موقع اقرا » إسلام » أحاديث » شرح حديث جبريل عليه السلام

شرح حديث جبريل عليه السلام

شرح حديث جبريل عليه السلام


جبريل عليه السلام

جبريل -عليه السلام قائد الملائكة وأقربهم إلى الله تعالى، وقد ورد ذكره في القرآن الكريم ثلاث مراتٍ باسمه جبريل وأربع مراتٍ بلقبه “روح القدس” إلى جانب عدة مرات بألقابٍ أخرى كالروح الأمين وغيرها، وهو المَلك المُكلف بحمل الرسالات السماوية من الله تعالى إلى الأنبياء وآخرهم محمّد -صلى الله عليه وسلم- الذي رأى جبريل -عليه السلام- في صورته الملائكية الحقيقية مرتيْن عدا ذلك كان -عليه الصلاة والسلام- يراه في صُورٍ بشريّةٍ مختلفةٍ بحسب الحال كصورة الرجل الذي ظهر في المسجد النبوي، وجاء وصفه في كتب السُّنة النبوية ضمن الحديث المعروف باسم حديث جبريل -عليه السلام-.

حديث جبريل عليه السلام

حديث جبريل -عليه السلام- الوارد في كتب الحديث الصحيحة والمَروِّي عن عمر بن الخطاب وأبو هريرة -رضي الله عنهما- في صحيحَيْ مسلم والبخاري والأربعين النووية هو الحديث المشتمل على تعريف المسلم بأركان كلٍّ من الإسلام والإيمان والإحسان على الترتيب ثم سرد علامات يوم القيامة من خلال الحوار الذي دار بين جبريل -عليه السلام- وهو السائل ومحمد -صلى الله عليه وسلم- وهو المجيب عن الأسئلة، وقد اُلفت العديد من الكتب التي ترتكز على نص حديث جبريل -عليه السلام- والتي تشرح ما ورد في هذا الحديث. [١]

شرح حديث جبريل عليه السلام

“بينما نحن عند رسولِ اللهِ ذات يومٍ، إذ طلع علينا رجلٌ شديدُ بياضِ الثيابِ، شديدُ سوادِ الشعرِ، لا يُرى عليه أثرُ السفرِ ولا يعرفه منا أحدٌ، حتى جلس إلى رسولِ اللهِ، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخِذيه، ثم قال: يا محمدُ أخبرني عن الإسلامِ؟ قال: أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسولُ اللهِ، وتقيمَ الصلاةِ وتؤتيَ الزكاةِ، وتصومَ رمضانَ، وتحجَّ البيتَ إنِ استطعتَ إليه سبيلًا. قال: صدقتَ فعجِبنا إليه يسأله ويصدِّقُه، ثم قال: أخبرني عن الإيمانِ؟ قال: أن تؤمن بالله وملائكتِه وكتبه ورسلهِ واليوم الآخرِ والقدر كله خيرِه وشرهِ قال: صدقتَ. قال: فأخبرني عن الإحسانِ؟ قال: أن تعبد اللهَ كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك قال: فأخبرني عن الساعةِ؟ قال: ما المسؤولُ عنها بأعلمَ بها من السائلِ قال: فأخبرني عن أماراتها؟ قال: أن تلدَ الأمةُ ربتَها وأن ترى الحفاةَ العراةَ العالةَ رعاءَ الشاءِ، يتطاولون في البنيان. قال عمرُ : فلبثتُ ثلاثًا، ثم قال لي رسولُ اللهِ: يا عمرُ هل تدري من السائلُ قلتُ: اللهُ ورسولُه أعلمُ قال: فإنه جبريلُ -عليه السلام-أتاكم ليعلمَكم أمرَ دينِكم” [٢]

يُعدّ هذا الحديث الشريف من أعظم الأحاديث التعليمية بأسلوبه وطريقته وأسئلته وبساطة عباراته وآداب السائل وتواضع المسؤول وإجابته عن كل سؤالٍ فيصف راوي الحديث هيئة الرجل القادم إلى الجالسين بصفاتٍ لا تدل على أنه ابن سبيلٍ ويجلس مباشرةً إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- جلوسًا لصيقًا ثم يبدأ بطرح الأسئلة التعليمية للصحابة ومن ثم للأُمة جمعاء، فيبدأ أول أسئلته عن الإسلام وهو الدائرة الكبرى التي تشمل كل من نطق بالشهادتيْن وهو أول أركانه يليه الصلاة والزكاة والصوم والحج فإجابة الرسول الكريم هذه تلقى التصديق عند السائل مما يثير استغراب واستهجان الصحابة عن رجلٍ يسأل عن أمر لا يعلمه وفي ذات الوقت يُصادق على قول المُجيب، ثم ينتقل السائل إلى السؤال الثاني: عن الإيمان وهي الدائرة الأصغر والتي تشمل كل من آمن بالله تعالى إيمانًا حقيقيًّا لا يشوبه شركٌ، فيجيب الرسول الكريم بأنّ الإيمان هو إيمانٌ بالله تعالى ثم باقي أركان الإيمان وهي: الملائكة والكتب السماوية والرسل واليوم الآخر -يوم القيامة وما يترافق معه من البعث والعرض والحساب والجزاء- والإيمان بالقدر المكتوب على العبد سواءً خيرًا أم شرًّا، فيصادق السائل على هذه الإجابة أيضًا، ثم يطرح السؤال الثالث عن دائرة الإسلام التي تشمل أقل الأعداد ألا وهي دائرة المحسنين، فيسأل عن الإحسان وأركانه فيجيب الرسول الكريم بأنه عبادة الله تعالى مستحضرًا وجوده معك في كل عملٍ أو قولٍ، فإن عجز العبد عن استحضار معية الله معه فعليه أن يؤمن إيمانًا راسخًا بأن الله مطلع على كل أعماله وأقواله فيتصرف العبد وِفق هذيْن المبدأيْن فيكون بذلك من المحسنين الذين امتدحهم الله في أكثر من موضعٍ في القرآن الكريم، وتجدر الإشارة إلى أنّ كل مُحسنٍ هو مؤمن ومسلم لكن ليس كل مسلم أو مؤمن محسن؛ فهي مراتب أدناها الإسلام وأعلاها الإحسان.

يطرح السائل على الرسول الكريم سؤالًا هو موضع تساؤل الناس منذ الأزل ألا وهو قيام الساعة خاصةً مع إنكار غالبية الأمم لهذا الأمر، فيجيبه الرسول الكريم بأن السائل والمسؤول لا يعلمانها فهي مخفيةٌ عن جميع الخلائق بما فيهم الأنبياء والملائكة ثم يُخبر رسول الله عن علامات الساعة الدالة على اقتراب موعدها وهي جزءٌ من مجموع علامات الساعة الصغرى وهي:

  • ولادة الأَمة ربتها: أي زواج الأسياد بالإماء فتنجب تلك الأَمة بنتًا لها مكانة وشرف من شرف وسيادة أبيها فتعلو بذلك على منزلة أمها، وقد حصل ذلك في العهد الأول من الإسلام حين كثُرت الفتوحات الإسلامية وزالت بزوال مفهوم الرِّق والعبودية، وقال أهل العلم في تفسير هذه الأمارة هو كثرة عقوق الوالديْن في المجتمع بحيث تقلل وتحقر البنت من شأن أمها لكثرة عقوقها وكأنها أَمةٌ.
  • الثراء والغنى الفاحش لمن عُرف عنهم شدة الفقر وضنك العيش حتى وصفهم الحديث بالحفاة والعراة رعاة الأغنام وهم من قال عنهم النووي -رحمه الله- أهل البادية ومن على شاكلتهم قد بُسطت لهم الدنيا فأصبحوا ذوي أملاكٍ ومبانٍّ شامخة وهي موضع تسابق فيما بينهم أيهم يكنْ بنيانه أكثر طولًا.

وبعد مرور ثلاثة أيامٍ يسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- ابن الخطاب -رضي الله عنه- إذا كان يعرف من الرجل السائل ذلك اليوم فيُنكر عمر معرفته بالرجل، فيقول رسول الله: أنّه جبريل -عليه السلام- جاء كي يُعلم الناس مراتب الدين ومبادئه الراسخة المتعلقة بيوم القيامة. [٣][٤]

المراجع[+]

  1. الوسيط في علوم ومصطلح الحديث،,  “shamela.ws”، اطُّلع عليه بتاريخ 09-01-2019، بتصرف
  2. الراوي: عمر بن الخطاب، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح النسائي، الصفحة أو الرقم: 5005، خلاصة حكم المحدث: صحيح
  3. حديث جبريل عليه السلام،,  “www.islamweb.net”، اطُّلع عليه بتاريخ 09-01-2019، بتصرف
  4. شرح حديث مراتب الدين (من الأربعين النووية)،,  “www.alukah.net”، اطُّلع عليه بتاريخ 09-01-2019، بتصرف






اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب