موقع اقرا » إسلام » أحاديث » شرح حديث الدين النصيحة

شرح حديث الدين النصيحة

شرح حديث الدين النصيحة


الأربعون النووية

كتاب الأربعين النووية وهو من تأليف الإمام النووي -رحمه الله- وقد جمع فيه أربعين حديثًا من الأحاديث النبوية، فكان أكثرها من الأحاديث الصحيحة وقد وردت فيه بعض الأحاديث الحسنة والأخرى المُتَّفق عليها، فكان من تخريج مسلم وابن ماجه والبيهقي والترمذي والنسائي والدار قطني، على أنَّ الإمام النووي لم يكن هو أول من جمع أربعين حديثًا في كتابٍ فقد سبقه الكثير، ولكن اختلف عنهم في أنَّه انتقى أحاديثًا متفرِّقةً في العديد من الأحكام الإسلاميَّة مثل الجهاد والصلاة والإيمان وغيرها، وقد قال النووي في كتابه: “وينبغي لكل راغب في الآخرة أن يعرف هذه الأحاديث، لِما اشتملت عليه من المهمات، واحتوت عليه من التنبيه على جميع الطاعات وذلك ظاهر لمن تدبَّره، وعلى الله اعتمادي، وإليه تفويضي واستنادي، وله الحمد والنعمة، وبه التوفيق والعصمة”، ومن بين الأحاديث التي وردت فيه حديث الدين النصيحة الذي سيقف هذا المقال على شرح حديث الدين النصيحة، وتبيين معناه.[١]

شرح حديث الدين النصيحة

ورد من بين الأحادث النبويَّة حديثٌ مرويٌّ عن صحابيٍّ جليلٍ وهو تميم الدَّاري أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “ألَا إنَّ الدِّينَ النَّصيحةُ ألَا إنَّ الدِّينَ النَّصيحةُ ألَا إنَّ الدِّينَ النَّصيحةُ، قالوا: لِمَن يا رسولَ اللهِ؟ قال: للهِ ولكتابِه ولرسولِه ولأئمَّةِ المسلِمينَ وعامَّتِهم.”[٢] وأمَّا النَّصيحة في معناها في اللغة العربية فهي التي تدلُّ على تأدية الكلام تامًّا لا خيانة فيه ولا غشَّ ولا تقصير، بحيث يكون النَّاصح مؤتمنًا في نصيحته، فيُقال هذا الذَّهبُ ناصحٌ أي لا غشّ فيه وهذا العمل ناصحٌ لنفس المعنى، ومن خلال الحديث السَّابق تتبين أهميَّة النصيحة إذ اختصر الرسول -عليه الصلاة والسلام- الدِّين كلَّه في النَّصيحة عندما قال: “الدين النصيحة”، ومن ثمَّ أتى على تفصيلها فابتدأها بالله فقال: “لله” وتكون النَّصيحة لله في اتّباع أوامره واجتناب نواهيه وتأدية فروضه والذَّود عن دينه، وعدم إشراك غيره في عبداته ولا الاستعانة إلا به ولا الدُّعاء إلا له، وأن يكون مخلصًا في ذلك كلّه لا يبتغي الأجر والثَّواب إلا منه سبحانه.وأمَّا النصيحة لكتابه فتكون في الإيمان به إيمانًا تامًّا بأنَّه منزلٌ من عنده سبحانه منه نزل وإليه يعود ليس مخلوقًا وإنما منزَّل عن طريق جبريل قال تعالى في سورة الشعراء: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ}[٣] ومن النصح لكتابه سبحانه أن يقرأه ويتدَّبر معانيه ويأمر به وينهى عن المنكر به، ويقيم للحدود التي نزلت فيه، وأما النصح لرسوله فيكون بالإيمان أنَّه عبد الله ونبيُّه وخاتم المُرسلين، وأن يُدافع عنه وعن سنته وعن أحاديثه وتبيين الصحيح من السقيم منها واجتناب مخالفته واتباع أوامره وإقامة حدود الله التي نادى بها عليه الصلاة والسلام، وأمَّا النَّصيحة لأئمة المسلمين فتكون بالدّعاء لهم بالخير والصلاح ومساعدتهم على إقامة الحسن من الأمور والابتعاد عن شرها، وعدم الخروج عليهم ومنازعة أمرهم إلا أن يظهر منهم كفرٌ بواح، وأن يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر لقوله تعالى في سورة المائدة: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}[٤] وأمَّا النصيحة لعامة المسسلمين فتكون بمعاملتهم بالمعروف وتقديم النصيحة لهم بالقول الطَّيب وإقامة الحدود الإسلامية فيهم، ودعوتهم إلى الله وإلى ابتعادهم عن المنكرات، وفي ذلك إتمامٌ لشرح حديث الدين النصيحة والله هو أعلى وأعلم.[٥]

الصحابي تميم بن أوس الداري

تميم بن أوس الدَّاري واحدٌ من الصَّحابة المشهورين والمعروفين، ولد في فلسطين وكان قبل الإسلام يدين بالنَّصرانيَّة وهو أحد رهبانها، حتى قدم إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في السنة التاسعة للهجرة وأسلم وحسُن إسلامه، شارك في غزوات مع رسول الله وكان أول من اقترح إضاءة المسجد بالزيت والقنديل، يُذكر أنَّه من الصَّحابة الذين كان لهم مواقف طيبة في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن والاه، ومن أقواله: خذ من ذنبك لنفسك، ومن نفسك لدينك حتى يستقيم بك الأمر على عبادة تطيقها، توفي رضي الله عنه وأرضاه سنة أربعين للهجرة.[٦]

المراجع[+]

  1. “أهمية الأربعين النووية وسبب تأليفها”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-04-2020. بتصرّف.
  2. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن تميم بن أوس الداري، الصفحة أو الرقم: 4575، أخرجه في صحيحه.
  3. سورة الشعراء، آية: 193.
  4. سورة المائدة، آية: 2.
  5. “شرح حديث “الدين النصيحة””، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 19-04-2020. بتصرّف.
  6. “تميم الداري”، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 19-04-2020. بتصرّف.






اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب