X
X


موقع اقرا » الآداب » أشعار وأدباء » شرح قصيدة امرئ القيس (تعلق قلبي)

شرح قصيدة امرئ القيس (تعلق قلبي)

شرح قصيدة امرئ القيس (تعلق قلبي)


شرح القصيدة

فيما يلي شرح لأبيات القصيدة:

  • لِمَن طَلَلٌ بَينَ الجُدَيَّةِ والجبَل
مَحَلٌ قَدِيمُ العَهدِ طَالَت بِهِ الطِّيَل

كما هي عادة شعراء الجاهلية بدأ الشاعر بالسؤال عن الأطلال وذكر مكانها، وتكلم عن الأيام واليالي الطوال التي مرت على هذه الأطلال.

الطلل: هي آثار المساكن والديار

الجدية: اسم لمنطقة

الطيل: هي الليالي الطوال

  • عَفَا غَيرَ مُرتَادٍ ومَرَّ كَسَرحَب
ومُنخَفَضٍ طام تَنَكَّرَ واضمَحَل

ثم يبدأ بالحديث عن هذه الأطلال التي اندثرت ومُسحت بفعل الزمن الذي مرَّ عليها بسرعة كسرعة الفرس الطويل الذي لم يعد يعرف بفعل انخفاضه.

عفا : انمحى

كسرحب : هو الفرس الطويل

طام: كثير

تنكر: لم يعد يعرف ، واضمحل : تلاشى

  • وزَالَت صُرُوفُ الدَهرِ عَنهُ فَأَصبَحَت
عَلى غَيرِ سُكَّانٍ ومَن سَكَنَ ارتَحَل

ثم يتحدث عن مصائب الدهر التي مرّت على هذه الأطلال فجعلت أهلها يغادرونها ولم يبقى فيها ساكن فهجرت.

  • تَنَطَّحَ بِالأَطلالِ مِنه مُجَلجِلٌ
أَحَمُّ إِذَا احمَومَت سحَائِبُهُ انسَجَل

ويأتي الشاعر وهو يذكر الأطلال على ذكر السحاب الأسود الممتلأ بالماء حيث ينصب بشدّة على هذه الأطلال.

تنطّح : هزّه ويقال نطحه ضربه

مجلجل: يريد بها الرعد

أحمّ : السحاب

احمومت: اسودت لكثرة الماء بها

انسجل : انصبّ بشدّة

  • بِرِيحٍ وبَرقٍ لَاحَ بَينَ سَحَائِبٍ

:::ورَعدٍ إِذَا ما هَبَّ هَاتِفهُ هَطَل

ويواصل الشاعر الوصف في ذكر تلك السُحاب التي حملت معها الريح لتتكون معها عاصفة من الأمطار وأخذ في تفصيل تلك العاصفة، فذكر سطوع البرق بين الغمام، وأصوات الرعد التي تثور مع تساقط الأمطار.

  • فَأَنبَتَ فِيهِ مِن غَشَنِض وغَشنَضٍ
ورَونَقِ رَندٍ والصَّلَندَدِ والأَسل

ثم يأتي الشاعر على ذكر النبات الذي ظهر نتيجةً لتلك الأمطار.

غشنض وغشنض : الظاهر أنّه نبات ولكن لا يوجد له معنى في المعجم.

رونق رند : نبات طيب الرائحة

الصلندد: الظاهر أنّه نبات ولكن لا يوجد له معنى في المعجم

الأسل : هو الغبّ أو الشجر التي تصنع منه الرماح

  • وفِيهِ القَطَا والبُومُ وابنُ حبَوكَلِ
وطَيرُ القَطاطِ والبَلندَدُ والحَجَل

وبعد ذكر النبات يأتي على ذكر الحيوانات التي أخذت ترعى بين النباتات.

القطا: الحمام

ابن حبوكل: يقصد الذئب أو الثعلب ولا توجد في اللغة ابن حبوكل ولكن توجد أم حبوكر وهي الداهية

طير القطاط: القطا

البلندد: الحناء

الحجل: الدجاج البري

  • وعُنثُلَةٌ والخَيثَوَانُ وبُرسُلٌ
وفَرخُ فَرِيق والرِّفَلّةَ والرفَل

جاء الشاعر في هذا البيت على ذكرقطيع من الضباع الذيمرّ بذلك المكان، ووصف تلك الضباع بطول الشعر.

عنثلة: أنثى الضبع

الخيثوان: ذكر الضبع

برسل: الوحوش البرية

الرفلة: طويلة الشعر

الرفل: الطويل

  • وفِيلٌ وأَذيابٌ وابنُ خُوَيدرٍ
وغَنسَلَةٌ فِيهَا الخُفَيعَانُ قَد نَزَل

ثم ذكر فيلاً وقطيع من الذئاب وابن حمار وحشي، وجاء بعد ذلك بالحديث عن مكان يسمى عنسلة وذكر بأنّ الجراد قد نزل بها.

ابن خويدر: ابن الحمار الوحشي

الخفيعان : الجراد

  • وهَامٌ وهَمهَامٌ وطَالِعُ أَنجُدٍ
ومُنحَبِكُ الرَّوقَينِ في سَيرِهِ مَيَل

و استمر الشاعر في ذكر الحيوانات التي رآها فذكر صدى وهو نوع من الطيور ورأى أسداً كبيراً وحماراً وحشياً وثوراً ذي قرنين يمشي وهو يتمايل

هام: الصدى نوع من الطيور

همهام: الأسد الشجاع

طالع أنجد: الحمار الوحشي

منحبك الروقين: الثور ذي القرنين

  • فَلَمَّا عَرَفت الدَّارَ بَعدَ تَوَهُّمي
تَكَفكَفَ دَمعِي فَوقَ خَدَّي وانهمَل

تحدث الشاعر عن انسكاب دموعه لما عرف هذه الديارالخالية وتذكر أيامه السابقة فيها وأحبابه الذين سكنوا فيها.

  • فَقُلتُ لَها يا دَارُ سَلمَى ومَا الَّذِي
تَمَتَّعتِ لَا بُدِّلتِ يا دَارُ بِالبدَل

هنا بدأ الشاعر الحديث مع الديار عن أحبابه وعن طول هجرهم، ومن ثم يقول ليتهم لم يتركو هذه الدار حتى يتسنا لهو رؤيتهم.

تمتّعت: الطول أو العلو الشاهق ، أو هي الحمرة ، أو يقال بمعنى الإستئناس

  • لَقَد طَالَ مَا أَضحَيتِ َقفراً ومَألَفاً
ومُنتظَراً لِلحَىِّ مَن حَلَّ أَو رحَل

ثم يتذكر سلمى فيقول أنّ الديار أصبحت قفراً بعد بعدكي عنها، وهي في ترقب لكل مار بها أو ساكن.

  • ومَأوىً لِأَبكَارٍ حِسَانٍ أَوَانسٍ
ورُبَّ فَتىً كالليثِ مُشتَهَرِ بَطَل

وهنا يتكلم عن تلك الفتيات الجميلات الآتي كان يحدثهن، ويبرز الشجاع والبطولة التي كان يتمتع بها.

  • لَقَد كُنتُ أَسبى الغِيدَ أَمرَدَ نَاشِئاً
ويَسبِينَني مِنهُنَّ بِالدَّلِّ والمُقَل

ويمضي الشاعر الحديث بالأفتخار بنفسه واصفاً نفسه بالشاب الأمرد الذي تُجذب إليه الفتيات وتقع في حبه، ويذكر أنّ الشيء الذي كان يعجبه في الفتيات هو دلالهن وتلك العيون التي تسحر بجمالها.

الغيد: جمع غيداء وهي الفتاة الحسنة الدلال

أمرد: لا شعر في لحيته أو شاربه

  • لَيَالِيَ أَسبِى الغَانِيَاتِ بِحُمَّةٍ
مُعَثكَلَةٍ سَودَاءَ زَيَّنَهَا رجَل

ويتحدث هنا عن صفاته التي جذبت إليه الفتيات ومنها شعره الطويل المسترسل.

جمّة: مجتمع شعر الرأس

معثكلة: مسترسل ، طويل

رجَلْ: ( بإسكان اللام ) تمشيط

  • كأَنَّ قَطِيرَ البَانِ في عُكنَاتِهَا
عَلَى مُنثَنىً والمَنكِبينِ عَطَى رَطِل

ويستمر في وصف شعره الذي يظهر ريح العطور من بين خصله، وأن منكبيه مدهونتان بالطيب.

قطير البان : البان المقطر نوع من أنواع الطيب

عكناتها : طواياها ( فيما بينها)

المنكبين: الكاهلين

عطى رطل: مدهونتان بالدهن الطيب

  • تَعَلَّقَ قَلبي طَفلَةً عَرَبِيَّةً
تَنَعمُ في الدِّيبَاجِ والحَلى والحُلَل

ويبدأ في وصف محبوبته التي كانت تتسم بالنعومة وغضاضة الجسم وهي منعمة ترفل في الديباج وتتحلى بالذهب والفضة.

طفْلَة : (بنصب الطاء واسكان الفاء) الفتاة الناعمة غضّة الجسد

الديباج: لباس موش (بالعامية نسميه التخوير) وهي كلمة فارسية

  • لَهَا مُقلَةٌ لَو أَنَّهَا نَظَرَت بِهَا
إِلى رَاهِبٍ قَد صَامَ لِلّهِ وابتَهَل
  • لَأَصبَحَ مَفتُوناً مُعَنَّى بِحُبِّهَا
كأَن لَم يَصُم لِلّهِ يَوماً ولَم يُصَل

يصف الشاعر في هذه الأبيات عيني محبوبته التي تفتن فيها العباد بنظراتها ، وأصبح كمن لم يعرف الصلاة والعبادة في أيامه، ولصبح مفتوناً بها عاشقاً.

  • أَلا رُبَّ يَومٍ قَد لَهَوتُ بِدلِّهَا
إِذَا مَا أَبُوهَا لَيلَةً غَابَ أَو غَفَل

يتذكرالشاعر تلك الأيام التي لهى واستمتع بها عند هذه الفتاة، وتمتع بدلالها وغنجها عندما يكون والدها غائباً أو غافلاً عنهما.

الدل: الغنج والتكسر والميوعة

  • فَقَالَتِ لِأَترَابٍ لَهَا قَد رَمَيتُهُ
فَكَيفَ بِهِ إن مَاتَ أَو كَيفَ يُحتَبَل

يصف الشاعر الفتاة كيف كانت تهيم بحبه وتتحدث عنه أمام صديقاتها وتتسائل كيف توقعه بهواها.

الأتراب: الذين هم في سن واحد

يحتبل: الإحتبال هو الإيقاع في شرك الصائد

  • أَيخفَى لَنَا إِن كانَ في اللَّيلِ دفنُهُ
فَقُلنَ وهَل يَخفَى الهِلَالُ إِذَا أَفَل

يذكر الشاعر حالة هذه الفتاة وشوقها له وتشتكي بعده عنها، ثم يعود الشاعر إلى مدح نفسه حيث يصف نفسه بأنّه القمر الذي لا يغيب عن خواطر الفتيات.

أفل : غاب

  • قَتَلتِ الفَتَى الكِندِيَّ والشَّاعِرَ الذي
تَدَانَت لهُ الأَشعَارُ طُراً فَيَا لَعَل

يصف الشاعر نفس مفتخراً أنّه الشاعر الذي شهد له الشعراء ، وأنّه يموت من حبه وشوقه لها، ويدعو لنفسه أنّ ينجو من الموت.

تدانت: قربت

فيالعل: دعاء بالنجاة

  • لِمَه تَقتُلى المَشهُورَ والفَارِسَ الذي
يُفَلِّقُ هَامَاتِ الرِّجَالِ بِلَا وَجَل

وكعادة شعراء ذلك الزمان يتابع حديث في الإفتخار بنفسه ويصف نفس بالفارس القوي الذي يكسر الرؤوس دون خوف أو وجل.

هامات: الهامة هي مقدمة الرأس

وجل: الخوف

  • أَلَا يا بَنِي كِندَةَ اقتُلوا بِابنِ عَمِّكم
وإِلّا فَمَا أَنتُم قَبيلٌ ولَا خَوَل

ويدعو قومه للأخذ بالثأر ممن قتله، ويصف القبيلة أنّها ليست من القبائل العربية إذا لم يأخذوا بثأره من محبوبته التي قتله حبها.

خول: وتعني العبد الذي يكون ماله وكله ملك لسيده

  • قَتِيلٌ بِوَادِي الحُبِّ مِن غيرِ قَاتِلٍ
ولَا مَيِّتٍ يُعزَى هُنَاكَ ولَا زُمَل

يصف حاله بالقتيل الذي مات في واد الحبّ من غير وجود قاتل ، حيث لا وجود لأحد في ذلك الواد يساعد أو رفيق يؤنس.

يعزى : هنا تؤخذ بمعنى الإعانة لأنه اذا أخذناها من باب العزاء وجب تشديد الزاي

زمل: الرفيق

  • فَتِلكَ الَّتي هَامَ الفُؤَادُ بحُبِّهَا
مُهفهَفَةٌ بَيضَاءُ دُرِّيَّة القُبَل

تلك الفتاة التي إمتلأ القلب بحبها تتصف بعتدال الجسد فلا هي بالنحيفة ولا السمينة، ترتسم شفتاها على وجهها كالجوهر الأحمر.

مهفهفة: لطيفة الجسم غير سمينة

  • ولى وَلَها في النَّاسِ قَولٌ وسُمعَةٌ
ولى وَلَهَا في كلِّ نَاحِيَةٍ مَثَل

يصف الشاعر قصته مع محبوبته أنّها من القصص المشهورة المعلومة بين الناس والتي يضرب بها المثل.

  • كأَنَّ عَلى أَسنَانِها بَعدَ هَجعَةٍ
سَفَرجلَ أَو تُفَّاحَ في القَندِ والعَسَل

يصف الشاعر ثغر محبوبته وأسنانها البيض التي تظهر عليها الصفرة بعد قيامها من النوم، ويُجمّل المنظر بوصف تلك الأسنان بالسفرجل أو تفاح مخلوط مع عصير القصب أو العسل.

من هو امرؤ القيس؟

هو امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي، ولد في ديار بني أسد ونشأ في قبيلة كندة اليمانية، وهو من عائلة ملكية، ولد 497 م- وتوفي 545 م، وعرف من أخواله المهلهل الشاعر المعروف ، واختلف النسابون في اسمه، نشأ امرؤ القيس على اللهو والمجون وحب الشعر والتهكم بأشعاره في النساء فخلعه والده.[١]

وبدأت مأساته حين قتل بنو أسد والده فقال قولته المشهورة: ضيّعني أبي صغيراً وحَمّلني دمه كبيراً، لا صحوَ اليوم ولا سكر غداً، اليومَ خمرٌ وغداً أمر، وحلف لا يغسل رأسه ولا يشرب خمراً حتى يدرك ثأره من بني أسد ويسترجع ملكه الضائع وحصلت له قصة طويلة مات على إثرها.[1]

أبيات القصيدة

فيما يلي أبيات القصيدة التي تنسب للشاعر امرؤ القيس:[٢]

لِمَن طَلَلٌ بَينَ الجُدَيَّةِ والجبَل

مَحَلٌ قَدِيمُ العَهدِ طَالَت بِهِ الطِّيَل

عَفَا غَيرَ مُرتَادٍ ومَرَّ كَسَرحَب

ومُنخَفَضٍ طام تَنَكَّرَ واضمَحَل

وزَالَت صُرُوفُ الدَهرِ عَنهُ فَأَصبَحَت

عَلى غَيرِ سُكَّانٍ ومَن سَكَنَ ارتَحَل

تَنَطَّحَ بِالأَطلالِ مِنه مُجَلجِلٌ

أَحَمُّ إِذَا احمَومَت سحَائِبُهُ انسَجَل

بِرِيحٍ وبَرقٍ لَاحَ بَينَ سَحَائِبٍ

ورَعدٍ إِذَا ما هَبَّ هَاتِفهُ هَطَل

فَأَنبَتَ فِيهِ مِن غَشَنِض وغَشنَضٍ

ورَونَقِ رَندٍ والصَّلَندَدِ والأَسل

وفِيهِ القَطَا والبُومُ وابنُ حبَوكَلِ

وطَيرُ القَطاطِ والبَلندَدُ والحَجَل

وعُنثُلَةٌ والخَيثَوَانُ وبُرسُلٌ

وفَرخُ فَرِيق والرِّفَلّةَ والرفَل

وفِيلٌ وأَذيابٌ وابنُ خُوَيدرٍ

وغَنسَلَةٌ فِيهَا الخُفَيعَانُ قَد نَزَل

وهَامٌ وهَمهَامٌ وطَالِعُ أَنجُدٍ

ومُنحَبِكُ الرَّوقَينِ في سَيرِهِ مَيَل

فَلَمَّا عَرَفت الدَّارَ بَعدَ تَوَهُّمي

تَكَفكَفَ دَمعِي فَوقَ خَدَّي وانهمَل

فَقُلتُ لَها يا دَارُ سَلمَى ومَا الَّذِي

تَمَتَّعتِ لَا بُدِّلتِ يا دَارُ بِالبدَل

لَقَد طَالَ مَا أَضحَيتِ فَقراً ومَألَف

ومُنتظَراً لِلحَىِّ مَن حَلَّ أَو رحَل

ومَأوىً لِأَبكَارٍ حِسَانٍ أَوَانسٍ

ورُبَّ فَتىً كالليثِ مُشتَهَرِ بَطَل

لَقَد كُنتُ أَسبى الغِيدَ أَمرَدَ نَاشِئ

ويَسبِينَني مِنهُنَّ بِالدَّلِّ والمُقَل

لَيَالِيَ أَسبِى الغَانِيَاتِ بِحُمَّةٍ

مُعَثكَلَةٍ سَودَاءَ زَيَّنَهَا رجَل

كأَنَّ قَطِيرَ البَانِ في عُكنَاتِهَ

عَلَى مُنثَنىً والمَنكِبينِ عَطَى رَطِل

تَعَلَّقَ قَلبي طَفلَةً عَرَبِيَّةً

تَنَعمُ في الدِّيبَاجِ والحَلى والحُلَل

لَهَا مُقلَةٌ لَو أَنَّهَا نَظَرَت بِهَ

إِلى رَاهِبٍ قَد صَامَ لِلّهِ وابتَهَل

لَأَصبَحَ مَفتُوناً مُعَنَّى بِحُبِّهَ

كأَن لَم يَصُم لِلّهِ يَوماً ولَم يُصَل

أَلا رُبَّ يَومٍ قَد لَهَوتُ بِذلِّهَ

إِذَا مَا أَبُوهَا لَيلَةً غَابَ أَو غَفَل

فَقَالَتِ لِأَترَابٍ لَهَا قَد رَمَيتُهُ

فَكَيفَ بِهِ إن مَاتَ أَو كَيفَ يُحتَبَل

أَيخفَى لَنَا إِن كانَ في اللَّيلِ دفنُهُ

فَقُلنَ وهَل يَخفَى الهِلَالُ إِذَا أَفَل

قَتَلتِ الفَتَى الكِندِيَّ والشَّاعِرَ الذي

تَدَانَت لهُ الأَشعَارُ طُراً فَيَا لَعَل

لِمَه تَقتُلى المَشهُورَ والفَارِسَ الذي

يُفَلِّقُ هَامَاتِ الرِّجَالِ بِلَا وَجَل

أَلَا يا بَنِي كِندَةَ اقتُلوا بِابنِ عَمِّكم

وإِلّا فَمَا أَنتُم قَبيلٌ ولَا خَوَل

قَتِيلٌ بِوَادِي الحُبِّ مِن غيرِ قَاتِلٍ

ولَا مَيِّتٍ يُعزَى هُنَاكَ ولَا زُمَل

فَتِلكَ الَّتي هَامَ الفُؤَادُ بحُبِّهَ

مُهفهَفَةٌ بَيضَاءُ دُرِّيَّة القُبَل

ولى وَلَها في النَّاسِ قَولٌ وسُمعَةٌ

ولى وَلَهَا في كلِّ نَاحِيَةٍ مَثَل

كأَنَّ عَلى أَسنَانِها بَعدَ هَجعَةٍ

سَفَرجلَ أَو تُفَّاحَ في القَندِ والعَسَل

رَدَاحٌ صَمُوتُ الحِجلِ تَمشى تَبختر

وصَرَّاخَةُ الحِجلينِ يَصرُخنَ في زَجَل

غمُوضٌ عَضُوضُ الحِجلِ لَو أَنهَا مَشَت

بِهِ عِندَ بابَ السَّبسَبِيِّينَ لا نفَصَل

فَهِي هِي وهِي ثمَّ هِي هِي وهي وَهِي

مُنىً لِي مِنَ الدُّنيا مِنَ النَّاسِ بالجُمَل

أَلا لا أَلَا إِلَّا لآلاءِ لابِثٍ

ولا لَا أَلَا إِلا لِآلاءِ مَن رَحَل

فكَم كَم وكَم كَم ثمَّ كَم كَم وكَم وَكَم

قَطَعتُ الفَيافِي والمَهَامِهَ لَم أَمَل

وكافٌ وكَفكافٌ وكَفِّي بِكَفِّهَ

وكافٌ كَفُوفُ الوَدقِ مِن كَفِّها انهَمل

فَلَو لَو ولَو لَو ثمَّ لَو لَو ولَو ولَو

دَنَا دارُ سَلمى كُنتُ أَوَّلَ مَن وَصَل

وعَن عَن وعَن عَن ثمَّ عَن عَن وعَن وَعَن

أُسَائِلُ عَنها كلَّ مَن سَارَ وارتَحَل

وفِي وفِي فِي ثمَّ فِي فِي وفِي وفِي

وفِي وجنَتَي سَلمَى أُقَبِّلُ لَم أَمَل

وسَل سَل وسَل سَل ثمَّ سَل سَل وسَل وسَل

وسَل دَارَ سَلمى والرَّبُوعَ فكَم أَسَل

وشَنصِل وشَنصِل ثمَّ شَنصِل عَشَنصَلٍ

عَلى حاجِبي سَلمى يَزِينُ مَعَ المُقَل

حِجَازيَّة العَينَين مَكيَّةُ الحَشَ

عِرَاقِيَّةُ الأَطرَافِ رُومِيَّةُ الكَفَل

تِهامِيَّةَ الأَبدانِ عَبسِيَّةُ اللَمَى

خُزَاعِيَّة الأَسنَانِ دُرِّيِّة القبَل

وقُلتُ لَها أَيُّ القَبائِل تُنسَبى

لَعَلِّي بَينَ النَّاسِ في الشِّعرِ كَي أُسَل

فَقالت أَنَا كِندِيَّةٌ عَرَبيَّةٌ

فَقُلتُ لَها حاشَا وكَلا وهَل وبَل

فقَالت أَنَا رُومِيَّةٌ عَجَمِيَّة

فقُلتُ لها ورخِيز بِباخُوشَ مِن قُزَل

فَلَمَّا تَلاقَينا وجَدتُ بَنانَه

مُخَضّبَةً تَحكى الشَوَاعِلَ بِالشُّعَل

ولاعَبتُها الشِّطرَنج خَيلى تَرَادَفَ

ورُخّى عَليها دارَ بِالشاهِ بالعَجَل

فَقَالَت ومَا هَذا شَطَارَة لَاعِبٍ

ولكِن قَتلَ الشَّاهِ بالفِيلِ هُو الأَجَل

فَنَاصَبتُها مَنصُوبَ بِالفِيلِ عَاجِل

مِنَ اثنَينِ في تِسعٍ بِسُرعٍ فَلَم أَمَل

وقَد كانَ لَعبي كُلَّ دَستٍ بِقُبلَةٍ

أُقَبِّلُ ثَغراً كَالهِلَالِ إِذَا أَفَل

فَقَبَّلتُهَا تِسعاً وتِسعِينَ قُبلَةً

ووَاحِدَةً أَيضاً وكُنتُ عَلَى عَجَل

وعَانَقتُهَا حَتَّى تَقَطَّعَ عِقدُهَ

وحتَّى فَصُوصُ الطَّوقِ مِن جِيدِهَا انفَصَل

كأَنَّ فُصُوصَ الطَوقِ لَمَّا تَنَاثَرَت

ضِيَاءُ مَصابِيحٍ تَطَايَرنَ عَن شَعَل

وآخِرُ قَولِي مِثلُ مَا قَلتُ أَوَّل

لِمَن طَلَلٌ بَينَ الجُدَيَّةِ والجبَل

المراجع

  1. “امرؤ القيس”، المعرفة، اطّلع عليه بتاريخ 16/1/2022. بتصرّف.
  2. ” لمن طلل بين الجدية والجبل”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/1/2022.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب