X
X


موقع اقرا » الآداب » مفاهيم ومصطلحات أدبية » شرح قصيدة بان الخليط

شرح قصيدة بان الخليط

شرح قصيدة بان الخليط


شرح قصيدة بان الخليط

كيف تجلّى الغزل في شعر جرير؟

من قصائد جرير التي يهجو فيها الأخطل هي قصيدة “بان الخليط”، ولكنه قد بدأها على طريقة الجاهليين بالوقوف على الأطلال، والتغزّل بالمحبوبة والحزن على فراقها، فيقول في هذه القصيدة:[١]

بانَ الخَليطُ وَلَو طُوِّعتُ ما بانا

وَقَطَّعوا مِن حِبالِ الوَصلِ أَقرانا

يرى جريرُ هنا أنَّ المحبوبة التي يتمنّى قربها على الدوام قد نأَتْ وابتعدتْ، ولو أنَّ الأمورَ طاوَعَتْهُ لما تركها تذهبُ إلى مكانٍ آخر، فها هي حبال الوصال قد قُطّعتْ، وها هو البينُ يأكلُ القلب ويشغلُ الفِكر، فقد انتهت مخالطة المحبوبة وضُربت المسافات فيما بينه وبينها، بعد أن كان حبل الودّ مترابطًا مع بعضه.

حَيِّ المَنازِلَ إِذ لا نَبتَغي بَدَلًا

بِالدارِ دارًا وَلا الجيرانِ جيرانا

تحيّتنا الوحيدةُ لهذه المنازلِ الخاليةِ بعدَ أن ارتحل عنها أصحابها، إذ إنّنا لا نريدُ بديلًا عنهم، لا نريد دارًا غير دارهم ولا جيرانًا غير جوارهم وقُربهم، فها أنا أقف أمام هذه الديار أحييها وأتذكر الودّ الذي كان ينعش قلبي منها، ولا أريد غيرها مهما كانت الأسباب والظروف.

قَد كُنتُ في أَثَرِ الأَظعانِ ذا طَرَبٍ

مُرَوَّعًا مِن حِذارِ البَينِ مِحزانا

كنتُ أسيرُ خلف القافلةِ المسافرة، كسيرَ الفؤادِ شَريدَ القلب، يهتزُّ جسمي أرقًا من الحزنِ والفراق إذ إنّني كنتُ أخشاه وأخشى أن يأتي هذا اليوم الذي سأفارق فيه أحبّتي، ذلك الفراق يروّعني ويُقلقني ويقصمُ ظهري بالكآبةِ واللوعة، ورغم خوفي الكبير من هذا اليوم ها هو يواجهني ويقصمُ ظهري بالحزن.

يا رَبُّ مُكتَإِبٍ لَو قَد نُعيتُ لَهُ

باكٍ وَآخَرَ مَسرورٍ بِمَنعانا

ثمَّ إنني إذا ما مِتُّ من الحزنِ فالكثيرُ من الأصحاب سيحزنُ عليّ ويبكي على فراقي، ولكن هناك الكثير أيضًا سيكونُ مسرورًا بسبب موتي وبسماع خبر نعوَتي، فالشّامتونَ كثُرٌ وإن كانت الأحبابُ كثيرةً، فما أشدَّ الحزن على الإنسان حين يجتمعُ عليه حزن الفراق وشماتةُ الأعداء.

لَو تَعلَمينَ الَّذي نَلقى أَوَيتِ لَنا

أَو تَسمَعينَ إِلى ذي العَرشِ شَكوانا

لو كنتِ تعلمين مقدار ما نُعاني من الشقاء والوجد لعذرتِنا ورجعتِ إلى ديارنا، أو لو كنتُ تستمعين إلى بثِّ الشكوى التي نشكو بها الفراقَ لله تعالى لعدلتِ عن سفرك وفراقك، فما يحدثُ بنا من الحزن والمرض والبلاءِ أحقُّ بأن تنظري فيه وتفكري به وتعدِلي عن فكرة هجركِ لأجله.

كَصاحِبِ المَوجِ إِذ مالَت سَفينَتُهُ

يَدعو إِلى اللَهِ إِسرارًا وَإِعلانا

وما الذي أصابنا منذ فراقكِ إلا كالذي يصيبُ العالقَ بين أمواجِ البحر المتلاطمة، بسفينته التي أوشكت على الغرق، فيلجأ إلى الله تعالى بكل ما أوتي من دعاءٍ وتضرُّع لكي ينقذه الله تعالى من الموتِ المحتّم، هذا هو حالي بعدكِ، أرجو من الله أن ينقذني من الغرقِ في موجِ الموتِ من الألم.

يا أَيُّها الراكِبُ المُزجي مَطِيَتَهُ

بَلِّغ تَحِيَّتَنا لُقّيتَ حُملانا

فيا أيها الراكبُ الذي يقودُ الجِمالَ لتسير في طرقاتها، بلّغ سلامنا وأشواقنا لأولئك الأحبة الذين يحملهم الهودج، عسى أن تلقى الهدايا والعطايا بسبب جبرك لخاطرنا وقلبنا المكسور من أثر الرحيل، وأوصل تحيّتنا وأشواقنا للحبيبة التي تقودُ جِمالها لتُسافر إلى البلدِ البعيدِ.

بَلِّغ رَسائِلَ عَنّا خَفَّ مَحمَلُها

عَلى قَلائِصَ لَم يَحمِلنَ حيرانا

اشرح عني هذا الهوى الذي كتمتُه بين أضلعي ولم أستطع أن أبديه قبل رحيل المحبوبة، فربما تحنُّ الجِمالُ التي تسير بالأحبّة فتقبلُ حمل الرسائل، إذ إنّها لم تقبل أن تحملَني في وحدتي وحيرتي وعنائي، لم تقبل أن تأخذني معها، بل تركتني وحيدًا هنا أحملُ همَّ عنائي لوحدي.

كَيما نَقولُ إِذا بَلَّغتَ حاجَتَنا

أَنتَ الأَمينُ إِذا مُستَأمَنٌ خانا

سوف نشهدُ حين تُبلّغ رسائلنا أنكَ أنتَ الأمينُ الذي لا يغدرُ بالأصحاب حين يغدر بقية الناس ويضيّعون الرسائل بين الناس والأحبة، فأنتَ المؤتمنُ على قلوبنا ورسائلها، وأنت الذي نعوّل عليه في إخمادِ بركانِ الشوقِ في أفئدتنا لما توصلهُ من سلامٍ بيننا.  

تُهدي السَلامَ لِأَهلِ الغَورِ مِن مَلَحٍ

هَيهاتَ مِن مَلَحٍ بِالغَورِ مُهدانا

سأهدي رسائلي وشِعري بما فيه من حنينٍ ولوعةٍ إلى القوم الذين سكنوا في “الغور من أهلِ “ملَح”، فما أبعدَ تلك الأمكنة التي سوف تمرُّ عليها المحبوبة، وما أعجزَ المسافاتِ عن التقائنا بهداياها ولقائها، وما أبعدَ هذه الأمكنةَ عن عيني وما أعجزني عن الوصول لتلك الديار التي تقيم فيها المحبوبة!

أَحبِب إِلَيَّ بِذاكَ الجِزعِ مَنزِلَةً

بِالطَلحِ طَلحًا وَبِالأَعطانِ أَعطانا

إنَّ ذلك المكان هو من أحبّ الأمكنة إلى قلبي، والعشب الذي ترعاه تلك الإبل هو أحبُّ العشب والشجر إلى قلبي، ومواليدُ تلكَ الإبل التي تحمل المحبوبة أيضًا هي أحبُّ الإبل إلى قلبي، وأقربها إلى فؤادي، فكل ما يتعلق بالحبيب محبوبٌ أيضًا، وكل ما يأتي من الأحبة يشفي علّة القلب.

يا لَيتَ ذا القَلبَ لاقى مَن يُعَلِّلُهُ

أَو ساقِيًا فَسَقاهُ اليَومَ سُلوانا

يا ليت قلبي الرقيق الذي تيّمه الحبّ يلقى من يشفي أسقامه وأوجاعه، فيعطيه الدواءَ لذلك المرض العُضال الذي أصابني به العشق، أو يسقيني شرابًا فيه النسيان والسلوى التي تجعلني أنشَغِلُ عن عناء الفراق الذي يأكلني من الداخل.

أَو لَيتَها لَم تُعَلِّقنا عُلاقَتَها

وَلَم يَكُن داخِلَ الحُبُّ الَّذي كانا

ليتني لم أرَ منها ذلك الوجه الذي جعل قلبي متعلقًا بها، فلم أعد أجد لذلك التعلق حلًّا ولا دواءً، وليته لم يشعر قلبي بحبها، لأنه كان هادئًا سعيدًا قبل معرفتها، فما وجدتُه من العناء منذ أن أحببت يجعلني أقف نادمًا، متمنّيًا ساعةَ راحةٍ ينعمُ بها فؤادي بعد كلّ هذا الاحتراق.

هَلّا تَحَرَّجتِ مِمّا تَفعَلينَ بِنا

يا أَطيَبَ الناسِ يَومَ الدَجنِ أَردانا

ليتكِ أيتها المحبوبةُ تشعرينَ بالقليل من الحرجِ لما فعلتِ بقلبي الممزق، أيتها المعطَّرةُ دائمًا بالروائحِ العطرة، حتى في أشدّ أيام المطر قوةً وغزارةً يتضوّعُ العطر من أكمامكِ الواسعة، فهل من الممكن أن تعري بنا ولو قليلًا، وهل من الممكنِ أن ترأفي بالقلب الذي قطّعتِه إرَبًا؟

قالَت أَلِمَّ بِنا إِن كُنتَ مُنطَلِقًا

وَلا إخالُكَ بَعدَ اليَومِ تَلقانا

كأنني أسمعكِ من بعيد وأنتِ تقولين بخيالكِ: “الحَقْ بنا إن كنتَ تريدُ الوصولَ إلينا”، ولكنكِ تعلمين أيضًا أنني مهما فعلت فلن أستطيع أن ألقاكِ مرةً ثانيةً بعد هذا الفراق، وكأنّ صوتكِ البهيّ يلاحقني فلا يجعل لي قدرةً على الصبر، أريد أن أصلَ إليه، ولكنه يقول لي أنك لن تستطيع ذلك.

يا طَيبَ هَل مِن مَتاعٍ تُمتِعينَ بِهِ

ضَيفًا لَكُم باكِرًا يا طَيبَ عَجلانا

يا صاحبة الرائحة الطيّبة، أليسَ لديكِ ما تمنحينه لضيفٍ صاحب قلب مكسور، قد عذَّبه الليلُ طويلًا فأتى في الصباح الباكر يلتمسُ منكِ المودّةَ والعطاء؟ إنني مثل الضيفِ الذي يأتي باكرًا، يريدُ الوصالَ وتدفعه المحبة إلى الإسراعِ في الزيارة، فلا يكادُ يأتي الصباح إلا وقد أتى ليراكِ.

ما كُنتُ أَوَّلَ مُشتاقٍ أَخا طَرَبٍ

هاجَت لَهُ غَدَواتُ البَينِ أَحزانا

إنني بكل هذا الحزنِ الذي جنيتُه لستُ أول إنسانٍ يودّعُ أحبّته ويقف على أطلالهم، فهناك الكثيرُ مثلي قد فارقوا أحبابهم فهيّجهم الفراق بالبكاء والحزنِ الشديد، أنَّ هذا ما يخفف أنيني وحزني، وهذا ما يجعلني أصبرُ على ما أنا فيه، فلستُ أوّل عاشقٍ يعاني مرارةَ الفراقِ وألمهُ.

يا أُمَّ عَمروٍ جَزاكِ اللَهُ مَغفِرَةً

رُدّي عَلَيَّ فُؤادي كَالَّذي كانا

أيتها المحبوبةُ التي سمّيتُها كما أهوى “أمّ عمر” كنايةً لها وتستّرًا على اسمها، أرجو أن يجزيكِ الله الخيرَ إن رددتِ عليَّ قلبي الهادئ الذي كان في داخلي قبل أن ترحلي وتفارقي، إذ إنني أرجو أن تُعيديهِ إليَّ بعد أن أخذتِهِ معكِ وارتحلتِ بعيدًا حيثُ لا عودة.

أَلَستِ أَحسَنَ مَن يَمشي عَلى قَدَمٍ

يا أَملَحَ الناسِ كُلِّ الناسِ إِنسانا

استجيبي لطلبي وحزني المنهمر على وجهي، فأنتِ الحنونةُ على من يحبّكِ، وأنتِ أفضلُ إنسانٍ عرفتُهُ بإنسانيّتكِ، وأفضل من يمشي بين الناس وأجملهم وأحسنهم خلقًا، أنتِ أجملُ من قد وقعتْ عليه عيني، فتأملتُه بعينِ قلبي، وأفضلُ من عاشرتُهُ فوجدتُ فيه الصفاتِ التي أحبها.[٢]

معاني المفردات في قصيدة بان الخليط  

  • بان الخليط: البَين هو الفراق والبُعد، والخليط هو المخالِط للإنسان، الصاحب أو الصديق الذي يشاركه في أمور حياته، أو يخالط قلبه بالحب كما في سياق القصيدة.[٣]
  • ولو طوِّعتُ ما بانا: ولو أنَّ الحياة والظروف تطيعني وتنقادُ لرغبتي بالشكل الذي أريدهُ لما حصل الفراق.[٤]
  • أقران: هو حبلٌ يجمع البعيرين ببعضهما، والشاعر يريد هنا ما كان بينه وبين محبوبته من مودّة وقُرب.[٥]
  • المنازل: هي الدّور التي يقيم فيها الناس.[٦]
  • الأظعان: مفردها ظعينة، وهي المرأة التي توضع في الهودج فوق الجَمَل لتسافر عليه.[٧]
  • الطرب: هو الاهتزاز من شدة الحزن أو من شدّة الفرح، وهي في سياق القصيدة الاهتزاز من الحزن الشديد.[٨]
  • مُروَّعًا من حذر البَينِ: أي: مُصابًا بالذُّعر من خوفِ الفقدِ.[٩]
  • صاحبِ الموج: الإنسان الذي يقود سفينة وسط الأمواج، والموج هو الماء المتدفق المتقاذف بالتتابُع.[١٠]
  • المُزجي مطيَّتَهُ: أي السائق لدابّتِهِ، الذي يدفعها برفق لتمضي في سبيلها الذي يريده لها.[١١]
  • الحِملان: هو ما تُحمل عليه الهدايا من الإبل وغيرها من الدوابّ التي كانوا يستخدمونها في السفر.[١٢]
  • المستأمَن: هو الإنسان الأمين الذي يأتمنهُ الناس على أموالهم وأعراضهم.[١٣]
  • الغور: اسم موضع، وهو في الأصل يعني الأرض المنحدرة، وهنا في القصيدة تعني مكان إقامة أهل المحبوبة.[١٤]
  • مَلَح: أيضًا اسم موضع في تلك الديار.[١٥]
  • الطلح: فهو شجر خفيف ترعاه الإبل.[١٦]
  • الأعطان: هو مبارك الإبل. [١٧]
  • الدجن: هو اليوم الممطر.[١٨]
  • الأردان: واحدها “ردن” وهو الكم الواسع، وطيب الأردان عند العرب كناية عن الإنسان الشريف الطاهر.[١٩]
  • يا طَيبَ: هي طَيبة اسم المرأة التي يتغزل بها، ويحتمل أن يكون تورية لمعنى الطِّيب أي العطر.[٢٠]

الصور الفنية في قصيدة بان الخليط 

أين تكمن روائع الصورة الشعرية في أبيات جرير؟

  • كَصاحِبِ المَوجِ إِذ مالَت سَفينَتُهُ
يَدعو إِلى اللَهِ إِسرارًا وَإِعلانا

هنا يشبه الشاعر نفسه بقائد السفينة وسط الرياح الهائجة، فالتشبيه عنصرٌ هامٌّ من عناصر البلاغة، إذ يكون متعلّقًا بأيّ شيء يمكنُ أن يُنقذُ حياته، فهنا يدعو الله ويرجوه بكل ما أوتي من إلحاح كي يُخرجه من محنتهِ. [٢١]

  • يا طَيبَ هَل مِن مَتاعٍ تُمتِعينَ بِهِ
ضَيفًا لَكُم باكِرًا يا طَيبَ عَجلانا

يشبه الشاعر نفسَه بالضيف الذي يأتي في الصباح الباكر ليحظى بالإكرام وحسن الضيافة، وفي هذا التشبيه تلطيف كبير يستطيع على طريقة الشعراء أن يتمكن من طلب الوصل من محبوبتهِ. [٢١]

  • حَيِّ المَنازِلَ إِذ لا نَبتَغي بَدَلًا
بِالدارِ دارًا وَلا الجيرانِ جيرانا

في هذا الشطر يشبه الشاعر المنازل بالإنسان الذي تُلقى عليه التحيّة، فحذَفَ المشبه به وهو الإنسان وأبقى شيئًا من لوازمه وهو استقبال التحية على سبيل الاستعارة المكنية. [٢١]

  • يا لَيتَ ذا القَلبَ لاقى مَن يُعَلِّلُهُ
أَو ساقِيًا فَسَقاهُ اليَومَ سُلوانا

هنا يشبه الشاعر السلوان والنسيان بالشراب الذي يُشرَب، فحذف المشبه به وهو الشراب وأبقى شيئًا من لوازمه على سبيل الاستعارة المكنية. [٢١]

  • يا أُمَّ عَمروٍ جَزاكِ اللَهُ مَغفِرَةً
رُدّي عَلَيَّ فُؤادي كَالَّذي كانا

يشبه الشاعر الفؤاد بالشيء الذي يُؤخَذ ويُعطى، فيطلب من المحبوبة أن تردّه إليه، فحذف المشبه به وهو الشيء وأبقى شيئًا من لوازمه على سبيل الاستعارة المكنية. [٢١]

  • بانَ الخَليطُ وَلَو طُوِّعتُ ما بانا
وقطعوا من حبال الوصل أقرانا

يشبه الشاعر هنا الوصل بالحبل الذي يمكن أن ينقطع عند الفراق، وفي هذا التشبيه تجسيدٌ للمعنى الذي يرمي إليه من شدة اتّصاله بالمحبوبة وتعلّقه بها. [٢١]

  • هَلّا تَحَرَّجتِ مِمّا تَفعَلينَ بِنا
يا أَطيَبَ الناسِ يَومَ الدَجنِ أَردانا

ينادي الشاعر المحبوبة بأنها أطيب الناس وفي ذلك كناية عن طيبة الرائحة. [٢١]

صاحب قصيدة بان الخليط

من هو شاعر النقائض؟

جرير التميميّ الأمويّ، الشاعر الكبير، أرقُّ من كتبَ في الغزل الذي بنى بشاعريّته صرحًا باذخَ الجمالِ والروعة، واسمه جرير بن عطية بن حذيفة، الملقب بالخَطَفي[٢٢]، يُكنّى بأبي حزرة، واشتهِر بهجاء الفرزدق فكان له هجاءٌ كثير، كما عُرِفَ بإجادة المديح أيضًا، إذ يعدّ جرير شاعرالنقائض إلى جانب الفرزدق، عاش في العصر الأموي من سنة 33 هـ إلى سنة 115 هـ، وكان من تميم، يُعدُّ من الطبقة الوسطى في قبيلته، وقد اشتُهر بكلماته الرقيقة في الشعر وانسيابية أسلوبه في صوغ المعاني.[٢٣]

يمكن القول إنّه إذا وقف المتأمّلُ على صفاته الشخصية فربما يجدُ فيها الغثّ والثمين، فقد كان يتمتع بصفاتِ أهل الفضل والمروءة، كما يتصف ببعض الأخلاقِ الذميمة كالبُخل والجُبن إن صحَّت الأقوالُ التي تحدّثت عنه بهذا الشأنِ. أصيبَ جرير في نهاية حياته بعلةٍ سببتْ له الوفاة، ثم ماتَ في السنة التي توفّي فيها الفرزدق، وقد توفي في اليمامة بعد أن بلغ الثمانين من عمره.[٢٣]

لقراءة المزيد حول الشاعر، ننصحك باالاطّلاع على هذا المقال: نبذة عن الشاعر جرير.

المراجع[+]

  1. “الديوان » العصر الاموي » جرير » بان الخليط ولو طوعت ما بانا”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 6/1/2021. بتصرّف.
  2. مهدي محمد ناصر الدين، شرح ديوان جرير، صفحة 450. بتصرّف.
  3. “تعريف و معنى بان الخليط في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي”، معجم المعاني ، اطّلع عليه بتاريخ 15/1/2021. بتصرّف.
  4. “تعريف و معنى طوّع في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي”، معجم المعاني ، اطّلع عليه بتاريخ 15/1/2021. بتصرّف.
  5. “تعريف و معنى أقران في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي”، معجم المعاني ، اطّلع عليه بتاريخ 15/1/2021. بتصرّف.
  6. “تعريف و معنى منزل في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي”، معجم المعاني ، اطّلع عليه بتاريخ 15/1/2021. بتصرّف.
  7. “تعريف و معنى الأظعان في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي”، معجم المعاني ، اطّلع عليه بتاريخ 15/1/2021. بتصرّف.
  8. “تعريف و معنى الطرب في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي”، معجم المعاني ، اطّلع عليه بتاريخ 15/1/2021. بتصرّف.
  9. “تعريف و معنى مروّع في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي”، معجم المعاني ، اطّلع عليه بتاريخ 15/1/2021. بتصرّف.
  10. “تعريف و معنى الموج في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي”، معجم المعاني ، اطّلع عليه بتاريخ 15/1/2021. بتصرّف.
  11. “تعريف و معنى أزجى في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي”، معجم المعاني ، اطّلع عليه بتاريخ 15/1/2021. بتصرّف.
  12. “تعريف و معنى الحملان في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي”، معجم المعاني ، اطّلع عليه بتاريخ 15/1/2021. بتصرّف.
  13. “تعريف و معنى مستأمن في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي”، معجم المعاني ، اطّلع عليه بتاريخ 15/1/2021. بتصرّف.
  14. “تعريف و معنى الغور في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي”، معجم المعاني ، اطّلع عليه بتاريخ 15/1/2021. بتصرّف.
  15. “تعريف و معنى ملَح في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي”، معجم المعاني ، اطّلع عليه بتاريخ 15/1/2021. بتصرّف.
  16. “تعريف و معنى الطلح في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي”، معجم المعاني ، اطّلع عليه بتاريخ 15/1/2021. بتصرّف.
  17. “تعريف و معنى الأعطان في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي”، معجم المعاني ، اطّلع عليه بتاريخ 15/1/2021. بتصرّف.
  18. “تعريف و معنى الدجن في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي”، معجم المعاني ، اطّلع عليه بتاريخ 15/1/2021. بتصرّف.
  19. “تعريف و معنى ردن في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي”، معجم المعاني ، اطّلع عليه بتاريخ 15/1/2021. بتصرّف.
  20. مهدي محمد ناصر الدين، شرح ديوان جرير، صفحة 450. بتصرّف.
  21. ^ أ ب ت ث ج ح خ زايد فهد، البلاغة بين البيان والبديع، صفحة 94. بتصرّف.
  22. همام بن غالب ، ديوان جرير، صفحة 5 – 6 . بتصرّف.
  23. ^ أ ب عبد المجيد الحر، جرير شاعر الجزالة والرقة والعذوبة جزء 36 من سلسلة أعلام الأدباء والشعراء، صفحة 53. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب