X
X


موقع اقرا » إسلام » النوافل » صلاة الاستسقاء

صلاة الاستسقاء

صلاة الاستسقاء


تعريف صلاة الاستسقاء وسببها

إن معنى الاستسقاء لغةً هو: طلب السقيا، ويكون معناه شرعاً: طلب سُقيا العباد من الله -تعالى- عند حاجتهم إلى الماء.

كما يكون إذا كانوا في موضع لا يكون لأهله أودية وأنهار وآبار يشربون منها، أويسقون زروعهم ومواشيهم، أو يكون لهم ذلك، ولكن الماء لا يكفيهم، فهذا معنى الاستسقاء وسببه.[١]

حكم صلاة الاستسقاء ووقتها

صلاة الاستسقاء سنةٌ مؤكدةٌ، ويصح أن تُصلّى في أيّ وقتٍ، إلا إنّه يستحسن أداؤها بعد ارتفاع الشمس في السماء مقدار رمحٍ،[٢] وتكون صلاة، وخطبة، واستغفار، وحمد وثناء.

وتكون الصلاة والخطبة في جماعة عند الشافعية، غير إنّها عند أبي حنيفة: ليست بصلاةٍ في جماعة، وإذا صلّى الناس فُرادى جاز من غير كراهةٍ؛ لأنها نفلٌ مُطلقٌ، وإنّما الاستسقاء عنده دعاءٌ واستغفارٌ، فلا يحتاج إلى جماعةٍ ولا خطبةٍ.[٣]

ومشروعية صلاة الاستسقاء وردت في أحاديث كثيرة، ووصف لقيام النبي -صلى الله عليه وسلم- بها، ومما ورد في ذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (خَرَجَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَسْتَسْقِي، فَتَوَجَّهَ إلى القِبْلَةِ يَدْعُو وحَوَّلَ رِدَاءَهُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ جَهَرَ فِيهِما بالقِرَاءَةِ).[٤]

كيفية أداء صلاة الاستسقاء

إنّ صلاة الاستسقاء تشبه بكيفيتها صلاة العيدين، حاصلها ركعتان وخطبتان، وقد اتفق الجمهور غير أبي حنيفة على أنّ صلاة الاستسقاء ركعتان جماعةٍ في المصلّى، بالصحراء خارج البلد بلا أذان ولا إقامة، وإنما يُنادى لها “[٣]

ويجهر فيها بالقراءة كصلاة العيد، بتكبيرات عند الشافعية والحنابلة بعد الافتتاح وقبل التعوذ سبعًا في الركعة الأولى، وخمسًا في الثانية مع رفع اليدين حذو المنكبين، مع الوقوف بين كل تكبيرتين مقدار آيةٍ معتدلةٍ، ويجعل عند المالكية والصاحبين من الحنفية الاستغفار بدلاً من التكبير.[٣] وحاصلها على النحو التالي:

  • يبدأ الإمام بالتكبير في الركعة الأولى سبع تكبيرات، سوى تكبيرة الإحرام.
  • يُكبّر الإمام في الركعة الثانية خمس تكبيرات سوى تكبيرة القيام، ثم يتعوّذ؛ ثم يأتي بدعاء الاستفتاح.[٥]
  • يقرأ آيةً من القرآن الكريم، وإذا قرأ سورتي الأعلى والغاشية فذلك حسن عند الحنابلة والصاحبين، والأفضل عند المالكية سورتي الأعلى والشمس، وعند الشافعية سورتي ق والقمر، وإذا قرأ ما شاء فلا حرج.[٣]
  • يخطب الإمام خطبتين إلا إنّه لا يُكبّر في الخطبتين، بل يستغفر الله قبل الشروع في الخطبة.

خطبة صلاة الاستسقاء

خطبة الاستسقاء تكون قبل الصلاة، يستفتحها الإمام بالحمد والثناء على الله -تعالى- والاستغفار، وقد ورد في الآثار أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يدعو في الصّلاة وفي الخطبة بهذا الدّعاء: (اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا).[٦][٧]

الدعاء في خطبة الاستسقاء

إن معنى الاسستسقاء كما تقدم طلب السقيا، ويطلبها العبد المحتاج من الله -عز وجل- المُتفضّل بالعطايا والرزق، ولمّا كان ذلك فقد اشتمل طلب العبد من الله على صلاة في خضوعٌ وانكسار بين يدي الله -تعالى-، وكذلك حمدٌ من العبد لله بأنه -تعالى- المُعطي المانع.

ولا يملك الإنسان حسن الثناء عليه لفضله، فيحمده حمد الشاكرين، ويثني عليه ثناء المحتاج الذليل، ويرفع يديه إليه بمزيدٍ في حسن الرجاء والانكسار لمن بيده كلّ شيءٍ، داعياً بما شرعه الله -تعالى- منتظرًا الإجابة والقبول.

ومما ورد فيما دعى به النبي -صلى الله عليه وسلم- في صلاة الاستسقاء:[٣]

  • “اللهم اسقنا غيثًا مغيثًا مريئًا مريعًا، نافعًا غير ضار، عاجلًا غير آجل”
  • “اللهم اسق بلادك، وارحم عبادك، وانشر رحمتك، وأحي بلدك الميت، اللهم اسقنا غيثاً مريئاً مريعاً، نافعاً غير ضار، عاجلاً “
  • “اللهم اسق عبادك وبهائمك، وانشر رحمتك وأحي بلدك الميت”

سنن صلاة الاستسقاء

يُشرع للمسلمين عند طلبهم السقيا والتوجه لصلاة الاستسقاء جملة من السنن التي قام بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومنها ما يأتي:[٨]

  • أن يخرج الجميع إلى صلاة الاستسقاء، حتى النساء والصبيان.
  • أن يستقبل الإمام القبلة بعد أن يفرغ من الخطبة؛ وذلك للدعاء، بحيث يجعل ظهره للناس، ثم يقلب الرداء فيجعل اليمين على اليسار، واليسار على اليمين.
  • أن يخرج الناس للاستسقاء مشاةً، وأن يلبسوا ثيابًا متواضعة، وأن يظهر عليهم الخشوع والتذلل إلى الله -تعالى-.
  • أن يقول المسلم إذا نزل المطر: “اللهم صيبًا نافعًا”.
  • أن يقول المسلم إذا نزل المطر غزيراً بحيث يُخاف على الناس الضرر منه الدعاء بالحديث الوارد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اللهم حوالينا ولا علينا).[٩]

المراجع

  1. عبد الرحمن الجزيري ، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 325.
  2. محمد التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، المملكة العربية السعودية: دار أصداء المجتمع، صفحة 551.
  3. ^ أ ب ت ث ج سعيد حوى ( ١٩٩٤ م)، الأساس في السنة وفقهها (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة، صفحة (1438-1453)، جزء الثالث.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن زيد، الصفحة أو الرقم:1024، صحيح.
  5. محمد بن ابراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 586. بتصرّف.
  6. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 192.
  7. رواه مسلم بن الحجاج، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:897.
  8. مجموعة من المؤلفين، الفقه الميسر، صفحة 108. بتصرّف.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:6342، صحيح.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب