صفات الشخصية السيكوباتية

ما هي الشخصية السيكوباتية؟

يُعرف علم النفس الشخصية السيكوباتية (بالإنجليزية: Psychopathic Personality) على أنها وصف لحالة مرضية تظهر فيها الشخصية عدوانًا في المجتمع، وأنماطًا من التلاعب بالآخرين، وانتهاك حقوقهم، بحيث تعاني هذه الشخصيات، وفقًا لعلماء النفس، من اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع (بالإنجليزية: Antosocial Personality Disorder).[١]

وقد يطلق البعض على هذه الشخصية اسم غير اجتماعي (بالإنجليزية: Antisocial)، ولكن معناها يختلف عن ما هو متعارف عليه بين العامة، فهي لا تشير إلى الأشخاص الذين يفضلون الوحدة، بل إلى الأشخاص الذين يعادون المجتمع.[١]

أظهرت دراسة أجريت عام 2011م من قبل العالم جيمس فريمان، أن هناك نسبة 1% من أفراد المجتمع يمتلكون بعض صفات الشخصيات السيكوباتية.[٢]

تُعرف الشخصية السيكوباتية بأنها الشخصية التي تعاني من اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، والتي تظهر سلوكًا عدوانيًا وميولًا للتلاعب بالآخرين وانتهاك حقوقهم.

ما أبرز صفات الشخصية السيكوباتية؟

لا يتم وصف الشخصيات بالسيكوباتية إلا بعد إتمام 18 عامًا، وهناك عدد من الصفات التي قد تساعد في اكتشاف الشخصيات السيكوباتية، وفيما يأتي بعض منها:[٣]

• التصرف باندفاع وبلا تفكير.
• تجنب الامتثال للمعايير والتوقعات السائدة في المجتمع.
• المشاركة في الكذب والخداع باستمرار.
• تجاهل السلامة العامة.
• السلوكيات غير المسؤولة.
• التصرف بعدوانية.
• حدة الطباع.
• صعوبة التمييز بين الصواب والخطأ.
• ظهور أعراض اضطراب السلوك قبل بلوغ الـ15 من العمر.
• ظهور السلوك المعادي للمجتمع الذي لا يرتبط بحالات نفسية أخرى.
• تجاهل وانتهاك حقوق الآخرين.[٤]
• التلاعب بالآخرين وإيذائهم.[٤]
• المشاكل المتكررة مع القانون.[٤]
• عدم القدرة على الندم والتعاطف مع الآخرين بسهولة.[٤]
• تعظيم الذات وتفخيمها.[٤]
• التطفل على الآخرين.[٤]
• عدم انضباط السلوكيات.[٤]
• سلوكيات جنسية منحلة.[٤]
• عدم وجود أهداف طويلة المدى في الحياة.[٤]
• قصر مدة العلاقات الزوجية.[٤]

هناك بعض الصفات الدالة على الشخصيات السيكوباتية، والتي تتمثل في عدم التزام هذه الشخصيات بالقانون والسلامة، والميل للعدوان والاحتيال والكذب، وانتهاك حقوق الآخرين، والتلاعب بهم.

كيف ترى الشخصية السيكوباتية العالم؟

يتجاهل الشخص السيكوباتي مشاعر الآخرين وسعادتهم تمامًا، لأنه يعاني من مشاكل في فهم مشاعر الآخرين، وهذا ما يفسر سبب كونه شخصية أنانية للغاية، كما يفسر أيضًا إقدامه على ارتكاب الجرائم ثلاثة أضعاف معدل ارتكاب الأشخاص العاديين لها.[٥]

وهذا لا يعني أن الشخص السيكوباتي يواجه صعوبة في فهم ما يدور في عقل ضحيته، بل إنه يفهمه تمامًا، لكنه لا يهتم به، ولا يأخذ أفكار الآخرين في الاعتبار، بدليل إمكانية السيكوباتي في قول رأيه بوضوح وصراحة بعد سماع موضوع معين.[٥]

اكتشف العلماء بعد البحث في الشخصية السيكوباتية على مدار 10 سنوات، أن السيكوباتيين يعانون من التخبط، فأحيانًا ما يكون الإدراك عندهم في مستوى جيد كالشخص العادي، وأحيانًا لا يكون كذلك، أحيانًا يستطيعون التفكير بعقلانية، وأحيانًا لا يفعلون ذلك.[٥]

هل تختلف الشخصية السيكوباتية في المرأة عن الرجل؟

تختلف المرأة ذات الشخصية السيكوباتية عن الرجل السيكوباتي إلى حد ما، فعلى الرغم من تشابه كلا الجنسين في الكثير من النواحي، فإن العلماء اكتشفوا أن هناك بعض الاختلافات بينهما، مثل ميل الأنثى السيكوباتية إلى أن تكون أكثر قلقًا من الرجل، كما أنها تعاني من مشكلات واضطرابات عاطفية أكثر، مما يعاني منه الرجل السيكوباتي.[٦]

لذا فإن المرأة السيكوباتية تشخص أحيانًا باضطراب الشخصية الحدية، لأنها تعاني من اضطراب المشاعر، وردود الفعل المندفعة، ونوبات الغضب غير المتوقعة، وهذا ما يجعل معدلات الشخصية السيكوباتية الأنثوية أقل من معدل الشخصية السيكوباتية الذكورية.[٦]

ما هي نقاط ضعف الشخصية السيكوباتية؟

يمكن أن يتعرض الكثير من الأشخاص للوقوع في علاقة مع شخصية سيكوباتية، ويتساءل لماذا قام هذا الشخص باختياري تحديدًا دونًا عن باقي الأشخاص ، ففي الواقع لدى الشخصية السيكوباتية بعض نقاط الضعف التي تجذبها لضحايا معينة دون غيرهم، وهي كالآتي:[٧]

نقطة ضعف الشخص السيكوباتي هي الشخصية الضعيفة التي تحتاج باستمرار إلى أخذ الموافقة من الآخرين، فالشخص السيكوباتي يكتشف هذه الشخصية الاعتمادية سريعًا، ويستهدفها لتكون تحت سيطرته، لأن هذا النوع يكون حلم كل شخص سيكوباتي متلاعب.

• قلة الثقة بالنفس

يستغل الشخص السيكوباتي الشخص الذي يعاني من قلة الثقة بالنفس، لأن هذا النوع سيكون غير قادر على وضع حدود أو مواجهة سوء معاملة الشخص السيكوباتي له، فبمجرد أن يرى السيكوباتي شخصية تفتقر إلى الثقة ووضع حدود للآخرين، فإنها تكون بمثابة نقطة ضعف كبيرة له، فيبدأ في استهدافها والتلاعب بها كما يشاء.

• اللطف والتسامح المفرط

من أشهر نقاط الضعف التي يستغلها السيكوباتيين في ضحاياهم هي اللطف والتسامح المفرط، فبراءة الضحية وتسامحها الشديد مع من حولها، وقناعتها بأن كل الناس أخيار وطيبين، وأن كل تصرف يصدر منهم يكون بدافع الخير والحب، يكون عامل جذب كبير للشخص السيكوباتي لاستغلال الضحية أسوأ استغلال.

يكتشف السيكوباتي بسرعة العقلية التي تتبنى نظرية الإصلاح، والتي تنظر له باعتباره شخص جيد في الأساس، وأن هناك إمكانية لإصلاحه وإنقاذه من مرضه، وحينما يكتشف ذلك سرعان ما يبدأ في التلاعب بهذه الشخصية، لأنه يعلم أن كل مرة يعرضها للأذى سيطلب الغفران، مع وعود بالتغيير والإصلاح، وستصدقه العقلية المصلحة وتعود له من جديد.

• الأسرار الخاصة

نقطة ضعف الشخصية السيكوباتية الأسرار والأشياء التي يجب الحفاظ عليها سرًا، إنها شخصية بارعة في اكتشاف ما يجب إخفاؤه، وبمجرد أن تجد شخص لديه بعض الأسرار، ويريد أن يحافظ على خصوصية حياته، فسوف تسعى لاكتشافها واستغلالها ضده، لتحقيق أهدافها ومتطلباتها في السيطرة على الشخص تمامًا.

• الإيمان بالحب غير المشروط

يستغل الشخص السيكوباتي إيمان الضحية بفكرة الحب غير المشروط، الذي صورته الأفلام بين الأبطال في تسهيل عملية تلاعبه بالآخرين، فمرة يطلب السماح تحت بند المغفرة، ومرة يطلب السماح تحت بند السعادة الأبدية التي تنتظرهم وهكذا، وكل هذا بحجة أن الحب ينبغي أن يكون غير مشروط.

يستغل السيكوباتي الشخصية السطحية التي تنجذب بسهولة لبريق شخصيتهم الكاذبة، والتي لا تستطيع الحكم العقلاني الدقيق على الأشخاص ، فيقوم باستغلالها ويضللها من خلال سحرها بصفات سطحية، مثل: قدرته على التحدث الجيد، واهتمامه الشديد، وإخبار من أمامه بما يريد سماعه، لأنهم يعلمون أن هذا يجذب ضحيتهم ذات الشخصية السطحية بلا أدنى شك.

• مشاكل الماضي التي لم تحل

من نقاط الضعف التي يستغلها الشخص السيكوباتي في ضحاياه هي وجود مشاكل من الماضي، سواء في الطفولة أو المراهقة، لم يتم حلها بعد، فما إن تكتشف الشخصية السيكوباتية ذلك، فإنها سرعان ما تستغلها للتلاعب بضحيتها لتحقيق غاياتها وأهدافها، لأنها ببساطة يمكنها إلقاء اللوم باستمرار على هذه الشخصية، فهي تعاني من جوانب ضعف كبيرة، وارتباك وشك ذاتي.

ما أسباب الشخصية السيكوباتية؟

تشير الأبحاث المبكرة حول السيكوباتية إلى أن سبب ظهورها في الأساس غالبًا ما يكون سببه وجود مشكلات تتعلق بالوالدين، حيث يُقال إن الحرمان العاطفي للأبناء ورفض الوالدين لهم، وعدم إظهارمشاعر الحب لهم، كلها أسباب تؤدي إلى أن يصبح الطفل فيما بعد سيكوباتيًا.[٨]

كما وجدت صلة بين مشاكل الطفولة التي يتعرض لها الأطفال في المنزل، كسوء المعاملة، والإيذاء النفسي والبدني، والانفصال المتكرر، وبين إصابتهم بالسيكوباتية فيما بعد عند البلوغ، وفي العموم من المحتمل أن يكون ظهور السيكوباتية نتاجًا لعدة عوامل، وهي كالآتي:[٨]

• عوامل الوراثة.
• التغيرات العصبية.
• سوء معاملة الوالدين.
• تعرض الأم للسموم في أثناء الحمل.

هل الشخصية السيكوباتية مرض يحتاج العلاج؟

لا يوجد علاج دوائي للسيكوباتية، بمعنى أنه لا توجد حبوب معينة يمكن تناولها لجعل السيكوباتي يشعر بالتعاطف على سبيل المثال، أو لقاح يمكنه أخذه لكي يمنعه من القتل بدم بارد، لكن هذا لم يوقف العلماء بالطبع في البحث عن طريقة لمحاولة إنقاذ السيكوباتيين من مرضهم، من خلال اتباع نهج “إعادة التأهيل”، الذي كانت نتائجه جيدة جدًا.[٩]

حيث وجد أن الأشخاص السيكوباتيين لا يتعاطفون تجاه الأحداث غير السارة، وبالتالي فهم يستجيبون بشكل مماثل للأحداث السارة وغير السارة، لكن استخدام العلاج النفسي في محاولة علاج السيكوباتية نادر جدًا، بسبب نقص الوعي العاطفي المطلوب في العلاج.[١٠]

المراجع[+]

1. ^ أ ب “Psychopath”، healthline، اطّلع عليه بتاريخ 20/12/2020. Edited.
2. ↑ “Identifying the presence of psychopathy in the community”, eprints, Retrieved 23/11/2021. Edited.
3. ↑ “What is a psychopath?”، medicalnewstoday، اطّلع عليه بتاريخ 20/12/2020. Edited.
4. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر “Psychopathy”, psychologytoday, Retrieved 23/11/2021. Edited.
5. ^ أ ب ت “How Psychopaths See the World”, the atlantic, Retrieved 24/11/2021. Edited.
6. ^ أ ب “Five things you didn’t know about psychopaths”, the conversation, Retrieved 24/11/2021. Edited.
7. ↑ “Top 8 Vulnerabilities & Weaknesses Psychopaths & Narcissists Exploit”, psychopaths in life, Retrieved 24/11/2021. Edited.
8. ^ أ ب “What Is a Psychopath?”, verywellmind, Retrieved 24/11/2021. Edited.
9. ↑ “Mechanisms of Disinhibition (MoD) Laboratory “, yale UNIVERSITY, Retrieved 24/11/2021. Edited.
10. ↑ “Psychopathy”, sciencedirect, Retrieved 24/11/2021. Edited.