شرح الإيمان بالرسل للأطفال

شرح الإيمان بالرسل للأطفال

يُعدّ الإيمان بالرّسل الرّكن الرابع من أركان الإيمان، فتصديقهم والعمل بما جاؤوا به من الأمور الواجبة في الشريعة الإسلامية، ودليل ذلك قوله -تعالى-: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا).[١][٢]

وقد بيّنت العديد من الآيات القرآنية أنّ عدم التصديق بالرّسل والإيمان بهم يُعدّ من الكفر؛ لقوله -سبحانه-: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا).[٣][٢]

حيث يُعدّ الإيمان بهم مع الإقرار بنبوتهم من الشروط الرّئيسة للإسلام،[٢]وعليه كان لزاماً على الوالدين والمربين شرح هذا الركن للأطفال بما يناسب الأفهام، مع ضرب الأمثلة وقص القصص التي تساعد على ذلك.

شرح مضامين الإيمان بالرسل للأطفال

فيما يأتي بيان أهم المضامين المتعلقة بالإيمان بالرّسل -عليهم السلام-:

أعداد الرسل عليهم السلام

إنّ عدد الأنبياء والرّسل كبيرٌ جدًا، ولم يذكرهم الله -تعالى- جميعًا في محكم تنزيله، والذين ذُكروا في القرآن الكريم عددهم خمسة وعشرون نبيًا، وهم: آدم، وإدريس، ونوح، وهود، وصالح، وإبراهيم، ولوط، وإسماعيل.[٤]

وإسحاق، ويعقوب، ويوسف، وأيوب، وشعيب، وموسى، وهارون، ويونس، وداود، وسليمان، وإلياس، والْيَسَع، وذو الكفل، وزكريا، ويحيى، وعيسى -عليهم الصلاة والسلام جميعاً-، بالإضافة إلى الرسول محمد -عليه السلام- خاتم الأنبياء والمرسلين.[٤]

صفات الرسل عليه السلام

فيما يأتي بيان بعض صفات الرسل -عليه السلام-:[٥]

إنّ هذه الصّفة من أعظم الصفات التي يتسم بها كافة الرّسل، ولا سيّما خاتم المرسلين محمد -عليه السّلام-، حيث يقول -تعالى- في محكم تنزيله: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا).[٦]

تلازم هذه الصّفة الصّدق؛ فمحال أن يكون هناك صدق بلا أمانة، فهي من الصفات التي تتضمّن العديد من الأمور؛ كالمحافظة على حقوق العباد وتبليغ الرّسالة كما أمر الله -تعالى- وكتمان السّر، وغيرها من الأمور.

أن يكون الرّسول حكيمًا وذكيًا، يعلم كلّ ما يحدث حوله من النّوازل، ويدركها إدراكًا سريعًا، ويُعالجها مع القدرة على الإقناع، واقتضاءً بالعقل الحكيم والشريعة الإسلاميّة.

هي صفة ملازمة للأنبياء بعدم ارتكابهم للأخطاء والمعاصي، فهم معصومون عنها؛ حيث جاءت هذه الصفة منذ نبوتهم وحتى وفاتهم؛ مبرئين من أيّ خطيئة أو عيب، فبذلك يبلّغون الرّسالة على أكمل وجه.

شرح أثر الإيمان بالرسل للأطفال

تترتّب العديد من الآثار على الإيمان بالرّسل -عليهم السّلام-، من تقديرهم والإقرار على كافّة الأحكام التي جاؤوا بها، وفيما يأتي بيان ذلك:[٧]

• إدراك العناية التامة بخلق الله -تعالى- ورحمته للعباد

بإرساله للرّسل -عليهم السّلام- من أجل هداية الناس وتبليغهم وجوب اتّباع طريق الحقّ والابتعاد عن طريق الضّلال.

• الشّكر الدّائم لله -تعالى-

لإرساله للرّسل -عليهم السلام- مبشّرين ومنذرين للدّين الإسلامي.

• الثّناء على الرّسل -عليه السلام- كما يليق بهم

وتوقيرهم والحرص على الالتزام بما جاؤوا به من أحكام، فهم من صبروا على حمل الرّسالة وتحمّلوا الأذى الكبير.

المراجع

1. ↑ سورة البقرة، آية:285
2. ^ أ ب ت مجموعة من المؤلفين، أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 153. بتصرّف.
3. ↑ سورة النساء، آية:150-151
4. ^ أ ب عمر سليمان الأشقر، الرسل والرسالات، صفحة 17. بتصرّف.
5. ↑ غير محدد، الحاجة إلى الرسل، صفحة 20-28. بتصرّف.
6. ↑ سورة مريم، آية:41
7. ↑ “ثمرات الإيمان بالرسل”، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 26/1/2022. بتصرّف.