثل أشعة الرادون وأشعة X، أما النوع الثاني فيسمى بالأشعة غير المؤينة ومن أمثلتها تندرج الموجات الراديوية وتردد القدرة.[٢]

وبالرغم من أن الموجات الصادرة من الأجهزة الخلوية مصنفةٌ ضمن الموجات غير المؤينة، أي لا تسبب ضررًا مباشرًا للحمض النووي للإنسان أو خلاياه، ولكنّ الدراسات الطبية تدرجها ضمن عادات مؤذية تسبب السرطان تبعًا لإسهامها بذلك عن طريق تقليل مستويات الميلاتونين في الجسم، ويعدّ هذا الهرمون مثبطًا لنمو الخلايا السرطانيّة.[٢]

استنشاق دخّان الديزل

والذي يصدر عادةً من عوادم السيّارات التي تعمل محركاتها بهِ، وقد صنّفته منظمة الصحة العالمية ضمن عادات مؤذية تسبب السرطان، وساوته بالتدخين السلبي من ناحية الضرر الناتج عنه وآلية الدخول للجسد، بحيث من الصعب تنفس هواءٍ نقيّ أثناء الأزمات المرورية المترافقة بتواجد الدخّان الصادر من احتراق المشتقات البتروليّة، كما يزداد الخطر باطرادٍ عندما يقطن الفرد ضمن منطقةٍ تحوي الهواء الملوث، فتبعًا لاستنشاقه الدائم لهذه الملوثات فقد تزداد أيضًا فرص حدوث مشاكل الجهاز التنفسي كمثل الربو وسرطان الرئة.[٢]

تناول المشتقات الكحولية

تبعًا للمعاهد الصحية الوطنية الأمريكية فإن تناول الكحول يرفع النسب ويهيئ الفرص لحدوث أنواع عدّة من السرطان التي تصيب الفم، الحلقوم، المريء، الحنجرة، الكبد والثدي، كما يزداد الأمر سوءًا إن ترافق الأمر بممارسة التدخين، وقد أشارت نتائج الدراسات الطبيّة إلى ارتباطٍ وثيق ما بين الكحول والتشخيص بسرطان الثدي، إذ يزداد الخطر كلّما ازدادت الكمية المستهلكة، وينصح تبعًا للنتائج بالإقلاع عن هذه العادة المصنفة ضمن عادات مؤذية تسبب السرطان.[٢]

الجلوس لفترات طويلةٍ

يسهم القيام بالتمارين الرياضية والنشاطات الجسدية بالتقليل من حدوث أنواع عدة من السرطان أو الإصابة بالأمراض المزمنة، وتبعًا لتحفيز الفرد للحفاظ على نمط حياةٍ صحّي، وفي حين الجلوس المُطول أو الاستلقاء لفترات طويلة فإن نسب حدوث سرطان القولون أو بطانة الرحم تزداد، وقد أوجدت المعاهد الصحية الوطنية الأمريكية انخفاضًا بمقدار 25% في فرص حدوث سرطان القولون للفرد المحافظ على نشاطه الجسدي، بالإضافة إلى أن البقاء في وضعية الخمول يعدّ مسببًا لأمراض أخرى كمثل السكّري، ارتفاع ضغط الدم والسمنة، وبوسع التمارين الرياضية أيضًا التخفيف من تبعات الإصابة بالمرض وعدم الانسياق من جديد لعادات مؤذية تسبب السرطان.[٢]

الطهي بدرجات حرارة مرتفعةٍ

إذ إن اتباع نظام غذائي صحّي تتوزع به الحصص اليومية من القيم الغذائية بانتظام يعدّ من الاجراءات الوقائية التي تسهم في تقليل الإصابة بالأمراض المزمنة، وفي ذات الدرجة تصنّف طريقة إعداد الطعامِ، فقلي اللحوم أو شويها على اللهب المكشوف يشكّل مركب الأمين غير متجانس الحلقة، والذي ينتج عند تعرض الأحماض الأمينية والسكّر داخل اللحوم لدرجات حرارةٍ مرتفعةٍ، كما تتشكل أيضًا مركبات الهيدروكربون العطري متعدد الحلقات نتيجة تعرض العصائر والدهون داخل اللحم للّهب المباشر.[٢]

وتتحدث الدراسات عن نتائج استهلاك هذه المركبات بازدياد حدوث الأورام السرطانية في مناطق الثدي، القولون، الكبد، الجلد، الرئة وغدة البروستات ضمن النماذج الحيوانية التي تمّ اختبارها، ولكن بالرغم من أن الكميات المجرّبة تزداد عن كميات الاستهلاك اليومي للشخص العادي إلا أن تأثير الطهي بدرجات مرتفعةٍ يندرج أيضًا كمسبب لمشاكل الجهاز الهضمي.[٢]

التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة

تحتوي أشعة الشمس الصادرة على أمواجٍ فوق بنفسجيّةٍ، ويعد التعرض المتعمد لها ضمن عادات مؤذية تسبب السرطان، إذ تسهم في الشيخوخة المبكرة للجلد، ومسببةً له الضرر المؤدي لحدوث سرطان الجلد، وتبعًا لذلك فإن الأفراد بمختلف أعمارهم وأنواعهم الاجتماعية ينبغي عليهم تنظيم مقدار التعرض لهذه الأشعة قياسًا للمدة الزمنية التي يقضونها معرضين للشمس، وبالأخص في منتصف الصباح ونهاية الظهيرة، وتجدر الإشارة لانعكاس هذا النوع من الأشعة الصادر عن رمل الشاطئ، الماء والثلج، والذي بوسعه أن يعبر زجاج النوافذِ، ولذلك ينصح بارتداء النظارات الشمسية لحماية الجلد حول العينين، استخدام واقي الشمس، وارتداء البناطيل والأكمام الطويلة المحبوكة بإحكامٍ والمصنوعة من الألوان الداكنة باعتبارها الأفضل للوقاية.[٣]

المراجع[+]

1. ↑ “Cancer Overview”, www.health.harvard.edu, Retrieved 22-12-2019. Edited.
2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د “5 everyday things you didn’t know could cause cancer”, www.health24.com, Retrieved 22-12-2019. Edited.
3. ↑ “Sunlight”, www.cancer.gov, Retrieved 22-12-2019. Edited.