X
X


موقع اقرا » تعليم » ثقافة » سلبيات العلم في حياة الإنسان

سلبيات العلم في حياة الإنسان

سلبيات العلم في حياة الإنسان


ما أبرز سلبيات العلم في حياة الإنسان؟

لا يمكن أن نتخيل حياتنا بدون العلم والتقدم والتطور التكنولوجي الذي وصلنا له، إلا أننا لا نستطيع أن ننكر في الوقت ذاته أن العلم سلاح ذو حدين، له ما له من إيجابيات وعليه ما عليه من سلبيات لا يمكن غض البصر عنها، [١] ومن أبرز سلبيات العلم على حياة البشرية:

التأثير على الفرد

أثر التقدم العلمي الذي أدى إلى التطور التكنولوجي سلبًا على حياة الفرد، أبسطها أن اختراع الهاتف المحمول أدى إلى الإدمان التكنولوجي، الأمر الذي قلل من الاتصال والعلاقات الفعلية بين الناس، ومن جانب آخر انتهك هذا التطور – لاسيما مع اختراع الإنترنت – من خصوصيتنا، فأصبح كل شخص لا يكاد يجد الوقت الشخصي لنفسه، كما أنه أدى إلى تعطيل الطلاب عن الاهتمام بالدراسة وبواجباتهم المدرسية. [٢]

كما أن اختراع الإنترنت والجلوس لفترات طويلة أمام شاشة الكمبيوتر، أدى إلى زيادة مخاطر الإصابة بعدد من الأمراض، مثل مشاكل العين، مشاكل العظام والعضلات، آلام الرقبة والظهر، والشعور بالإجهاد. [٣]

بحسب المعهد الوطني للصحة ووفق دراسة حصلت في عام 2016 حول العلاقة بين وسائل التواصل الاجتماعي ومشاكل الصحة العقلية كالاكتئاب والقلق، والتي قام بها: Elizabeth M Seabrook “إليزابيث إم سيبروك، Margaret L Kern “مارجريت كيرن، و Nikki S Rickard “نيكي ريكارد”، تم استنتاج أن الأشخاص الذين كانت تفاعلاتهم على وسائل التواصل سلبية، وتعرضوا للمقارنة الاجتماعية على الإنترنت، عانوا من مستويات أعلى من الاكتئاب والقلق. [٤]

التأثير على المجتمع

العلم والتطور التكنولوجي أثرا سلبًا على المجتمع أيضًا، حيث جعلت بعض التجارب والتطورات العلمية المجتمع في حالة من التفكك، بسبب الرأي والرأي الآخر بين مؤيدي ومعارضي هذه التطورات، فلو تم أخذ الخلايا الجذعية كمثال، يمكن ملاحظة أن أهم مميزاتها علاج الأعضاء التالفة، إلا أنه على الجانب الآخر نجد أن أبرز عيوبها يتمثل في استخدام العلماء للخلايا الجذعية التي تؤخذ من الأجنة، لتجربتها في معاملهم ومختبراتهم، حيث يستخدمون خلايا دماغ الأجنة مثلًا لعلاج مرض الزهايمر، كذلك سمحت التطورات العلمية التي ما زالت قيد التجربة للعديد من المحتالين في المجتمع بادعاء علاج بعض الأمراض المستعصية. [٥]

أما عن التكنولوجيا فلا بد من أنها تسببت وبالرغم من آثارها الإيجابية في تصدع العلاقات الأسرية والاجتماعية، وطمس ملامح العلاقة بين الآباء والأبناء، وساعد في زيادة حجم الفجوة بينهما؛ حيث إن استخدام التكنولوجيا للأغراض المدرسية لا يؤثر على العلاقات الأسرية لمحدودية الاستخدام إلا أن استخدامها في المنزل لأسباب اجتماعية أدى إلى الإضرار بالتواصل الأسري والعائلي. [٦]

ناهيك أن استخدام التكنولوجيا أدى إلى تفكك اجتماعي بسبب شعور أفراد المجتمع بمزيد من العزلة الاجتماعية والوحدة، وهذا ما أظهرته دراسة تمت في 2017 ، قام بها مجموعة من الباحثون بقيادة الدكتور Brian A. Primack “بريان بريماك”، على مجموعة من الشباب الذين تراوحت أعمارهم بين 19 و 32 عام، والتي أثبتت أن من استخدم وسائل التواصل الاجتماعي منهم أكثر، كان أكثر عرضة بثلاث مرات للشعور بالعزلة الاجتماعية ممن لم يستخدمها كثيرًا. [٧]

التأثير على البيئة

تأثير العلم على البيئة هو تأثير مزدوج، عملة ذات وجهين، حيث تظهر سلبيات العلم على البيئة في مقدار التلوث الذي تسبب فيه، بداية من اختراع البلاستيك – كالأكياس البلاستيكية التي لا يخلو منها أي سوبر ماركت على سبيل المثال – الذي تسبب في قتل عدد لا يحصى من الحيوانات، حيث تدور الكثير من الدراسات حول إن هذا البلاستيك يدخل في نظام السلسلة الغذائية ليصل في النهاية إلى الجسم البشري، مما يؤثر سلبًا على الصحة. [٨]

وتسببت اختراعات أخرى في زيادة نسبة التلوث البيئي أيضًا، كاختراع الزيت ودخوله في صناعات مثل: البنزين، الشامبو، طلاء الأظافر وغيرها، فاختراع البنزين على سبيل المثال كان قفزة علمية كبيرة حققت العديد من الفوائد، إلا أنه كان كان لها آثارًا سلبية خطيرة، حيث سببت تلوث البيئة الذي أضر بصحة كل الكائنات الحية لاسيما الإنسان، وتسببت في إصابته بأمراض الجهاز التنفسي، والاضطرابات العصبية، والسرطان وغيرها. [٨]

ليت الأمر توقف عند هذا الحد فحسب، بل إن النفط وما يتصل به فحم وغاز طبيعي وغيرها أثرت على المناخ والغلاف الجوي سلبًا، وهذا أدى إلى فشل إنتاج المحاصيل الزراعية، ارتفاع مستوى سطح البحر، والمخاطر الصحية الخطيرة على الإنسان والحيوان. [٨]

وقد قامت دراسة حديثة على يد الدكتور سانجاي راجاجوبالان مدير معهد القلب والأوعية الدموية بمستشفيات جامعة هارينغتون، قام فيها بتطوير جسيمات تحاكي تأثير التطور العلمي الذي تسبب فيه الإنسان على البيئة، بسبب اختراعه للوقود الأحفوري الذي تسبب في مشكلة عوادم السيارات، واكتشف أن تلوث الهواء الناتج عن هذا أدى إلى زيادة عوامل خطر الإصابة بالأمراض الخطيرة مثل: أمراض القلب والأوعية الدموية، السكتات الدماغية، والسكري من النوع الثاني. [٩]

التأثير على مصير البشرية

أصبح التقدم العلمي مخيف ومهدد لمصير البشرية، يريد العلماء متابعة التقدم والاكتشاف أيًا كان الثمن، حتى لو تسبب هذا في قدر هائل من الحرب والكوارث، وهذا ما يجعلهم يقومون باختراع الأسلحة النووية التي تسببت في العديد من الكوارث مثل كارثة هيروشيما وناغازاكي، وحادث جزيرة الثلاث أميال النووية [١٠]، ويقومون بالتجارب على الحيوانات الأمر الذي يمكن أن يدمر العالم الطبيعي تمامًا. [١]

وربما تتضح لا أخلاقية ومخاطر التطور العلمي التي نتحدث عنها في دراسات علم النفس في منتصف القرن العشرين، حيث انتهكت هذه التجارب حقوق الإنسان بفظاعة، وعلى الرغم من هذا كان لديهم مبررات لما يقوموا به، وهذه هي الخطورة، أن يصبح العلم وسبل التقدم إليه خارجة عن السيطرة، الأمر الذي يجعلنا نمشي في طريق يمكن أن يؤدي لفناء البشرية وزوالها. [١]

فعلى سبيل المثال كانت إحدى أشهر هذه التجارب، هي تجربة تمت في الستينيات، قامت بها دكتورة تدعى لوريتا بيندر في مستشفى كريدمور في نيويورك، حيث كانت تخضع الأطفال الصغار للعلاج بالصدمات الكهربائية، كان أصغر هؤلاء الأطفال يبلغ من العمر ثلاث سنوات فقط ! [١١]

وعلى سبيل مثال آخر، ففي عام 1953 إلى 1973م، قامت الحكومة الأمريكية بتجارب غير أخلاقية، صنعت فيها مواد كيماوية لتتلاعب بواسطتها بعقول بعض المواطنين المسجونين والمرضى في المستشفيات، وكانوا يعرضون هؤلاء المواطنين للاعتداء اللفظي والجنسي والعزلة والتنويم المغناطسيي والحرمان الحسي، وغيرها من أشكال التعذيب. [١١]

ما هي أهم فوائد العلم في حياة الإنسان؟

لا يمكن انكار أن إيجابيات وسلبيات التطور العلمي وجهان لعملة واحدة، فكما أن للعلم والتقدم التكنولوجي سلبيات وآثار جانبية، فإن فوائد العلم للإنسان تتجلى في العديد من المجالات والحقول بوضوح، فعلى سبيل المثال: [١٢]

  • تقليل الوفيات: أدى التطور العلمي الكبير في مجال الطب إلى زيادة متوسط الأعمار وتقليل معدل الوفيات بين الرضع.
  • تحسين الزراعة: حيث أدت تقنيات الري الحديثة وتحسين البذور وطرق مكافحة الآفات، إلى زيادة مستوى الإنتاجية في مجال الزراعة.
  • تسهيل الانتقال: حيث أدى اختراع وسائل النقل المختلفة بداية من السيارات حتى الطائرات، إلى تسهيل عملية التنقل، سواء للبشر أو للبضائع.
  • علاج الأمراض الفتاكة: أدى التطور العلمي في مجال الأدوية إلى إيجاد وسائل أكثر كفاءة لعلاج الأمراض الفتاكة.
  • استكشاف الفضاء: ساعدت التكنولوجيا والاختراعات الحديثة لمركبات الفضاء على اكتشاف أكثر قربًا للكواكب الأخرى، وإمدادنا بمزيد من المعلومات عن الفضاء.

لمعرفة أثر التقدم العلمي على حياة الإنسان، يمكنك الاطلاع على المقال الآتي: أهمية التقدم العلمي.

المراجع[+]

  1. ^ أ ب ت “10 PRIMARY ADVANTAGES AND DISADVANTAGES OF SCIENCE AND TECHNOLOGY”, wise healthy & wealthy, Retrieved 2020-11-29. Edited.
  2. “Technological Influence on Society”, bctv, Retrieved 2020-11-29. Edited.
  3. “Negative effects of technology: What to know”, medical news today, Retrieved 2020-11-29. Edited.
  4. “Social Networking Sites, Depression, and Anxiety: A Systematic Review”, ncbi, Retrieved 2020-11-29. Edited.
  5. “Scientific Advances and their Impact on Society”, amacad, Retrieved 2020-12-01. Edited.
  6. “Is Technology Creating a Family Divide?”, psychology today, Retrieved 2020-11-29. Edited.
  7. “Social Media Use and Perceived Social Isolation Among Young Adults in the U.S.”, ajpm, Retrieved 2020-11-29. Edited.
  8. ^ أ ب ت “Environmental Challenges Due to Scientific & Technological Advances”, study.com, Retrieved 2020-11-29. Edited.
  9. “Metabolic effects of air pollution exposure and reversibility”, jci, Retrieved 2020-11-29. Edited.
  10. “Three Mile Island Accident”, world nuclear, Retrieved 2020-11-29. Edited.
  11. ^ أ ب “20 Most Unethical Experiments in Psychology”, online psychology degree, Retrieved 2020-12-01. Edited.
  12. “Advantages and Disadvantages of Science and Technology”, tuts master, Retrieved 2020-11-29. Edited.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب