X
X


موقع اقرا » آدم وحواء » صفات وتحليل الشخصية » صفات الشخصية المزدوجة

صفات الشخصية المزدوجة

صفات الشخصية المزدوجة


كيف تميّز الشخصية المزدوجة؟

ما علاقة تعدّد الهويات واختلافها بالشخصية المزدوجة؟

الشخصية المزدوجة أو اضطراب الهوية التفارقي (بالإنجليزية: Dissociative Identity Disorder) أو DID، وكان يُعرف سابقًا باضطراب تعدد الشخصيات (بالإنجليزية: Multiple Personality Disorder).[١]

يتمثّل معنى الازدواجية في الشخصية في قيام المريض بهروب لا إرادي من الواقع، لينفصل عن الأفكار، والهوية، والوعي، والذاكرة، وجديرٌ بالذكر أنّ اضطراب الهوية التفارقي يُمكن أن يُصيب أي شخص بصرف النظر عن فئته العمرية أو خلفيته العرقية أو الاجتماعية أو الاقتصادية.[١]

يُشير التحالف الوطني للأمراض العقلية في الولايات المتحدة، ووفقًا لإحصائياتهم، أنّ 2% من الأشخاص يُعانون من اضطراب الشخصية المزدوجة، وأنّ النساء أكثر عرضةً للإصابة به مقارنةً بالرجال.[١]

وفيما يأتي بعض الصفات التي قد تشير إلى الشخصية المزدوجة:

وجود هويتين مختلفتين أو أكثر

يُعاني البعض أحيانًا من التفكير في أمر ما بطريقتين مختلفتين، أو امتلاك ردود فعل مختلفة للموقف ذاته، إلّا أنّ هذا الأمر مختلف عن تعدد الهويات الذي يُعتبر واحدًا من صفات الشخصية المزدوجة، ففي هذه الحالة يشعر المريض بأنّ هناك شخصين أو أكثر يتحدثون أو يتواجدون داخل رأسه، كما يشعر كما لو أنّه يمتلك أكثر من هوية، كل منها يحمل اسمًا وتاريخًا شخصيًا مختلفًا، كما تمتلك كل هوية خصائص مغايرة؛ حيث إن لكل منها الصوت الخاص بها والجنس والسلوكيات والصفات الجسدية التي تتميز بها عن غيرها، والتي تتمثّل في حاجة بعضها مثلًا إلى ارتداء نظارات بخلاف الأخريات، وغالبًا ما يُعاني المصاب بهذا العَرَض بعَرَض فقدان الذاكرة الانفصامي، والشرود الانفصامي.[٢]

فقدان الذاكرة والنسيان المتكرر

رغم أنّ العديد من الأشخاص يُعانون من فقدان الذاكرة والنسيان لأسبابٍ مختلفة قد ترجع إلى نقص فيتامينات أو تناول بعض الأدوية أو بعض الحالات النفسية كالقلق والتوتر، إلّا أنّ فقدان الذاكرة المراد به عَرَضًا للإصابة باضطراب الشخصية المزدوجة مختلف، إذ يكون فيه النسيان أكثر حدّة من النسيان الطبيعي، حيث لا يستطيع فيه الشخص تذكّر المعلومات الشخصية المتعلّقة به، كما لا يتذكّر الأحداث والأشخاص الموجودين في حياته، ودون أي أسباب طبية، وتحصل هذه الحالة عند المرور بأحداثٍ معينة صادمة كالشجار الشديد مثلًا، إذ يحدث فقدان الذاكرة فجأةً، ويستمر عادةً لعدة دقائق أو ساعات، ويُمكن أن يستمر في حالات قليلة إلى شهورٍ أو سنوات.[٢]

الضيق والانزعاج المتكرر

يعتبر الضيق والانزعاج أمرٌ طبيعي يمر به غالبية الناس عند التعرض لمواقف تستدعي ذلك، أو عند المرور بحالة نفسية معينة، إلّا أنّ الضيق المتكرر الذي تسببه الشخصية المزدوجة ينتج عن الأعراض المصاحبة لهذه الشخصية تحديدًا، والمشاكل التي يواجهها الشخص في حياته نتيجة هذا الاضطراب.[٣]

ذكر المركز الطبي الأكاديمي الأمريكي كليفلاند كلينيك أنّ “محاولات الانتحار وتشويه الذات وغيرها من السلوكيات التي تؤذي النفس شائعة بين الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الهوية الانفصامي، إذ حاول أكثر من 70% من مرضى العيادات الخارجية المصابين بهذه الحالة الانتحار”.[٤]

الاضطرابات الاجتماعية

من الأعراض التي قد تشير إلى الشخصية المزدوجة أيضًا، مرور الشخص بمشاكل في الأوساط الاجتماعية المحيطة به، ويتضمن ذلك بيئة العمل والمجالات الأخرى في حياته، والتي تؤثّر بشكلٍ سلبي على سلوكياته وأدائه في الحياة اليومية، ويختلف مستوى الاضطراب الاجتماعي من مريض لآخر، إذ يكون ذو حدّة قليلة في بعض الأحيان، ومشكلةً كبيرة في أحيان أخرى.[٤]

هناك عدة طرق لتمييز الشخصية المزدوجة، منها: إجراء اختبار ازدواج الشخصية، أو ملاحظة أعراضها الأساسية، والمتمثلة في معاناة المصاب من وجود شخصيتين أو أكثر داخله، وفقدان الذاكرة والنسيان المستمر، والمتمثل في نسيان تفاصيل مسلّم بها كالمعلومات الشخصية، وكذلك الشعور المتكرر بالضيق والانزعاج نتيجة الأعراض السابقة، إلى جانب صعوبة في التواصل الاجتماعي.

ما الذي قد يسبّب وجود الشخصية المزدوجة؟

ما آثار التجارب الصادمة على الصحة النفسية؟

قال الدكتور راندون ويلتون، الأستاذ المساعد في الطب النفسي بمركز ميلتون إس هيرشي الطبي بجامعة ولاية بنسلفانيا، “إنّ اضطراب الهوية التفارقي هو مرض ناتج عن صدمة”.[٥]

كما أشار التحالف الوطني للأمراض العقلية فيما يتعلّق باضطراب الهوية التفارقي: “من المرجح أن يحدث الاضطراب لدى الأشخاص الذين عانوا من صدمة حادة ومستمرة قبل سن الخامسة”،[٥] وفيما يأتي الأسباب بشكلٍ تفصيلي أكثر:

  • المرور بتجربة صادمة سابقة كالاختطاف أو إجراء طبي خاطئ أو التعرض للحرب، وفي هذه الحالات، يستخدم الجسم الابتعاد عن الواقع كآلية دفاع طبيعية ليتمكّن من التأقلم مع الصدمات.
  • ميل المريض لتطوير أعراض جسدية أكثر من الأعراض النفسية عند مروره بالإجهاد أو الضيق.
  • التعرّض للإيذاء الجسدي أو الجنسي أو العاطفي خلال مرحلة الطفولة.
  • التعرّض للحرب.

إنّ المرور بالتجارب الصادمة والصعبة كالاختطاف وغيرها، إلى جانب التعرض للإيذاء بأنواعه خلال مرحلة الطفولة، أو لأسبابٍ ترجع إلى طبيعة الجسم وطريقة تعامله مع الإجهاد يُمكن لأي منها أن يتسبب بالإصابة بالشخصية المزدوجة.

هل يختلف ازدواج الشخصية عن انفصام الشخصية؟

ما علاقة الهلوسة بانفصام الشخصية؟

يختلف ازدواج الشخصية عن انفصام الشخصية (بالإنجليزية: Personalities)، وذلك وفقًا لما يأتي:[٥]

  • تعدد الشخصيات: ازدواج الشخصية كما عُرّف سابقًا ينفصل فيه الشخص عن الواقع ويمتلك هويتين أو أكثر، بالمقابل فإنّ انفصام الشخصية وخلافًا لما يعتقده الكثير من الناس، لا يُصاب فيه الشخص بتعدد الشخصيات، بل يمتلك شخصية واحدة فقط.
  • الهلوسة: يُعاني المصاب بانفصام الشخصية بشكلٍ رئيسي من مشاكل الهلوسة، ويعني ذلك أنّ الدماغ يحصل على بيانات خاطئة للأشياء التي تدور حوله، وتظهر هذه الحالة غالبًا كأصوات تصدر من داخل الرأس أو من شخصٍ غير موجود.

وفي هذا الخصوص أشار للسبب الدكتور روبرت يولكن عالم الفيروسات والأمراض المعدية في كلية جونز هوبكنز بلومبرج للصحة العامة في بالتيمور: “هناك مجموعة من الأشخاص يمتلكون درجة من التنشيط المناعي في الدماغ على مستوى الخلايا الدبقية، وإنّ التهاب هذه الخلايا -التي هي جزء من الجهاز العصبي- يُمكن أن يؤدي إلى الهلوسة، وتغييرات في الذاكرة والإدراك، وهي أعراض مشابهة لأعراض اضطراب انفصام الشخصية”.

بينما يركّز ازدواج الشخصية على تعدد الهويات والشخصيات، يركز انفصام الشخصية في المقابل على معاناة المصاب من الهلوسة، كما أن الأخير، وخلافًا الشائع، ليس من أعراض تعدد الشخصيات.

كيف تعالج الشخصية المزدوجة؟

هل يُمكن استخدام الأدوية لعلاج الشخصية المزدوجة؟

يستغرق علاج الشخصية المزدوجة وقتًا طويلًا، لكنّه فعّال، والهدف من العلاج هو دمج الهويات المختلفة في شخصية وهوية واحدة، ويكون ذلك وفق عدة مراحل كما يأتي:[٣]

  • المرحلة الأولى: تركز على استقرار الأعراض وضمان سلامة المصاب.
  • المرحلة الثانية: يُعالج فيها الأخصائي الذكريات المؤلمة، وذلك في بيئة آمنة وداعمة.
  • المرحلة الثالثة: جمع الهويات المختلفة في هواية واحدة متماسكة.
  • الأدوية: رغم عدم وجود دواء لعلاج الشخصية المزدوجة، إلّا أنّ الطبيب قد يمنح المريض أدوية مرتبطة بالاكتئاب أو القلق أو غيرها من المشكلات الصحية.

يتمثّل علاج الشخصية المزدوجة بالعلاج النفسي عند الطبيب المختص فقط، بهدف تمكين المريض من دمج الهويات المختلفة في هوية واحدة، أمّا العلاج الدوائي فيُمكن إعطاؤه لمشاكل صحية أخرى قد ترافق الشخصية المزدوجة كالاكتئاب، وليس لعلاج الشخصية المزدوجة تحديدًا.

المراجع[+]

  1. ^ أ ب ت “Dissociative Disorders”، nami، Retrieved 12/2/2021. Edited.
  2. ^ أ ب “Dissociative disorders”، mayoclinic، Retrieved 12/2/2021. Edited.
  3. ^ أ ب “Dissociative identity disorder (DID)”, sane, Retrieved 12/2/2021. Edited.
  4. ^ أ ب “Dissociative Disorders”, clevelandclinic, Retrieved 12/2/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت “Do People With Schizophrenia Really Have Multiple Personalities?”, livescience, Retrieved 12/2/2021. Edited.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب