موقع اقرا » حول العالم » جزر العالم » سبب تسمية بحيرة قارون بهذا الاسم

سبب تسمية بحيرة قارون بهذا الاسم

سبب تسمية بحيرة قارون بهذا الاسم


البحيرات

البحيرات هي مياه دائمة الحركة تشغل أحواضًا داخلية لها حجم كبير، وهي على خلاف المستنقعات لا تحتوي على كميات كبيرة من الأعشاب أو النباتات الصغيرة العالقة كما في بحيرة آن في متنزه نورث كاسكيدز الوطني في واشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية، ولا تشكل البحيرات غير حوالي 0.009 % من إجمالي المياه في العالم، وتحتوي البحيرات المالحة على 0.0075 % من المياه في العالم، إلا أن بحيرات المياة العذبة تحتوي على أكثر من 98 % من المياه السطحية الهامة والمتاحة للاستخدام، ومن أشهر تلك البحيرات بحيرة قارون في مصر، وسيتناول هذا المقال توضيح سبب تسمية بحيرة قارون بهذا الاسم.[١]

الاختلافات بين البحيرات والأنهار

تختلف البحيرة عن النهر في أن البحيرة لها سطح مستو يغمر حوضًا مغلقًا جزئيًا وتتحرك فيه المياه بصفة دورية على الرغم من أنه قد يكون هناك تيارات ماء ضعيفة في بعض الأحيان، وقد تتدفق المياه فيه من مصدر واحد أو أكثر بينما يتدفق جزء آخر منها عبر الطرف الأدنى من الحوض، أما النهر فهو عبارة عن جسم مائي موجود في قناة مائلة وله تيار قوي في اتجاه المنحدر، وغالبًا ما يتصل كل نهر بجسم آخر من المياة على عكس البحيرة التي نادرًا ما تتصل بجسم مائي آخر، ورغم أوجه التشابه والاختلاف بين البحيرة والنهر إلا أنه أحيانًا يكون من الصعب التمييز بين النهر والبحيرة كما في الأماكن التي يتم فيها إنشاء جزء من جسم مائي من خلال بناء سد، فهذا يمكن أن يسبب تجمع زيادة كبيرة من المياه في عرض النهر، وبالإضافة إلى ذلك فالبحيرات قد تكون طبيعية أو صناعية بينما الأنهار هي مسطحات مائية طبيعية وتوجد في كل قارة تقريبًا.[٢]

بحيرة قارون

قبل توضيح سبب تسمية بحيرة قارون بهذا الاسم تجدر الإشارة إلى أن بحيرة قارون لها اسم آخر وهو بحيرة موريس، ولا يترتب على اختلاف أسماء البحيرة كثير فائدة وقد تعارف سكان تلك المنطقة من الفيوم على أن اسمها هو بحيرة قارون، وتوجد هذه البحيرة في منخفض الفيوم في مصر وتمثلها الآن بحيرة كارين الأصغر بكثير، وهي من أشهر البحيرات الموجودة في مصر إلى جوار بحيرة ناصر وغيرها من بحيرات مصر الرئيسة، ويتغير مستوى منسوب البحيرة باستمرار فهو يتأثر بظروف البيئة المحيطة والعوامل الجغرافية المختلفة، ويتم الآن تنفيذ مشاريع ضخمة لاستصلاح الأراضي لاستغلال مياة النيل بالفيوم على نحو كامل، وتجدر الإشارة إلى أن بحيرة قارون تتميز عن غيرها من البحيرات بالتربة الغرينية الغنية في الكثير من أراضي منطقة البحيرة وهو السبب الرئيس في الزيادة السكانية حول منطقة بحيرة قارون في الفيوم.[٣]

سبب تسمية بحيرة قارون بهذا الاسم

لتوضيح سبب تسمية بحيرة قارون بهذا الاسم ينبغي توضيح أنه وفقًا للمصادر العربية فإن بحيرة قارون في الفيوم يرجع اسمها إلى أحداث زمنية بعيدة لرجل يُدعى قارون وكان من أثرياء مصر القديمة حيث ذكرته الكتب المقدسة كالقرآن الكريم الذي ذكر أنه كان من الظالمين المفسدين في الأرض الذين كانوا يملكون من كنوز مصر الكثير مما دفعه للتكبر على الناس من حوله، وذكر البعض أن اسم بحيرة قارون إنما هو بارون لكن اختلط الأمر على البعض فأطلقوا عليها قارون، ويخلط البعض بينها وبين بحيرة أخرى تحمل نفس الاسم في لبنان ويعود أصولها إلى أصول آرامية بعيدة تعني الثمار الناضجة، ولتوضيح المزيد عن سبب تسمية بحيرة قارون بهذا الاسم تجدر الإشارة إلى أن الاعتقاد السائد عن بحيرة قارون بمصر أن الله قد خسف بكل تلك المنطقة في عهد النبي موسى عليه السلام من أجل أن يكون عظة للناس كي يتجنبوا الإسراف والتعالي والتكبر على غيرهم، وهذا هو تحقيق دعوة الأنبياء جميعهم لاسيما في عهد موسى حيث عمّ الفساد بمصر حينها من أفعال قارون وغيره، وهذا إجمالًا هو سبب تسمية بحيرة قارون بهذا الاسم.[٤]

تاريخ بحيرة قارون

بعد توضيح سبب تسمية بحيرة قارون بهذا الاسم تجدر الإشارة إلى تأثير البحر الأبيض المتوسط ​​عندما كان مجوفًا وحارًا في عصر الميوسين حيث كانت أرض الفيوم جافة في ذلك الوقت، وكان النيل يتدفق عبر قاع الوادي بعمق 2400 متر أو أكثر، وبعد إعادة تدفق مياه البحر الأبيض المتوسط ​​في نهاية العصر الميوسيني أصبح وادي النيل بمثابة ذراع البحر الذي يصل إلى أبعد من أسوان، وبمرور الأزمنة الجيولوجية امتلأت ذراع البحر بالتدريج وتكون وادي النيل، وفي نهاية المطاف كان قاع وادي النيل مرتفعًا بدرجة كافية للسماح للنهر بالفيضان والتدفق إلى الفيوم مما ساعد في تكوين بحيرة قارون لأول مرة منذ حوالي 3000 قبل الميلاد عندما كانت البحيرة تحد من مستوطنات العصر الحجري الحديث، وفي عام 2300 قبل الميلاد تم توسيع الممر المائي الممتد من النيل إلى بحيرة قارون من عصر أمنمحات الثالث أو ربما من قبل والده سنوسرت الثالث.[٥]

كان لبحيرة قارون ثلاثة أهداف رئيسة من وراء تأسيسها وتطويرها، وهي: التحكم في فيضان النيل وتنظيم مستوى مياه النيل خلال المواسم الجافة وخدمة المناطق المحيطة بالري، وهناك أدلة على قيام المصريين القدماء من الأسرة الثانية عشرة باستخدام بحيرة قارون كمستودع لتخزين فائض المياه لاستخدامها خلال فترات الجفاف، وقد ساعدت البحيرة في نقل بعض كتل الصخور البركانية مثل البازلت من مكان قريب من البحيرة حيث انتقلت إلى المنطقة المحيطة بمقابر الجيزة القديمة، وقد أعطت المشروعات المائية الهائلة التي قام بها المصريون القدماء لتحويل البحيرة إلى خزان مياه انطباعًا بأن البحيرة كانت عبارة عن منطقة تنقيب من 230 قبل الميلاد.[٥]

المراجع[+]

  1. “Lake”, www.britannica.com, Retrieved 18-12-2019. Edited.
  2. “What is the difference between a lake and a river?”, www.quora.com, Retrieved 18-12-2019. Edited.
  3. ” Lake Moeris “, www.britannica.com, Retrieved 18-12-2019. Edited.
  4. “What’s Arabic root of the name of Lake Qarun in Fayum, Egypt and Lake Qaraoun in Bekaa, Lebanon?”, www.quora.com, Retrieved 18-12-2019. Edited.
  5. ^ أ ب “Lake Moeris”, www.wikiwand.com, Retrieved 18-12-2019. Edited.






اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب