موقع اقرا » إسلام » مواضيع دينية متفرقة » سوء الخاتمة وحسن الخاتمة

سوء الخاتمة وحسن الخاتمة

سوء الخاتمة وحسن الخاتمة


الموت

ينشغل كثير من النّاس بما سيكون عليه حالهم إذا جاءهم الموت، وما سيتبع ذلك من أحوال وأهوال، والمسلم الحقّ يطمئنّ بلقاء الله تعالى، فلن يجد إلّا ما قدّم من عملٍ صالحٍ، أمّا من لم يُقدّم من الأعمال إلّا القليل، ولم يستجب لأوامر الله تعالى، واتّبع هواه، فإنّه سيبقى في حالة خوفٍ وترقُّبٍ وهلعٍ ممّا سيكون عليه حاله بعد وفاته، وقد وعد الله -تعالى- من اتّبع رضوانه بحُسن الخاتمة والنجاة من العذاب، وتوعّد من لم يقم بما أمره الله به من فرائض، أو ارتكب ما نهى عنه من نواهٍ بسوء الخاتمة، واستحقاق العذاب له بعد ذلك، فما المقصود بكلٍّ من سوء الخاتمة وحسن الخاتمة، وما هي أسبابهما، وعلاماتهما؟

معنى سوء الخاتمة وحُسن الخاتمة

معنى سوء الخاتمة

سوء الخاتمة كما قال العلماء على رتبتين‏؛ الأولى أن يغلب على قلب الإنسان عند ظهور علامات الموت وسكراته الشّك، أو الجحود، فتُقبَض روحه على حالة الشّك، أو غلبة الجحود، ممّا يجعل حجاباً بين قلبه والله تعالى، وهذه الرتبة تقتضي العذاب المُخلّد للإنسان في الآخرة، وهي أعظم وأشدُّ خطراً من الرتبة الثانية، أمّا الرتبة الثانية فهي أن يغلب على قلب الإنسان عند موته حُبّ أمرٍ من الأمور الدنيويّة، أو شهوة من شهواتها، فيتمثّل هذا الأمر في قلبه حتّى لا يكون هناك متّسع لغيره، فتُقبَض روحه في حالة يكون قلبه مستغرقاً في أمور الدنيا.‏[١]

معنى حُسن الخاتمة

حُسن الخاتمة هو أن يُوفَّق العبد قبل دُنوِّ أجله؛ للابتعاد عمّا يُغضِب الله سبحانه وتعالى، والتوبة إليه من الذنوب والمعاصي، والإقبال على الطاعات، والقيام بأعمال الخير، ثمّ يكون موته على هذه الحالة الحسنة.[٢]

أسباب سوء الخاتمة وحُسن الخاتمة

أسباب سوء الخاتمة

لسوء الخاتمة عدّة أسباب، أهمّها ما يأتي:[٣]

  • الانحراف عن العقيدة السليمة، واتّباع سبيل الضلال، والزيغ عن الحقّ، قال الله سبحانه وتعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ).[٤]
  • الإعراض عن الله سبحانه وتعالى، والصدود عن نُصح الناصحين، والاغترار بزُخرف القول، والإعراض عن أحكام الشريعة والتحايل عليها.
  • مخالفة الظاهر للباطن؛ حيث يظهر العبد للنّاس بمظهرٍ يوحي بصلاحه، واستقامته، وملازمته للعبادة، وفي باطنه ما يُناقض هذا كلّه.
  • كثرة الذنوب التي يرتكبها العبد، وكثرة ورودها على القلب حتّى تطغى عليه كلّه، ومن الأمراض التي تُفسد القلب: الرِّياء، والغُرور، والغِشّ، والخِداع، والنفاق، وغيرها الكثير.
  • تأجيل التّوبة؛ اغتراراً بطول الأمل.

أسباب حُسن الخاتمة

لحُسن الخاتمة عدّة أسباب، منها ما يأتي:[٥]

  • تحقيق التوحيد لله سبحانه وتعالى.
  • ملازمة العبد لطاعة الله سبحانه وتعالى، والخوف منه.
  • الحذر من ارتكاب المُحرَّمات.
  • المبادرة إلى التّوبة، وعدم تأجيلها.
  • الإلحاح على الله -سبحانه وتعالى- في الدّعاء، بأن يتوفّاه الله -تعالى- وهو على الإيمان والتقوى.
  • أن يعمل العبد جاهداً على إصلاح ظاهره وباطنه، وأن تكون نيّته خالصة ًلله سبحانه.

علامات سوء الخاتمة وحُسن الخاتمة

علامات سوء الخاتمة

لسُوء الخاتمة عدّة علامات، منها ما يأتي:[٦]

  • النُّكول والامتناع عن النُّطق بالشهادتين.
  • السخط، والاعتراض على قضاء الله سبحانه وتعالى.
  • التحدّث بالمحرّمات والسيّئات، وإظهار تعلّق القلب بها قولاً أو فعلاً.

علامات حُسن الخاتمة

لحُسن الخاتمة عدّة علامات، وغالباً ما تظهر على المؤمن حال النّزع، منها ما يأتي:[٥]

  • النطق بالشهادتين عند الموت، والدليل على ذلك قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (من كانَ آخرُ كلامِهِ لا إلَهَ إلَّا اللهُ دَخلَ الجنَّةَ).[٧]
  • رشح الجبين عند الموت؛ أي: أن يكون على جبين المرء عرق عند الموت، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (موتُ المؤمنِ بعَرَقِ الجَبينِ).[٨]
  • موت المسلم ليلة الجمعة، أو في نهارها، وذلك لقول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (ما مِن مسلمٍ يموتُ يومَ الجمعةِ أو ليلةَ الجمعةِ إلَّا وقاهُ اللَّهُ فِتنةَ القبرِ).[٩].
  • استشهاد المسلم في ساحة القتال في سبيل الله تعالى، أو غازياً في سبيل الله، أو موته بمرض الطاعون، أو موته غرقاً، أو بمرض في البطن، مثل: مرض الاستسقاء، وغيره، وذلك لقول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (ما تعدُّونَ الشَّهيدَ فيكُم؟ قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، مَن قُتِلَ في سبيلِ اللَّهِ فَهوَ شَهيدٌ، قالَ: إنَّ شُهَداءَ أُمَّتي إذاً لقليلٌ، قالوا: فمَن هم يا رسولَ اللَّهِ؟ قالَ: مَن قُتِلَ في سبيلِ اللَّهِ فَهوَ شَهيدٌ، ومن ماتَ في سبيلِ اللَّهِ فَهوَ شَهيدٌ، ومَن ماتَ في الطَّاعونِ فَهوَ شَهيدٌ، ومَن ماتَ في البَطنِ فَهوَ شَهيدٌ، قالَ ابنُ مِقسَمٍ: أشهدُ على أبيكَ في هذا الحديثِ أنَّهُ قالَ: والغَريقُ شَهيدٌ).[١٠]
  • موت المسلم بسبب الهدم؛ وذلك لِما رواه الإمام البخاري، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، حيث قال: (الشُّهداءُ خَمسةٌ: المطعونُ، والمبطونُ، والغرِقُ، وصاحبُ الهدمِ، والشَّهيدُ في سبيلِ اللهِ).[١١]
  • موت المرأة المسلمة في نفاسها، أو أثناء حملها؛ وذلك لِما رواه الصحابيّ عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، حيث قال: (أنَّ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- عادَ عبدَ اللَّهِ بنَ رواحةَ، قالَ: فما تحوَّزَ لهُ عن فراشِهِ، فقالَ: أتدري مَن شُهَداءُ أمَّتي؟ قالوا: قتلُ المسلِمِ شَهادةٌ. قالَ: إنَّ شُهَداءَ أمَّتي إذاً لقليلٌ قتلُ المسلِمِ شَهادَةٌ، والطَّاعونُ شَهادةٌ، والمرأةُ يقتلُها ولدُها جَمعاءَ شَهادةٌ، يَجُرُّها ولدُها بسَررِهِ إلى الجنَّةِ).[١٢]
  • موت المسلم دفاعاً عن دينه، أو نفسه، أو ماله، أو أهله؛ وذلك لقول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (مَنْ قُتِلَ دُونَ مالِهِ فهوَ شهيدٌ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِه فهوَ شهيدٌ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ دينه فهوَ شهيدٌ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ أهله فهوَ شهيدٌ).[١٣]
  • موت المسلم مُرابطاً في سبيل الله؛ وذلك لِما رواه الإمام مسلم عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، حيث قال: (رباطُ يومٍ وليلةٍ خيرٌ من صيامِ شَهْرٍ وقِيامِهِ، وإن ماتَ جَرى عليهِ عملُهُ الَّذي كانَ يَعملُهُ، وأُجْريَ عليهِ رزقُهُ، وأُمِنَ الفتَّانَ).[١٤]
  • موت المسلم على عمل صالح؛ وذلك لقول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (مَنْ قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ ابْتغاءَ وجْهِ اللهِ، خُتِمَ لهُ بِها، دخلَ الجنّةَ، ومَنْ صامَ يوماً ابتغاءَ وجهِ اللهِ، خُتِمَ لهُ بِها، دخلَ الجنةَ، ومَنْ تصدَّقَ بصدَقةٍ ابتغاءَ وجْهِ اللهِ، خُتِمَ لهُ بها، دخلَ الجنةَ).[١٥].

المراجع

  1. “بيان معنى سوء الخاتمة”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-1-2018. بتصرّف.
  2. عبد الله بن جبرين (2007)، الخاتمة، صفحة: 8. بتصرّف.
  3. “سوء الخاتمة علاماتها وأسبابها”، www.islamweb.net، 11-11-2012، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2018. بتصرّف.
  4. سورة النور، آية: 39.
  5. ^ أ ب خالد بن عبد الرحمن الشايع، “علامات وأسباب حُسن الخاتمة وسوء الخاتمة”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-1-2018. بتصرّف.
  6. د. أمين الشقاوي (19-12-2009)، “سوء الخاتمة”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-1-2018. بتصرّف.
  7. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 3116 ، صحيح.
  8. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 1827، صحيح.
  9. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 1074، حسن.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1915، صحيح.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2829، صحيح.
  12. رواه الألباني، في أحكام الجنائز، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم: 53، إسناده صحيح.
  13. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن سعيد بن زيد، الصفحة أو الرقم: 6445، صحيح.
  14. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سلمان الفارسي ، الصفحة أو الرقم: 1913، صحيح.
  15. رواه الألباني، في أحكام الجنائز، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 58، إسناده صحيح.






اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب