طريقة تدريب الخيل

طريقة تدريب الخيل


طريقة تدريب الخيل

يستخدم البشر الخيول في الكثير من المجالات مثل: نقل الركاب والبضائع، وحرث الأرض، والألعاب الرياضية كركوب الخيل،[١] ولذلك تحتاج الخيول إلى الكثير من التدريب حتى تتمكّن من تأدية مهامّها على أفضل وجه، ويفضّل أن تربط بين الحصان ومدرّبه علاقة وثيقة متبادلة لتعزيز قدرة الحصان على التعلّم وميله الطبيعي للتجاوب والتعاون مع الإنسان، ويمرّ تدريب الخيول بعدّة مراحل، هي:[٢]

  • الاقتراب من الحصان ولمسه: يبدأ تعويد الحصان على تقبّل المدرّب منذ المراحل الأولى من عمره أو بعد الفطام، ويكون ذلك عن طريق التجوّل معه في منطقة صغيرة، ووضعه في مكان والوقوف بالقرب منه لمراقبته، وعادةً سيدفع الفضول المهر للاقتراب من المدرّب، وعندها يمكن للمدرّب البدء بلمس وحكّ غارب الحصان (بالإنجليزية: wither) حتى يبدأ بالاسترخاء والشعور بالآمان والراحة فيتقبّل مدرّبه، وبالتالي يتمكّن المدرّب من لمس أجزاء جسم الحصان الأخرى مثل: الرأس، والعنق، والأرجل، وفي هذه المرحلة يتوجّب عليه أن يُحكم سيطرته على الحصان لترسيخ فكرة أنّه القائد، ومن الواجب طاعته واحترامه.[٣]
  • تركيب الرسن: (بالإنجليزيّة: Haltering)، قبل البدء بتركيب الرسن يجب تهيئة الحصان لذلك عن طريق تمرير حبل خفيف عليه ليعتاد على وجود شيء يلامس جسمه وخاص ّة منطقة الرأس، وبعد ذلك يمكن تثبيت الرسن على خطم الحصان، وإغلاقه حول المنطقة التي تقع خلف الأذنين، ثمّ التراجع للخلف، وترك الحصان حتى يعتاد عليه.[٣]
  • الرّبط: (بالإنجليزيّة: Tying up)، في هذه المرحلة يُربط الحصان إلى عمود قويّ باستخدام حبل مشدود حول الرّقبة، ومن المتوقّع أن يبدأ الحصان بالمقاومة ومحاولة التخلّص من الحبل، وفي هذه الحالة يتوجّب على المدرّب أن ينتظر حتى يستنفذ الحصان قواه ويهدأ، ثمّ يكرّر التمرين يومياً إلى أن يعتاد الحصان على الرّبط.[٢]
  • تركيب السرج: (بالإنجليزيّة: Saddling)، ينصح في مرحلة تركيب السرج حول جسم الحصان بتقييد حركته إلى أن يتمكّن المدرّب من إتمام العملية، وبعد ذلك يمكن تشجيع الحصان على الحركة ليتيقّن أنّه لا يستطيع التخلّص من السرج.[٢]
  • تركيب الشكيمة: (بالإنجليزيّة: Mouthing)، بعد أن يعتاد الحصان على السرج تبدأ مرحلة وضع الشكيمة، وذلك من خلال وضع قطعة في فمّ الحصان، وربطها بالعنان المتّصل بالسرج، وترك الحصان ليعتاد عليها عدّة ساعات، ومن المتوقّع أن يحاول الحصان مقاومة ذلك.[٢]
  • قيادة الحصان: (بالإنجليزيّة: Driving)، بعد تركيب الشكيمة في فمّ الحصان يتمّ قيادة الحصان للمشي مع المدرّب باستخدام عنان طويل.[٢]
  • ركوب الحصان: يمكن ركوب الحصان بمجرد تثبيت عدّة الركوب عليه، وفي بعض الحالات قد تبرز الحاجة لتقييد حركته حتى يتمكّن المدرّب من الركوب على ظهره، ومن الضروري تفهّم أنّ الحصان سيتعامل مع الموقف كما لو أنّه تعرّض للهجوم، ولذلك فقد يحاول المقاومة والقفز للتخلّص من الراكب، وفي هذه الحالة يتوجّب على المدرّب الصمود والثبات على ظهر الحصان حتى يهدأ ويستجيب لتوجيهاته،[٢]ولمعرفة مزيدٍ من المعلومات حول ركوب الخيل، يمكنك قراءة مقال ركوب الخيل.
  • التدريب على إطاعة الأوامر: بعد أن يتمكّن المدرّب من ركوب الحصان يمكن البدء بتعليمه إطاعة الأوامر، ومنها:[٤]
    • المشي للأمام: قد يحتاج المدرّب في البداية لنقر كعبيه على جسم الحصان حتى يبدأ بالحركة للأمام، ولكن مع التدريب المستمرّ سيتعلّم الحصان البدء بالحركة للأمام عندما يضغط الراكب بساقيه على جانبيه بالتدريج.
    • الانعطاف: يمكن للمدرّب تعليم الحصان مهارة الانعطاف داخل الحظيرة، وذلك عن طريق دفعه للمشي حتى يصل إلى حاجز يضطرّ معه للانعطاف، وفي هذه الحالة يشدّ الفارس العنان لتعليم الحصان أنّ هذه الحركة هي إشارة له حتى ينعطف.
    • الرّجوع للخلف: يقف المدرّب في البداية مقابل الحصان ويدفع العنان للخلف، ثمّ يضرب برفق على صدره وأرجله باستخدام السّوط أو العنان، ويكرّر ذلك عدّة مرّات، وبعد ذلك يمتطي المدرّب الحصان، ويضغط بساقيه على جانبيه حتى يبدأ الحصان بالحركة، وعندما يرفع الحصان قدمه يسحبه المدرّب للخلف بخفّة ليجبره على تحريك أرجله للخلف بدلاً من الأمام.

أساسيات تدريب الخيل

تُعدّ الخيول من الحيوانات سريعة التعلّم إذا توفّرت لها الظروف الملائمة مثل: الغذاء المناسب، والرعاية الصحية، والمدرّب الجيد المحترف، وفي ما يلي أهمّ الأساسيات الواجب مراعاتها عند البدء بتدريب الحصان:[٥]

  • التخطيط: يجب على المدرّب أن يضع خطّة خاص ّة بتدريب الحصان، بحيث يبدأ بتعليمه المهارات البسيطة، ثمّ يتدرّج للمهارات الصعبة.
  • الثواب والعقاب: يجب أن يتراوح أسلوب المدرّب بين المكافأة للحصان إذا أحسن التصرّف، والعقاب إذا أساء، ويمكن أن تكون المكافأة مجرد تربيتة أو استراحة، أمّا العقاب فيُفترض أن يكون مباشرةً بعد حدوث فعل غير مقبول ليربط الحصان بين الفعل الخاطئ والعقاب، ومن الضروري أن يعطي المدرّب نفس الاستجابة في كلّ مرّة يتكرّر فيها نفس الفعل حتى يكون الأسلوب فعّالاً.
  • التكرار: يجب تكرار المهارات المراد من الحصان أن يتعلّمها، ممّا يساعده على الاحتفاظ بها في ذاكرته الجيدة لفترة طويلة.
  • مراعاة الفروق الفردية: يجب على المدرّب الجيد تمييز الفروقات بين الخيول، وإدراك أنّ هيئة الحصان، وحجمه، وتعرّضه لإصابات سابقاً قد تؤثّر على قدرته على أداء مهارات معيّنة.
  • البدء مبكّراً: يفضّل البدء بتدريب الحصان الصغير أو المهر منذ الأسابيع الأولى من عمره وبالتدريج، حيث يكون من السهل حينها التعامل معه، وبناء ثقته بنفسه، وإزالة خوفه، مع مراعاة أن تكون الدروس قصيرة قرابة نصف ساعة يومياً، لأنّ الخيول الصغيرة تمتلك قدرة محدودة على التعلّم،[٤]ولمعرفة مزيدٍ من المعلومات حول صغير الحصان، يمكنك قراءة مقال اسم صغير الحصان.

إجراءات السّلامة عند تدريب الخيل

يبيّن ما يأتي اهم إجراءات السلامة التي يجب على مدرّب الخيل اتّباعها للحدّ من المخاطر التي يمكن أن يتعرّض لها أثناء تدريب الخيول:[٦]

  • ربط الخيول وتقييد حركتها أثناء أداء الأنشطة التي قد يعتبرها الحصان مزعجة مثل تنظيفه.
  • تدريب الخيول داخل أماكن مغلقة.
  • فحص الأدوات المستخدمة في التدريب دورياً للتأكّد من صلاحيتها، واستبدال التالف منها، والحرص على استخدامها بطريقة آمنة، وللتعرّف على أدوات الخيل، يمكنك قراءة مقال أدوات الخيل.
  • ارتداء ملابس واقية ومعدات السلامة، مثل: الأحذية الخاص ّة، والخوذة، والتّأكّد أنّها ملائمة تماماً للمدرّب.
  • مناقشة التقنيات الحديثة المستخدمة في تدريب الخيول مع مدرّبين مختصّين واستشارتهم قبل البدء بتطبيقها على الخيول.
  • فهم وإدراك آليات الدفاع الطبيعي للخيول، ويكون ذلك عن طريق:
    • التمييز بين السلوك العدواني للحصان، والسلوك الناتج عن الخوف والألم، وتفهّم أنّ الحصان الخائف لا يكون في حالة مناسبة للتركيز والتعلّم، والحرص على معاقبة الحصان العدواني حتى لا يكرّر سلوكه ويلحق الأذى بالإنسان.
    • تفهّم سلوكيات الخيول المختلفة مثل سلوك الذكر المسيطر في موسم التزاوج، أو سلوك أنثى الحصان في علاقتها مع المهر، فقد تظهر الخيول في هذه الحالات سلوكيات دفاعية أكثر من غيرها.
    • الاقتراب من الحصان من موقع آمن مثل جهة الكتف، وتجنّب الوقوف أمامه أو خلفه مباشرة، لأنّ هذه الأماكن تُعدُّ نقاطاً عمياء بالنّسبة له فلا يتمكّن من رؤيتها، ممّا قد يدفعه إلى أن يتفاجأ من وجود المدرّب فيلجأ إلى ركله مثلاً.
    • الحرص على أن يكون وجه الحصان مواجهاً لجدار أو حاجز قبل إزالة الرّسن لمنعه من الهرب، والوقوف في مكان آمن لتجنّب الرّكل أو الدهس.
  • فهم وإدراك ردود فعل الحصان، ويكون ذلك عن طريق:
    • الانتباه أثناء التواجد في بيئة غير مألوفة للحصان، وتحديد التغيّرات التي قد تخيفه.
    • تجنّب الحركة بسرعة وبشكل مفاجئ بالقرب من الحصان، لأنّها قد تربكه، حيث إنّ الحركات السريعة ترتبط لديه عادةً بالعقاب.

وللتعرّف على سلوكيات وصفات الخيل، يمكنك قراءة مقال صفات الخيل بشكل عام.

قراءة لغة جسد الحصان

تُعدُّ القدرة على قراءة لغة جسد الحصان من المهارات الضرورية لمدرّب الخيل حتى يتمكّن من فهم تصرّفاته وشعوره، وفي ما يلي أهمّ معاني الحركات الجسدية التي تتواصل بها الخيول مع بعضها البعض ومع البشر:[٥]

  • الأذنان: يضغط الحصان على أذنيه للخلف وهي مسطّحة إذا كان غاضباً وعندها يجب التعامل معه بحذر، وقد تدلّ هذه الحركة أيضاً على عدم قدرته على فهم ما يريده المدرّب، أمّا إذا كانت أذنه ممدودة للأمام فإنّها تدلّ على الفضول أو الودّ، في حين يدلّ تدّلي أذنية على الجانبين على مرضه أو استرخائه.
  • الرأس: يمدّ الحصان رأسه ورقبته كنوع من التعبير عن الفضول، في حين يرفع رأسه ويقوّس رقبته عندما يكون في حالة من التيقّظ والتأهّب.
  • الفمّ: يفتح الحصان فمه ويكشف عن أسنانه إذا كان غاضباً وعندها يجب الحذر منه، بينما يغلق شفتيه بإحكام إذا كان في حالة تأهّب، أمّا إذا كان في حالة استرخاء فيظهر تدلّي شفّته السفلية، ولمعرفة مزيدٍ من المعلومات حول أسنان الحصان، يمكنك قراءة مقال كم عدد أسنان الحصان.
  • العيون: يفتح الحصان عينيه على اتّساعهما عندما يكون متأهّباً أو فضولياً، بينما يغمضهما قليلاً مع إرجاع أذنيه للخلف كنوع من التهديد.
  • الأرجل: يمكن التنبّؤ أنّ الحصان على وشك توجيه ركلة إذا رفع إحدى أقدامه وأرجع أذنيه للخلف في الوقت نفسه، أمّا إذا كان يقف على ثلاثة أرجل فقط ويريح الرابعة فهذا يدلّ على أنّه في حالة استرخاء وهدوء.
  • الظهر: يدل ظهر الحصان المتشنّج والمستدير على توتّره.

وللتعرّف على كيفية ترويض الخيل، يمكنك قراءة مقال كيفية ترويض الخيل، ولمعرفة مزيدٍ من المعلومات حول الخيول، يمكنك قراءة مقال معلومات عن الحصان.

المراجع

  1. Alois Podhajsky and E. Cothran (12-2-2020), “Horse”، www.britannica.com, Retrieved 28-4-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح “Traditional Horse Training Methods”, www.sielearning.tafensw.edu.au, Retrieved 11-4-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “YOUNG HORSE”, www.4h.ab.ca, 2017, Pages 18,21, Retrieved 11-4-2020. Edited.
  4. ^ أ ب “TRAINING YOUR HORSE”, www.mysrf.org, 1989, Pages 3,5, Retrieved 11-4-2020. Edited.
  5. ^ أ ب “Mastering Equine – Advanced Horsemanship “, www.gov.mb.ca, Pages 6-8, Retrieved 11-4-2020. Edited.
  6. Kris Hiney, “Training Horses Safely”، www.pods.dasnr.okstate.edu, Pages 3,4, Retrieved 12-4-2020. Edited.






اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب