X
X


موقع اقرا » إسلام » أحاديث » راوي حديث (إنما الأعمال بالنيات)

راوي حديث (إنما الأعمال بالنيات)

راوي حديث (إنما الأعمال بالنيات)


راوي حديث (إنّما الأعمال بالنيات)

روى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى دُنْيا يُصِيبُها، أوْ إلى امْرَأَةٍ يَنْكِحُها، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إلَيْهِ).[١][٢]

وهو أبو حفص عمر بن الخطاب القرشي والعدوي، صحابيٌّ جليل، وأحد العشرة المبشّرين بالجنة،[٣] وقد اتّفق الشيخان البخاري ومسلم على صحة حديثه هذا، وأخرجه أيضاً مالك في الموطأ، وأحمد في المسند، وأصحاب السنن الأربعة، والدارمي، والشافعي، وغيرهم.[٤]

أحاديث أخرى رواها عمر بن الخطاب

كان عمر -رضي الله عنه- ممّن سعى للحفاظ على السّنة والاهتمام بها، وكان يحرص على معرفة ما ينزل على النبيّ -صلى الله عليه وسلم- من الوحي أولاً بأول، وهذا يدلّ على حرصه على معرفة ما ينزل من القرآن والسّنة.[٥]

وقد دلّ على ذلك ما أخرجه البخاري عن عمر -رضي الله عنه- قال: (كُنْتُ أنَا وجَارٌ لي مِنَ الأنْصَارِ في بَنِي أُمَيَّةَ بنِ زَيْدٍ وهي مِن عَوَالِي المَدِينَةِ وكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يَنْزِلُ يَوْمًا وأَنْزِلُ يَوْمًا، فَإِذَا نَزَلْتُ جِئْتُهُ بخَبَرِ ذلكَ اليَومِ مِنَ الوَحْيِ وغَيْرِهِ، وإذَا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَ ذلكَ)،[٦] ومن الأحاديث التي رواها عمر -رضي الله عنه-:

  • جاء في روايةٍ أخرى عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عن النّبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيَّةِ، وإنَّما لاِمْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى اللهِ ورَسولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إلى اللهِ ورَسولِهِ، ومَن كانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيا يُصِيبُها أوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُها، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إلَيْهِ).[٧]
  • عن عمر -رضي الله عنه-: (قالَ رَجُلٌ مِنَ اليَهُودِ لِعُمَرَ: يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، لو أنَّ عليْنا نَزَلَتْ هذِه الآيَةُ: {اليومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا} [المائدة: 3]، لاتَّخَذْنا ذلكَ اليومَ عِيدًا، فقالَ عُمَرُ: إنِّي لَأَعْلَمُ أيَّ يَومٍ نَزَلَتْ هذِه الآيَةُ، نَزَلَتْ يَومَ عَرَفَةَ، في يَومِ جُمُعَةٍ).[٨]
  • عن عمر -رضي الله عنه- قال: (يا رَسولَ اللَّهِ، إنِّي نَذَرْتُ في الجَاهِلِيَّةِ أنْ أعْتَكِفَ لَيْلَةً في المَسْجِدِ الحَرَامِ، قَالَ: أوْفِ بنَذْرِكَ).[٩]

شرح حديث (إنّما الأعمال بالنيات)

ابتدأ الحديث بقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إنّما المفيدة الحصر، والمقصود فيما بعدها أنّ العبد في كل ما يقوم من الأعمال سينال أجر النية التي دفعته للقيام به، وقيل إنّ المقصود بالأعمال أي الأعمال الخالصة فقط، وقيل إنّه يشمل جميع الأعمال؛ فإن كانت من العبادات فإنّه ينال الأجر والثواب، وإن كانت من العادات التي يقوم بها المسلم كالأكل والشرب لكنه نوى من القيام بها التقوّي على الطاعات، فإنّه ينال بها أيضاً الأجر والثواب.[١٠]

ويدل قول رسول الله: “وإنما لكل امرئ ما نوى” على أنّ الثواب يتحصّل من خلال النيّة الحسنة، والعقاب يتحصّل من خلال النية السيئة، وقد يكون العمل في أصله مباحاً لا ثواب ولا إثم يترتب عليه، لكنّ النية تؤدي إمّا إلى كسب الأجر أو الإثم.[١١]

ثمّ ذكر الهجرة وبيّن نوعيها؛ فمن كانت نيّته في هجرته مقصودة لأجل الله ورسوله وفراراً بدينه وابتغاءً لتعلم الإسلام، فإنّ له الأجر والثواب،[١١] أمّا من هاجر وجعل القصد من هجرته أمراً من أمور الدنيا؛ كالزواج، فهجرته ستعود عليه بنتيجة السبب الذي هاجر من أجل، وفي قوله: “إلى ما هاجر إليه” دلالةً على الاستهانة بالأمر والتقليل منه.[١١]

مكانة حديث (إنّما الأعمال بالنيات)

اتفق أهل العلم على صحة الحديث، وأَوْلاه العلماء مكانة كبيرة لما له من الفوائد العظيمة، وقد ذكره الإمام البخاري في أكثر من موضع في صحيحه، ورواه الإمام مسلم في نهاية كتاب الجهاد، وقال فيه الإمام أحمد والشافعي والبيهقي: “يدخل فيه ثلث العلم”، وذلك بناءً على أنّ العبد ينال الأجر إمّا بعمل القلب أو بعمل اللسان أو بعمل الأعضاء، والنية هي عمل القلب، فهي ثلث العلم.[١٢]

وعدّه بعض أهل العلم ربع العلم، وقال بعضهم هو نصف العلم، وقال ابن مهدي -رحمه الله-: “لو صنفت كتاباً لابتدأت بحديث إنما الأعمال بالنيات في بداية كل باب منه”، ووأصى المصنفين بالابتداء به في مصنفاتهم، فكان البخاري -رحمه الله- ممن استجاب لهذه الوصية، فجعله في مفتتح كتابه الذي يعدّ أعظم كتاباً بعد القرآن الكريم.[١٣]

وكذلك فعل الكثير من العلماء والمصنفين، مثل عبد الغني المقدسي في كتابه عمدة الأحكام، والنووي في كتابه المجموع، وكذلك الإمام السيوطي، إضافة إلى ما قام به الكثير من العلماء من شرحه وتخصيص مصنّفات فيه.[١٣]

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:1، صحيح.
  2. خالد نغوي (2020)، سبيل المهتدين إلى شرح الأربعين النووية (الطبعة 1)، القاهرة :الدار العالمية للنشر، صفحة 9. بتصرّف.
  3. د. أحمد المزيد، د. عادي الشدي، عمر بن الخطاب، صفحة 5-7. بتصرّف.
  4. أحمد بن الصديق الغماري، كتاب الهداية في تخريج أحاديث البداية، صفحة 104، جزء 1. بتصرّف.
  5. “ادعاء أنّ قلة مرويات الخلفاء الراشدين دليل على إهمالهم السنة”، بيان الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 14-4-2022. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 89، صحيح.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:1907، صحيح.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 7268، صحيح.
  9. رواه البخاري، في صحيح الخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:6697، صحيح.
  10. عبد المحسن العباد، شرح الأربعين النووية، صفحة 6، جزء 2. بتصرّف.
  11. ^ أ ب ت عبد المحسن العباد، شرح الأربعين النووية، صفحة 8، جزء 2. بتصرّف.
  12. ابن دقيق العيد (2003)، شرح الأربعين النووية في الأحاديث الصحيحة النبوية (الطبعة 6)، بيروت :مؤسسة الريان، صفحة 24. بتصرّف.
  13. ^ أ ب محمد صالح المنجد، دروس للشيخ محمد المنجد، صفحة 4، جزء 10. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب